هاشم أحمد شرف الدين
أخي العزيز شعب فلسطين العظيم
أمام عتبات الكلمات، أجد نفسي عاجزاً عن التعبير عن الألم العميق الذي تشعر به في قلبك نتيجة للخيانة والخذلان الذي تعرضت له من بعض شعوبٍ كنت تعتبرهم أخوتك.
لا يمكنني إدراك حجم الألم الذي تشعر به، فأنت قدّمت أكبر التضحيات من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية المسجد الأقصى المقدس نيابةً عن شعوب الأمة الجامدة بأكملها.
لو كان لتلك الشعوب إحساسٌ لكانت دماؤك التي تسيل من جسدك حمماً بركانية تذيب جمود عروبتها وجليد نخوتها فتتحرك وتجعلها نيرانا تتلظّى تحرق بها حكامها وأنظمتها المتواطئة مع العدو الإسرائيلي.
ولو كان لها شعورٌ لكانت دموعك التي تنهمي وتجري على وجهك أمطارا غزيرة تروي قلوب زعمائها الجافة فتنبت فيها الشهامة والمروءة والكرامة فتخوض المعركة معك.
كل تلك التضحيات الكبيرة التي تقدمها هي بغرض حماية دين المسلمين كل المسلمين، وهذا الجهاد الذي تؤديه هو بغرض الدفاع عن أرض العرب كل العرب، وهذا الصبر على القتل والتعذيب والحصار هو بغرض الحفاظ على أمان الشعوب العربية، ومع ذلك، فإنك الآن تجد نفسك وحيداً في مواجهة الخطر، بينما تتخلى غالبية الشعوب والأنظمة العربية والمسلمة عنك بلا رحمة !
إنك أخٌ عظيم يمتلك قلباً نبيلا وروحا شجاعة، ولهذا تواصل تقديم التضحيات الكبيرة دون أن تتنازل أو تستسلم، ترفض التهجير، وتخول دون تصفية القضية كما يفعل المنافقون الخونة.
كنت تعتقد أن الأخوة في الله والدين والعروبة رابطةً لا يمكن كسرها، وأنهم لن يتركوك بمفردك تواجه وحشية العدو الصهيوني الأمريكي والغربي، ولكن واقع الحال يصدمك ويعلّمك أن هناك شعوب عربية ومسلمة قد تقطع تلك الروابط القوية بطرق مؤلمة كما فعلت بعض تلك الشعوب التي فضّلت أن ترقص “الراب والدانس” على إيقاعات دوي القنابل والصواريخ المصبوبة عليك وأن ترقص وتتمايل على صرخات أطفالك وتأوهات نسائك وأنّات عجزتك، فتعيش مواسم الترفيه التي يرعاها زعماؤها الخونة الجبناء.
لقد زادت عظمتك حين لم تستجد نصرتك منهم، لأنك تدرك أن هذه المعركة لا ينال شرف خوضها سوى الأحرار الشجعان، وأن كرامتك لا يمنحها أمثالهم، فالقوة والشجاعة التي تمتلكها تجعلك مسنوداً بأحرار الأمة الصادقين في محور الجهاد والمقاومة، وتجعلك تستحق احترام وتقدير أحرار الشعوب في هذا العالم، بغض النظر عن ردة فعل أولئك المتخاذلين.
قد يكون الألم حاضراً الآن مع هذه الوحشية المفرطة التي تمارس ضدك وهذا الخذلان الموجع، لكن مع الصبر والثقة بالله سبحانه وتعالى، ستجد القوة الكافية لإحراز النصر والتحرر من آثار الخيانة والخذلان.
فلا تدع الألم يسيطر على حياتك ويحجب عنك الأمل. ابقَ قوياً واستمد القوة من إيمانك بالله سبحانه وتعالى وثقتك بوعوده. ولا تنس أن شعوبا وحركات أخرى يقدرون قيمتك ويفهمون التضحيات التي تقدمها، ويشاركونك حمل المسؤولية، ويبذلون ما في وسعهم لمساندتك والدفاع عنك، ويلتزمون بالوقوف إلى جانبك في هذا الوقت الصعب وفي كل الأوقات، ولا يقبلون أبداً بقطع روابطهم الدينية والعروبية معك، رغم التهديدات.
أخيراً، ها أنا – الشعب اليمني – أجدّد ما أكدته مبكرا على لسان قائدي السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأنك لست وحدك. أنا لا زلت معك وسابقى واقفاً بجانبك، وكذلك تقف شعوب دول وحركات محور الجهاد والمقاومة معك، فلا يأس ولا استسلام، ستبقى قوياً شامخاً، واعلم أن المعركة تحمل الكثير من المفاجآت والفرص لإلحاق الهزيمة بالعدو، فنصر الله وفرجه قد حانا بعد هذه الزلزلة الشديدة.
