تقرير فريق الخبراء: الحوثيون يستخدمون التجويع كسلاح في عدوانهم على اليمنيين
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
كشف فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات المشكلة من مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، أن المليشيات الحوثية تستخدم التجويع كسلاح في عدوانها على اليمنيين.
وبحسب التقرير الصادر حديثاً، فإن الإجراءات الحوثية هدفت إلى إعاقة عمل الحكومة ومنعها من أداء وظائفها كحكومة، بهدف استخدام التجويع كسلاح في عدوانهم.
وأشار إلى أن الحوثيين مارسوا السيطرة على التجارة الدولية وحصّلوا الرسوم الجمركية والضرائب الأخرى في الموانئ الخاضعة لسيطرتهم، ولجأوا إلى الازدواج الضريبي، نظراً لأن الرسوم الجمركية تدفع على السلع عند استيرادها عبر الموانئ التابعة للحكومة اليمنية.
وذكر التقرير أن الحوثيين أصدروا تعميماً بشأن إنشاء آلية تحصيل الإيرادات في المنافذ الجمركية البرية، حدد بموجبه معدل الرسوم الجمركية بمقدار 50% من إجمالي القيمة الجمركية لجميع السلع الواصلة إلى مراكز الجمارك البرية عبر المنافذ البرية أو البحرية للمناطق المحتلة، وبالتالي فإن الحوثيين يتعاملون مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة باعتبارها أراضي أجنبية للأغراض الجمركية وهم يقسمون اليمن فعلياً إلى بلدين.
وأفاد التقرير بأن الحكومة اليمنية تخسر بفعل توقف تصدير النفط حوالي 1.2 مليار دولار من الإيرادات، مع توقعات أن تصل إجمالي خسائر الحكومة اليمنية إلى ملياري دولار بالنظر إلى تكلفة إصلاح واستبدال المعدات والمرافق في محطة الضبة النفطية.
كما أدى وقف تصدير النفط إلى تقويض قدرة البنك المركزي اليمني في عدن على التدخل ووقف تدهور قيمة الريال.
أفاد التقرير أن فريق الخبراء تلقى عدداً من البلاغات حول قيام الحوثيين بطباعة واستخدام العملات المزيفة للوفاء باحتياجاتهم التمويلية، بينها وثيقة تمثلت في تلقي السفارة اليمنية في بكين طلباً من شركة أوراق نقدية في الصين، تستفسر عن مواطن يمني، قيل إنه اتصل بهم بشأن طباعة أوراق نقدية وطوابع مالية وجوازات سفر.
وذكر التقرير أن الفريق تلقى نسخاً من الوثائق ذات الصلة، بما في ذلك جواز سفر الشخص المعني ورسالة من المدير العام لإدارة الجوازات والجنسية بوزارة الداخلية اليمنية، يطلب فيها تسهيل شراء الورق ذات الخصائص الأمنية والحبر.
وكشفت تحقيقات الفريق أن الشخص لا يمثل الحكومة اليمنية، وأن جواز سفره الذي لم تصدره الحكومة، ولا يستبعد الفريق إمكانية أن يكون جواز السفر المذكور قد أصدرته جماعة الحوثي، وأن يكون قد تم استخدام عملات وجوازات سفر مزيفة في اليمن في الفترة الماضية.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين يواصلون تحصيل الرسوم غير القانونية، والزكاة وضريبة الخمس والضلوع في عمليات السوق السوداء، واللجوء إلى الازدواج الضريبي، وابتزاز الأموال، ومصادرة الأموال الموجودة في الحسابات المصرفية وغيرها من أصول الكيانات والأفراد المعارضين لهم لمواصلة جهودهم الحربية.
وأفاد التقرير أن فريق الخبراء يحقق حالياً في التقارير المتعلقة بتورط الحوثيين في الاتجار بالمخدرات وتهريبها لتوليد الأموال لأنشطتهم العسكرية، كما يحقق في التدمير الممنهج للمواقع التراثية وتهريب التحف والآثار.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: فریق الخبراء التقریر أن
إقرأ أيضاً:
الشركات تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لمواجهة "فوضى" الرسوم الجمركية
الاقتصاد نيوز - متابعة
تلجأ الشركات إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في التعامل مع الاضطرابات الواقعية التي تشهدها التجارة العالمية.
وأفادت عدة شركات تكنولوجية بأنها تستخدم هذه التكنولوجيا الناشئة لتصوّر سلاسل الإمداد العالمية للشركات — بدءًا من المواد المستخدمة في تصنيع المنتجات، وصولًا إلى أماكن شحن هذه السلع — وذلك لفهم تأثير الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقا لتقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة Salesforce أنها طوّرت وكيل ذكاء اصطناعي متخصص في الواردات يمكنه "معالجة التغييرات بشكل فوري لجميع فئات المنتجات البالغ عددها 20,000 في نظام الجمارك الأميركي، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها"، وذلك لمساعدة الشركات على التكيّف مع التغيرات في أنظمة الرسوم الجمركية.
وقد استخدم مهندسو الشركة جدول التعرفة المنسقة (HTS) — وهو مستند يتألف من 4400 صفحة يحتوي على الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة — لتغذية إجابات هذا الوكيل الذكي.
وقال إريك لوب، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية في "Salesforce": "إن سرعة وتعقيد التغيرات في الرسوم الجمركية العالمية تجعل من الصعب للغاية على معظم الشركات مواكبتها يدويًا. في الماضي، كانت الشركات تعتمد على فرق صغيرة من الخبراء الداخليين لمواكبة هذه التغيرات".
تعديل سلاسل الإمداد العالمية بسرعة أكبر وأكدت الشركات أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تمكّنها من اتخاذ قرارات بشأن تعديل سلاسل الإمداد العالمية بسرعة أكبر بكثير.
وقال أندرو بيل، مدير المنتجات في شركة Kinaxis المتخصصة في برامج إدارة سلاسل الإمداد، إن الشركات المصنعة والموزعين الذين يسعون إلى فهم كيفية الاستجابة للرسوم الجمركية يستخدمون تقنيات تعلم الآلة التي تطورها شركته لتحليل المنتجات والمواد المكوّنة لها، إلى جانب مؤشرات خارجية مثل المقالات الإخبارية والبيانات الاقتصادية الكلية.
وأضاف: "باستخدام هذه المعلومات، يمكننا البدء في إجراء محاكاة، على سبيل المثال: هذا الجزء الموجود ضمن مكونات منتجك يخضع لرسوم جمركية عالية. إذا قمت باستبداله بجزء آخر، ما هو الأثر المحتمل على المنتج بشكل عام؟".
"لحظة تألق الذكاء الاصطناعي" أجبر قرار ترامب بفرض رسوم جمركية على عشرات الدول الشركات على إعادة التفكير في سلاسل التوريد والأسعار، حيث قامت شركات مثل وولمارت ونايكي برفع أسعار بعض منتجاتها. وتشير بيانات التعداد السكاني إلى أن الولايات المتحدة استوردت سلعًا بقيمة 3.3 تريليون دولار في عام 2024.
وقال زاك كاس، الرئيس السابق لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي في شركة OpenAI، في منتدى أمبروزيتي بإيطاليا الشهر الماضي: "عدم اليقين الناجم عن الإجراءات الجمركية الأميركية يمثل في الواقع لحظة تألق للذكاء الاصطناعي. وأضاف:"إذا تساءلت عن مدى تعقيد الأمور بدون الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في ظل عدم القدرة على توظيف أعداد كبيرة من الموظفين بشكل فوري، فإن الذكاء الاصطناعي يقدم بديلاً قابلاً للتنفيذ".
من جهته، قال ناغيندرا باندارو، الشريك الإداري والرئيس العالمي لخدمات التكنولوجيا في شركة Wipro الهندية العملاقة، إن العملاء يستخدمون حلول الذكاء الاصطناعي القائمة على الوكلاء التي تقدمها شركته "لإعادة توجيه استراتيجيات الموردين، وتعديل طرق التجارة، وإدارة التعرض للرسوم الجمركية بشكل ديناميكي مع تغيّر السياسات".
وتستخدم "Wipro" مجموعة من أنظمة الذكاء الاصطناعي — سواء كانت من تطويرها أو من جهات خارجية — تشمل النماذج اللغوية الكبيرة، وتقنيات تعلم الآلة التقليدية، ورؤية الحاسوب لفحص الأصول الفعلية أثناء عبورها الحدود.
"ليس حلاً سحريًا" ورغم رفضها الإفصاح عن أسماء الشركات، أشارت Wipro إلى أن عملاءها الذين يستخدمون حلول الذكاء الاصطناعي لمواجهة رسوم ترامب يشملون مصنعًا إلكترونيًا ضمن قائمة Fortune 500 يملك مصانع في آسيا، إضافة إلى مورد لقطع غيار السيارات يصدر منتجاته إلى أوروبا وأميركا الشمالية.
وقال باندارو: "الذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكنه ليس حلًا سحريًا. فهو لا يحلّ محل استراتيجيات السياسة التجارية، بل يعززها بتحويل التجارة العالمية من تحدٍ تفاعلي إلى ميزة تنافسية استباقية تعتمد على البيانات".
وكان الذكاء الاصطناعي بالفعل من أولويات الاستثمار الرئيسية للشركات العالمية قبل إعلان ترامب عن رسومه الجمركية الواسعة في أبريل. ووفق تقرير نشرته Capgemini في يناير، فقد صنّف نحو ثلاثة أرباع قادة الأعمال الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن أهم ثلاث تقنيات سيستثمرون فيها في عام 2025.
وقال أجاي أغروال، الشريك في شركة Bain Capital Ventures: "هناك عدة طرق يمكن أن يساعد بها الذكاء الاصطناعي الشركات في التعامل مع الرسوم الجمركية وما تخلقه من عدم يقين. ولكن نجاح أي حل ذكاء اصطناعي يعتمد على جودة البيانات المتاحة له".
وأشار إلى أن إحدى شركات محفظته الاستثمارية، وهي "FourKites"، تستخدم بيانات شبكات سلاسل الإمداد مع الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات على فهم التأثيرات اللوجستية لتغيير الموردين بسبب الرسوم.
وأضاف: "إنهم يعملون مع عدد من شركات Fortune 500 للاستفادة من وكلائهم في الشحن البحري والبري من أجل تقديم مستوى عالٍ من الرؤية والذكاء التحليلي".
وختم قائلاً: "تغيير الموردين قد يقلل من تكلفة الرسوم، لكنه قد يؤدي إلى زيادة في أوقات التسليم وتكاليف النقل. علاوة على ذلك، فإن تقلبات الرسوم الجمركية أثّرت بشدة على الأسعار والسعة المتاحة في شبكات الشحن البحري والمحلي".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام