قالت "هيومن رايتس ووتش"، الثلاثاء، إن هجمات الجيش الإسرائيلي المتكررة، وغير القانونية على ما يبدو، على المرافق، والطواقم، ووسائل النقل الطبية تمعن في تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة ويجب التحقيق فيها باعتبارها "جرائم حرب". 

وأضافت المنظمة أنه "على الرغم من ادعاءات الجيش الإسرائيلي في الخامس من نوفمبر بشأن "استخدام حماس المستخف للمستشفيات"، إلا أنه لم يتم تقديم أي دليل يبرر حرمان المستشفيات وسيارات الإسعاف من وضعها المحمي بموجب القانون الإنساني الدولي".

 

وأفادت "منظمة الصحة العالمية" أن 521 شخصا على الأقل، بينهم 16 عاملا طبيا، قُتلوا في 137 "هجوما على الرعاية الصحية" في غزة حتى 12 نوفمبر. 

واعتبرت المنظمة أن "هذه الهجمات، إلى جانب قرارات إسرائيل قطع الكهرباء والمياه وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، تعيق بشدة إمكانية الحصول على الرعاية الصحية". 

ووجدت الأمم المتحدة، حتى العاشر من نوفمبر، أن ثلثي مرافق الرعاية الأولية ونصف المستشفيات في غزة لا تعمل، في حين تتعامل الطواقم الطبية مع أعداد غير مسبوقة من المصابين بجروح خطيرة، حيث نفدت الأدوية والمعدات الأساسية من المستشفيات. 

ونقلت المنظمة عن أطباء في القطاع أنهم اضطروا إلى إجراء عمليات دون تخدير واستخدام الخل كمطهر.

وقالت المنظمة إنها حققت في هجمات على المستشفيات ووجدت أن القوات الإسرائيلية قصفت المستشفى الإندونيسي مرات عدة بين 7 و28 أكتوبر، فقتلت اثنين من المدنيين على الأقل، وتعرض المركز الدولي للعيون لقصف متكرر ودُمِّر بالكامل بعد غارة في 10 أو 11 أكتوبر، كما قُصف مجمع مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني ومحيطه يومي 30 و31 أكتوبر، مشيرة إلى أن الأضرار بالمستشفى، بالإضافة إلى نقص الوقود اللازم لمولدات المستشفى أدت إلى إغلاقه في الأول من نوفمبر. 

وأضافت المنظمة أن "الغارات الإسرائيلية المتكررة ألحقت أضرارا بمستشفى القدس، وأصابت رجلا وطفلا أمامه، كما قصفت القوات الإسرائيلية في مناسبات عدة سيارات إسعاف تحمل علامات واضحة". 

وتابعت أن "القوات الإسرائيلية نفذت عشرات الضربات، مما ألحق أضرارا بمستشفيات أخرى عدة في أنحاء غزة.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنه حتى 10 نوفمبر، اضطرت 18 من أصل 36 مستشفى و46 من أصل 72 عيادة للرعاية الأولية إلى الإغلاق. ويعود سبب الإغلاق القسري لهذه المرافق إلى الأضرار الناجمة عن الهجمات، فضلا عن نقص الكهرباء والوقود". 

ويدعي الجيش الإسرائيلي أن "حركة حماس تستخدم المستشفيات كبنية تحتية إرهابية"، ونشر لقطات تزعم أن حماس تعمل انطلاقا من أكبر مستشفى في غزة، "مستشفى الشفاء". وزعمت إسرائيل أيضا أن حماس كانت تستخدم المستشفى الإندونيسي لإخفاء مركز قيادة وسيطرة تحت الأرض، وأنها نصبت منصة إطلاق صواريخ على بعد 75 مترا من المستشفى.     

لكن منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقول إنها لم تتمكن من تأكيد هذه الادعاءات ولم تر أي معلومات تبرر الهجمات على مستشفيات غزة، مضيفة أنه "حتى لو كانت الادعاءات الإسرائيلية دقيقة، فإن إسرائيل لم تثبت أن الهجمات التي تلت ذلك على المستشفيات كانت متناسبة". 

وشددت المنظمة أنه "على الحكومة الإسرائيلية أن تنهي فورا الهجمات غير القانونية على المستشفيات وسيارات الإسعاف وغيرها من الأعيان المدنية، فضلا عن الحصار الشامل الذي تفرضه على قطاع غزة، الذي يرقى إلى جريمة الحرب المتمثلة في العقاب الجماعي". 

كما طالبت المنظمة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين الخاضعين لسيطرتها من آثار الهجمات، وعدم استخدام المدنيين "كدروع بشرية".

ودعت المنظمة "الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وألمانيا وغيرها من الدول إلى تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل طالما استمرت قواتها بلا عقاب في ارتكاب انتهاكات خطيرة وواسعة ترقى إلى مستوى جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الرعایة الصحیة المنظمة أن

إقرأ أيضاً:

طفولة تحت القصف.. جريمة موثقة جديدة يرتكبها الاحتلال بغزة

في مشهد يتجاوز حدود الألم، ويختصر حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة منذ ما يقارب 20 شهرا من القصف والتجويع والتهجير، وثق مقطع فيديو جديد لحظة استهداف طفلين كانا يحملان أدوات بسيطة لجلب المياه لعائلتهما، قبل أن تستهدفهم مسيرة إسرائيلية بشكل مباشرة.

فقد أثارت هذه الحادثة المروعة موجة غضب عارمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حادة حول مصير الطفولة في قطاع غزة، في ظل الاستهداف المباشر والممنهج، مقابل سكوت دولي مستمر تجاه جرائم الإبادة التي تُرتكب بحق الأبرياء.

في ذات السياق، وصفه ناشطون بأنه "دليل على وحشية لا تعرف الرحمة"، لم يكن سوى مشهد جديد في سلسلة طويلة من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، وسط محاولات مستمرة لتزييف الحقائق وتبرير الإبادة بحق الأطفال والنساء والرجال على حد سواء.

ومن جهته، ذكر رامي عبده، رئيس المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن عائلة فلسطينية كانت تحاول الوصول إلى منزلها في المنطقة الواقعة بين شرق وجنوب خان يونس، بحثا عن برميل لحفظ المياه، في ظل النقص الحاد في المياه، قبل أن يستهدفها الجيش الإسرائيلي مباشرة.

وأشار عبده إلى أنه في محاولة لتبرير الجريمة، نشر الجيش الإسرائيلي صورا زاعما أن أفراد العائلة مقاتلون من حركة حماس، وأن البرميل الذي كانوا يحملونه يحتوي على متفجرات.

عائلة فلسطينية كانت تحاول الوصول إلى منزلها في المنطقة الواقعة بين شرق جنوب خانيونس، بحثًا عن برميل لحفظ المياه في ظل النقص الحاد في المياه، فاستهدفها الجيش الإسرائيلي.

وفي محاولة لتبرير الجريمة، نشر الجيش صورًا زاعمًا أن أفراد العائلة مقاتلون من حركة حماس ويحملون برميلًا يحتوي… pic.twitter.com/v9u5Sc0Oi2

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) June 1, 2025

إعلان

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي سبق أن نشر مقاطع مشابهة، قام المركز بتفنيد زيفها بالأدلة، إلا أنه لا يزال يواصل تكرار الأكاذيب ذاتها لتبرير استهداف المدنيين العُزّل.

ومن بين هذه الحالات، أشار عبده إلى مقطع موثق لقتل شابين في منطقة الزيتون جنوب غزة، حيث زعم الجيش أنهما كانا يحملان قذيفة، لكن التحليل الدقيق أظهر أن الشابين كانا يدفعان دراجة هوائية بوضوح.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي أقرّ لاحقا بكذبه في تلك الواقعة، إلا أن المقطع، إلى جانب عشرات المقاطع الكاذبة الأخرى، لا يزال منشورا على موقعه الرسمي، مما يعكس إصرارا ممنهجا على تضليل الرأي العام.

بينما، أكد مغرّدون أن الاحتلال الإسرائيلي، وكما في كل مرة، يختلق روايات كاذبة لتبرير جرائمه، رغم أن المشهد واضح ويُظهر أن الأطفال لا يحملون شيئا سوى أدوات بسيطة تُستخدم لنقل المياه.

طفلان يحملان برميلًا أزرق للمياه، ووعاءً أصفر، ومجموعة من الخراطيم. قصفتهم قوات الإبادة الإسرائيلية .

على ما يبدو، كانوا ينقلون هذا إلى خيمة عائلتهم بعد النزوح pic.twitter.com/9jdtjyYY90

— Tamer | تامر (@tamerqdh) June 1, 2025

وأشار العديد من النشطاء إلى أن الاحتلال "لا يعرف حدودا للوحشية"، ولا يفرّق بين طفل أو بالغ، واصفين ما يحدث بأنه "إحلال بلا رحمة"، و"إرهاب ممنهج لا يراعي أي قانون أو أخلاق أو إنسانية".

وكتب أحد النشطاء: "العدو وصل إلى مرحلة التفاخر، ونشر جرائمه ضد الأطفال في غزة وكأنها إنجازات!".

من جديد… العدو يزعم قصـ…ـف مقـ…ـاومين حاولوا زرع عبـ…ـوة ناسـ…ـفة…

لكن إدعاء العدو كاذب، ما يظهر في مقطع الفيديو أطفال يحملون برميل أزرق فارغ ووعاء أصفر وخراطيم مياه نقلوها من منزلهم المدمر ثم تم استهـ…ـدافهم…

العدو وصل لمرحلة التفاخر ، ونشر جـ…ـرائمه ضد الأطفال في غزه pic.twitter.com/Dz8wIkUqgh

— معين الكحلوت ???????? , من غزة ???? (@Moin_Awad) June 1, 2025

إعلان

كما رجّح آخرون أن الأطفال كانوا يحاولون نقل المياه إلى خيمة عائلتهم، بعد أن تم تهجيرهم من منازلهم قسرا، لكنهم لم ينجوا من بطش الاحتلال وغطرسته.

طفلان كانا يحملان برميلًا أزرق للمياه، ووعاءً أصفر، ومجموعة من الخراطيم. قصفتهم قوات الإبادة الإسرائيلية .#بحر_العرب #فلسطين #غزة_تباد_بسلاح_أمريكي #غزه_تموت_جوعاً pic.twitter.com/OBgLudFjlH

— Mostafa atallah ????????????✌️ (@matallah97) June 1, 2025

وأضافوا أن الفيديو يُظهر بوضوح قمة الإجرام وقمة الإرهاب الإسرائيلي المتواصل ضد قطاع غزة منذ ما يقارب 20 شهرا، في ظل صمت عالمي مريب.

طفلان فلسطينيان يحملان برميل ازرق وأصفر وخراطيم مياه سوداء غالبا لاستخدامها في تخزين الماء، قصفتهم طائرة مسيّرة صهيونية بصاروخ مباشر

قتلة أطفال ومجرمين pic.twitter.com/xJ76RPbNiz

— الرادع المغربي ???????????????????? (@Rd_fas1) June 2, 2025

وقال ناشط في تغريدة مؤثرة: "عمرك شفت مجرم بينشر توثيق جرائمه بالصوت والصورة؟! غير لأنه متأكد أنه ما في أحد ممكن يحاسبه، بل يلاقي المدح والثناء على إجرامه".

وتساءل مدونون: "أين المحكمة الجنائية الدولية، وأين المؤسسات الحقوقية من هذا الفيديو؟! هذا الفيديو لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، الذي يوثّق إجرام الاحتلال بحق الأطفال الأبرياء في قطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • منظمة المرأة العربية تطلق الدورة التدريبية حول منهجيات إعداد تقارير المراقبة
  • جبران يلتقى مدير عام منظمة العمل ويستعرض جهود مصر لتعزيز الامتثال للمعايير الدولية
  • تفعيل “7 مراكز صحية مضيئة” لتقديم خدمة الرعاية الصحية في ريف دمشق
  • طفولة تحت القصف.. جريمة موثقة جديدة يرتكبها الاحتلال بغزة
  • منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تاريخ طويل من البحث والتطوير النووي
  • كبسولتان ذكيتان في المدينة المنورة تعززان الرعاية الصحية للحجاج
  • وزير الخارجية السوري يتباحث مع العفو الدولية ودعوات لإصلاحات حقوقية
  • مدير عام فرع هيئة الرعاية الصحية ببورسعيد يتابع سير امتحانات شعبة التمريض
  • "منظمة الصحة العالمية" تدعو لحظر سريع لمنتجات التبغ المنكهة
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لحظر منتجات التبغ