لك كل الحب وكل التقدير
مع خالص التضامن والوفاء
أخوك
الشعب اليمني
صنعاء – 27 ربيع آخر 1445هـ / 11 نوفمبر 2023م
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الفرق بين الورم والسرطان.. ما الذي يجب معرفته؟
يمكن أن يظهر الورم في أماكن متعددة مثل الدهون والعضلات والعظام والأعصاب والغدد. لكن ليس كل ورم سرطاني، ولا كل سرطان يظهر على شكل ورم.
غالبًا ما يختلط على كثيرين، وحتى على بعض العاملين في المجال الطبي، الفرق بين "الورم" و"السرطان"، ما يؤدي إلى ارتباك في فهم الحالة الصحية للمرضى. ففي بعض الأحيان يستخدم الأطباء مصطلحات مثل ورم، كتلة، آفة أو بقعة للتخفيف من وقع الخبر، بينما يقصدون السرطان فعليًا.
ما هو الورم؟يعرف قاموس أكسفورد الورم بأنه "أي انتفاخ غير طبيعي في أي جزء من الجسم أو عليه".
ويمكن أن يظهر الورم في أماكن متعددة مثل الدهون والعضلات والعظام والأعصاب والغدد. لكن ليس كل ورم سرطاني، ولا كل سرطان يظهر على شكل ورم. فهناك أورام حميدة لا تشكل خطورة عادة، مثل: الدهون تحت الجلد (Lipomas)، والأورام الدموية (Hemangiomas)، التي تظهر غالبًا كبقع حمراء أو أرجوانية على الجلد.
وفي المقابل، بعض الأورام الحميدة قد تسبب مشاكل بسبب موقعها، مثل:الألياف الرحمية (Uterine fibroids) التي تؤدي إلى نزيف حاد أثناء الدورة الشهرية، وأورام الغدة النخامية الحميدة (Pituitary adenomas) التي قد تفرز هرمونات بكميات مفرطة.
ورغم أنها ليست سرطانية، قد تكون هذه الأورام خطيرة أحيانًا ويُنصح بإزالتها جراحيًا.
ما هو السرطان؟ينشأ السرطان عندما تطرأ تغييرات جينية على الخلايا الطبيعية، تُعرف بالتحولات أو الطفرات، مما يسمح لها بالانفلات من الرقابة الطبيعية للجسم.
Related نتائج واعدة.. هل تغيّر الجسيمات المعدنية مسار علاجات السرطان؟قفزة علمية: تقنية تُحوِّل دواءً عادياً إلى قاتلٍ خارق للخلايا السرطانيةاكتشاف طبي جديد.. تجارب تُظهر إمكانية دفع الخلايا السرطانية إلى الموت الذاتيوتتميز الخلايا السرطانية بعدة خصائص، أبرزها: النمو غير المنضبط، ومقاومة جهاز المناعة، والقدرة على غزو الأنسجة المحيطة (الانتشار الموضعي) ،والانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم (النقائل أو Metastasis).
وبهذا، يُميز السرطان عن الورم الحميد، فالخلايا السرطانية خبيثة وقد تشكل تهديدًا لحياة المريض. وتجدر الإشارة إلى أن بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الدم (Leukemia)، لا تتشكل على هيئة كتلة صلبة.
كيف يتم اكتشافهما؟قد يلاحظ المريض وجود كتلة أو تورم، أو يظهر أثناء الفحوصات الطبية لأعراض معينة مثل صعوبة البلع. تختلف الأعراض بحسب مكان الورم أو نوع الخلايا المكونة له، فمثلاً أورام الجهاز الهضمي قد تسبب انسدادًا يؤدي إلى مشاكل في الهضم.
ويُستخدم التصوير الطبي مثل الموجات فوق الصوتية، الأشعة المقطعية (CT)، أو الرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم الورم. كما يمكن أخذ عينة من النسيج للفحص المجهري لتحديد ما إذا كان الورم حميدًا أم خبيثًا.
كيف يُعالج الورم والسرطان؟ ولماذا يجب استخدام المصطلحات الصحيحة؟يمكن أن يكون العلاج متشابهًا في بعض الحالات، مثل إزالة الورم السحائي في المخ أو سرطان الجلد القاعدي. لكن السرطان غالبًا ما يتطلب علاجًا أكثر تعقيدًا وسرعة، لأنه قد ينتشر ويشكل خطرًا على الحياة.
وتشمل خيارات العلاج أحيانًا: الجراحة، العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي أو العلاجات الجهازية الأخرى التي تؤثر على الجسم بأكمله.
ويسبب استخدام الكلمات بشكل خاطئ ارتباكًا لدى المرضى. فكلمة "سرطان" قد تحمل دلالات سلبية مرتبطة بالمرض والموت، بينما بعض أنواع السرطان لها فرص شفاء جيدة.
وقد أظهرت الدراسات أن أقل من نصف المرضى يفهمون أن مصطلح "ورم" قد يشير إلى السرطان إذا استخدمه الطبيب كطريقة للتلطيف.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة