الحكومة اليمنية تُحذر الحوثيين من الزج باليمن في صراع إقليمي مُدمّر
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
حذرت الجمهورية اليمنية، جماعة الحوثي من الزج باليمن في صراع إقليمي مدمر، في الوقت الذي أكدت أن تأمين خطوط الملاحة البحرية الدولية وحماية الامن البحري والاستقرار الاقليمي والدولي لا يمكن تحقيقه إلا عبر استعادة الدولة اليمنية والسيطرة على كامل التراب الوطني.
جاء ذلك في بيان الجمهورية اليمنية الذي ألقاه مندوب اليمن الدائم لدى الامم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، أمام مجلس الأمن في إجتماعه الأخير حول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن).
وقال السفير السعدي، إن جماعة الحوثي تواصل تعنتها وإصرارها على اطالة امد الصراع ومفاقمة الأزمة الإنسانية لليمنيين، ومواصلة مخططاتها في العودة إلى مربع العنف ودوامة الحرب وإغراق اليمن في ازمة إنسانية غير مسبوقة، بالتزامن مع استمرار تدخلات النظام الإيراني في الشأن اليمني وتهريب الأسلحة والخبراء العسكريين إلى جماعة الحوثي في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الامن ذات الصلة وفي مقدمتها القرارين 2216 و2624.
وحمّل السعدي، جماعة الحوثي وداعميها كامل المسؤولية عن العواقب الوخيمة المترتبة على اي أعمال متهورة من شأنها اغراق اليمن بمزيد من الأزمات، وجر البلاد إلى صراعات إقليمية مدمرة، بما في ذلك عسكرة الممرات المائية الدولية وتهديد الامن الغذائي، وما تبقى من فرص العيش لليمنيين، ومفاقمة الأزمة الإنسانية.
وأكد أن مغامرات جماعة الحوثي قادت للإضرار بمصالح الشعب اليمني وتدمير مقدراته ومكتسباته، ولا تزال مستمرة في مغامراتها الطائشة نحو مزيد من الخراب والدمار.
وأردف: "يواجه شعبنا اليمني الصابر، ومع دخول هذا الصراع عامه الحادي عشر، تحديات اقتصادية هائلة وازمة إنسانية من الصعب قياسها، استمرّت طويلاً بسبب الحرب التي تشنها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني".
وأضاف "ان تحقيق السلام والاستقرار في اليمن يقتضي اظهار الالتزام والرغبة الجدية من قبل المليشيات الحوثية والانخراط بإيجابيه وحسن نية مع الجهود الاقليمية والدولية الهادفة إلى انهاء الأزمة اليمنية، وتخلّيها عن خيار الحرب والتصعيد وتغليب مصالح الشعب اليمني على مصالحها ومصالح داعميها والتخلّي عن نهجها المزعزع للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة".
ولفت إلى أن جماعة الحوثي التي تدعي السعي للسلام، تمارس يومياً الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب اليمني في مناطق سيطرتها في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك اختطاف موظفي وكالات الامم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، واقتحام ونهب مقراتها وممتلكاتها وسرقة المساعدات الإنسانية وافتعال الأزمات لخدمة اجندتها التخريبية، كما تستخدم معاناة اليمنيين اداة للابتزاز السياسي.
وأكد ان جريمة القرصنة البحرية التي ارتكبتها جماعة الحوثي مؤخراً عبر استهداف سفينة الشحن التجارية (ماجيك سير) قبالة سواحل مدينة الحديدة في البحر الأحمر، تعكس مجدداً خطورة استمرار سيطرة جماعة الحوثي على اجزاء من الشريط الساحلي اليمني وما يشكله ذلك من تهديد مباشر ومستدام لأمن وسلامة الملاحة البحرية والتجارة العالمية وخطوط امداد الطاقة التي تمر عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، واستخدام اليمن كمنصة لزعزعة استقرار المنطقة والعالم.
وأوضح أن "تأمين خطوط الملاحة البحرية الدولية وحماية الامن البحري والاستقرار الاقليمي والدولي لا يمكن تحقيقه إلا عبر استعادة الدولة اليمنية وممارسة الحكومة اليمنية سلطاتها على كامل الشريط الساحلي وعلى كامل الأراضي اليمنية وانهاء انقلاب هذه المليشيات المدعومة من النظام الإيراني الذي يسعى لتحويل اليمن إلى منصة متقدمة لتهديد المصالح الاقليمية والدولية وتحقيق أهدافه التوسعية".
وقال إن "غرق الناقلة المحملة بحوالي 17,000 طن متري من نترات الامونيوم شديدة الخطورة ينذر بحدوث كارثة بيئية واسعة الضرر على البيئة البحرية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر الأحمر، وكارثة اقتصادية وإنسانية لمئات الالاف من اليمنيين الذين يعتمدون في معيشتهم على خيرات البيئة البحرية، كما أن غرقها سيشكل خطراً على السفن التي تبحر عبر مسارات الشحن الحيوية في البحر الأحمر وباب المندب".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: مجلس الأمن السعدي اليمن البحر الأحمر مليشيا الحوثي جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
قوة الرضوان.. ذراع حزب الله المكلف بتدريب الحوثيين
كشف تحليل عسكري تفاصيل أدوار قادة قوة الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني المكلفة بتدريب ودعم مليشيا الحوثي على مدى السنوات الماضية، مسلطًا الضوء على العلاقة الاستراتيجية بين الخبرة اللبنانية والإمكانات العسكرية الحوثية.
