مع تشديد إسرائيل قبضتها على غزة، يزداد الوضع تدهورا في شمال القطاع، وسط استمرار نزوح سكان تلك المناطق نحو الجنوب.

ويقول الجيش الإسرائيلي، إن "الجزء الأكبر من البنية التحتية العسكرية لحماس يقع بالمناطق الشمالية للقطاع"، التي تتوغل فيها القوات الإسرائيلية بهدف إنهاء حكم الحركة الفلسطينية المصنفة إرهابية، على القطاع.

وواصلت بعض العائلات الاحتماء في منازلها أو مع أقاربها، لكن الغارات الجوية العنيفة على المناطق التي كانت مكتظة بالسكان، بما في ذلك بيت حانون وجباليا ومدينة غزة، أجبرت العديد من السكان على المغادرة.

كما اندلعت معارك عنيفة في شوارع مدينة غزة، حيث استخدم مسلحو حماس أنفاقا لنصب كمائن للقوات الإسرائيلية، مما أدى لاستمرار عملية النزوح نحو الجنوب.

والأربعاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن "نحو 50 ألف مدني فلسطيني غادروا شمالي القطاع"، خلال مهلة منحتها إسرائيل واستمرت 4 ساعات.

ويسير العديد من المدنيين جنوبا حاملين أعلام بيضاء في الهواء، قلقين من أنهم قد لا يتمكنون من البقاء على قيد الحياة إذا بقوا في الشمال، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، التي شرحت مخاطر البقاء هناك على المدنيين.

الاحتياجات الأساسية

يواجه القاطنون شمالي القطاع، صعوبة في تأمين أبسط أساسيات الحياة، بعد أن فرضت إسرائيل حصارا كاملا شاملا على القطاع، عقب هجمات حماس في 7 أكتوبر.

كان شمالي قطاع غزة يضم 38 مخبزا عاملا، لكن 10 من هذه المخابز تعطلت بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية، فيما ليس لدى الباقي ما يكفي من الدقيق أو الماء أو الوقود للعمل، طبقا لصحيفة "واشنطن بوست".

وقالت روان أبو حمدة، وهي أم تبلغ من العمر 42 عاما وتعيش في مدينة غزة: "لا توجد مخابز تبيع الخبز في شمال غزة.. وأرفف البقالات فارغة والخضروات نفدت".

وعلى الرغم من أن أبو حمدة وفّرت ما يكفي من المياه لأسرتها لمدة 5 أيام أخرى، فإن معظم جيرانها لم يحالفهم الحظ.

وقالت: "الناس يسيرون على الطريق بحثا عن أي نوع من إمدادات المياه.. يمكنهم شراؤها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة للغاية".

وأضافت أن معظم الأسر "لا تستطيع استخدام أي فائض للاستحمام، لكن حتى بالنسبة للعائلات القادرة على القيام بذلك، فإن المياه غير نظيفة".

إغلاق المرافق الصحية

وتواجه المستشفيات مصيرا مماثلا، بعد إغلاق أكثر من 90 بالمائة من مرافق الرعاية الأولية في شمال غزة، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وتم إغلاق 7 مستشفيات رئيسية، ومن المتوقع أن يزداد النقص في الموظفين مع اختيار المزيد من الأسر الانتقال إلى الجنوب.

ولم يدخل الوقود إلى غزة منذ التاسع من أكتوبر، عندما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن فرض "حصار كامل" على القطاع.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني نزحوا منذ 7 أكتوبر، في حين انتقل بالفعل ثلثا النازحين داخليا في غزة إلى منطقة الإخلاء المحددة في الجنوب، لكن آخرين ما زالوا يبحثون عن مأوى آمن في الشمال.

ومع استمرار الغارات الجوية، قال فادي أبو شمالة إن جيرانه في مدينة غزة "يحتمون في مرآب السيارات الذي يقع تحت الأرض".

ودمرت الغارات الجوية الإسرائيلية الألواح الشمسية التي تزود الجناح الرئيسي بمستشفى الشفاء بالطاقة يوم 6 نوفمبر، مما أدى إلى تقليص إمدادات المستشفى إلى مولد ثانوي مخصص الآن فقط للأكسجين ومرضى غسيل الكلى. 

وأبلغ الهلال الأحمر الفلسطيني عن نقص حاد في الوقود، لدرجة أن مستشفى القدس أغلق جناح الجراحة فيه، وفق الصحيفة.

وشنت حركة حماس هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1400 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.

