حصن جبرين وابن رزيق ضمن برنامج اليونسكو للأحداث والشخصيات المؤثرة عالميا
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
باريس "العُمانية": تمكّنت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم من إدراج حصن جبرين، والمؤرخ الشاعر العُماني حميد بن محمد بن رزيق - عُنصرين ثقافيين جديدين في برنامج اليونسكو للاحتفال بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًّا.
جاء ذلك خلال مشاركة سلطنة عُمان في اجتماعات لجنة الشؤون الإدارية والمالية المنبثقة من أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، والمنعقدة حاليًّا في مقر المنظمةِ بالعاصمة الفرنسية باريس وتستمر حتى 22 نوفمبر الجاري.
وأدرجت منظمة اليونسكو حصن جبرين في هذا البرنامج ليكون أحد الأحداث التاريخية المهمة بمناسبة مرور 350 عامًا على إنشائه في عهد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي، واكتمل بناؤه عام 1675م. ويعدُّ هذا الحصن من أهم التحف المعمارية العُمانية في القرن السابع عشر، وشارك في بنائه أمهر الحرفيين والمعماريين آنذاك، واستُخدم كسكن ريفي للإمام، ومقرًّا لحكمه.
وأصبح حصن جبرين -في ذلك الوقت- مركزًا علميًّا يدّرس به أساتذة وعلماء يتم دعمهم وتعزيزهم من قبلِ الإمام نفسه؛ والذي عمل على تشجيعِ الطلاب على تعلّم مختلف العلوم والتخصصات، مثل: الفقه، والقانون، والأدب، والتاريخ، وعلم الفلك، والرياضيات، والطب، والكيمياء، فكان الحصن بمثابة جامعة علمية فريدة، زارها العديد من العلماء كأساتذة جامعيين، ومكثوا فيه فترة من الوقت للتدريس.
يُذكر أنّ عدد العلماء والكتّاب الذين تخرجوا من هذا المركز العلمي في عهد الإمام بلعرب بن سلطان يفوق الأربعين عالمًا. كما أدرجت منظمة اليونسكو خلال هذه الدورة المؤرخ الشاعر حميد بن محمد بن رزيق بمناسبة مرور 150 سنة على وفاته.
ويعتبر ابن رزيق من أهم المؤرخين العُمانيين في القرن التاسع عشر، وعمل على توثيق المرحلة التاريخية الممتدة منذ قيام أسرة البوسعيد حتى نهاية عهد السيد سعيد بن سلطان عام ١٨٥٦م وأثبت وقائعها وأحداثها بكلِّ أمانة ودقة، كما وثّق نشاط القوى الأوروبية في المحيط الهندي والمنطقة العربية، وأصبحت مؤلفاته شاهدًا على تلك الفترة ومرجعًا موثوقًا لأحداثها للباحثين في تاريخ عُمان، وقام بتحقيق مؤلفاته عدد من المتخصصين من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
واتسم أسلوبه بالحياد في كتابة الأحداث، وبتحقيق الروايات التي تصف الأحداث السابقة لزمانه، كما كان منفتحًا على علوم الآخرين من غير العُمانيين، إذ اطلع على دواوين كبار شعراء العربية مثل أبي تمام والمتنبي وابن هانئ الأندلسي.
وبإدراج هذين الملفين خلال هذا العام 2023م؛ يصبح عدد العناصر الثقافية التي أدرجتها سلطنة عُمان في هذا البرنامج الدولي ثمانية عناصر، حيث تمكّنت خلال السنوات الماضية من إدراج ست شخصيات عُمانية ضمن برنامج اليونسكو للاحتفال بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًّا، وهم: عالم اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي عام 2005م، والطبيب والصيدلاني راشد بن عُميرة الهاشمي الرُّستاقي عام 2013م، وفي عام 2015م تم إدراج الموسوعي والمصلح الاجتماعي الشيخ نور الدين عبدالله بن حميد السالمي والطبيب والفيزيائي أبو محمد عبدالله بن محمد الأزدي الملقب بابن الذهبي، كما أدرج الشاعر العُماني ناصر بن سالم الرواحي الملقب بأبي مسلم البهلاني في عام 2019م، وأخيرًا تم إدراج الملّاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي عام 2021م.
