شهد اليوم الأول من الكونغرس العالمي للإعلام الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” إلقاء سلسلة من الكلمات الرئيسية وعقد حزمة من الجلسات النقاشية التي استقطبت شخصيات بارزة ومؤثرة من قطاع الإعلام والاتصالات والتكنولوجيا.

فقد انطلقت فعاليات اليوم الأول بكلمة رئيسية لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الذي رحب بالمشاركين من مختلف أنحاء العالم بالكونغرس العالمي للإعلام مؤكداً دور وسائل الإعلام في تعزيز التعاون الدولي، وتبادل القيم والمصالح الأساسية، وتسليط الضوء على الإنجازات الإنسانية من خلال الحدود الوطنية.

وقال سعادة محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام” رئيس اللجنة العليا المنظمة لفعاليات الكونغرس العالمي للإعلام في كلمة بهذه المناسبة : “يسرنا الترحيب بهذه الكوكبة المشاركة من الإعلاميين وصناع المحتوى، وممثلي المؤسسات الإعلامية، ونؤكد أن لقاءنا خلال هذا الحدث العالمي يمنحنا فرصة لتبادل الأفكار ووجهات النظر حول التحديات المعاصرة التي يواجهها قطاع الإعلام، إلى جانب فرص الاستثمار الواعدة التي تساعدنا على تطوير أفضل الممارسات المهنية في مختلف المجالات الإعلامية، كما يوفر لنا فرصة استشراف وصناعة إعلام المستقبل، الذي يتيح لنا إمكانية مشاركة المعلومات والبيانات بصورة تدعم النمو والاستدامة، وتعزز من سعادة ورفاهية مجتمعاتنا”.

وركزت فعاليات اليوم الأول من الكونغرس العالمي للإعلام على قضايا الاستدامة والتغير المناخي، وسط ترقب دولي وعالمي لمؤتمر الأطراف COP28.

وقال سعادة حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك بهذه المناسبة : “أظهرت الجلسات النقاشية خلال اليوم الأول، قدرة وسائل الإعلام على تسليط الضوء على القضايا الرئيسية المتعلقة بالبيئة والتغير المناخي، والمساهمة في تحقيق أثر إيجابي وحقيقي لحماية النظم البيئية العالمية.. ويلعب الكونغرس العالمي للإعلام دوراً حيوياً باعتباره منصة تجمع قادة الإعلام والمبدعين والناشطين لمناقشة محور الاستدامة والتغير المناخي، الذي يعد من المحاور الرئيسية التي تنعكس على مجتمعاتنا بشكل مباشر.. وفي إطار التزامها بتحقيق نهج قيادة دولة الإمارات الرشيدة، تسعى مجموعة أدنيك إلى تبني ودعم الأفكار المبتكرة التي تدعم الازدهار، وتعزز من الشراكات الصناعية الهادفة”.

ويستضيف الكونغرس في نسخة هذا العام 5 فعاليات مصاحبة – يُعقد بعضها لأول مرة – وتشمل منصة الابتكار والشركات الناشئة التي تضم أكثر من 24 شركة ناشئة، التدريب والتعليم مع أكثر من 30 ورشة عمل، ومختبرات مستقبل الإعلام التي تستضيف مناقشات رفيعة المستوى عبر ست جلسات مغلقة، فيما تقدم منصة الابتكار المؤثر جلسات حوار متخصصة حول الإعلام الجديد بمشاركة الخبراء والمتحدثين والمبتكرين ومجموعة من قادة الإعلام العالمي.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مناقشة ثرية حول التطبيقات التفاعلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي بمشاركة مجموعة متنوعة من المتحدثين من آسيا وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين وأستراليا.

وتناول المتحدثون خلال الجلسة تأثير تطور الذكاء الاصطناعي على وسائل الإعلام بوصفه محركا للممارسات الجديدة عبر القطاع، خاصة فيما يتعلق بتحليل البيانات وتحويلها إلى قصص إعلامية موثوقة قادرة على تحقيق التأثير والتفاعل المطلوب.

وعقدت جلسة حوار وزارية حملت عنوان ” وسائل الاتصال الحكومي لتوعية الجماهير بقضايا التغير المناخي: رؤى وتجارب” أدارها مصطفى الراوي المدير العام بالإنابة لمنصة “سي إن إن” الاقتصادية في دولة الإمارات، واستضافت خورخي رودريغيز فيفيس، وزير الاتصالات في كوستاريكا، وسعادة وانغ يبياو – نائب رئيس تحرير صحيفة الشعب اليومية في الصين، وسوزانا فيسيليفيتش، المستشار الإعلامي لرئيس جمهورية صربيا.

وأشار خورخي رودريغيز فيفيس إلى أن 25% من مقاطعة كوستاريكا أصبحت عبارة عن حديقة عامة فيما أوضح ييبياو أن الصين قامت بتخضير أكثر من ملياري فدان من الأراضي خلال العقد الماضي.. في حين تطرق فاسيليفيتش إلى تعاون صربيا مع العديد من الشركات الإماراتية للتغلب على تحديات المناخ.

وقدم الدكتور تشارلي بيكيت بروفيسور في مجال الممارسات، مدير مشروع بوليس ومشروع “الصحافة والذكاء الاصطناعي” في كلية لندن بالمملكة المتحدة، عرضاً تقديمياً حول مشروع “الصحافة والذكاء الاصطناعي” سلط خلاله الضوء على أحدث نتائج المشروع وآثاره مقارنة بالتحول الكبير والمستمر نحو تكامل الذكاء الاصطناعي في الصحافة. وأشار بيكيت إلى أنه في الوقت الذي يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يساعد غرف صناعة الأخبار في صناعة المحتوى قد لا يكون من الممكن الاعتماد على موثوقيتها دون التدخل البشري.

وتناولت لورا نيكس خلال مشاركتها مسألة إنتاج المحتوى في عصر الاستدامة، وأهمية الوعي البيئي في وسائل الإعلام.. ودعمت السرد القصصي القائم على الحلول بالتركيز على صانعي التغيير القادرين على تثقيف جمهورهم من خلال المعالجة العملية لقضايا تغير المناخ الأساسية بطرق إنسانية وتعاطفية.

وفي منصة التطوير، استضافت وكالة الإمارات للفضاء حوارا جانبيا حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإلهام الأجيال الجديدة بالاستناد إلى الابتكار والتقنيات المستقبلية.

 

وشهدت المنصة ذاتها استضافة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي علاء وسارة اللذين قدما عرضاً تقديمياً بعنوان “كيف تصل لمليون مشاهد خلال أول فيديو” لتسليط الضوء على رحلتهما الملهمة نحو تحقيق 500 مليون مشاهدة خلال عامين عبر جميع قنوات التواصل الاجتماعي.. وأوضحا أنهما واجها العديد من التحديات في بداية مسيرتهما في عالم تطوير المحتوى، إلا أنهما تغلبا عليها من خلال الإصرار، وتحديد الأهداف، والاستمرارية، مشيرين إلى أن القصة هي العنصر الأكثر أهمية لاستقطاب الجماهير.

واستضافت جلسة “أصوات الشباب: رؤى مؤثرو صنّاع المحتوى التوعوي حول أزمة المناخ” كلاً من جون بول جوزي، الناشط في مجال العدالة البيئية من الهند، و زاكري بينتاتوس، مشارك رئيسي، المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، ونهى النحاس، الخبير الدولي في التنمية الإعلامية من جمهورية مصر العربية وكانت الجلسة بإدارة بيدرو هارتونغ، المدير التنفيذي لـ “مؤسسة ألانا” من البرازيل،.

وأختتم اليوم الأول للكونغرس بحلقة نقاشية تحت عنوان “أصوات الشباب” ضمت شخصيات مؤثرة تسهم في التعريف بأزمة المناخ.

واستعرضت هذه الشخصيات كيف يمكن أن يقوم المبدعون الشباب بتشكيل السرد حول تغير المناخ.

وأدار الجلسة بيدرو هارتونج، المدير التنفيذي لمؤسسة ألانا من البرازيل، واستضافت بول جوزي، الناشط في مجال العدالة البيئية من الهند، و زاكري بينتاتوس، مشارك رئيسي، المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، ونهى النحاس، الخبير الدولي في التنمية الإعلامية من جمهورية مصر العربية.

وناقشت الجلسة أهمية وجود منصات إعلامية شبابية جديدة مقارنة بالوسائل التقليدية لتبادل وجهات النظر حول تغير المناخ وقضايا البيئة من خلال رسائل واضحة وموجزة وذات تأثير إيجابي.. وأكد المشاركون الحاجة إلى رسائل إيجابية تقترح حلولاً مستدامة.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ناشطون أمريكيون يحتجّون على تغطية وسائل الإعلام للعدوان على غزة (شاهد)

نظّم ناشطون أمريكيون، مساء الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية أمام مقار عدد من كبرى وسائل الإعلام الأمريكية في العاصمة واشنطن، للتنديد بما وصفوه بـ"الانحياز الفاضح" في تغطية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، و"المشاركة في تبرير الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".

وتجمّع العشرات من المحتجين أمام مقار شبكات "فوكس نيوز" (Fox News)، و"إن بي سي نيوز" (NBC)، و"إم إس إن بي سي" (MSNBC)، و"سي-سبان" (C-SPAN)، القريبة من مبنى الكونغرس الأمريكي، رافعين لافتات وصوراً مؤثرة لأطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة في غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

ورفع المشاركون صوراً لأطفال ظهرت عظامهم تحت الجلد، كُتب عليها: "إسرائيل صنعت هذا بالأطفال".

???????? ABD’nin Washington DC kentinde yaşayan aktivistler, NBC News ve FOX News genel merkezlerinin önünde toplanarak Gazze’de derinleşen açlık krizine dikkat çekmeye çalıştı. pic.twitter.com/AVZi0Y5pxl — A Haber (@ahaber) July 29, 2025
كما حملوا لافتات كُتب عليها: "أوقفوا مشاركة الإعلام في الإبادة الجماعية" و"وسائل الإعلام الأمريكية تبرّر جرائم إسرائيل". ورددوا شعارات غاضبة، منها: "الإعلام يكذب.. غزة تموت"، "فوكس نيوز عار عليكم"، "سي إن إن عار عليكم"، "واشنطن بوست عار عليكم"، و"إن بي آر عار عليكم".

وأعلن النشطاء نيتهم التخييم أمام المبنى الذي يضم هذه المؤسسات الإعلامية، وتنظيم وقفات احتجاجية يومية، للضغط من أجل تغيير سياسات التغطية الإعلامية.

"الإعلام يشرعن الإبادة"
وقالت الناشطة حزامي برمدا، إحدى منظمات الفعالية، في كلمة خلال الوقفة، إن وسائل الإعلام الأمريكية "شاركت بشكل مباشر في شرعنة الجرائم الإسرائيلية من خلال تحريف الرواية وتجاهل صوت الضحايا الفلسطينيين".

وأضافت: "بدلاً من فضح سياسة التجويع القسري ومنع دخول المساعدات، أسهم الإعلام الأمريكي في تبريرها، وقلّل من شأن الجرائم، وتجنّب استخدام المصطلحات القانونية التي تصف الحقيقة كما هي، مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب".

وأشارت برمدا إلى أن المؤسسات الإعلامية الأمريكية "ساهمت بشكل مباشر في إفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب، وساعدت على استمرار الدعم السياسي والعسكري الأمريكي له"، مؤكدة أن "لو قام الإعلام بواجبه المهني، لكان الضغط العالمي قادراً على إنقاذ حياة آلاف الأطفال في غزة".


تضليل متواصل رغم الكارثة
ويأتي هذا التحرك الشعبي في ظل تزايد الانتقادات لتغطية وسائل الإعلام الغربية، وبخاصة الأمريكية، للعدوان على غزة منذ اندلاعه في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تُتهم هذه الوسائل بتجاهل المجازر، وتبني الرواية الإسرائيلية بشكل كامل، وتغييب المعاناة الإنسانية للفلسطينيين، خاصة في ظل الحصار الخانق والمجاعة المتفشية.

وكانت منظمات حقوقية وصحفية قد وثّقت مقتل العشرات من الصحفيين الفلسطينيين بنيران الاحتلال خلال تغطيتهم للحرب في غزة، في ظل منع تام لدخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى القطاع، ما جعل مصادر المعلومات محدودة، وأفسح المجال أمام التلاعب بالرواية من قبل الاحتلال.

وخلّف العدوان الإسرائيلي على غزة أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة والأوضاع الإنسانية الكارثية.

مقالات مشابهة

  • مجلس الإمارات للإعلام يطلق تصريح “معلن” لتنظيم المحتوى الإعلاني للأفراد
  • وزير الإعلام: المملكة تتصدر الترتيب العالمي بنمو إيرادات السياح الدوليين خلال الربع الأول من 2025
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع بروتوكول لإنشاء وتطوير 5 مدارس تكنولوجيا تطبيقية في مجالات الكهرباء
  • مجلس الإمارات للإعلام يطلق تصريح معلن لتنظيم المحتوى الإعلاني للأفراد
  • خالد الإعيسر يؤكد اهتمام حكومة الأمل بتوفير المناخ الملائم لعمل وسائل الإعلام الأجنبية في البلاد
  • الأردن يحتضن النسخة الجديدة من ماراثون الرمال العالمي
  • التضليل الإعلامي .. حرب على القيم والهوية والأمن والاستقرار
  • ناشطون أمريكيون يحتجّون على تغطية وسائل الإعلام للعدوان على غزة (شاهد)
  • جهود متكاملة لإدارة المخلفات وتطوير القطاع.. منال عوض تتابع ملفات البيئة
  • ليس الأعلى حرارة فقط.. العراق يدخل بقوة خارطة الاختناق المناخي العالمي (جدول)