رئيسة لجنة فلسطين النرويجية للجزيرة نت: تلقيت تهديدا بالقتل لتضامني مع غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
أوسلو – مع دخول الحرب على غزة يومها الـ36 وتكثيف قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراته، تُستهدف على الجانب الآخر الأصوات المؤيدة لفلسطين في الخارج، وقد يصل هذا الاستهداف إلى تلقي تهديدات صريحة بالقتل وغيرها من المضايقات، كما حدث مع رئيسة لجنة فلسطين النرويجية لينا الخطيب.
وفي مقابلة خاصة للجزيرة نت، تكشف الخطيب عن تفاصيل هذا التهديد والضغوطات التي تتعرض لها مؤسستها بسبب مواقفها الداعمة لغزة، وتنديدها للمجازر التي يقترفها الاحتلال حتى الآن في حق المدنيين.
أخبرتني الشرطة أن الشخص الذي هدنني بالقتل هو من أصول نرويجية، ولا يمثل أي مؤسسة بعينها، وأعتقد أن السبب الحقيقي الذي دفعه إلى ذلك هو رفضه لموقفي المعارض للاحتلال الإسرائيلي والمساند للشعب الفلسطيني، في مقابلة أجريتها على التلفزيون المحلي.
وقد أخذت عناصر الشرطة هاتفي لأخذ المعلومات الإلكترونية اللازمة من الرسالة المكتوبة التي وصلتني، لكنهم لم يلقوا القبض على المتهم، مما يعني أنه سيظل حرا طليقا.
وعلى الرغم من ذلك، لا أعتبر أن هذا التهديد خطير مقارنة مع الأوضاع الكارثية التي يعاني منها سكان القطاع المحاصر اليوم، وحتى الفلسطينيين الذين يعيشون في أوروبا، خاصة في ألمانيا وفرنسا.
في ضوء الأحداث الجارية الآن، أين يكمن دور منظمة فلسطين النرويجية؟نظمنا أكبر مظاهرة داعمة لفلسطين في مدينة أوسلو، شارك فيها نحو 6 آلاف شخص أمام وزارة الخارجية وأماكن أخرى، ولا تزال منظمتنا تستقبل الآلاف من الأعضاء الجدد، مما يدل على الدعم القوي والمتزايد للقضية الفلسطينية في البلاد.
وفي الوقت ذاته، نتعرض لضغوطات كبيرة من بعض الجهات التي ترى أن كل من يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني هو داعم بالأساس للإرهاب ولحركة حماس، ويمكن ترجمة هذا الربط بين فلسطين وحماس مع الإرهاب كوسيلة للتغطية على الانتهاكات التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي، حتى يغض المجتمع الدولي الطرف عنها.
من جهة أخرى، نتواصل بشكل مستمر مع المؤسسات الإنسانية التي تعمل في فلسطين، ونحاول الضغط على الحكومة النرويجية لتقديم مزيد من المساعدات وفرض عقوبات على إسرائيل، ومبدئيا، طالب وزير الخارجية النرويجي إسبن إيدا بوقف فوري لإطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإنهاء معاناة السكان هناك، لكنه لم يقم حتى الآن بإدانة قتل الفلسطينيين.
حتى لو استمر الجميع في الإصرار على هذا الوصف، فإن ذلك لا يمكن أن يعطي الحكومة الإسرائيلية أي عذر لاقتراف كل الجرائم التي ترتكبها في حق سكان غزة، ومع مرور الوقت، أصبح الكل يشاهد ويعرف أن الغارات الجوية التي ينفذها جيش الاحتلال لا تستهدف عناصر حماس، كما يدعي، وإنما يستهدف المدنيين، وأغلبهم من الأطفال والنساء العُزل.
ومع هذا التعنت العالمي غير المنطقي، أعتقد أن الدول الأوروبية لا تزال غير واعية لخطورة ما يحصل داخل القطاع المحاصر، وتستمر في ترديد عبارة "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها" رغم أن ما تقوم به الدولة العبرية يعد مجزرة، وليس دفاعا عن النفس.
ما هو سقف الحرية في النرويج عندما يتعلق الأمر بفلسطين؟بالنسبة لتعامل الشرطة وحرية التعبير، يعتبر الوضع في النرويج أفضل بكثير مقارنة مع باقي الدول الأوروبية، ولا نتعرض لمشاكل جسيمة عند التعبير عن آرائنا، ولكن ضغط الجهات الصهيونية أدى إلى جعل بعض المؤسسات حذرة بشأن ما تفعله وما تصرح به حول القضية الفلسطينية أو الدفاع عنها.
