سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة بعنوان «الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية يتطلب ابتكارًا أسرع» والذي يشير إلى ضرورة الوصول لصافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال الابتكارات والتطوير في مجال الطاقة.

ارتفاع الإنفاق العام على البحث والتطوير في مجال الطاقة

ووفقًا للتقرير ارتفع الإنفاق العام على البحث والتطوير في مجال الطاقة لما يقرب من 44 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم عام 2022، وتم تخصيص أكثر من 80% منه للطاقة النظيفة، لكي تتماشى المشاريع التجريبية للطاقة النظيفة مع احتياجات سيناريو NZE (سيناريو صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050).

أما على جانب الشركات، فقد تجاوز الإنفاق على البحث والتطوير في مجال الطاقة من قبل الشركات المدرجة عالميًا 130 مليار دولار أمريكي في عام 2022، بزيادة 10% على أساس سنوي والعودة إلى مسار ما قبل كوفيد، وارتفع إنفاق الشركات التي تعمل على تطوير مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 25% في المتوسط سنويًا بين عامي 2020 و2022، مقارنة بنسبة 5% فقط خلال الفترة 2010- 2020.

تصميم أول خلية شمسية كهروضوئية في ثمانينيات القرن التاسع عشر

وأوضح التقرير، أن اقتصاد الطاقة الجديد ينشأ بسرعة، معتمدًا على تاريخ طويل من التقدم التكنولوجي إذ إن الابتكار في مجال الطاقة النظيفة يمكن أن يكون رحلة بطيئة، وعلى سبيل المثال، جرى اكتشاف التأثير الكهروضوئي في أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر وتم تصميم أول خلية شمسية كهروضوئية في ثمانينيات القرن التاسع عشر.

الوصول إلى صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة بحلول عام 2050

وأشار التقرير إلى إن الوصول إلى صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة بحلول عام 2050 لا يتطلب بالضرورة مفاهيم أو إنجازات علمية جديدة بشكل أساسي مماثلة للاكتشاف الأولي للطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو البطاريات.

وذكر التقرير، أنه لا يزال الابتكار يلعب دورًا مهمًا، فحوالي 35% من تخفيضات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المطلوبة في سيناريو صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 الذي تم تحديثه مؤخرًا تأتي من تقنيات لا تزال قيد التطوير وبالتالي لم تصل إلى الأسواق في الوقت الحالي، وتكون هناك حاجة أيضًا إلى الابتكار المستمر لتحسين الأداء وخفض تكاليف التكنولوجيات التي تعمل بالفعل على خفض الانبعاثات، فضلاً عن تحسين عمليات التصنيع.

وأضاف التقرير، أن التحدي يتمثل في جلب التكنولوجيا الجديدة إلى النطاق التجاري في الوقت المناسب لضمان التحول في مجال الطاقة بأسعار معقولة، وهذا يتطلب تصميمات أفضل أو مجموعات جديدة من التقنيات التي يمكن أن تساعد في تقليل التكاليف، وتحسين الأداء، ومعالجة حالات الاستخدام الجديدة، وتقليل استخدام الموارد الحيوية، وتخفيف التأثيرات البيئية الأخرى، كما أنه بطبيعة الحال، قد تنشأ أفكار جديدة تمامًا، ما يؤدي إلى مفاهيم أو مواد تكنولوجية جديدة يمكن أن تزيد من تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة وتوسيع نطاقه.

مزارع الرياح البحرية العائمة أكبر من أي وقت مضى

وأشار التقرير إلى أن الابتكار في مجال الطاقة النظيفة يتقدم بسرعة على سبيل المثال:

- الطاقة: بدأ بناء أول مفاعلات نووية معيارية صغيرة تجارية، ومن المتوقع أن يتم تشغيلها بحلول عام 2026، وأصبحت مزارع الرياح البحرية العائمة أكبر من أي وقت مضى ويمكن أن تتجاوز علامة 1 جيجاوات في عام 2026، وأول وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية المجهزة بخلايا البيروفسكايت في كفاءة تقترب من 30% تصل إلى الأسواق.

إنتاج الفولاذ الخالي من الحفريات لأول مرة باستخدام الهيدروجين الإلكتروليتي بنسبة 100%

- الصناعة الثقيلة: في عام 2021، تم إنتاج الفولاذ الخالي من الحفريات لأول مرة باستخدام الهيدروجين الإلكترو ليتي بنسبة 100%، مع خطط لإثبات الإنتاج على نطاق صناعي. وفي عام 2023، تم اتخاذ قرارات الاستثمار النهائية لجلب نماذج احتجاز الكربون إلى النطاق التجاري في إنتاج الأسمنت. ومن المتوقع أن يتم الإنتاج التجاري الأول من نوعه للألمنيوم الخالي من الكربون بحلول عام 2026، بعد عرض التكنولوجيا لأول مرة في عام 2021.

يمكن لصناع القرار المساعدة في تسريع وتيرة الابتكار

أكد التقرير أنه من خلال دعم الطلب على الطاقة النظيفة، يمكن لصناع القرار المساعدة في تسريع وتيرة الابتكار، ومن الممكن أن يؤدي دعم السياسات المصمم تصميمًا جيدًا، والمنسق بين أصحاب المصلحة في مجال الابتكار، إلى تيسير بناء نماذج أولية ضخمة، وتنفيذ مشاريع تجريبية كثيفة رأس المال، وتوسيع نطاق المنتجات الجديدة.

وأضاف التقرير أن الإنفاق على البحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة قد بلغ مستوى قياسيًا في العام الماضي، على الرغم من أزمة الطاقة العالمية والتقلبات الجيوسياسية وعدم اليقين في الاقتصاد الكلي، وأوضح التقرير أن التقدم السريع الذي تم تحقيقه في بعض تقنيات الطاقة النظيفة علامة مشجعة، تشير إلى أن المجتمع العالمي لابتكار الطاقة النظيفة سوف يصبح أكثر حيوية بحلول عام 2030. كما تخلق التطورات التكنولوجية الأخيرة فرصًا جديدة لرواد الأعمال والبلدان التي تسعى إلى وضع نفسها في اقتصاد الطاقة الجديد، وخاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية.

وأفاد التقرير في الختام أنه ستظل هناك حاجة إلى بذل جهود متواصلة للوصول إلى صافي الصفر، وسيكون هناك أربع أولويات على الأقل لصناع القرار، وهي:

- تحفيز الابتكار من خلال تعزيز الطلب على الطاقة النظيفة.

- جعل تكنولوجيات ما قبل التسويق أكثر قابلية للتمويل.

- رعاية مجموعة من المبدعين لتوليد أفكار متنوعة.

- تعزيز التعاون الدولي في مجال الابتكار في مجال الطاقة النظيفة.

اقرأ أيضاًالمجر: لن نوافق على العقوبات الأوروبية ضد قطاع الطاقة الذرية الروسي

تقرير المتابعة الأول لبرنامج «نُوَفِّــي»: 2 مليار دولار تسهيلات استثمار للقطاع الخاص ضمن محور الطاقة

بـ105 ملايين جنيه.. نقل الكهرباء توقع عقدا لتفريغ الطاقة من محطة كوم أمبو الشمسية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أزمة الطاقة التعاون الدولي الطاقة المتجددة الطاقة النظيفة انبعاثات ثانی أکسید الکربون فی مجال الطاقة النظیفة صافی انبعاثات ملیار دولار بحلول عام إلى صافی یمکن أن فی عام

إقرأ أيضاً:

وزير الري يلتقى سفير تنزانيا بالقاهرة ويبحث تعزيز التعاون بين البلدين بمجال المياه

استقبل الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري ، السفير ريتشارد موتايوبا سفير دولة تنزانيا بالقاهرة معربا عن سعادته بلقاءه، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يأتى في إطار التعاون الوثيق القائم بين مصر وتنزانيا و رغبة مصر فى تعزيز هذا التعاون المتميز .

 

 ومن جانبه أعرب  موتايوبا عن سعادته بلقاء الدكتور سويلم وحرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر فى كافة المجالات فى ظل العلاقات الطيبة بين الدكتور سويلم و وزير المياه التنزانى ، متوجها بالشكر للدولة المصرية على ما تقدمه من دعم لدولة تنزانيا في مجال الموارد المائية والرى .

وأكد الدكتور سويلم على عمق العلاقات المصرية التنزانية على كافة الأصعدة ، حيث يمثل نهر النيل شريان الحياه الذى يربط كافة دول الحوض معاً ، مشيراً إلى أن مصر طالما لعبت دوراً رائداً لدعم أواصر التعاون بين دول حوض النيل من خلال خلق مصالح مشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف .

وتم خلال اللقاء استعراض موقف المشروعات التى يتم تنفيذها تحت مظلة مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين والتي تم من خلال إنشاء عدد (٣٠) بئر جوفي في العديد من المناطق النائية لتوفير مياه الشرب النقية لمواطني دولة تنزانيا الشقيقة ، حيث تم الإتفاق على الإستمرار فى تفعيل مواد مذكرة التفاهم لحفر عدد (٣٠) بئر جوفى آخر وتنفيذ عدد (٢) من سدود حصاد مياه الأمطار طبقا لمتطلبات الجانب التنزانى .

وتوجه الدكتور سويلم بالدعوة للجانب التنزانى للمشاركة فى المبادرة الدولية للتكيف مع التغيرات المناخية AWARe ، مشيراً لاهمية هذه المبادرة لدولة تنزانيا فى توفير التمويلات اللازمة لتنفيذ مشروعات على الأرض فى مجال التكيف في قطاع المياه ومواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ ، كما أشار سيادته لأهمية إستفادة دولة تنزانيا من الدورات التدريبية التى يقدمها "المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخي" الذى أنشأته مصر لتدريب وبناء قدرات المتخصصين الأفارقة في مجال التكيف مع التغيرات المناخية تحت مظلة مبادرة AWARe.

مقالات مشابهة

  • تحركات مصرية لتوفير استثمارات بـ5 مليارات دولار في القارة السمراء خلال 6 سنوات
  • خبير: الطاقة المتجددة تواصل فرض وجودها داخل مشهد الطاقة العالمي
  • وزير الري يلتقى سفير تنزانيا بالقاهرة ويبحث تعزيز التعاون بين البلدين بمجال المياه
  • العراق بين أكبر 5 دول عربية منتجة للقطن.. ارقام تفصيلية
  • رئيس الوزراء يتابع جهود دعم مشاركة القطاع الخاص في مجال إنتاج الطاقة المتجددة
  • "مركز الحوكمة": تحسُّن أداء مصر في مؤشرات الابتكار والقوة الناعمة العالمي
  • أزمة تلوح في الأفق.. ثلثا سكان العالم سيواجهون ندرة المياه بحلول 2100
  • أكبر 10 دول منتجة ومصدرة للقطن في العالم.. بينها إسلامية
  • «مركز الحوكمة»: تحسُّن أداء مصر في مؤشرات الابتكار والقوة الناعمة العالمي والحرية الاقتصادية
  • لسد احتياجات السوق.. وزير الإنتاج الحربي يبحث التعاون مع الهند في الطاقة النظيفة