الأسبوع:
2025-06-06@02:04:15 GMT

الدروس المستفادة من الحرب الإسرائيلية على غزة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الدروس المستفادة من الحرب الإسرائيلية على غزة

لقد أحدثت الحرب تغييرًا إستراتيجيًا في الأوضاع على المستويين الدولي والإقليمي، حيث لن تعود الأوضاع كما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر 2023، حصلت حماس على الشرعية سواء بالتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية أو بإبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لقد أثبت التاريخ دائمًا أن الدول والقيادات الشاذة تكون نهايتها مأساوية، وفي هذا الصدد برزت دروس مستفادة عديدة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية والاجتماعية ستؤدي حتمًا إلى تغيرات في تلك المجالات الأمر الذي سينعكس على مجمل الأوضاع ليس فقط في الشرق الأوسط بل يتعداه إلى الأوضاع الدولية.

كانت أبرز الدروس في المجال السياسي هي ما ظهر من صمود نادر للمدنيين العزل داخل القطاع، حيث رفض معظمهم المغادرة رغم إلقاء ما يزيد على ما يساوي قنبلتين ذريتين على المناطق المدنية في القطاع ورغم سابق ترحيل المناطق السكانية الفلسطينية في الحروب السابقة بدون إشكاليات تذكر، اختلف الأمر هذه المرة ووعى الفلسطينيون الدرس في هذه المرة، كما أبرزت الحرب أن حقوق الدول لا تمنح، ولكن تُنتَزع انتزاعًا والأمثلة عديدة كما حدث في تأميم قناة السويس وعودتها إلى السيادة المصرية وحروب التحرير كحرب فيتنام، حيث انتصرت القوات الأمريكية في معظم المعارك، لكن هزمتها إرادة المقاومين الفيتناميين وطبيعة الأرض وحدث نفس الشيء في حرب تحرير الجزائر، حيث قاتلت القوات الفرنسية وانتصرت أيضًا في معظم المعارك وهزمتها إرادة المقاومة الجزائرية.

أنهت الحرب مستقبل نتنياهو السياسي ومعه معظم القادة الحاليين في إسرائيل، كما ظهر جليًا أن محور المقاومة ليس جبهة واحدة أو شيئًا واحدًا وأن كلا له حساباته (إيران وحزب الله - سوريا - حماس.. .) وأن ما يربط الأطراف ببعضها هو التضامن وليس التحالف وفي هذا الأمر تفاصيل كثيرة، حيث لدى حزب الله حسابات داخلية طائفية لبنانية كثيرة وعدم الرغبة في تدمير البنية التحتية اللبنانية كما حدث عام 2006، بالإضافة إلى عدم رغبة الداعم الرئيسي له وهو إيران في الدخول إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية نظرًا للاتفاق الأمريكي- الإيراني الذي أفرجت بموجبه أمريكا عن ستة مليارات دولار مودعة في البنك المركزي القطري ويجري السحب منها طبقًا لسلوك إيران في المنطقة وحاجة إيران الماسة بسبب أزمتها الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى قيام حزب الله بتسخين الجبهة الشمالية في إسرائيل دون الدخول في معارك رئيسية، أما الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق فلم تقم بأي أعمال رئيسية ضد التواجد الأمريكي وتكتفي بالمناوشات ربما لعدم الحصول على الضوء الأخضر من إيران، فيما يخص الحوثي فرغم أنه يدين بالولاء لإيران، لكن لديه بعض الاستقلالية في القرار نتيجة اجتياح إيران لموقع اليمن الاستراتيجي في مدخل البحر الأحمر ورغبتها في أن تكون شريكًا في أي ترتيبات أمنية فيه فيقوم بإطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل وإن كانت محدودة التأثير مع عدم مهاجمة الأهداف الأمريكية القريبة في البحر الأحمر وجيبوتي.

أظهرت الحرب مرة أخرى أكذوبة حقوق الإنسان التي تتغنى بها الولايات المتحدة، حيث تم تجاوز كل القوانين والأعراف الدولية لحماية المدنيين والمستشفيات ودور العبادة، إن عدد الشهداء وضرب وتدمير مناطق سكنية كاملة بما فيها، في القرن الحادي والعشرين والإمداد الأمريكي لإسرائيل بكل ما يلزم لذلك، لهو جريمة مكتملة الأركان تستوجب المحاسبة الدولية وهي جرائم لا تسقط بالتقادم (بقتل طفل في غزة كل عشر دقائق) مع التساؤل عن وظيفة المحكمة الجنائية الدولية التي أصرت على محاكمة الرئيس السوداني الأسبق على جرائم غير مؤكدة ولا ترقى لمستوى الجرائم التي ارتكبت في حق سكان غزة.

كما أبرزت الحرب الحاجة إلى المزيد من التنسيق العربي ولدى العرب وسائل ضغط كبيرة لوقف تدمير غزة.

كما برز جليا أن مشكلة احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية ليست إلا مشكلة مباشرة مع الولايات المتحدة، حيث تتحدى بشكل سافر كل العالم العربي وتدعم أي عدوان إسرائيلي ضد أي دولة عربية بكافة الإمكانات المالية والعسكرية والسياسية غير عابئة بأي قوانين أو تشريعات دولية والأمثلة تشير لنفس الشيء سواء في الحروب السابقة أو في الغطاء السياسي أو ما تفعله في مجلس الأمن والمنظمات الدولية لأي خروج إسرائيلي على الشرعية الدولية مع ملاحظة كم استخدام حق النقض (الفيتو) لصالح إسرائيل، لقد ضغطت أمريكا على معظم النظم العربية لأجل التطبيع مع إسرائيل وقايضتها بمسائل استراتيجية هامة لأمنها مقابل التطبيع (المغرب في مشكلة الصحراء الغربية، السودان في مسألة رفع العقوبات).

وساهمت بالمال والتكنولوجيا في معظم المنتجات المتقدمة المصنعة في إسرائيل، مثال ما حدث في حرب أكتوبر 1973، حيث تحملت قطع إمدادات البترول العربي عنها والذي كان يشكل 45% من احتياجاتها البترولية في ذلك الوقت، الأمر الذي جعل المواطن الأمريكي يعاني بشدة في شتاء ذلك العام مع انخفاض طاقة المصانع نتيجة النقص في الطاقة، حيث قدمت مصالح إسرائيل على مصالح مواطنيها في أغرب علاقة بين دولة عظمى ودولة صغيرة، كما ضغطت على كل الدول الأوروبية لتقديم الدعم المادي والعسكري لإسرائيل لدرجة قيام رئيس وزراء بريطانيا بزيارة إسرائيل على متن طائرة نقل عسكرية محملة بالأسلحة والذخائر وشوهد يخرج من الباب الخلفي من بين صناديق الأسلحة في مشهد يندر رؤيته في أي مكان في العالم، يعتقد البعض أن ما تقوم به أوروبا مع الولايات المتحدة الأمريكية في دعم إسرائيل في هذه الحرب هو عودة للحروب الصليبية وهو تقدير غير دقيق، هذه الدول تدرك جيدًا حجم المصالح المشتركة بينها وبين العالم العربي، لكن تكمن المشكلة في ممارسة الولايات المتحدة ضغوطًا كبيرة عليها، تحتفظ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بملفات مخالفات وفضائح لمعظم قادة دول أوروبا علاوة على امتلاكها لأدوات ضغط على جميع الأحزاب السياسية فيها وأجبرتها على دخول الحرب الأوكرانية- الروسية داعمة لأوكرانيا رغم مصالحها الاستراتيجية مع روسيا، الأمر الذي تسبب في أزمة طاقة لدى تلك الدول مع ارتفاع كبير في أسعارها وموجات غلاء غير مسبوقة بها، رغم ذلك لا تملك تلك الدول سوى الانصياع للإرادة الأمريكية.

أثرت حرب غزة على الحرب الروسية- الأوكرانية، حيث لم تعد الأضواء مسلطة عليها وتأثرت الإمدادات الغربية لأوكرانيا وأصبحت تعاني من النقص في الأسلحة والمعدات والذخائر مما ساعد على تحقيق نجاحات روسية كبيرة بهدوء ودون ضجة إعلامية.

أما في المجال العسكري فأظهرت أهمية تجهيز مسرح العمليات (إشاري- إداري - هندسي)، حيث نجحت حماس في ذلك والتفاصيل متعددة لكن أبرزها شبكة الأنفاق التي وفرت مراكز قيادة مؤمنَّة وشبكة اتصالات خطية يصعب التنصت عليها وبها كميات ضخمة من التكديسات من جميع الأنواع علاوة على تحقيق وقاية عناصرها، كما قامت بتنفيذ الدفاع الإيجابي (نجحت حماس خارج نطاق غزة في إرباك التجمعات والاستعدادات الخاصة بالقوات المهاجمة بطرق ووسائل عديدة)، لقد أظهرت الحرب بجلاء صعوبة قتال الجيوش النظامية في الحالات الخاصة (المدن - المناطق الزراعية الكثيفة)، حيث يحتاج الأمر إلى وحدات ذات إعداد خاص والدروس كثيرة (فيتنام - بور سعيد عام 56 - الإسماعيلية والسويس عام 73 - جنوب لبنان عام 2006)، والقتال في المدن والمناطق السكنية يحتاج إلى قوات ذات طبيعة خاصة وتدريب خاص وألا تشترك القوات الاحتياطية في مثل تلك المهام، إن استخدام عناصر من القوات الاحتياطية قليلة التدريب بأعداد كبيرة في عمليات ذات طبيعة خاصة يؤدي غالبًا إلى عدم تحقيق المهام بالمستوى المطلوب مع ارتفاع نسب الخسائر، كما ثبت أن تحقيق الجيوش النظامية النصر في حروبها ضد الميليشيات لا يكون بالنجاح في احتلال الأرض ولكن بكسر إرادة المقاومة التي تنفذ حرب استنزاف وتدمير بنيتها التحتية.

نجحت حماس رغم أنها ليست جيشًا نظاميًا في تطبيق مبادئ الحرب اعتمادًا على شبكة أنفاق ليس لها نظير في التاريخ العسكري وأهمها (المبادأة - المفاجأة - المناورة - السيطرة - التعاون - التأمين الشامل) بشكل متميز يتجاوز بمراحل القوات الإسرائيلية المدربة والملفوفة تكنولوجيًا وفي الجو والبر والبحر.

إن ضعف المعلومات المخابراتية لدى إسرائيل والولايات المتحدة، رغم التفوق التكنولوجي والسيبراني مع نجاح حماس في القضاء على شبكة العملاء داخل القطاع واستخدامها لوسائل اتصال مؤمَّنة أفقد القوات الإسرائيلية ميزة التفوق في مجال الاستخبارات، حيث لا تغني التكنولوجيا الحديثة عن العملاء والجواسيس، أما فيما يخص تدفق الإمداد بالذخائر والأسلحة فهو من الأمور الهامة لاستمرار الجيوش في القتال لفترة طويلة (احتاجت روسيا وهي قوة كبرى إلى امدادات وذخائر عندما طال أمد الصراع مع أوكرانيا) وهو ما قامت به أمريكا والدول الأوروبية تجاه إسرائيل، أما حماس فمكنتها التكديسات المخزنة لديها مع وجود تصنيع عسكري في الأنفاق من الصمود حتى الآن، لكن يظل ذلك مرهونًا بقدرات التصنيع وحجم ما هو مخزَّن لديها، إن ضياع الهالة الكبيرة للدبابات الميركافا مرة أخرى بعد ما حدث لها في حرب لبنان عام 2006، وكذلك مركبات النمر، حيث دمرت بأسلحة بسيطة وبدائية (مع الاستخدام الخاطئ لهما في الدفع بهما داخل المناطق المبنية) أثبت أن السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح، أثبتت الحرب أهمية الإعداد النفسي والمعنوي والرغبة في الشهادة والقتال عن عقيدة (يقاتل الفلسطينيون عن عقيدة باستبسال للدفاع عن أرضهم وإنقاذ المسجد الأقصى في الوقت الذي يقاتل فيه جنود إسرائيل ولا يتوافر لديهم الإحساس بالانتماء لهذه الأرض)، إن رقعة الصراع مرشحة للزيادة وحجم الهجمات على الأهداف والقوات الأمريكية بالمنطقة في ازدياد في حالة استمرار الممارسات الإسرائيلية الحالية وإطالة أمد الحرب.

أما في المجال الإعلامي فتفوقت حماس إعلاميًا ونجحت في أن تكون موادها الإعلامية ذات مصداقية وتمكنت من إحداث التأثير النفسي على المجتمع الإسرائيلي، كما تسببت الحرب في فقدان وكالات الأنباء الغربية مصداقيتها مع المواد الإعلامية الكثيرة المؤيدة لإسرائيل نتيجة أنها لم تعد الوسيلة الوحيدة في نقل الأخبار للعالم، وأصبحت هناك قنوات متعددة للإعلام موازية، الأمر الذي جعل حجب الحقائق أو تزييفها من الأمور بالغة الصعوبة، كما برزت الحاجة لوجود قنوات/أدوات إعلامية مؤثرة عربية تخاطب العالم الخارجي خاصة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

في المجال الاجتماعي تسببت الحرب في المزيد من التفكك داخل المنظومة المجتمعية الإسرائيلية المفككة أصلًا مع زيادة المخاوف الأمنية ولكن تسببت في زيادة الهجرة العكسية من إسرائيل.

أثبتت الحرب أن إسرائيل مشروع فاشل والتفاصيل كثيرة في هذا الشأن.

(كل مواطن إسرائيلي لديه جواز سفر لدولة أجنبية وهو وضع لا نظير له في العالم) الأمر الذي يجعل مسائل هامة مثل الولاء والانتماء والرغبة في الذود عن الوطن من المسائل التي تحتاج إلى دراسة.

إن دروس تلك الحرب عديدة ولقد تناولنا أهمها في المجالات المختلفة وأثبتت تلك الحرب أن إرادة الشعوب لا يمكن أن تُقهَر وأن وحدة الرأي العام في أي أمة وصلابتها هي التي تصنع حاضرها ومستقبلها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة مع الولایات المتحدة الأمر الذی فی المجال ما حدث

إقرأ أيضاً:

الإبادة الإسرائيلية تتفاقم بغزة عبر سلاح التجويع وعسكرة المساعدات

وأدخلت إسرائيل مزيدا من أنواع الأسلحة، وبات القتل عن طريق الذخائر الحارقة مشهدا جديدا في حرب عنوانها الترويع والتجويع والقتل بلا هوادة، إذ لا شيء يقف أمام آلة الاحتلال الإسرائيلي التي استفردت بالقطاع، دون رادع.

كذلك تستخدم إسرائيل سلاح التجويع وعسكرة المساعدات، بعد أكثر من 600 يوم من المجازر والتدمير في غزة، في حين تنتظر قرارات المحكمة الجنائية الدولية التنفيذ.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الطعام فخ للقتل.. شهادات مروعة عن مجازر إسرائيل بغزةlist 2 of 4مجزرة جديدة بحق طالبي المساعدات وحماس تطالب بإيقاف "مصايد الموت"list 3 of 4قصص من فواجع الحرب في السودانlist 4 of 4أطباء بلا حدود: الحرب في السودان دمرت القطاع الصحيend of list

وأمام هول ما يجري، عادت المظاهرات تحرك الشوارع في أوروبا، حيث لوّح عدد من المسؤولين بعزلة محتملة لدولة ترفض أن توقف المجزرة.

ورصد برنامج "المرصد" -في حلقته بتاريخ (2025/6/2)- جزءا من آخر تطورات الحرب الإسرائيلية، وتوقف عند تعطل تفعيل القانون الدولي أمام جريمة اكتملت أركانها.

ولا تزال ملاحقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت تنتظر التنفيذ، كما لا يزال الموقعون على قانون المحكمة يحجمون عن اعتقال المطلوبين للعدالة الدولية.

وفي مشاهد لم تعد استثنائية، تقف الطفلة "ورد" حارقة القلوب بنجاتها الوحيدة من محرقة التهمت عائلتها، في حين فقدت الطبيبة آلاء النجار أبناءها التسعة في قصف حولهم إلى جثث بلا ملامح، ثم لحق بهم زوجها متأثرا بجروحه، وهم الذين اعتادت إسعاف أمثالهم في أقسام الطوارئ.

إعلان

وتتوالى القصص من كل مدينة وشارع في غزة عن عائلات بأكملها مُحيَت من السجلات، وعن مشاهد أجساد محترقة ملقاة على الأرض أو بين الركام، دون أن تثير الإدانات المتكررة أي تحرك ملموس على الأرض.

معسكرات فرز وإذلال

وفي الوقت الذي كانت فيه غزة تواجه القصف، كانت معسكرات جديدة تُبنى فوق أنقاض المنازل، تحت مسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وتدار من قبل شركات أمنية أميركية وفق خطط أمنية مشددة.

لكن هذه المنشآت لم تكن سوى أدوات لفرز السكان وإذلالهم في طوابير مذلة من أجل فتات المساعدات، بينما تزداد صور العظام البارزة وصراخ الجوعى في المخيمات والخيام.

وسرعان ما تحولت تلك المراكز إلى ساحات موت جماعي، حيث ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة دامية في محيط المعسكر الرئيسي، أوقعت عشرات الشهداء ومئات الجرحى، في أثناء انتظارهم المساعدة.

وعلى وقع تلك المجازر، بدأت وسائل إعلام غربية تطرح تساؤلات عن الغرض الحقيقي من عسكرة المساعدات، خاصة بعد تصريحات لوزراء إسرائيليين اعتبروا "تحديد كمية الغذاء" ضرورة لتجنب المساءلة الدولية.

وفي تصريح يعكس الانكشاف الأخلاقي الكامل، تباهى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمشاهد الفلسطينيين، نافيا وجود المجاعة، بينما أظهرت الصور أجسادا أنهكها الجوع وأرواحا تنهشها الحرب بصمت.

وتحولت أكياس الطحين الفارغة إلى أكفان مؤقتة، في حين تنهمر شهادات الناجين والنازحين عن تعذيب الأسرى، واستخدامهم دروعا بشرية، وتوثيق تعريهم أمام الكاميرات ضمن سياسة التنكيل الممنهج.

وباتت المجاعة في غزة جريمة موثقة، شهدت بها منظمات الأمم المتحدة، وكشفت أبعادها في تقارير رسمية، أكدت أن ما يجري هو استخدام الطعام سلاحا ضد المدنيين.

وفي حين تتراكم الأدلة وتتكشف المخططات، تتردد بعض العواصم الغربية في الوفاء بالتزاماتها أمام محكمة الجنايات الدولية، مما دفع منظمات المجتمع المدني إلى الدعوة لتفعيل الضغط الشعبي.

إعلان خطر يتربص بسكان الخرطوم

وتناول "المرصد" في قصته الثانية عودة الآلاف من سكان العاصمة السودانية الخرطوم إلى منازلهم، بعد استعادة الجيش السيطرة على العاصمة وأجزاء واسعة من البلاد بعد سنتين من القتال مع قوات "الدعم السريع".

وأفردت الحلقة مساحة للحديث عما يواجهه السكان من تحديات بسبب الكميات الهائلة من الذخائر غير المنفجرة، المنتشرة في مختلف أرجاء الخرطوم.

وبلغة الأرقام، تمكن أكثر من 100 ألف سوداني من العودة إلى بيوتهم، لكن الذخائر والصواريخ غير المنفجرة تنتشر في جميع أنحاء المدينة.

وأفادت تقارير بمقتل 16 مدنيا على الأقل وإصابة العشرات في انفجار ذخائر خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت يُخشى فيه أن يكون العدد الحقيقي للقتلى أعلى من ذلك.

بدورها، تجري فرق التطهير السودانية وخبراء الأمم المتحدة التفتيش عن هذه الذخائر غير المنفجرة، في محاولة لتأمين الخرطوم، لكنهم يقولون إنهم بحاجة إلى مزيد من الموظفين والأموال، لا سيما إثر خفض المساعدات الأميركية.

وسجلت المبادرة عودة أكثر من 50 ألف مواطن من مصر فقط، في رحلات شاقة يمولها رجال أعمال ومتطوعون، لمساعدة المتضررين على لمّ شمل العائلات.

وروت سلمى، إحدى العائدات، كيف غادرت مصر برفقة طفلي شقيقتها لتأمين مستقبلهما الدراسي، مؤكدة أن الظروف الأمنية تحسنت، رغم غياب الخدمات الأساسية في الحي الذي عادت إليه.

لكن التحدي الأكبر يبقى في نزع القنابل والذخائر التي خلفتها المعارك، فكل يوم يحمل خطرا جديدا، كما حدث مع المراهق مزنر الذي فقد ذراعه في انفجار مفاجئ خلال تنظيف المنزل.

3/6/2025

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يعلّق على تسليح الميليشيات في غزة
  • وليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب
  • ليد الشيخ الذي لا يكتب عن الحرب
  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو سيغرق إسرائيل ثم يفر إلى ميامي
  • السفير الأمريكي في إسرائيل يهاجم أبرز وسائل الإعلام الأمريكية.. تقاريرهم متهورة
  • الإبادة الإسرائيلية تتفاقم بغزة عبر سلاح التجويع وعسكرة المساعدات
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني تُدين مجزرة الاحتلال في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية
  • حماس تثمن اعترافات المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية عن جرائم الاحتلال
  • هيئة البث الإسرائيلية تتحدث عن مواصلة المفاوضات بشأن غزة
  • إسرائيل تلوّح باغتيال 4 شخصيات جديدة من "حماس"