وأعربت لنا بعض الشخصيات التي تعمل في مجال الثقافة عن مخاوفها بشأن تأثير الحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني بشكل علني عليها، مؤكدين في الوقت نفسه إصرارهم على الدفاع عن حقوق الإنسان رغم كل شيء.
أنا وكل من يشاركني في هذا الاتجاه نؤمن بأن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، ولا نزال نثق بالقانون الدولي، ونقف مع القيم التي تحارب المجازر والاحتلال.
من الواضح اليوم أننا نشهد ازدواجية معايير صارخة، تمنح الضحايا البيض الأوروبيين حقوقا كثيرة ومختلفة تماما عما يتم تقديمه لضحايا الحروب في فلسطين وسوريا والسودان وأفغانستان، ومن ثم، فإن هذه الازدواجية قديمة، ولا يعاني منها فقط سكان قطاع غزة، لكنني أعتقد أن كثيرا من النرويجيين والأوروبيين بشكل عام بدأوا في فهم هذا الأمر.
فعلى سبيل المثال، استدعت الحكومة الكولومبية سفير بلادها لدى إسرائيل، وطلبت من السفير الإسرائيلي في بوغوتا الاعتذار والمغادرة، وأرى أن دول جنوب أميركا وأفريقيا وآسيا تمتلك وعياً أكثر بالقضية الفلسطينية، ويعون تداعيات وجود قوة مستعمرة على الأرض، على عكس أوروبا التي تعاني من جهل تاريخي وثقافي للقضية.
علاوة على ذلك، تحاول وسائل الإعلام الأوروبية التعتيم على فظائع الاحتلال، وترفض الاعتراف بوجودها، وذلك بسبب نجاح وسائل الإعلام الإسرائيلية في الترويج إلى فكرة "الحرب بين إسرائيل وحماس" بدل "الحرب بين إسرائيل وفلسطين"، وهذه مغالطة كبيرة.
هل أصولك الفلسطينية كانت سببا لتأسيس لجنة فلسطين النرويجية؟بالطبع، أصولي الفلسطينية ساعدتني لأكون قريبة وواعية أكثر بتفاصيل القضية، والدي فلسطيني الأصل ووالدتي نرويجية، ولا يزال أفراد من عائلتي يسكنون في الداخل الفلسطيني، وأتواصل معهم بشكل دائم.
وتمنحني أصولي -التي أعتز بهاـ الثقة والإصرار للاستمرار بما أقوم به، إضافة إلى ذلك أتلقى العديد من الرسائل من الأشخاص المتضامنين مع غزة لتقديم الشكر والقول بأنني أمثلهم وأوصل صوتهم للعالم.
من جهة أخرى، أعتقد أن عملي في لجنة فلسطين النرويجية يمنح التحفيز أيضا للآخرين، ويشجعهم على رفع الصوت والتضامن قدر الإمكان إلى أن تتحقق الحرية لفلسطين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحرب بین إسرائیل للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
“إحنا مبنتغيرش”.. مصر تعلن التزامها التاريخي تجاه فلسطين
في رسالة واضحة وصريحة، جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا بعبارته القوية “إحنا مبنتغيرش” على أن مصر لا تساوم في مبادئها، ولا تحيد عن دورها الإنساني والمحترم في دعم الشعب الفلسطيني.
وفي كلمة متلفزة، دعا الرئيس السيسي المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى تحمل مسؤولياتهم لوقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء معاناة المدنيين، مشددًا على أن موقف مصر لم يتغير ولن يتغير، لأنه تحكمه القيم والضمير والالتزام التاريخي.
وأكد الرئيس أن الجهود المصرية، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، تركزت منذ اندلاع الأزمة على ثلاث أولويات: وقف الحرب، إدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن، مؤكدًا أن القاهرة ستظل صوت الحكمة وسندًا للقضية الفلسطينية، دون أي انحراف عن ثوابتها أو التزاماتها الأخلاقية والإنسانية.
قال الكاتب الصحفي كمال ريان، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة بشأن الوضع في قطاع غزة، كانت تلقائية صادقة، خرجت من القلب، ولم تكن مكتوبة مسبقًا، مما أتاح لها أن تعبر بصدق عن مشاعر كل مصري وعربي تجاه المأساة الإنسانية في غزة.
وأكد ريان، أن الرئيس وجه كلمته للعالم، وليس فقط للشعب المصري، حيث عبر عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بشكل ممنهج، بهدف دفع الفلسطينيين لترك أراضيهم.
