موقع 24:
2025-06-03@12:43:44 GMT

لماذا تتردد واشنطن في تمكين أوكرانيا من هزيمة روسيا؟

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

لماذا تتردد واشنطن في تمكين أوكرانيا من هزيمة روسيا؟

رصد المحرر الدبلوماسي في مجلة نيوزويك ديفيد برينان، حدود الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، وقال إن موسم القتال في أوكرانيا لعام 2023 يدنو من نهايته في ظل آمال لم تتحقق.

فضل البيت الأبيض مساراً تدريجياً في ما يتعلق بالمساعدة العسكرية لكييف

وأضاف برينان في المجلة الأمريكية: "الجنود والمواطنون الأوكرانيون، الذين ينتظرون هجوماً روسياً في الشتاء، لن تدفئهم نجاحات الصيف، بعدما أخفق الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في تحقيق الاختراق المتوقع، على صعيد انهيار احتلال موسكو لجنوب البلاد".



وأقر الجنرال فاليري زالوجني، أعلى قائد عسكري لدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بوجود أوجه قصور في أوكرانيا. وقال في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست البريطانية، في وقت سابق من الشهر الجاري :"لن يكون هناك احتمال باختراق عميق وجيد"، وفي الوقت نفسه طلب زيلينسكي من مواطنيه "تركيز كل جهدهم على الدفاع".

تصدعات أوروبا


وبينما تعمل كييف على الاحتفاظ بائتلافها الغربي، تلفت "نيوزويك" إلى أن تصدعات بدأت بالتشكل.

في أوروبا، تهدد موجة من شعبوية اليمين المتطرف، بانحراف المؤسسة السياسية الأوروبية عن مسارها، فيما ينصرف الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى حملة إعادة انتخابه في مواجهة تنافس شرس مع الرئيس الأمريكي سابقاً دونالد ترامب، الذي سيكون مرشح الحزب الجمهوري على الأرجح، والانتقال إلى مرحلة التشكيك المفتوح بالمسألة الأوكرانية.

 

Does the US actually want Ukraine to defeat Russia? https://t.co/CFFtQMKcq6 pic.twitter.com/xHBA09AynJ

— Newsweek (@Newsweek) November 26, 2023


الفكرة المسيطرة، التي تتكرر منذ فبراير 2022، هي أن الولايات المتحدة، تمنح أوكرانيا ما يكفي من المساعدات العسكرية من أجل البقاء، وليس ما يكفي من أجل الانتصار.
وفي هذا السياق، تخشى واشنطن من أن تؤدي هزيمة استراتيجية لروسيا بإثارة فوضى داخل حدود روسيا، وربما تؤدي إلى إسقاط الرئيس فلاديمير بوتين، فضلاً عن نشوء اضطرابات إقليمية لملء الفراغ في السلطة، وتالياً انتشار لأسلحة الدمار الشامل. وفي وقت يلوح التحدي الصيني، فإن اندلاع فوضى في أوراسيا سيشكل العديد من المشاكل للبيت الأبيض.
ويبدو أن زيلينسكي يشعر بهذا الوخز. ويقول دانيال فايديتش رئيس مركز يوركتاون، أحد أبرز جماعات الضغط الأوكرانية في واشنطن العاصمة، لنيوزويك إن "الأوكرانيين يرون هذا التردد الدائم وهذا النمط من القلق حيال التصعيد، وعدم استفزاز الروس بطريقة ما".
ويضيف: "على الجانب التنفيذي، هناك الكثير من الحذر الذي يثير تساؤلات في كييف، حول ما إذا كان ثمة رغبة بأن تلحق هزيمة فعلية بالروس. والخلاصة هي كلا". ومضى قائلاً: "يعتقد الأوكرانيون بأنه رغم كل المساعدات، ورغم حقيقة أن الإدارة الأمريكية تفعل الكثير، فإنه لا يزال هناك الكثير من الحذر في ما يتعلق بإنزال الأوكرانيين هزيمة حاسمة بالروس، لأن هناك اعتقاداً بأن هذا سيؤدي إلى فوضى داخلية، وانهيار في روسيا".

