sanous@yahoo.com

18 نوفمبر 2023م
فى الجزء الاول اقترحنا ان تسلم ادارة السودان الى راعي او لذكاء اصطناعي. ففى البلد المسمي بالسودان ، يقيم الإنسان وفق عوامل تخالف العوامل التى وجه بها َوذكرها رب العالمين . فاساس التقييم عند المولي وهما التقوي والصلاح.. وهما صفتان متلازمتان لدي المسلم وغير المسلم . أما في السودان فتاتي القبيلة على راس عوامل تقييم الشخص .

من بعدها ياتى المال ومن بعد ذلك تأتي المهنة فى المرتبة الثالثة . اما التقوي والصلاح ، فهما من صفات الاغبياء ، ان لم يجني بها المال.. فكم من تقي صالح وورع لا نعرفه وفي نفس الوقت ما أكثر الفاسقين والمارقين و السراق والكذبة الذين نسمع عنهم على مدار الساعة . المجتمع السوداني ، وقبل حرب 15 ابريل ، يبدو عليه كان يضع مهنة الراعي فى ادنى ترتيب المهن الجيدة. لكن ، انا كفرد ، لى رايي الخاص ، َوهو اني ما زلت اضع التقوي والصلاح كمعيار وحيد لتقييم الشخص. وبما ان على كل شخص ذو شرف ان تكون له مهنة ما يعيل به نفسه وعياله ، او من يعولهم ، فانى اوصي الاخرين بمهن الرعي والزراعة ، لانها اقرب المهن التى تجعل وتمكن ممتهنيها من لبس لباس التقوي و الصلاح، يعني مهن تكسب التقوى والصلاح و تؤدي إلى مرضاة الله رب العالمين . هذا الراي له ما يسنده من الدين و التجربة البشرية الدنيوية . ففى الدين كان اتقي خلق الله هم الرعاة. فابو الانبياء ، ابراهيم ، كان راعيا ، كيف له وهو من خرج بزوجته سارا وغنمه من اور الكسديم والى ان وصل مصريم. من بعد ذلك سعى النبي ابراهيم الأبقار، وما ذبحه للعجل السمين لضيوفه ، الذين نسفوا قري قوم ابن اخيه ، النبي لوط ، وهما قريتى عمورة وسدوم ، الا دليلا لذلك . اما سيدنا موسي فالجميع يعرف انه قد رعى او سرح بالاغنام لعدد ثمانية او عشر سنين، وبأجر وهو مهر ابنة نبي الله شعيب . اما شعيب نفسه فكان هو صاحب الاغنام التى رعاها موسي. نبي الله يعقوب ايضا كان راعيا ، وهى المهنة التى فارقت بينه وبين ابنه يوسف عشرات السنين. اما سيدنا صالح ، لا نعرف من تاريخه الا ناقته التى بغى عليها قومه، وهم ثمود، فاهلكهم الله بجرمهم. هذا قليل من القران . اما من الحديث ، فكل الانبياء كانوا رعاة. فهنالك حديث للبخاري يقول ، عن أَبي هُريرة عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَا بَعَثَ اللَّه نَبِيًّا إِلا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَال أَصْحابُه: وَأَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلى قَرارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ رواه البخاري. فحقا ، الرعي كان مهنة لجميع الأنبياء ومهنة الاتقياء الورعين.... فلا يشينها لنا مشين، درس ولكن لم يتعلم....
اما فى الدنيا ، فالقوى الاولي فى العالم ، وهى الولايات المتحدة الامريكية ، اسست بنائها الاقتصادي على الرعي وتحديدا رعي البقر. فقبل ان تشن رحلتها العلمية و التصنيعية و الحربية ، اشبعت امريكا شعبها و بالاخص من البروتين الحيواني والذى انتج بمهنة الرعي. ذاك النشاط ، بصورته الاولية انذاك ، ما زال فى المخيلة الشعبية الامريكية ونري ذلك فى افلام الوسترن ، او افلام الكاوبوي . و لزيادة مساحة النشاط الرعوي ، شنت امريكا حربا على المكسيك فى عام 1846م. وبنهاية الحرب فى عام 1848م نزعت امريكا 55% من مساحة المكسيك وقتها واضافته لسيادها ومساحتها، وهى الولايات الحالية المعروفة بكاليفورنيا وتكساس ونيومكسيكو ويوتا ونيفادا ومعظم اريزونا وكولارادو واكلاهوما وكانساس ووايومنج. فالرعي والرعاه لا قيمة لهم ، الا عند الامم الجاهلة.
اما قصة الذكاء الاصطناعي فهى قصة اكثر تعقيدا. فالعبارة هى ترجمة للعبارة الانجليزية (Artificial intelligence). انا لا ادري ، ولكن الشخص الذى ترجمة العبارة من الانجليزية الى العربية وقال انها تعادل عبارة الذكاء الاصطناعي ، على الأغلب ان ذاك المترجم لا يعي ما ترجم. فكلمة intelligence الواردة بالعبارة ، لا جدال فيها هنا و انها تعادل كلمة (ذكاء ) فى اللغة العربية. خلافي مع سعادة المترجم هو فى كلمة artificial . فهذه الكلمة وردت بقواميس الترجمة من الإنجليزية الي العربية، على انها تعني زائف ، صناعي ، اصطناعي ، كاذب ، متظاهر به ، متكلف ، مختلف ، مستعار ، مصطنع ، مفتعل ، مستعار، صنائعي ، صنعي ، عيرة ، صوري. نعم هكذا. التعريف المترجم من اللغة الانجليزية الى اللغة العربية ، لعبارة الذكاء ( الاصطناعي) ، حسب الموسوعات هو ( محاكاة الذكاء البشري عن طريق الالة و بالاخص نظم الكمبيوتر). فانا لا ادري ، كيف حشرت كلمة اصطناعي هنا. لذلك قلت ان المترجم لا يعي ما ترجم. فالذكاء الاصطناعي لغة ، يعنى تحديدا ذكاءا ليس طبيعيا أو موجود تلقائيا أو غريزيا . فهل بهذا المعني ، انى لو دربت كلبا وصار ، بدل ان ينبح ، هو هو هو ، اصبح يقول ( بل ، بل ، بل ، بل) ، مثل كركساوي ، فهل هذا ذكاء اصطناعي؟ نعم هذا ذكاء اصطناعي ، لان الكلب الفعلي لا يعرف عبارة (بل ، بل ، بل ) هذه الا بعد تدريبه عليها و الكلام ولو بعبارة يحتاج الى ذكاء. او افرض انى دربت قردا ، واصبح يهذر تماما مثل مبارك الفاضل او الانصرافي او احمد كسلا او يتبسم ببلاهة مثل فكي جبريل ، فهل هذا ذكاءا اصطناعيا؟ نعم ، ذكاءا اصطناعي لان الهذر و الابتسام بهذه الطرق لا يمكن للكلب القيام بها معتمدا على ذكاءه الطبيعي ويحتاج إلى تحسين ذكاءه من قبل بشر ليقوم بذلك... وبذلك يكون ذكاءه اصطناعيا...اما اذا ترجمت عبارة (Artificial Intelligence) الى ( ذكاء الى) ، فاول ما يخطر ببال اى انسان هو ان هذا الذكاء او العمل ليس طبيعيا او أوتى من غير مجهود ولكن تولد او استولد عن او من الة الكمبيوتر. ولذلك فالترجمة الصحيحة للعبارة هي الذكاء الآلي... فالترجمة الخطا هى سببا فى ان يسمع كثير من الذين ينعقون فى الاسافير بعبارة ( ذكاء اصطناعي) ، و لا يعرفون بالضبط ما هو ذاك الذكاء الاصطناعي وما هي استعمالاته غير تقليد صوت حميدتي... . فمعرفتهم بالذكاء الصناعي كمعرفك انت القارئ ب ( النانو تكتولجي).
فلا يسخرن منا متبطل ، عندما نقول ان تؤول ادارة السودان الى راعي او لذكاء اصطناعي. فالاول لا يعرف قيمته الذين درسوا ولكن لم يتعلموا ، اما الثاني فلا يعرفه حتى الذين درسوا وتعلموا.
انتهي  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی ذکاء اصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟

تنافس دول الخليج الغنية بالطاقة على أن تصبح مراكز للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي المُستهلكة للكهرباء، مُراهنةً على هذه التكنولوجيا لتشغيل كل شيء من التنويع الاقتصادي إلى الخدمات الحكومية، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وحسب تقرير للصحيفة، فقد أبرزت الصفقات التي كُشف عنها خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة الشهر الماضي، تطلعات السعودية والإمارات إلى أن تُصبحا قوتين عظميين في مجال الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أوبك بلس تزيد إنتاج النفط في يوليو 411 ألف برميل يومياlist 2 of 2خسائر اقتصادية واستياء شعبي جراء أزمة الكهرباء في إيرانend of list

يشمل ذلك شراكة بين شركة إنفيديا العملاقة للرقائق الإلكترونية وشركة هومين، وهي مجموعة ذكاء اصطناعي حديثة التأسيس ومدعومة من الحكومة السعودية، ولديها خطط طموحة لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار وتأمين استثمارات من شركات التكنولوجيا الأميركية.

وأعلنت أبوظبي مجموعة ضخمة من مراكز البيانات لشركة أوبن إيه آي وشركات أميركية أخرى كجزء من مشروعها (ستارغيت)، وتستثمر الإمارة، التي تُدير 1.7 تريليون دولار من صناديق الثروة السيادية، مليارات الدولارات من خلال صندوق الذكاء الاصطناعي إم جي إكس MGX، وتفتتح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التابعة لها مركزًا في وادي السيليكون.

إعلان

ونقلت الصحيفة عن الزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، سام وينتر ليفي "إن دول الخليج تمتلك رأس المال والطاقة والإرادة السياسية"، مضيفًا: "الشيء الوحيد الذي لم تكن تمتلكه هذه الدول هو الرقاقات والأشخاص ذوي المواهب. والآن [بعد زيارة ترامب] قد تمتلك الرقاقات".