جديرٌ بالذكر أنّ وزارة التربية والتعليم ممثلةً باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم أعلنت عن تخصيص يوم العاشر من فبراير من كلِّ عام يومًا سنويًّا للاحتفاء بذكرى الشخصيات العُمانية المؤثرة عالميًّا والمدرجة في قائمة اليونسكو للاحتفاء بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًّا؛ وهو اليوم الذي يصادف انضمام سلطنة عُمان لمنظمة اليونسكو يوم العاشر من فبراير 1972م.
ويأتي الاحتفاء بهذا اليوم بهدف التعريف بالشخصيات العُمانية المؤثرة على المستويين المحلي والعالمي، والتركيز على إرثها المعرفي والعلمي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الع مانیة ع مانیة
إقرأ أيضاً:
جامعة القاهرة تناقش ملف العدالة التاريخية لدعم القضايا الإفريقية غدًا
تنظم كلية الدراسات الإفريقية العليا في جامعة القاهرة، صباح غد الأحد، ندوة علمية بعنوان «العدالة التاريخية والتعويضات: نحو مقاربة شاملة لإنصاف إفريقيا والشعوب ذات الأصول الإفريقية عن حقبة الرق والاستعمار».
قصر العيني يعتزم تصنيع أول جهاز إيكمو مصري جامعة عين شمس تكشف حقيقة انتماء ضياء العوضي لها المجلس الأعلى للجامعات يناقش الابتكار وريادة الأعمال في التعليم العالي عميد قصر العيني: نسعى لبناء شبكة شراكات دولية رائدة ندوة بآداب عين شمس تناقش "ظاهرة أطفال الشوارع" المجلس الأعلى للأمناء: منهج البرمجة والذكاء الاصطناعي يجهز "جيل المستقبل" مستشفى روجين الصيني: نتعاون مع قصر العيني لتطوير التكنولوجيا الطبية صيدلة القاهرة تحتفل بتخريج الدفعة 196 بكالوريوس رئيس جامعة مدينة السادات يشارك في فعاليات IRC EXPO 2025 خطة جديدة لقصر العيني في توسيع الشراكات الدوليةجاء ذلك تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، وإشراف الدكتور عطية الطنطاوي عميد الكلية.
ويحضر الندوة عدد من نواب رئيس الجامعة، ومساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، ونخبة من السفراء الأفارقة، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والباحثين المتخصصين في الشأن الإفريقي، إلى جانب الطلاب والمهتمين بالقضايا الإفريقية.
وأكد رئيس جامعة القاهرة أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقًا من الدور التاريخي والمحوري الذي تضطلع به الجامعة في دعم القضايا الإفريقية والدفاع عن حقوق شعوبها، إيمانًا بأن العدالة التاريخية ليست مجرد شعار، بل مسئولية أخلاقية وإنسانية، وحق أصيل للشعوب التي عانت من الرق والاستعمار ونهب الموارد.
وأوضح رئيس الجامعة أن جامعة القاهرة تحرص، من خلال منظومتها البحثية والعلمية، على تقديم دراسات معمقة ورؤى واقعية تسهم في ترسيخ مفاهيم العدالة وتحقيق التنمية المستدامة، بما يدعم الجهود الرامية إلى صناعة مستقبل أفضل للقارة الإفريقية.
وأوضح الدكتور عطية الطنطاوي عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا، أن الندوة تتضمن عدة جلسات علمية تناقش عددًا من المحاور المهمة، من بينها: الإطار التاريخي والفكري والأخلاقي للعدالة والتعويضات، وثقافة الاعتذار والتعويض في الفكر والواقع الإفريقي، والأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية لتجارة العبيد، والاستعمار الأوروبي في إفريقيا، وجريمة المذابح الجماعية خلال حقبة الاستعمار.
وأضاف عميد الكلية أن الندوة تتناول كذلك أسس المطالبة بالحقوق التاريخية، والخسائر الاقتصادية المترتبة على الرق والاستعمار، وخيارات التعويض بين التعويض المالي والتنمية المستدامة، إلى جانب الأطر القانونية والمواقف السياسية الدولية، ومواقف القوى الاستعمارية السابقة من قضية التعويضات، فضلًا عن دور الحركات الاجتماعية الإفريقية ومنظمات الشتات، ومواقف كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من هذه القضية.