لنغن ونمثل فالمسرح عالمنا الصغير… ورشات عمل في المسرح الغنائي طلائع حمص
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
حمص-سانا
على مدى خمسة أيام، وبمشاركة أكثر من 40 معلماً ومعلمة، نظم فرع حمص لطلائع البعث ورشات عمل في مجال المسرح الغنائي بمقر الفرع بإشراف نخبة من الأساتذة المختصين والمخرجين المسرحيين.
وتهدف هذه الورشات إلى إعادة إحياء المسرح الغنائي، وإعداد كوادر قادرة على تدريب الأطفال وصقل مواهبهم المسرحية.
وأشارت عضو قيادة فرع حمص لطلائع البعث رئيسة مكتب الثقافة والفنون فاتن المحمود في تصريح لمراسلة سانا إلى أهمية هذه الورشات في إحياء المسرح الغنائي في المدارس، من خلال تقديم مسرحيات ممنهجة للأطفال، مبينة أنها استهدفت مدرسي الموسيقا والمهتمين بالمسرح المدرسي.
وبين مدرس التربية الموسيقية وأحد المشرفين على الورشات فؤاد نمرة أنه تم تدريب الأساتذة على كيفية كتابة وإعداد وإخراج نص مسرحي غنائي يعنى بعالم الأطفال، وتم خلال الورشة تقديم الكثير من الأفكار والمفاهيم من ناحية فن الإخراج والأداء وغيرها.
وقال المخرج أفرام دافيد: “إن للموسيقا دوراً أساسياً في المسرح ومدرس الموسيقا هو الأقرب لتقديم عمل مسرحي غنائي، ومسرح الطفل الغنائي يجب أن يحمل كلمات بسيطة معبرة يفهمها الطفل”.
وأشار المخرج المسرحي جواد عكلا إلى أهمية مسرح الأطفال وما يحمله من أهداف وغايات نبيلة، مبيناً أنه قدم خلال الورشات مادة التمثيل وآلية إيصالها للطفل وأدوات الممثل وكيف يستطيع التعبير عن الأفكار والعناصر المسرحية، مؤكداً ضرورة استخدام مفردات جمالية وإيصال الأفكار بأبسط ما يكون للحصول على أفضل النتائج.
ولفتت مدربة الرقص المسرحي عائدة المحمد إلى أهمية تأهيل المدرسين ليصبحوا مدربين في مدارسهم وتوظيف المهارات التي تعلموها خلال الورشات لاستخدامها، والقيام بأعمال مسرحية في المدارس حتى ولو بأبسط الإمكانيات.
وبين أحمد العلي من المدرسين المشاركين أهمية إطلاع الأساتذة على مختلف الأساليب الجديدة لنقلها إلى الطفل، موضحاً أن المسرح الغنائي يشد الطفل كثيراً وهو قادر على إيصال أفكار تربوية وأخلاقية ومجتمعية بطريقة مبسطة وممتعة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
انهزام عالمنا غريب!
وداد الإسطنبولي
في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، شاهدتُ إعلانًا يطلب من الناس المساهمة بمبلغ مالي لحساب أحد الأشخاص من أجل توفير الخبز لأهل غزة. وأخذتني الغصّة في نفسي...
تذكرتُ الخبز، كم هو عظيم الشأن، وراحت ذاكرتي تحوم في أزمنة مضت، حين كانت وجبة العشاء الوحيدة التي تشبع البطون هي الخبز السميك، تصنعه أمهاتنا في التنور لمن كان يملكه، أو يشتريه الناس من الخبازين في المحلات. نغمس الخبز في كوب شاي بالحليب، وكانت تلك الوجبة أعظم ما نقتاته، وأجمل عشاء ننتظره بفارغ الصبر.
وفي غزة... غاب عنهم الخبز، كما غابت عنهم أشياء كثيرة، وحُرموا من أبسط مقومات الحياة، ومع ذلك لم ينهاروا. بل، وكأنهم يخبزون من حصاد الألم صمودًا، فينتجون رغيف كرامة. أمرهم عجيب!
ونحن... في عالمٍ غارق بالرفاهية، كما يقولون: نحن أحسن من غيرنا، ولكن مع ذلك، يكثر بيننا التخاذل، والسرقة، والانشغال بالذات. أما في غزة، فكل شيء نقص، وكل شيء ضاق، ومع ذلك لم ينهزموا، ولم يسلكوا دروب الانكسار.
ربما أصبح الخبز عندهم أمنية، لكن الجوع لم يكسرهم، ولا الحرب وأهوالها محت ملامح الوطن وكرامته.
سطوري لا تعرف معنى الانهزام، ولكن الألم المتدفق بداخلنا بقوة، هو من سينفجر من ينبوعه ذات يوم.
نقص الطعام عندنا يُشعرنا بالانهيار، فنفدي لأطفالنا قائلين: "لعل الجوع ما يصيبك!"، أما هناك... فالجوع يسكن البيوت، ويصاحب الأطفال، لكن العزيمة ما زالت تشعل في قلوبهم وهج البقاء.
عزيمتنا -نحن- أصبحت موضع اختبار أيضًا. ولا أدري أين الخطأ: في الخريطة العربية؟ أم في مجتمعاتنا؟ أم في الدول؟ أم في الدين؟ أم في ثقافتنا؟
غزة لا تطلب الكثير... ونحن لا نملك سوى هذه الثقافة التي نعبر بها بأقلامنا.
فلا بد أن ندرك أن الكرامة والصمود يُخبزان هناك، وأن الدموع التي تُكتم، هي بذور أمل تُزرع كل صباح.
رابط مختصر