الأمم المتحدة تنكس أعلامها حدادًا على ضحاياها في غزة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
نكست مقار الأمم المتحدة ومكاتبها في أنحاء العالم أعلامها يوم الإثنين، ووقف مسؤولوها وموظفوها دقيقة صمت حدادًا على أرواح 101 من زملائهم في وكالة "الأونروا" الذين استشهدوا في غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.
وفي المقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك، وقف رئيس الجمعية العامة دينيس فرانسيس، والأمين العام أنطونيو جوتيريش، ونائبته أمينة محمد، دقيقة صمت مع وفود عدد من الدول الأعضاء، حدادا على أرواح الشهداء.
وأعرب جوتيريش عن أسفه للخسائر غير المسبوقة في الأرواح، وأثنى على أولئك الذين يستمرون في تقديم واجبهم على الخطوط الأمامية لهذه الأزمة الإنسانية.
وقال: "أعداد من قضوا من موظفي الأمم المتحدة هو الأكبر في أي فترة مماثلة من تاريخ منظمتنا، وأنا أحيي جميع أولئك الذين يواصلون عملهم الحيوي على الرغم من التحديات والمخاطر الهائلة".
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع #غزة، أن خدماتها الإغاثية لنحو 700 ألف نازح فلسطيني، ستتوقف خلال الساعات الـ48 القادمة.#اليومالتفاصيل | https://t.co/otDBEJd6pO pic.twitter.com/gFGLUnmdwC— صحيفة اليوم (@alyaum) November 13, 2023مساعدة المدنيين الفلسطينيين
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، إن تكريم الشهداء من أعضاء "الأونروا" الذين فاق عددهم 101 شهيد بتنكيس أعلام الأمم المتحدة في كل مكاتبها ومواقعها في العالم، هو تكريم مناسب لذكرى الذين قدموا أغلى ما يملكون وهو حياتهم، في محاولة لمساعدة السكان المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكل هذه المجازر في قطاع غزة.
وأكد أن فلسطين تتذكر شهداء "الأونروا" وآلاف الشهداء الفلسطينيين، خاصة الأطفال الذين توجه الكثير منهم للاحتماء تحت علم الأمم المتحدة، في مدارسها ومؤسساتها الكثيرة المتواجدة في قطاع غزة.
وأشار إلى أنه يوجد أكثر من 700 ألف مدني فلسطيني في مؤسسات الأمم المتحدة يطلبون الحماية تحت ظل علمها، وبالرغم من ذلك سقط هذا العدد الكبير من الشهداء من الفلسطينيين، والكثير من الشهداء من موظفي الأمم المتحدة، الذين تكرمهم اليوم بتنكيس أعلامها في كل مواقعها بالعالم.
أبرز ما جاء في كلمة المفوض العام لوكالة "#الأونروا"، خلال #القمة_العربية_الإسلامية بالرياض#قمة_التضامن_مع_فلسطين#قمة_عربية_إسلامية_بالسعودية#اليوم pic.twitter.com/TRZRg2YEtO— صحيفة اليوم (@alyaum) November 11, 2023حماية المدنيين
وفي بهو الأمم المتحدة، تجمع عشرات الموظفين الأممين لتكريم زملائهم، وبعد دقيقة الصمت قُرأت أسماء موظفي الأونروا الضحايا، ورُفعت لافتات تدعو إلى حماية المدنيين.
وقالت وكالة "الأونروا"، في بيان صحفي، إن عدد قتلاها، الذي يعد الأعلى في تاريخ الأمم المتحدة، مستمر في الازدياد، وكان هؤلاء الزملاء من بين 13 ألف موظف في الأونروا يعملون في غزة، والعديد منهم قُتلوا مع عائلاتهم، وكانوا معلمين وأطباء وممرضين ومديري مدارس وموظفي دعم.
وقال مدير "الأونروا" في رفح توم وايت: "يقدر موظفو الأونروا في غزة تنكيس الأمم المتحدة العلم في جميع أنحاء العالم، ولكن في غزة، علينا أن نبقي علم الأمم المتحدة يرفرف عاليًا كعلامة على أننا ما زلنا واقفين ونخدم شعب غزة".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: وفا نيويورك الأمم المتحدة تنكيس أعلام الأمم المتحدة ضحايا الأمم المتحدة في غزة ضحايا الأونروا في غزة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
العربية لحقوق الإنسان: يجب حل مؤسسة غزة وملاحقة القائمين عليها
اتهمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" بأنها "أداة عسكرية بغطاء إنساني" تسهم بشكل مباشر في تنفيذ مخطط تجويع وتهجير السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، وتشارك بفعالية في جرائم الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 600 يوم.
وفي بيان أرسلته لـ"عربي21"، شددت المنظمة على أن المؤسسة، التي أُنشئت خارج منظومة الأمم المتحدة وترتبط مباشرة بجيش الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، لا تعمل لإيصال المساعدات بل لتقويض العمل الإنساني المستقل، وتجويع السكان، وإذلالهم، ودفعهم قسرًا نحو التهجير الداخلي.
عسكرة المساعدات
وقالت المنظمة إن إنشاء المؤسسة في 12 فبراير 2025، وتسجيلها في جنيف (سويسرا) وديلوار (الولايات المتحدة)، جاء بهدف صريح هو إلغاء دور الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المعترف بها، وتحويل الإغاثة إلى أداة في حرب الإبادة الجماعية.
وكشفت أن المؤسسة يديرها أربعة أشخاص، أبرزهم ديفيد بابزيان، الأرمني المقيم في بريطانيا، وديفد كولر السويسري، وجون مور الابن ولولك صموئيل، وكلاهما أمريكيان، وهي توظف أكثر من 300 فرد مسلح، يعملون ضمن خطة عسكرة صارخة للعمل الإنساني.
"مصائد موت".. لا مراكز توزيع
أشارت المنظمة إلى أن الاحتلال، عبر هذه المؤسسة، أقام فقط أربع نقاط توزيع للمساعدات، تركزت جميعها في جنوب قطاع غزة، ما أجبر عشرات الآلاف من سكان الشمال على المشي مئات الكيلومترات نحو الجنوب للحصول على ما يسد رمقهم، فيما حُرم كبار السن والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة من المساعدات كليًا.
ومنذ بدء عملها في مركز تل السلطان برفح في 27 مايو 2025، تحولت تلك النقاط إلى مصائد موت. ففي اليوم الأول قُتل 10 فلسطينيين وأصيب 60، وارتفع العدد خلال يومين إلى 17 شهيدًا و86 جريحًا، مع تسجيل 7 مفقودين.
وفي 1 يونيو، وقعت مجزرة جديدة راح ضحيتها 31 مدنيًا وأكثر من 170 جريحًا، تلتها مجازر متكررة في 3 و6 و7 و8 و9 و10 يونيو، كان أبرزها في 10 يونيو حين سقط 36 شهيدًا و207 جرحى في يوم واحد برصاص الاحتلال والحراس المتعاقدين مع المؤسسة، بحسب المنظمة.
استقالات وتواطؤ
أكدت المنظمة أن المؤسسة تفتقر إلى أي خبرة إنسانية، وأن أهدافها عسكرية بحتة، وهو ما دفع مديرها التنفيذي السابق جيك وود إلى الاستقالة مع عدد من المسؤولين، بعد اتهامات واسعة بضلوعها في جرائم الحرب.
ورغم تكرار المجازر، لم تُصدر المؤسسة أي بيان إدانة أو إعلان انسحاب، بل اكتفت بردود باهتة تُبرر الجرائم، كالقول إن "الجيش أطلق عيارات تحذيرية"، دون الإشارة إلى سقوط الضحايا.
مطالبة بتحقيق دولي ومحاسبة جنائية
دعت المنظمة وحدة الجرائم الكبرى في بريطانيا (SO15) إلى فتح تحقيق مع ديفيد بابزيان، المقيم في البلاد، بتهم الاشتراك في جرائم حرب، كما طالبت الحكومة السويسرية بإغلاق المؤسسة فورًا ومحاسبة مواطنها ديفيد كولر.
وحمّلت المنظمة حكومة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن هذه الجرائم، إلى جانب المؤسسة، مشيرة إلى أن استخدام المساعدات كسلاح ضد السكان المدنيين يُعد خرقًا واضحًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، ومبادئ الحياد والاستقلال التي تنظم العمل الإغاثي، كما ورد في اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الإضافية.
وأشارت إلى أن "السكوت عن عسكرة المساعدات وتحويلها إلى أدوات تهجير، هو تواطؤ دولي خطير"، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات، وإعادة الإشراف الأممي على المساعدات عبر قنوات مستقلة ومتخصصة.
شكوى للمحكمة الجنائية الدولية
أعلنت المنظمة أنها بصدد تقديم شكوى رسمية إلى مكتب الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية، تطالب فيها بفتح تحقيق فوري في الجرائم التي ارتكبها مسؤولو "مؤسسة غزة" باعتبارها ذراعًا أمنية تُنفذ أوامر جيش الاحتلال تحت غطاء إنساني.
وأكدت أن القائمين على المؤسسة متورطون بشكل مباشر في جرائم القتل العمد، التجويع، التهجير، والتعذيب، ويجب ملاحقتهم دوليًا ومحاسبتهم وفق القانون الدولي.
والأسبوع الماضي، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، إن توزيع المساعدات في قطاع غزة أصبح "فخا مميتا".
وشدد لازاريني على ضرورة أن "يكون تسليم وتوزيع المساعدات في قطاع غزة آمنا وعلى نطاق واسع، ولا يمكن القيام بذلك إلا عبر الأمم المتحدة".
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لنحو 100 يوم بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
ويجري توزيع المساعدات في ما تسمى "المناطق العازلة" عبر 4 نقاط 3 منها جنوب القطاع وواحدة قرب محور نتساريم (وسط)، وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط، إذ تَكرر توقف عمليات التوزيع بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، فضلا عن ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجازر دموية بحق الفلسطينيين المُجوّعين.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد الضحايا خلال محاولتهم الحصول على "المساعدات الأمريكية ـ الإسرائيلية" منذ 27 مايو إلى "127 شهيدا وألف و287 إصابة"، ممن وصلوا إلى المستشفيات، باختلاف طفيف مع إحصائية المكتب الحكومي الذي يرصد إجمالي الأعداد ممن وصل ولم يصل للمستشفيات.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.