ويظهر التحليل الذي نشرته منصة "ديفانيس لاين" اليمنية المستقلة المتخصصة بالشأن الأمني والعسكري، مقطع فيديو مسرب يعود لعام 2016، من كاميرات عناصر الحوثيين، يُظهر رئيس أركان الجماعة محمد عبدالكريم الغُماري، المعروف باسم "جهاديا (السيد هاشم)"، وهو يروي تضحيات قادة حزب الله وجهودهم للوصول إلى مناطق سيطرة الجماعة، أثناء دورة تدريبية عسكرية أُقيمت منتصف 2015 في منطقة جبلية شمال اليمن قرب الحدود مع السعودية. وقد قُتل الغُماري لاحقًا في أغسطس 2025 بغارة إسرائيلية على العاصمة صنعاء، في ضربة نوعية ضد قيادات الجماعة.
وكان المسؤول عن هذه الدورة النوعية هو محمد حسين سرور (الحاج أبو صالح)، قائد القوة الجوية في حزب الله وعضو بارز في قوة الرضوان، الذي اغتيل في سبتمبر 2024 بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان. ويُعتبر سرور من أبرز الشخصيات التي ساهمت في بناء القوة الصاروخية وتطوير القدرات النوعية للحوثيين، وظهر في صور وهو يرتدي زي الجيش اليمني خلال مشاركته الميدانية، ما يعكس الدور المباشر للحزب في التدريب التكتيكي والتقني للجماعة.
وتأسست قوة الرضوان عام 2006، نسبةً للقيادي اللبناني الراحل عماد مغنية (الحاج رضوان)، وتُعد وحدة نخبوية في حزب الله. لعبت هذه القوة دورًا جوهريًا في تقديم الدعم اللوجستي والتقني للحوثيين، خصوصًا في تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وتوفير خبرة قتالية متقدمة لمساندة العمليات البرية والبحرية للجماعة.
ومنذ تأسيس جماعة الحوثي، تم إرسال قادة وضباط من قوة الرضوان وفيلق القدس الإيراني للعمل كمستشارين وخبراء في العمليات العسكرية، والانخراط مباشرة في تخطيط وتنفيذ العمليات القتالية عبر مختلف الجبهات اليمنية، بما في ذلك عمران، صنعاء، الحديدة، والجبهات الحدودية مع السعودية.
وأظهر الفيديو المسرب أسماء بارزة من قوة الرضوان شاركت في التدريب والدعم اللوجستي، أبرزهم:
علي عادل الأشمر (الحاج أبو مهدي): مستشار عسكري شارك ميدانيًا في عمران وصنعاء ومناطق جبلية أخرى، قُتل في نوفمبر 2024 بغارة إسرائيلية في ضاحية بيروت.
علي جمال الدين جواد (جهاديا – كربلاء): قائد القوة الصاروخية والطائرات المسيرة، قُتل في أغسطس 2024.
هيثم علي الطبطبائي: رئيس أركان قوات حزب الله، اغتالته إسرائيل مؤخرًا، ويعتبر مسؤولًا عن مهام قيادية عليا ضمن "محور المقاومة".
إبراهيم محمد عقيل (الحاج عبدالقادر): معاون زعيم الحزب ومسؤول العمليات، اغتيل في سبتمبر 2024، وشارك في عمليات استطلاعية شمال شرق اليمن.
باسل مصطفى شكر: شارك في حروب الحوثيين باليمن، قُتل في أكتوبر 2024 بغارة إسرائيلية.
أحمد حيدر الحاج علي (أبو علي هادي): مسؤول عن إدارة العمليات الميدانية لدى الحوثيين، معززًا الدعم التقني واللوجستي.
ويؤكد التحليل أن هؤلاء القادة لعبوا دورًا حاسمًا في تطوير القوة الصاروخية، القدرات النوعية، والطيران المسير للحوثيين، وشاركوا في تدريب عناصر الجماعة على أساليب القتال المتقدمة، مما ترك بصمة واضحة على القدرات العسكرية للحوثيين خلال العقد الماضي.
وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، قامت إسرائيل بسلسلة اغتيالات استهدفت قيادات عليا في حزب الله شاركت في حروب الحوثيين، بمن فيهم حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، إلى جانب القادة الميدانيين في اليمن. ويعكس هذا التركيز الإسرائيلي الإدراك الاستراتيجي لأهمية نقل الخبرة العسكرية والتقنية إلى الحوثيين، وتأثير تلك القيادات في تعزيز قدرات الجماعة النوعية.
ويشير التحليل بوضوح إلى أن تدخل قادة قوة الرضوان في اليمن لم يقتصر على التدريب الميداني، بل شمل الإشراف على تطوير الأسلحة والتقنيات العسكرية واللوجستية، ما يجعل الحوثيين جزءًا فاعلًا في محور إقليمي يمتد من لبنان إلى اليمن.
ويؤكد هذا التدخل اللبناني – الإيراني المشترك أن الحوثيين لا يعملون بمعزل عن الخبرات الخارجية، وأن قدراتهم العسكرية النوعية هي ثمرة تنسيق طويل مع خبراء حزب الله وفيلق القدس، وهو ما يفسر التطور الملحوظ في الصواريخ والطائرات المسيرة وتكتيكات الهجوم على مدى السنوات الماضية، ويجعلهم قوة تهدد الممرات البحرية والمواقع الحدودية في اليمن.