من البر إلى الابتزاز متى يتحول اعتداء الأبناء على مال والدهم إلى جناية؟
تاريخ النشر: 13th, December 2025 GMT
في السنوات الأخيرة، ظهرت أمام محاكم الأسرة والنيابة العامة حالات إنسانية صعبة، يقف فيها آباء – تجاوزوا الستين أو السبعين – بحثًا عن حماية قانونية بعدما وجدوا أنفسهم ضحايا ضغوط نفسية أو مادية من أبنائهم، وصلت أحيانا إلى حد الاستيلاء على الأموال أو إجبار الوالد على التنازل عن ممتلكاته بدعوى أنه لم يعد قادرا على إدارة حياته.
قضايا مؤلمة تكشف جانبا مظلما من الخلافات الأسرية، وتطرح سؤال مهم.. هل استيلاء الأبناء على أموال الأب جريمة؟
القانون ..والجرائم الماليةيؤكد محمد سعيد محامي الأحوال الشخصية، أن القانون لا يمنح أحدا مهما كانت صلته، حق السيطرة على مال غيره دون إرادته، زأن كثيرين يعتقدون أن العلاقة الأسرية تمنح الأبناء مساحة في أموال والدهم، لكن الحقيقة القانونية تختلف تماما.
ويشرح المحامي: الاستيلاء على مال الأب جريمة كاملة الأركان، حيث أن القانون يجرم عدة صور من الاعتداء على المال، أبرزها الاستيلاء على مال الغير سواء بالتحايل أو الضغط أو الانتزاع، جريمة إساءة الأمانة المنصوص عليها في المادة 341 عقوبات، وتطبق حين يحتفظ الابن بأموال الأب أو عقاراته بصفة أمانة ثم يمتنع عن ردها، إجبار شخص على التنازل عن ممتلكاته تحت تهديد أو ضغط نفسي أو اجتماعي أو إكراه، وهي جرائم يعاقب عليها القانون وفق ظروف كل واقعة.
ويؤكد سعيد أن صلة القرابة لا تلغي المسؤولية الجنائية، والابن يحاسب مثل أي شخص إذا استولى على مال والده دون حق.
ويضيف: وفقا للقانون، تختلف درجة الجريمة بحسب طريقة الاستيلاء جنحة إذا كان هناك احتفاظ أو إنكار للمال مثل حيازة أموال أو أوراق ملكية تخص الأب ورفض ردها، تصرف الابن في ممتلكات الأب دون علمه، وتكون جناية إذا كان هناك تزوير أو إكراه أو تهديد مثل توقيعات أُخذت بالإكراه، مستندات ملكية مزورة، تحويلات مالية غير مشروعة، تهديد الأب لإجباره على التنازل، وفي هذه الحالات، قد تصل العقوبة إلى السجن المشدد.
كيف يثبت الأب أنه قادر على إدارة أمواله؟يشرح المختص أن إثبات أهلية الأب وإدارته لماله لا يعتمد على كلام الأبناء أو شكوكهم، بل على الأدلة الموضوعية فقط، وطرق إثبات أهلية الأب قانونيا تتمثل في إحضار تقارير طبية رسمية من مستشفى حكومي تؤكد سلامته العقلية، شهادات أقارب أو جيران يشهدون أنه يدير شؤونه بشكل طبيعي، مستندات تعاملاته المالية مثل حسابات بنكية، عقود بيع وشراء، إيصالات، تثبت أنه يدير أمواله بنفسه، ممارسة نشاطه التجاري أو المهني بشكل معتاد.
ويضيف المحامي: الأصل في الإنسان الأهلية، ولا يمكن سلبها إلا بحكم قضائي نهائي مبني على تقارير طبية قاطعة.
ويكمل:الحجر إجراء بالغ الخطورة، ولا يتم إلا بتوافر شروط صارمة وتتمثل في وجود عجز عقلي أو نفسي يمنع الشخص من إدارة ماله، تقرير لجنة طبية ثلاثية حكومية يثبت فقدان الأهلية، دعوى حجر قضائية ترفع أمام المحكمة المختصة، سماع أقوال الشخص نفسه في الجلسة، فحص الشهود والقرائن، ولا تقبل ادعاءات الأبناء دون أدلة طبية رسمية، كما أن ادعاء فقدان الأهلية كيدا قد يعرض مقدمه للمساءلة بتهمة البلاغ الكاذب والتشهير.
يؤكد المحامي أن الاستيلاء على مال الأب جريمة، ولا يبررها العمر ولا القرابة، والأهلية لا تسلب إلا بحكم قضائي، ولا يجوز للأبناء الحجر على والدهم بمجرد ادعاء، وأي ورقة توقع تحت الضغط أو الإكراه تعد باطلة قانونا.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: محكمة الأسرة نفقة أقارب دعوي طلاق للضرر دعوي تعويض أخبار الحوادث قانون الأحوال الشخصية الاستیلاء على على مال
إقرأ أيضاً:
سرقة فكرة أم توارد خواطر؟.. يوتيوبر يلاحق الإعلامية منى عبد الوهاب قضائيًا بتهمة الاستيلاء على برنامجه
في مفاجأة من العيار الثقيل، قررت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة تأجيل نظر الدعوى المدنية رقم 1761 المقامة من اليوتيوبر محمد علي عبد الرؤوف، الشهير بـ"موسيلفا"، ضد الإعلامية منى عبد الوهاب، بتهمة سرقة فكرة برنامجه "على المسرح"، إلى جلسة 2 فبراير المقبل.
في السطور التالية نرصد القصة الكاملة، حيث قال موسيلفا، في دعواه، إنه صاحب فكرة ومبتكر برنامج "على المسرح"، الذي قدمه عبر منصاته الرقمية، محققًا نجاحًا ضخمًا تجاوز ملايين المشاهدات، مؤكدًا أن البرنامج كان مصدر دخله الأساسي.
المفاجأة حسب أقواله، أنه بعد خروجه من السجن عقب حبسه في قضية نشر أخبار كاذبة انتهت بالبراءة، فوجئ بأن الإعلامية منى عبد الوهاب تقدم برنامجًا يحمل نفس الاسم والشعار والديكور وحتى الفكرة، ما اعتبره تعديًا واضحًا على حقوقه الفكرية واستغلالًا لمحتواه دون إذن أو اتفاق.
قررت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة تأجيل نظر الدعوى المدنية رقم 1761، المقامة من اليوتيوبر محمد علي عبد الرؤوف صالح، الشهير بـ"موسيلفا"، ضد الإعلامية منى عبد الوهاب، والتي يتهمها فيها بالاستيلاء على فكرة برنامجه الفني "على المسرح"، إلى جلسة 2 فبراير المقبل.
وجاء في أوراق الدعوى أن "موسيلفا" هو صاحب فكرة ومبتكر برنامج "على المسرح"، الذي بدأ في تقديمه عبر قناته على "يوتيوب" التي يتجاوز عدد متابعيها مليون مشترك، إلى جانب عرضه عبر منصاته الأخرى مثل فيسبوك وتيك توك، وحقق انتشارًا واسعًا وملايين المشاهدات.
وأوضح اليوتيوبر أن البرنامج كان يشكل مصدر دخله الأساسي حتى تم القبض عليه في مارس 2024 بتهمة نشر أخبار كاذبة، واحتجز 3 أشهر قبل أن يحصل على البراءة في مايو من العام ذاته.
وأشار إلى أنه بعد خروجه من محبسه فوجئ بقيام الإعلامية منى عبد الوهاب بتقديم برنامج يحمل نفس الاسم والشكل البصري، من حيث عنوان البرنامج، وشعار الستارة الحمراء، بل وذات الفكرة والموضوعات والأسئلة التي كان يطرحها، دون الرجوع إليه أو الحصول على إذن باستخدام المحتوى، وهو ما دفعه لتحريك دعوى قضائية للمطالبة بحقه.