غزة- للعام الثالث على التوالي تغيب شجرة عيد الميلاد عن بيت ليزا الصوري التي قتلها الاحتلال الإسرائيلي برفقة زوجها طارق وطفلها عيسى بصاروخ استهدف كنيسة القديس بيرفيريوس في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

مُسحت عائلة ليزا من السجل المدني، وانطفأت معها أضواء الأعياد التي اعتادت إضاءتها كل عام مصحوبة بدعوات السلام.

في غزة، تعود أعياد الميلاد حزينة على المسيحيين الذين اعتادوا أن يبدؤوا احتفالاتهم في منتصف ديسمبر/كانون الأول من كل عام بقرع أجراس الكنائس في البلدة القديمة استعدادا لاستقبال العيد لطائفتي الكاثوليك والأرثوذكس.

لكنّ الحرب الإسرائيلية على غزة قتلت فرحتهم وتركت فيهم جروحا غائرة يصعب التخلص منها.

يعيش في غزة هذه الأيام 667 فلسطينيا مسيحيا فقط (مواقع التواصل)فرحة منقوصة

تحاول مي عياد أن تعيد طقوس عيد الميلاد إلى بيتها بعدما غابت عنه لعامين قضتها بين القصف والجوع والنزوح.

وتقول مي -وهي أم لـ3 أطفال- للجزيرة نت إن صغيرتها مريم لا تعي ما هي شجرة عيد الميلاد، حيث نشبت الحرب وهي في الثانية من عمرها.

لكنها ستحرص هذا العام على اصطحاب أبنائها إلى الكنيسة وقت إضاءة شجرة الميلاد، ليعيشوا الطقوس التي حُرموا منها بسبب الحرب القاتلة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

وتشير عياد إلى صغيرتها التي تعرفت على "بابا نويل" من خلال الفيديوهات المتداولة عبر الإنترنت، وراحت تسألها عنه ومتى سيأتي، لكنْ لم تكن لديها إجابات وقت الحرب، متمنية أن يأتي عيد الميلاد بسلام وفرح دون حرب، وأن تجتمع ببقية أفراد عائلتها في الضفة المحتلة.

وللعام الثالث على التوالي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر بيت حانون (إيرز) وتحرم الفلسطينيين المسيحيين من الوصول إلى مدينة بيت لحم، حيث موسم الحج إلى كنيسة المهد هناك، وذلك في إطار العقوبات الجماعية التي تفرضها على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع.

إعلان

ورغم أن الاحتلال كان يعرقل سفر الكثير من المسيحيين المقيمين في غزة إلى محافظات الضفة المحتلة في السنوات التي سبقت الحرب فإنه كان يسمح لمرور عدد من النساء وكبار السن، لكنه يمنع حاليا خروج أي منهم.

استهداف متعمد

كانت عياد تحتمي وأسرتها بالكنيسة طوال العدوان الإسرائيلي على غزة، ونجوا من الموت مرات عدة حين كان القصف يشتد حول البلدة القديمة، حيث تتمركز الطائفة المسيحية قرب كنائسها هناك.

واستهدفت إسرائيل خلال الحرب 3 كنائس رئيسية مباشرة، ومنها ما تكرر استهدافها أكثر من مرة، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيها التاريخية ومرافقها الخدمية.

ويعيش في غزة هذه الأيام 667 فلسطينيا مسيحيا بعدما قتلت قوات الاحتلال أكثر من 20 منهم خلال حرب الإبادة التي شنتها على القطاع، أي ما يزيد على 3% من إجمالي عددهم، في حين اضطر المئات منهم إلى مغادرة القطاع خلال الأشهر الأولى للحرب، وذلك وفق آخر إحصائية حصلت عليها الجزيرة نت من الجهات الحكومية.

مسيحيو غزة يستعدون لموسم الأعياد بعد عامين من الحرب (مواقع التواصل)غربة قصرية

تعيش عبير متّى تجربة قاسية بعدما خرجت من غزة مرافقة لمصابة لتلقّي العلاج في مصر، ولم تستطع حتى اللحظة العودة إلى القطاع بسبب استمرار إغلاق قوات الاحتلال معبر رفح.

واعتادت عبير في السنوات التي سبقت الحرب أن تحتفل مع بقية أفراد عائلتها المقيمين في محافظات الضفة المحتلة عبر الإنترنت، وذلك بسبب تكرار رفض الاحتلال منحها تصريحا للوصول إليهم.

وتقول للجزيرة نت "جرت العادة أن أضيء شجرة عيد الميلاد في غزة، في حين شقيقتي تضيئها في رام الله، ونحتفل سويا".

وتستذكر عبير كيف كان الحظ يحالف والدتها قبل وفاتها بالسفر إلى بيت لحم لتجلب الهدايا إلى أحفادها، لكن الاحتلال الآن يحرم الجميع من هذه الطقوس.

يذكر أن المسافة بين مدينتي غزة وبيت لحم تُقدّر بـ75 كيلومترا فقط، لكنّ الاحتلال يقطع بحواجزه العسكرية الأواصر بينهما.

محاولة للفرح

بدوره، يقول عضو مجلس وكلاء الكنيسة الأرثوذكسية في غزة إلياس الجلدة إن "عيد الميلاد يأتي هذا العام وحرب غزة قد انتهت إلى حد ما، وننتظر أجواء جديدة لنفرح بالعيد وبأننا نجونا من الحرب المجنونة".

ويضيف الجلدة للجزيرة نت "لا نزال نشعر بالحزن لما خسرناه طوال الحرب من الأفراد والأبنية كحال أهالي القطاع المكلومين، ومع ذلك ننظر بعين الأمل لما هو قادم لتتغير أجواء الحرب وتعود الحياة لغزة".

وأوضح أن الكنيسة شيعت نحو 27 شهيدا مسيحيا قتلتهم إسرائيل خلال قصف أبنية الكنيسة، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة حرم مسيحييها من الاحتفال وإضاءة شجرة عيد الميلاد مرتين.

وذكر أن المرة الأولى التي لم تتم فيها إضاءة فيها شجرة عيد الميلاد كانت في ديسمبر/كانون الأول 2023 وقت حصار الكنيسة في مدينة غزة واقتراب الجيش الإسرائيلي منها، وقبلها بأسابيع قليلة ودّعوا نحو 18 شهيدا مسيحيا فكان من الصعب الاحتفال وسط الظروف القاسية، أما المرة الثانية فكانت في عام 2024 حينما كانت المجاعة تعصف بمدينة غزة وسط الخطر والقصف المستمر.

إعلان

وأشار الجلدة إلى أن هذا العام ستضاء شجرة عيد الميلاد داخل الكنيسة، لمحاولة بث الأمل والفرح للأطفال والعائلات، لإشعارهم أن الفرح قادم وأن أجواء الحرب انتهت.

ولفت إلى أن الاحتلال كان يسمح قبل الحرب على غزة بدخول نحو 400 مسيحي إلى الضفة الغربية والقدس للمشاركة في أعياد الميلاد، في حين يمنع البقية بحجة "دواع أمنية".

وعن أمنيات مسيحيي غزة في عيد الميلاد، يتمنى عضو مجلس وكلاء الكنيسة الأرثوذكسية بغزة انتهاء الحرب وإعمار القطاع، والاستقرار بدلا من النزوح في الخيام وساحات الكنيسة، وإضاءة الشجرة العام المقبل بسلام وأمان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات شجرة عید المیلاد على غزة بیت لحم فی غزة

إقرأ أيضاً:

عودة عرض "العيال فهمت" على مسرح ميامي احتفالًا برأس السنة وعيد الميلاد

تعود فرقة المسرح الكوميدي بقيادة الفنان ياسر الطوبجي لتقديم العرض المسرحي "العيال فهمت" في موسم جديد احتفالًا برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد.
ينطلق العرض يوم الخميس 25 ديسمبر في تمام الثامنة مساءً، ويستمر على مدار أسبوعين على خشبة مسرح ميامي بوسط البلد، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وفي إطار نشاط البيت الفني للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة.

العرض مأخوذ عن الفيلم العالمي الشهير "صوت الموسيقى"، وقد قُدّم سابقًا في المسرح المصري تحت عنوان "موسيقي في الحي الشرقي" بطولة نجوم الكوميديا سمير غانم وجورج سيدهم وصفاء أبو السعود.

يشارك في بطولة النسخة الحالية كل من(رامي الطومباري، عبد المنعم رياض، رنا سماحة، إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة الواعدة،ديكور د. حمدي عطية، أزياء شيماء محمود، مكياج أدهم عفيفي، دعاية أحمد نور، إضاءة محمود الحسيني، استعراضات دارين وائل، أشعار طارق علي، موسيقى وألحان أحمد الناصر.
العرض من تأليف طارق علي وأحمد الملواني، مخرج منفذ محمد مسعد، إخراج شادي سرور.
 

خلال شهر.. محافظة الجيزة تضبط 45 طن لحوم فاسدة ومذبوحة خارج المجازر دانيال كريج يكشف الجديد في حياته المهنية بعد تخليه عن جيمس بوند يورتشيتش يعاين ملعب مباراة بيراميدز وفلامنجو مداهمات الاحتلال الإسرائيلي في قرى القنيطرة ودرعا مستمرة أوقاف البحيرة تهنّئ أبناءها الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم هيو جاكمان يكشف تفاصيل معاركه الـ6 مع سرطان الجلد إجابة غير متوقعة.. منى الشاذلي تفاجئ ياسمين عبد العزيز بسؤال عن الاكتئاب مقتل معلمتين جراء إطلاق نار نفذه مسلحون غرب باكستان الاحتلال الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين شرق القدس وزارة الخارجية تكرم رموز الدبلوماسية المصرية.. فيديو السفيرة المصرية بزيمبابوي تؤكد: العلاقات بين البلدين في تطور مستمر دراسة تكشف: القلق والأرق يدمران جهاز المناعة آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر.. من الالتزامات العالمية إلى العمل الوطني الشباب والرياضة تواصل تنفيذ برنامج "معسكر الابتكار وريادة الأعمال" لدعم مهارات الطلاب القافلة التنموية الشاملة لجامعة عين شمس تصل قنا للعام السادس على التوالي هندسة طنطا تنظم زيارة طلابية لأعمال تنفيذ الخط الرابع بمترو الأنفاق الإسكان تدرس تنمية قري الظهير الصحراوي بمحافظة قنا نائب محافظ سوهاج يفتتح مسجد “السلام” بمدينة سوهاج الجديدة

مقالات مشابهة

  • إضاءة شجرة الميلاد في القصر الجمهوري
  • إضاءة شجرة الميلاد في قصر بعبدا (فيديو)
  • خلال ما يسمى عيد “الحانوكاه”.. استعدادات لاقتحامات واسعة للأقصى
  • عودة عرض "العيال فهمت" على مسرح ميامي احتفالًا برأس السنة وعيد الميلاد
  • استعدادات لاقتحامات واسعة للأقصى ودعوات للرباط فيه لإفشال مخططات المستوطنين
  • استعدادات لاقتحامات واسعة للأقصى ودعوات للرباط لإفشال مخططات المستوطنين
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • الكنيسة الأرثوذكسية تُحدد خطوات تسجيل حضور قداس عيد الميلاد المجيد 2026
  • ترامب يمنح زيلينسكي مهلة حتى عيد الميلاد لقبول صفقة سلام