وردا على الهجوم، تشن إسرائيل غارات متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص حتى الآن، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: على القطاع

إقرأ أيضاً:

الأمطار تغمر مخيمات النزوح في غزة وتزيد معاناة النازحين

غمرت مياه الأمطار مخيمات النزوح في قطاع غزة ، بالتزامن مع تأثير منخفض جوي عميق يستمر حتى مساء غد الجمعة، في أجواء باردة ودرجات حرارة منخفضة.

وأفاد نازحون في جنوبي القطاع بأن مياه الأمطار تسللت إلى الخيام المهترئة، ما أدى إلى غمر أماكن نوم الأطفال والنساء وكبار السن.

وأشار النازحون إلى أن كافة إجراءات الحماية فشلت في التصدي للمنخفض الجوي والأمطار الغزيرة، مما زاد من معاناتهم الإنسانية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.

إقرأ أيضاً: مباحثات أمريكية متقدمة لفرض عقوبات على الأونـروا بزعـم "صلة بالـإرهاب"

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، صباح الخميس، تلقيه أكثر من 2500 نداء استغاثة نتيجة المنخفض الجوي الأخير في القطاع، الذي تسبب بأضرار كبيرة في عشرات خيام النازحين.

وأوضح أن القطاع يواجه تحديات قاهرة، حيث تضطر العائلات للنزوح من منطقة إلى أخرى بحثًا عن مأوى آمن.

كما حذر الدفاع المدني من أن المنخفض الجوي قد يؤدي إلى جرف المباني الآيلة للسقوط، ما يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة السكان.

وأكد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لتوفير المنازل المؤقتة وإغاثة المتضررين، بهدف التخفيف من الأوضاع الإنسانية الحرجة في القطاع.

بدوره، أكد بلدية رئيس دير البلح نزار عياش، أن الوضع في القطاع صعب للغاية بسبب الأمطار الغزيرة التي غمرت خيام النازحين، مشيرا إلى الحاجة الملحة لإدخال معدات وبيوت مؤقتة لمساعدة السكان المتضررين.

وأضاف أن البلدية تنسق مع الدفاع المدني واللجنة المصرية لتقديم الدعم للنازحين والسكان، مشددًا على أن الوضع كارثي في عدد من مناطق القطاع نتيجة المنخفض الجوي الأخير، مما يستدعي تحركًا عاجلًا لتخفيف المعاناة الإنسانية.

إلى ذلك، حذرت وكالة الأونروا من أن هطول الأمطار في قطاع غزة يضيف صعوبات جديدة، ويزيد الأوضاع المعيشية المتردية أصلا خطورة.

وأوضحت الوكالة أن البرد الشديد، والاكتظاظ، وانعدام النظافة في القطاع يزيد من خطر انتشار الأمراض والعدوى بين السكان، خاصة في ظل غياب المأوى الملائم والخدمات الأساسية.

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة: تصريحات السفير الأمريكي حول دخول 600 شاحنة يوميًا "مضللة" إسرائيل تمنع طفلا من رام الله من تلقي علاج منقذ للحياة الإحصاء: ارتفاع عدد رخص البناء خلال الربع الثالث 2025 الأكثر قراءة مدير الشفاء بغزة يحذر من نقص حاد في التجهيزات الطبية للجرحى مذكرة طلب اعتقال ضد أولمرت وليفني لارتكابهما جرائم حرب في غزة الأونروا تدعو لتوفير الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الهائلة في غزة بالفيديو: 100 مليون دولار من الصين لدعم غزة وإعادة إعمارها عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الضباب يعاود ارباك حركة الملاحة الجوية ويعطل مطار بغداد
  • ترحيب فلسطيني بقرار أممي يلزم إسرائيل بتمكين الوصول الإنساني الكامل إلى غزة
  • مطار كركوك: لا تأثير للظروف الجوية على حركة الطيران مع تركيا والسعودية
  • صحيفة إسرائيلية: إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة
  • توقف حركة الملاحة الجوية في مطار البصرة الدولي وانقطاع شبه تام للكهرباء بالمحافظة
  • محاولة لفهم ما يحدث في اليمن
  • إعلام عبري: واشنطن طالبت إسرائيل بتحمل تكاليف إزالة الركام في غزة
  • تفجير عقبة ثرة.. إعلانٌ جنوبي بدعم تحرير البيضاء يُثير رعب ذراع إيران
  • الأمطار تغمر مخيمات النزوح في غزة وتزيد معاناة النازحين
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر