الجزيرة:
2025-12-15@04:52:55 GMT

فتح خزائن الدماغ.. هل يمكن قراءة الأفكار؟

تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT

فتح خزائن الدماغ.. هل يمكن قراءة الأفكار؟

حقق باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة إنجازا هاما في فهم كيفية تشكيل الدماغ البشري للذكريات البصرية وتخزينها واستدعائها.

واستخدم الباحثون في دراستهم الجديدة، التي نشرت في 8 يوليو/ تموز الجاري في مجلة أدفانسد ساينس، تسجيلات دماغية لمرضى ونموذجا للتعلم الآلي لإلقاء ضوء جديد على الشفرة الداخلية للدماغ التي تصنّف ذكريات الأشياء إلى فئات، فتكون كخزانة ملفات للصور في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن فريق البحث استطاع قراءة أفكار المشاركين من خلال تحديد فئة الصورة البصرية التي يجري تذكرها، وذلك عبر التوقيت الدقيق للنشاط العصبي للمشارك.

ويحلّ هذا العمل جدلا أساسيا في علم الأعصاب، ويتيح إمكانات واعدة لواجهات الدماغ والحاسوب المستقبلية، بما في ذلك أجهزة مساعدة لاستعادة الذاكرة المفقودة لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية مثل الخرف.

ويعد الحصين منطقة دماغية حيوية ومعروفة بدورها في تكوين ذكريات عرضية جديدة من قبيل ماذا وأين ومتى وقعت أحداث الماضي. وبينما يمكن فهم وظيفته في تشفير المعلومات المكانية (أين) والزمانية (متى)، فإن كيفية تمكنه من تشفير عالم الأشياء الواسع وعالي الأبعاد (ماذا) لا تزال لغزا. وحيث إنه لا يمكن للحصين تخزين كل شيء على حدة، افترض العلماء أن الدماغ قد يبسط هذا التعقيد من خلال ترميز الأشياء في فئات.

ووظّف البحث تسجيلات أدمغة 24 مريضا بالصرع، حيث زEرعت أقطاب كهربائية عميقة داخل الجمجمة في أدمغتهم لتحديد موقع نوبات الصرع. وأتاحت تسجيلات هؤلاء المرضى للفريق تحديد كيفية تشفير الخلايا العصبية الحصينية للمعلومات البصرية المعقدة، ليس من خلال معدل إطلاق الإشارات فحسب، بل من خلال التوقيت الدقيق لنشاطها.

يقول مدير مركز ترميم الأعصاب في جامعة جنوب كاليفورنيا بكلية كيك للطب وأستاذ الهندسة الطبية الحيوية بكلية فيتربي للهندسة والباحث المشارك في الدراسة تشارلز ليو: "من خلال العمل مع مرضى يعانون من خلل في الذاكرة، كان من المثير للاهتمام للغاية رؤية الدراسات الحالية تكشف عن نموذج للأساس العصبي لتكوين الذاكرة".

كيف يخزن الدماغ المعلومات البصرية؟

طوّر فريق البحث نهجا مبتكرا للنمذجة التجريبية لكشف هذه العملية المعقدة، وسجّل الفريق النشاط الكهربائي -وتحديدا النبضات- من الخلايا العصبية في الحصين لدى مرضى الصرع، وجُمعت التسجيلات أثناء قيام المرضى بمهمة "المطابقة المتأخرة للعينة"، وهي تقنية شائعة في علم الأعصاب لاختبار الذاكرة البصرية قصيرة المدى.

إعلان

يقول الأستاذ المشارك في قسم جراحة الأعصاب وقسم ألفريد إي. مان للهندسة الطبية الحيوية الباحث المشارك في الدراسة دونغ سونغ: "سمحنا للمرضى برؤية خمس فئات من الصور: حيوان، نبات، مبنى، مركبة، وأدوات صغيرة، ثم سجلنا إشارة الحصين. وبناء على الإشارة سألنا أنفسنا سؤالا باستخدام تقنية التعلم الآلي الخاصة بنا: هل يمكننا فك تشفير فئة الصورة التي يتذكرونها بناء على إشارة أدمغتهم فقط؟".

أكدت النتائج فرضية أن الدماغ البشري يتذكر بالفعل الأشياء المرئية بتصنيفها إلى فئات، وأن فئات الذاكرة البصرية التي كان المرضى يفكرون فيها قابلة للفك بناء على إشارات أدمغتهم.

ويرى سونغ أن "الأمر يشبه قراءة حصينك لمعرفة نوع الذاكرة التي تحاول تكوينها، ووجدنا أنه يمكننا فعل ذلك بالفعل، ويمكننا فك تشفير نوع فئة الصورة التي كان المريض يحاول تذكرها بدقة عالية".

ويكمن جوهر الاكتشاف في نموذج فك تشفير الذاكرة القابل للتفسير الذي ابتكره فريق البحث، فعلى عكس الطرق السابقة التي غالبا ما تعتمد على حساب متوسط النشاط العصبي على مدار العديد من التجارب أو استخدام دقة زمنية محددة مسبقا، يحلل هذا النموذج المتقدم "الأنماط المكانية والزمانية" للنبضات العصبية من مجموعة كاملة من الخلايا العصبية، كما تقدم الدراسة دليلا على أن الحصين يستخدم رمزا زمنيا لتمثيل فئات الذاكرة البصرية، وهذا يعني أن التوقيت الدقيق لنبضات الخلايا العصبية الفردية، غالبا على نطاق الملِّي ثانية، يحمل معلومات ذات معنى.

وركزت الدراسات السابقة غالبا على الخلايا العصبية الفردية، أما هذا البحث فكشف أن مجموعات الخلايا العصبية الحصينية تشفّر فئات الذاكرة بطريقة موزعة، حيث إنه وبينما شاركت نسبة كبيرة من الخلايا العصبية (70-80%) في تحديد ذاكرة بصرية لفئة معينة، فإن لحظات قصيرة ومحددة فقط داخل كل خلية عصبية ساهمت في هذا التشفير، وتسمح هذه الإستراتيجية الفعّالة للدماغ بتخزين ذكريات متنوعة مع تقليل استهلاك الطاقة.

يقول ليو: "يمكننا البدء بتطوير أدوات سريرية لاستعادة فقدان الذاكرة وتحسين الحياة بهذه المعرفة، بما في ذلك أجهزة مساعدة للذاكرة وإستراتيجيات أخرى لاستعادة الأعصاب، في حين أن هذه النتيجة قد تكون مهمة لجميع المرضى الذين يعانون من اضطرابات الذاكرة، إلا أنها ذات صلة عميقة بشكل خاص بمرضى الصرع الذين شاركوا في الدراسات، والذين يعاني الكثير منهم من خلل وظيفي في الحصين يتجلى في كل من نوبات صرع وكذلك الاضطرابات المعرفية/الذاكرة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الخلایا العصبیة من خلال

إقرأ أيضاً:

توقيع بإنشاء مركز متكامل لتجميع وتوزيع الشحنات المجزأة بميناء خزائن البري

العُمانية: وقّع ميناء خزائن البري –الذي تديره مجموعة أسياد بالشراكة مع القطاع الخاص– اتفاقية استراتيجية مع شركة "إس إس سي كونسوليديشن" العالمية، إحدى أبرز الشركات المتخصصة في خدمات الشحن المجزأ والنقل البحري غير المشغِّل للسفن، لتأسيس مركز متكامل لتجميع وتوزيع الشحنات المجزأة، في خطوة تعزّز مكانة سلطنة عُمان كمركز لوجستي عالمي رائد.

وتهدف الاتفاقية إلى اعتماد المستودع الجمركي في ميناء خزائن البري كمحطة رئيسية لتفريغ وإعادة توزيع البضائع المجزأة داخل سلطنة عُمان، الأمر الذي يسهم في تحقيق مجموعة من العوائد الاستراتيجية، من بينها تسريع إجراءات التخليص الجمركي وتقليل تكاليف النقل ورفع كفاءة سلاسل الإمداد، إضافة إلى تمكين الشركات المحلية والإقليمية من الوصول إلى حلول لوجستية أكثر مرونة وسرعة.

كما تعزّز هذه الخطوة مكانة سلطنة عُمان كبوابة تجارية تربط الأسواق الإقليمية والدولية بما ينسجم مع مستهدفات «رؤية عُمان 2040»في تنويع الاقتصاد وتعزيز تنافسية منظومة الإمداد للشركات الوطنية.

وستقوم "إس إس سي كونسوليديشن" بتعزيز حركة البضائع داخل السوق المحلي عبر خطوط مباشرة أسبوعية تربط ميناء خزائن البري مع كلٍّ من موانئ الإمارات وألمانيا والولايات المتحدة وبلجيكا والهند؛ وهو ما يمنح المستوردين والمصدّرين خيارات شحن أكثر تنافسية، ويوسّع من شبكة الربط التجاري عبر سلطنة عُمان.

كما تنص الاتفاقية على إدراج ميناء خزائن البري كوجهة نهائية في بوالص الشحن الخاصة بالشركة داخل سلطنة عُمان، ليصبح الميناء جزءًا من شبكتها العالمية الواسعة، مما سيدعم حركة إعادة التصدير عبر سلطنة عُمان، وإيجاد فرص نمو جديدة للقطاع اللوجستي.

وستعتمد شركة "إس إس سي كونسوليديشن" في تنفيذ عملياتها الجديدة على منظومة الخدمات اللوجستية المتكاملة التي توفرها مجموعة أسياد عبر شبكتها العالمية، والتي تشمل حلول النقل والمناولة والتخزين وإدارة سلاسل الإمداد. وتعكس هذه الشراكة تأكيدًا لثقة الشركة في أسياد كمزوّد عالمي للحلول اللوجستية المتكاملة، مما يتيح لها الوصول السريع والموثوق إلى الأسواق الإقليمية والعالمية من خلال البنية الأساسية الحديثة للميناء وارتباطه المباشر بالموانئ والمناطق الحرة والاقتصادية في سلطنة عُمان.

وتُعد هذه الشراكة إضافة نوعية إلى المنظومة اللوجستية في سلطنة عُمان، إذ تعكس جودة خدمات ميناء خزائن البري ومرافقه ذات المواصفات العالمية، وقدرته على توفير قاعدة متكاملة لدعم نمو التجارة والخدمات اللوجستية المتخصصة. وأكد الجانبان أن هذه الاتفاقية تمثل قيمة اقتصادية مهمة للقطاع اللوجستي في سلطنة عُمان، لما توفره من حلول مبتكرة ومرنة تسهم في رفع تنافسية السوق المحلي، واستقطاب المزيد من الاستثمارات العالمية الباحثة عن وجهات لوجستية آمنة وفعّالة في المنطقة.

وأوضح الخطاب بن سالم المعني نائب الرئيس للشؤون التجارية بشركة موانئ أسياد والمناطق الحرة أن هذه الاتفاقية تأتي لتؤكد التزام الشركة في مجموعة أسياد بتعزيز مكانة سلطنة عُمان كمركز لوجستي عالمي، من خلال توفير حلول مبتكرة تدعم كفاءة سلاسل الإمداد وتمنح الشركات المحلية والإقليمية خيارات أكثر مرونة وتنافسية.

وقال إن اعتماد ميناء خزائن البري كمحطة رئيسية لتجميع وتوزيع الشحنات المجزأة سيُسهم في تسريع إجراءات التخليص الجمركي وتقليل تكاليف النقل، بما ينسجم مع مستهدفات «رؤية عُمان 2040» في تنويع الاقتصاد وتعزيز تنافسية القطاع اللوجستي.

من جهته قال شيخ معراز الدين مدير المبيعات في آسيا والبحر الأبيض المتوسط بشركة "إس إس سي كونسوليديشن" العالمية، إن الاتفاقية مع ميناء خزائن البري تُعد خطوةً هامةً في توسيع حجم الشحن البحري الجزئي إلى سلطنة عُمان. وأكد أن هذه الشراكة الجديدة ستُعزّز تجارة الشركة لبناء شبكة ربط عالمية المستوى، وتُحسّن عمليات التوصيل البري للميل الأخير إلى سلطنة عُمان، وتوسيعًا لنطاقها العالمي.

مقالات مشابهة

  • عاجل- ابتكار هندي يكشف أسرار نمو وانتشار الخلايا السرطانية عبر الذكاء الاصطناعي
  • اعتماد "خزائن البري" محطة رئيسية لتجميع وتوزيع الشحنات المجزأة
  • 5 فئات في سباق الدراجات بمهرجان ليوا الدولي
  • روائح طبيعية تعزز الذاكرة والتركيز.. دراسات تكشف السر
  • دراسة: الأوميجا 3 تحمي الدماغ من الالتهابات وتدعم الذاكرة لدى البالغين
  • توقيع بإنشاء مركز متكامل لتجميع وتوزيع الشحنات المجزأة بميناء خزائن البري
  • دراسة: الإفراط في تناول الملح يوميًا يرفع خطر شيخوخة الخلايا
  • الدكتورة أمجاد عبدالله الحنايا تحصل على الدكتوراه من جامعة ليدز البريطانية في الترجمة السمعية البصرية
  • يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة العراق × الأردن Twitter بث مباشر دون "تشفير أو اشتراك" | كأس العرب
  • دراسة: الجوز يدعم صحة الدماغ ويحافظ على الذاكرة