اختتام مؤتمر الخبراء الإقليمي للغة العربية
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
الثقافية – وهيب الوهيبي
نظم برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو من خلال مكتب اليونسكو في بيروت وبالتعاون مع الجامعة الامريكية في القاهرة مؤتمر الخبراء الإقليمي للغة العربية تحت عنوان “”تعزيز اللغة العربية في التعليم لبناء مجتمعات أكثر شمولاً” بالقاهرة، برعاية الدكتور رضا الحجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، وبحضور الاستاذ صالح ابراهيم الخليفي، مدير عام مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، والدكتور أحمد دلّال ورئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعدد من المسؤولين، وبمشاركة واسعة من الخبراء في مجالات التربية و التعليم و الفلسفة و اللسانيات.
و أشاد الدكتور رضا حجازي بعنوان المؤتمر، مؤكدا أن المؤتمر يأتي ضمن جهود منظمة اليونسكو للحفاظ على الهوية العربية في مواجهة الثقافات الأخرى، والتأكيد على ترسيخ الانتماء، وأضاف إن للغة قيمة جوهريةً في حياة كل أمة، فهي الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم، فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، كما انها تُعد أحد المكونات الأساسية للانتماء الثقافي.
من جهته أكد الاستاذ صالح بن ابراهيم الخليفي مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، أن المؤسسة أخذت على عاتقها منذ سنوات تبني برامج دعم اللغة العربية عبر قنوات وفعاليات متعددة وشراكات دولية مع العديد من المنظمات، وقد أثمرت تلك الشراكات عن إحداث حراك واسع مما أسهم في زيادة الاهتمام باللغة العربية خصوصا في المجتمعات غير الناطقة بها مشيرا الى ان المؤسسة تعمل على مواصلة تطوير برامجها الموجهة للغة العربية من خلال المبادرات والبرامج الجديدة، التي تسهم في تبادل الخبرات والتعرف على أفضل المفاهيم التي تساعد الراغبين في تعلم اللغة العربية، وأشاد الخليفي بجهود منظمة اليونسكو التي ساهمت بتفاعلها ودعمها لبرامج تعليم اللغة العربية مما أوجد مساحة أوسع على النطاق الدولي أمام هذا النجاح”.
وفي كلمته اعرب رئيس الجامعة الامريكية بالقاهرة الدكتور دلّال عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر؛ وذلك من أجل تعزيز اللغة العربية والتعبير عن النفس الحياتية وتطبيعها للتعبير عن الاهتمامات المتنوعة لأبنائنا والمتخصصين وهي نفس المبادئ الذي يقوم عليها المنهج التواصلي والتطبيقي، مشيرا الى أن الجامعة تسعى من خلال المؤتمر إلى تطوير سبل تطبيق المنهج التواصلي بشكل أوسع لتعزيز اللغة العربية، مؤكدا أهمية التعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومنظمة اليونسكو ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية لوضع خارطة طريق تعزز من استخدام اللغة العربية لتطوير مجتمعاتنا على مستوى التعليم والإنتاج الفكري والثقافي.
من جهته، رحّب السيد يرق بالحضور نيابة عن مكتب اليونسكو في بيروت، وسلّط الضوء على أهمية اللغة العربية في بناء الهوية والثقافة وتطوير المجتمعات، وشدّد على دور التعليم في تعزيز اللغة العربية وأهميتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
وشهد المؤتمر عرض التجارب وامكانيات التعاون والمشاركة بين الخبراء والممارسين وممثلين القطاعات المتخصصة في مجال التربية والتعليم من المشرق والمغرب والخليج العربي مثل مكتب التربية العربي لدول الخليج ومؤسسة الفكر العربي والمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالإضافة الى البنك الدولي ومنظمة اليونسف عددا من الجامعات العربية الذين ضافروا جهودهم في تقديم الاوراق البحثية الغنيّة المرتبطة بتقديم رؤى متطورة في تعزيز اللغة العربية في التعليم لبناء مجتمعات أكثر شمولا.
كما ناقش المؤتمر عددا من الأوراق البحثية ضمن جلسات حوارية تفاعلية ربطت النظرية بالتطبيق وركزت على موضوعات متنوعة منها: التمثلات، الفرص، والتحديات التي تواجه اللغة العربية، اللغة العربية وتحقيق جودة التعليم ، اللغة العربية وعلاقتها بالهوية والقيم، أساليب طرق التدريس الحديثة والممارسات الجيّدة.
كما استعرض المؤتمر الدليل الإلكتروني للممارسات الواعدة في تعليم اللغة العربية في العالم العربي، وتقديم مسوّدة خارطة الطريق لتعزيز اللغة العربية في التعليم وفي المجتمعات المحلية والتي كانت نتاج مثمر للطاولات المستديرة على مدار شهرين والتي ستصدر بصيغتها النهائية في اليوم العامي للغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر 2023.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية تعزیز اللغة العربیة اللغة العربیة فی للغة العربیة فی سلطان بن آل سعود
إقرأ أيضاً:
مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ (نحن والآخر).
فجوة الواقع مع اللغة والمناهج التعليمية لدينا تمتل فجوة الإنسان بين تاريخه والزمن الذي يعيش فيه.
في التعليم العربي يدرس الطالب أمجاد صلاح الدين وبطولات خالد ابن الوليد لكنه عندما يخرج في الشارع فإنه يرى الملك السارق والخانع والرئيس المنبطح والشيخ المدلس.. تناقض بين التاريخ والواقع.
تتحدث المناهج عن الشورى والديمقراطية فيجد الطالب في الواقع الحاكم المزمن الذي لا يتغير.
هذا لا يحدث في تعليم الغرب لأن التلميذ يدرس لأبطال الموسيقى الجاز والروك والرياضين الذين يجدهم في الشارع أمامه.
وهذا أيضا ينطبق على بعض دروس اللغة، فالتلميذ الذي يدرس الشعر العربي يحفظ التلميذ (مُكِرٍ، مفر، مقبل، مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من علِ)، لكن التلميذ لا يعرف ولا يجد في الشارع كلمات مثل: مكر. مفر. جلمود.
اللغة مهمة وجزء من هوية شاملة ولكن طريقة تدريسها بالشكل الحالي أدى إلى فقدانها.
فمن منا اليوم يجيد اللغة العربية وهي لغة ديننا الحنيف ( لغة القرآن الكريم ) بسبب تأخر المناهج وصعوبتها.
التلميذ في ألمانيا يدرس تاريخ المرسيدس والفرنسي تاريخ البيجو والأمريكي تاريخ الفورد والكاتربيلير.. ويجدها أمام بيته ويركبها في الوصول للمدرسة.
بينما التلميذ العربي يقرأ (الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم) لكنه يجد أمام بيته سيارة تويوتا وأخرى هونداي ولا يقرأ تاريخها في المدرسة.
ويدخل إلى الأسواق يجد أنواع عديدة من الجبن والشكولاتة لا يتعلم صناعتها وأسمائها في المدارس.
بل يدرس لغة منفصلة عن الواقع، العشرات والمئات من الكلمات التي لم تعد متداولة اليوم والتاريخ الذي لا يجده التلميذ في الحياة حوله، لذلك الفجوة بين الواقع والتاريخ اليوم هي العمر الذي يفصلنا عن مواكبتنا للعصر خاصة بعد تجدد المناهج في العالم من الذكاء الاصطناعي والروبوت والبيانات الضخمة والتجارة الإلكترونية.. وغيرها من مظاهر حياة يومية لا يجدها التلميذ في المنهج الذي يدرسه اليوم.
وما لم نردم هذه الفجوة بمناهج حديثة سنظل كمن يطيل النظر إلى الماضي ولكنه ينسى المستقبل ويهين الحاضر.
ليس المطلوب إلغاء دراسة صلاح الدين أو عمر بن الخطاب، بل تحويل دراستهم من بطولات مجردة تُحفظ إلى دروس في القيادة، وإدارة الدولة، والعدل الاجتماعي، والابتكار العسكري والإداري في زمانهم.
إن سد الفجوة بين مناهج التعليم والواقع ليس ترفاً فكرياً، بل هو شرطٌ أساسيٌّ للبقاء والمنافسة في عالمٍ يتسارع بلا هوادة.
ولذلك وجب اليوم تطوير المناهج وربط التعليم بالواقع وتطبيق مهارات القرن الواحد والعشرين وإصلاح مناهج التاريخ بدل التمجيد إلى الانتماء الفاعل وتقييم المناهج بانتظام لضمان أنها تتوافق مع احتياجات المجتمع.
الأجيال القادمة لا تحتاج أن تعيش في متحفٍ من الماضي المجيد، بل تحتاج إلى جذورٍ راسخةٍ في تراثها تُغذيها،
وأجنحةً قويةً من المعرفة والمهارات المعاصرة تحلق بها نحو آفاق المستقبل.
آن الأوان لأن نقدم لتلاميذنا تاريخاً يتنفس في حاضرهم، ولغةً تتحدث عن عالمهم، ومعرفةً تمكنهم من تشكيل غدهم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.