وقال إن مصر كانت من أوائل الدول التي نبهت إلى خطورة هذه السياسات الإسرائيلية، كما أنها لم تتأخر يومًا في دعم الشعب الفلسطيني، لا سيما خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
وأكد أن موقف مصر من القضية الفلسطينية كان واضحًا منذ اللحظة الأولى للحرب، حيث دعت إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والعمل على تبادل المحتجزين، وهي المبادئ التي تمسكت بها القاهرة في كل المحافل الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القمة العربية الإسلامية.
وأضاف ريان أن مصر لم تكتف بالمناشدات، بل بذلت جهودًا كبيرة مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة إنسانية، وواصلت التنسيق بعد انتهائها من أجل الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار.
وأكد أن الرئيس السيسي لم يترك مناسبة أو لقاء دوليًا دون أن يشدد على ضرورة إنهاء الحرب، ووقف سياسة التجويع، والسماح بدخول المساعدات، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط المصرية المستمرة ساهمت في تغيير مواقف العديد من القوى الدولية تجاه ما يحدث في غزة.
وقال إن مصر لم تغلق معبر رفح يومًا، كما أوضح الرئيس السيسي، بل إن العقبة كانت دائمًا من الجانب الآخر الخاضع لسيطرة الاحتلال، ورغم ذلك حرصت مصر على إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات، وقدمت أكثر من 70% من إجمالي ما دخل إلى القطاع منذ اندلاع الحرب.
وأكد ريان أن مصر تواصل الضغط والتواصل مع كل الأطراف الدولية، كما أن الرئيس السيسي لم يتوقف عن مناشدة قادة العالم، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بضرورة التدخل لوقف الحرب، وإنهاء المعاناة، والتوصل لحل شامل للقضية.
واختتم كمال ريان تصريحاته، بالتأكيد أن الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية؛ هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار، وأن مصر تواصل الدفاع عن هذا المبدأ، عبر المطالبة بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتماشى مع الشرعية الدولية ويرفض محاولات التهجير والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
سعيد الزغبي: إحنا مبنتغيرش مش مجرد كلام.. بل عقيدة سياسية ثابتة ضد التهجير والتوطينقال أستاذ السياسة سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن عبارة الرئيس عبدالفتاح السيسي “إحنا مبنتغيرش”، والتي جاءت في خطابه الأخير، لم تكن مجرد جملة عابرة، بل رسالة قوية تعكس ثبات الموقف المصري في وجه أي ضغوط داخلية أو خارجية، وتجدد التأكيد على المبادئ الراسخة للسياسة الخارجية المصرية تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد الزغبي أن هذه العبارة تمثل تكثيفًا دلاليًا لقيم السياسة المصرية، وترسخ صورة مصر كوسيط محترم وفاعل في المنطقة، لا يغير مواقفه حسب تغير الظروف أو المواقف الدولية.
وأضاف: “الرئيس السيسي وجه رسالة مزدوجة، من ناحية يطمئن الداخل بأن مصر لن تفرط في ثوابتها ولا في دعمها للشعب الفلسطيني، ومن ناحية أخرى يوجه تحذيرًا دبلوماسيًا إلى الأطراف الدولية الراهنة بعدم السعي لفرض حلول بديلة مثل التوطين أو التهجير، وهي حلول ترفضها مصر بشكل قاطع.”
وأشار الزغبي إلى أن الرئيس المصري أكد بوضوح على موقف بلاده الثابت من ضرورة وقف الحرب على غزة، ورفض التهجير القسري، والسعي الجاد لإدخال المساعدات، وتحقيق حل الدولتين، موضحًا أن هذه المواقف ليست جديدة بل تتكرر بثبات في كافة تصريحات الدولة منذ بداية العدوان.
وقال: “في زمن تتقلب فيه مواقف بعض القادة تحت ضغط التحولات أو المصالح، يأتي خطاب السيسي ليقول ببساطة ووضوح: نحن لا نساوم، ولا نتخلى عن مبادئنا.”
وشدد الزغبي على أن كلمات الرئيس تحمل أبعادًا سياسية وأخلاقية، وهي بمثابة إعادة رسم لحدود السيادة الوطنية، مضيفًا: “حين قال الرئيس (إحنا مبنتغيرش)، كان يحدد معالم مصر كما نعرفها: الدولة التي لا تساوم على دماء الأشقاء ولا تفرط في إنسانية الموقف.”
واختتم سعيد الزغبي تصريحاته بالقول: “من القاهرة إلى رفح، ومن منابر العروبة إلى ضمير الإنسانية، تظل مصر كما عهدناها صوت الحكمة وقت الانفعال، وسند المظلوم وقت الصمت. لقد علمنا الرئيس أن الثوابت لا تباع ، وأن مصر لا تنحني.”