السعودية تسعى إلى تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية  (رويترز)  تحدي توفر المهارات

ويحذر الخبراء من أن طموحات المنطقة الواسعة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تواجه تحديات، إذ يفتقر كلا البلدين إلى القوى العاملة الماهرة التي تمتلكها وادي السيليكون أو شنغهاي، كما أن مخرجات البحث العلمي متأخرة عن دول أخرى.

وتستثمر السعودية والإمارات في الذكاء الاصطناعي، وتعتمدان على التكنولوجيا سريعة التطور لمساعدتهما على تعزيز التنوع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على عائدات الوقود الأحفوري المتقلبة.

ويرغب البلدان في استضافة مراكز البيانات الضخمة اللازمة لتدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي قوية، وتخطط شركة هيومين Humain لبناء "مصانع ذكاء اصطناعي" مدعومة بمئات الآلاف من رقاقات إنفيديا Nvidia على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وتعهدت شركة إيه إم دي  AMD، الأميركية الصانعة للرقائق، بتوفير الرقائق والبرمجيات لمراكز البيانات "الممتدة من السعودية إلى الولايات المتحدة" في مشروع بقيمة 10 مليارات دولار.

وفي حين أن مزودي مراكز البيانات التي تُصدر الحرارة عادةً ما يختارون المناطق الأكثر برودة، وترى دول الخليج أن وفرة الأراضي والطاقة الرخيصة تُغني عن درجات حرارة الصيف الحارقة.

ضعف الشركات الرائدة

وعلى الرغم من كل طموحاتها، لا تمتلك دول الخليج شركة رائدة تُطور نماذج ذكاء اصطناعي، مثل أوبن إيه آي OpenAI، أو ديب سيك DeepSeek الصينية، أو ميسترال Mistral الفرنسية، كما تفتقر إلى تركيز عالٍ من المواهب البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

إعلان

ولجذب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، تجتذب دول الخليج شركات وباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي من الخارج بضرائب منخفضة و"تأشيرات ذهبية" طويلة الأجل ولوائح تنظيمية متساهلة.

تُظهر البيانات التي جمعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من شبكة لينكدإن للوظائف، أن ثالث أعلى مستوى لهجرة الأشخاص ذوي مهارات الذكاء الاصطناعي بين عامي 2019 و2024 كان إلى الإمارات، إذ جاءت الدولة الخليجية بعد دول أخرى منخفضة الضرائب مثل لوكسمبورغ وقبرص.

وتسعى دول الخليج إلى إقامة شراكات مع جهات غربية لتعزيز تطلعاتها التكنولوجية، وقد أعلنت مجموعة الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي 42 – G42 الأسبوع الماضي عن شراكتها مع شركة ميسترال لتطوير منصات وبنية تحتية للذكاء الاصطناعي. كما أقامت شراكة مع شركة صناعة الرقائق الأميركية Cerebras، التي تدير أجهزة الكمبيوتر العملاقة الخاصة بها، وفي العام الماضي، استعانت بشركة مايكروسوفت، التي استثمرت 1.5 مليار دولار لشراء حصة أقلية.

التحدي الصيني

ويحذر خبراء أميركيون من تسرب التكنولوجيا الأميركية إلى الصين، ويبدو كثيرون في المؤسسة الأمنية الأميركية قلقين بشأن العلاقات مع دول الخليج في  حال أصبحت منافسًا للذكاء الاصطناعي.

ونقلت الصحيفة عن كبير مستشاري تحليل التكنولوجيا في مؤسسة راند، جيمي غودريتش: "يكمن القلق في أن تلجأ [دول الخليج]، في سعيها للتنافسية، إلى اختصار الطريق واستخدام كثير من العمالة الصينية أو حتى الشركات الصينية.. هذا يفتح الباب أمام مخاطر أمنية".

وأضاف أن الشركات الصينية قد تلجأ إلى الالتفاف على القيود المفروضة على التكنولوجيا الأميركية.

مقالات مشابهة

  • مايكروسوفت تستغني عن مئات الموظفين للاستثمار في الذكاء الاصطناعي
  • مشروع ذكاء اصطناعي جديد من آبل يواجه التأجيل والجمهور ينتظره بشدة
  • لا للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأحكام الشرعية بماليزيا
  • ذكاء اصطناعي مفخخ.. جوجل تحذر: هاكرز يسرقون الملايين بخدعة مذهلة يصعب كشفها
  • Perplexity تطلق أدوات ذكاء اصطناعي متطورة للمشتركين
  • نموذج ذكاء اصطناعي من OpenAI يتحدى أوامر الإغلاق ويتلاعب بآلية التوقف
  • بخصائص ذكاء اصطناعي..غوغل تحتفل بمرور عقد على خدمة فوتوز
  • فيلم «الرمز 8».. الذكاء الاصطناعي يشعل الصراع بين ذوي القدرات الخارقة
  • هل يصبح الخليج قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي؟
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي لا يهدد الوظائف