Does the US Actually Want Ukraine to Defeat Russia? #NewsBreak https://t.co/1Whrtd1PO7

— Andrei Piontkovsky (@apiontkovsky) November 26, 2023


وفي السر، وجه المسؤولون الأمريكيون والحلفاء الغربيون انتقادات لمسار الهجوم الأوكراني. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" في أغسطس، بأن المخططين الأمريكيين شعروا بأن قوات كييف المهاجمة تمتد على جبهة طولها 600 ميل، مما جعلها تخفق في تركيز قوة نارية كافية في نقطة معينة من أجل فتح ثغرة.

المساعدات لم تصل بسرعة


لكن بالنسبة إلى الكثير من الأوكرانيين، فإن الولايات المتحدة تتحمل بعض المسؤولية في خيبة الأمل من الهجوم المضاد. وصرح زيلينسكي ل "سي إن إن" في يوليو: "أنا ممتن للولايات المتحدة كونها تقود عملية دعمنا.. وقلت لهم كما قلت للقادة الأوروبيين بأننا نرغب في بدء الهجوم المضاد في وقت أبكر، وبأننا نحتاج إلى كل الأسلحة والمواد من أجل ذلك. لماذا؟ ببساطة لأنه إذا ما بدأنا متأخرين، ستمضي العملية ببطء".
ويقول فايديتش إن هذا الشعور لا يزال قوياً في كييف "بأن الكثير من المساعدات لم تصل بالسرعة اللازمة.. وكانت هناك مشاكل في سلسلة الإمداد، وما من شك في ذلك. لكن هناك جزء من هذه المساعدة، كمياً ونوعياً، كان يتعين أن تصل قبل ذلك بكثير". ويضيف: "وكان تأثيرها سيكون حاسماً في ظل شروط على الأرض.. إن هجوم الربيع هذه السنة كان يجب أن يكون في الربيع وليس في يوليو، مما أحدث كل الفرق. لقد أتاح ذلك للروس أن يحصنوا أنفسهم، ويعززوا دفاعاتهم".
تخوض أوكرانيا حرب بقاء وطني. وكان بايدن وبقية الحلفاء واضحين من حيث أن الائتلاف الغربي مسؤول عن البقاء العالمي. وقال بايدن في أكتوبر 2022: "لم نواجه احتمال قيام هرمغدون منذ كينيدي، وأزمة الصواريخ الكوبية".
لقد فضل البيت الأبيض مساراً تدريجياً فيما يتعلق بالمساعدة العسكرية لكييف. وحذر المسؤولون من أن إرسال الكثير بسرعة، من شأنه أن يجر إلى تصعيد خطير من الجانب الروسي. كما شدد الشركاء الغربيون على الحاجة إلى الغموض الإستراتيجي وعنصر المفاجأة. إن الضربات الفعلية على المواقع الروسية كانت غالباً العلامة الأولى على أن أوكرانيا قد تسلمت بعض أنظمة التسلح التي يملكها حلف الأطلسي.


 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الکثیر من من أجل

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا لم تُهزم بعد! معضلة كبيرة لترامب بعد هجمات أوكرانيا الاستثنائية

واشنطن- بعنوان "أوكرانيا لم تُهزم بعد" عبّرت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال المحافظة، والمعروفة بقربها من الحزب الجمهوري وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن إيمانها بأن غارات الطائرات المسيّرة الأوكرانية في عمق الأراضي الروسية عكست إرادة كييف المستمرة بالقتال، وقدرتها على تحقيق إصابات موجعة لعدوها، على عكس ما يكرره ويعتقده الرئيس ترامب، ونائبه، وكبار مساعديه.

في الوقت ذاته، مثّل هجوم أوكرانيا على قواعد جوية عسكرية روسية، والذي نتج عنه تدمير قاذفات تطلق صواريخ كروز، وبعضها يمكنه حمل حمولات نووية، مفاجأة سارة من العيار الثقيل لواشنطن، ومعضلة كبيرة للرئيس دونالد ترامب في الوقت ذاته.

هجمات نوعية

أشار خبراء إلى أن الهجمات الأوكرانية لن تغير مسار الحرب، لكنها تظهر قدرة أوكرانيا على شن هجمات بعيدة عن حدودها المباشرة مع روسيا.

وعلى الرغم من تمتع روسيا بميزة ضخامة القوة النارية، خاصة في الصواريخ التي يصعب اعتراضها، مع تضاؤل إمدادات أوكرانيا بمنظومات الدفاع الجوي الاعتراضية الأميركية، تمكنت كييف -وبدون دعم أميركي مباشر- من إنجاز أحد أكبر هجماتها على الإطلاق منذ بدء الحرب قبل أكثر من 3 سنوات.

ويقارن الأوكرانيون هذه الهجمات بنجاحات عسكرية بارزة أخرى منذ الغزو الروسي، بما في ذلك غرق السفينة الرائدة في أسطول البحر الأسود الروسي "موسكفا"، وقصف جسر كيرتش، وكلاهما في عام 2022، بالإضافة إلى هجوم صاروخي على ميناء سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم في 2023.

إعلان

وتشير تقارير أميركية إلى امتلاك روسيا 120 قاذفة إستراتيجية، تم تدمير 40 منها في هذه الضربة الأخيرة، أي ثلث القوة الروسية من هذه الطائرات المقاتلة.

وإلى جانب الأضرار المادية، ترسل الهجمات التي سمتها كييف بعملية "شبكة العنكبوت" رسائل مهمة أخرى، ليس فقط إلى روسيا، ولكن أيضا إلى واشنطن والرئيس ترامب.

ترامب صعّد من لهجة خطابه العدائي ووصف زيلينسكي بـ"الدكتاتور" (أسوشيتد برس) حُكم ترامب المسبق

أقنع الأميركيون أنفسهم أن أوكرانيا تخسر الحرب، ومن هذا الافتراض تنطلق سياسة الرئيس ترامب تجاه الصراع، فمنذ عودته للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، بدا مقتنعا بأنه يمكن أن يحمل روسيا على التوقف عن القتال، طالما أنه أبقى أوكرانيا خارج "الناتو" وجمد خطوط القتال الحالية، مما يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي تحتلها بالفعل.

كما جمد ترامب إرسال أسلحة ومساعدات لكييف، وأوقف مشاركة المعلومات الاستخبارية كوسيلة للضغط على أوكرانيا للقبول بالواقع الجديد.

وكان ترامب قد قال للرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال لقائهما الشهير بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض أمام عدسات المصورين "لم يتبق لأوكرانيا سوى 6 أشهر، ليس لديك كروت للعب بها، الكرة في ملعبك من أجل السلام، لا يمكن لروسيا أن تخسر".

وصعد ترامب من لهجة خطابه العدائي، حيث وصف زيلينسكي بـ"الدكتاتور"، وقال إن أوكرانيا هي من بدأت الحرب، بينما طالب رئيسها بضمانات عسكرية أميركية مقابل توقيعه على صفقة المعادن النادرة، التي طرحها ترامب كتعويض عما قدمته واشنطن من مساعدات تخطى مجموعها 180 مليار دولار، حيث تم التوصل لاحقا لصفقة دون ضمانات أمنية.

وكرر ترامب ونائبه جيه دي فانس سردية أن "أوكرانيا لا تنتصر في حربها مع روسيا"، وهي الحجة التي يعتمد عليها في اتخاذ قرار وقف الدعم العسكري والاستخباراتي الأميركي لأوكرانيا، إلا أن كييف أظهرت بهجماتها أنها تملك عددا من الكروت التي لا تعرف عنها واشنطن شيئا.

كم بلغت خسائر #روسيا في هجوم "شبكة العنكبوت" المباغت؟#إنفوغراف pic.twitter.com/v37RE7pvjR

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 2, 2025

إعلان ضغط داخلي

قال جون هيربست، مدير مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي وسفير الولايات المتحدة السابق في أوكرانيا، إن بلاده تعتبر روسيا خصما رئيسيا، وكما أشارت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد في تقييم الاستخبارات الوطنية لهذا العام، فإن "روسيا مثل الصين، خصم للولايات المتحدة، وهذه العملية تثبت أن أوكرانيا تسهم عمليا في تحسين أمن الولايات المتحدة".

ويزيد الإنجاز العسكري الأوكراني الأخير من حجم الضغط السياسي في واشنطن على ترامب، سواء من قِبل الجمهوريين أو الديمقراطيين، لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد روسيا.

وجاءت الهجمات الأوكرانية بعد أيام فقط من زيارة السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام والديمقراطي ريتشارد بلومنتال إلى أوكرانيا، حيث أعلنا أن مجلس الشيوخ سيمضي قدما الأسبوع المقبل في مشروع القانون الذي طال انتظاره لفرض عقوبات إضافية كبيرة ضد روسيا.

وبعيدا عن ساحة المعركة، ربما يكون تأثير هذه العملية أكثر أهمية على الساحات السياسية والدبلوماسية، بما تمثله من رد قوي على رؤية إدارة ترامب بأن الحرب تتحرك حتما لصالح موسكو، ويفسر هذا الافتراض نفسه سبب رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعديد من المقترحات لوقف إطلاق النار من قبل الرئيس ترامب، ورفضه إرسال ورقة بشروط الكرملين لوقف إطلاق النار قبل محادثات إسطنبول.

رد فعل ترامب

وحتى كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي رد فعل عن البيت الأبيض أو الرئيس ترامب تجاه هذه الهجمات، إلا أن واشنطن أكدت أن كييف لم تخبرها مسبقا بها، واكتفت واشنطن بمحادثة هاتفية بين وزير خارجيتها ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، دون الكشف عما دار فيها.

وتعرض ترامب لانتقادات متزايدة بسبب تردده في ممارسة ضغط حقيقي على فلاديمير بوتين، بسبب امتناع الرئيس الروسي قبول شروط وقف إطلاق النار التي اقترحتها واشنطن، رغم قبول كييف بها.

إعلان

ومن على متن الطائرة الرئاسية، قال ترامب قبل أيام إن "شيئا لن يحدث بخصوص الحرب في أوكرانيا إلا بعد أن يلتقي شخصيا مع نظيره الروسي لحسم هذه الأزمة"، ورغم ذلك، عاد ترامب وحدد موعدا نهائيا مدته أسبوعان لبوتين، مهددا برد مختلف إذا لم يرد الأخير بصورة إيجابية على مقترحاته لوقف القتال.

من جانبه، نصح السفير السابق في أوكرانيا جون هيربست، في عرض له على الموقع الإلكتروني للمجلس الأطلسي، الرئيس ترامب بضرورة نقل رسالة مفادها أنه "إذا لم يتمكن بوتين من إقناع نفسه بقبول وقف إطلاق النار، فإن عقوبات أميركية جديدة كبيرة قادمة"، معتبرا أن هذه الرسالة ستكون طريقة ذكية للاستفادة من نجاح أوكرانيا في ساحة المعركة لتحقيق هدف ترامب بـ"سلام دائم في أوكرانيا".

مقالات مشابهة

  • "ضجيج كبير وردع قليل".. لماذا فشلت ضربات إسرائيل بتحييد جبهة اليمن؟
  • نيويورك تايمز: واشنطن تتوقع رد انتقامي كبير من روسيا على أوكرانيا
  • لماذا فشلت موسكو في إجهاض هجوم أوكرانيا الجرئ داخل العمق الروسي؟.. مصادر تجيب لـCNN
  • أوكرانيا لم تُهزم بعد! معضلة كبيرة لترامب بعد هجمات أوكرانيا الاستثنائية
  • حرب روسيا على أوكرانيا.. التصعيد أم التفاوض؟
  • لماذا فشل الكيان بتحييد جبهة اليمن
  • ضجيج كبير وردع قليل.. لماذا فشلت ضربات إسرائيل بتحييد جبهة اليمن؟
  • لماذا اختارت أوكرانيا أهدافا روسية بعيدة وما رسائل هجومها النوعي؟
  • أوكرانيا تنفذ أعمق هجوم داخل روسيا بطائرات مسيّرة وتثير جدلاً حول إبلاغ واشنطن | تقرير
  • كييف تعلن مقتل 12 جنديا أوكرانيا بضربة صاروخية روسية أثناء تدريبات