اشادت الصحافة العالمية بالأبحاث المبتكرة لعالم بكلية العلوم بجامعة طنطا إستخدام ميكروبات أمعاء النمل الأبيض لإزالة السموم من مياه الصرف الصحي..

وكانت صحيفة ABNewswire البريطانية وعدد من الصحف العالمية بالأبحاث المبتكرة للدكتور سامح سمير علي الأستاذ المساعد بكلية العلوم جامعة طنطا والمتواجد في مهمة علمية بمعهد الطاقة الحيوية بجامعة جيانسو بالصين في استخدام ميكروبات أمعاء النمل الأبيض لتفكيك وإزالة السموم من مياه الصرف الصحي لصبغ المنسوجات بما يفتح آفاقًا جديدة للممارسات الصناعية المستدامة.

و تناولت مجلة NEW SCIENTIST البريطانية دراسة قام بها الدكتور سامح سمير حول تحويل نفايات الخشب إلى وقود حيوي، ويقدم البحث اتحادًا بكتيريًا جديدًا من النمل الأبيض قادرًا على تحليل المركبات السامة في الخشب مع تعزيز إنتاج الميثان، ويعد ذلك إنجاز كبير في تكنولوجيا الوقود الحيوي، كما تناولت مجلة التكنولوجيا الحيوية للوقود الحيوي، جانبًا آخر من أبحاثه حول الخمائر الزيتية المستخرجة من أمعاء النمل الأبيض.

جدير بالذكر أن الدكتور سامح سمير علي، ضمن أفضل 2% من العلماء في العالم وفقاً لتصنيف جامعة ستانفورد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جامعة طنطا كلية علوم طنطا

إقرأ أيضاً:

الذكاء الجماعي للنمل

 

 

 

 

أ.د. حيدر بن أحمد اللواتي

 

في عالمنا الصغير المليء بالعجائب، هناك ممالك خفية قد لا نراها بالعين المجردة، لكنها تعج بالحياة والنظام والدقة التي تفوق توقعاتنا، ممالك النمل، تلك الجماعات الصغيرة التي تبدو للوهلة الأولى عشوائية وضعيفة، تخفي وراء بساطتها نظامًا مُعقدًا من الذكاء والتنظيم.

فكيف استطاعت هذه الكائنات الصغيرة أن تبني حضارة متكاملة، لا تحتاج إلى قائد أو حكومة، لكنها تملك نظامًا محكمًا يثير الدهشة ويُلهِم العقول؟

هناك ما يقرب من حوالي 14 ألف فصيلة من النمل تسكن الأرض منذ نحو 130 مليون سنة؛ أي قبل تواجد الإنسان بمئات الملايين من السنين. ويعيش النمل في جماعات معاً ليكون ما نسميه نحن البشر ممالك النمل؛ ففي هذه الممالك، هناك نظم حاكمة مُلفتة للنظر، فهناك أماكن مُخصَّصة للأوساخ والقاذورات، وأماكن أخرى لدفن الموتى، والغريب في الأمر أنَّ هناك قانونًا يتحكم في تحديد أماكنها المخصصة؛ إذ لاحظ العلماء أن تواجد أماكن مخصصة لدفن الموتى وأماكن مخصصة للأوساخ والقاذورات، تكون على أبعد مسافة مُمكنة من مملكة النمل، لكن يجب في الوقت نفسه ألّا تكون المنطقتان قريبتين من بعضهما؛ بل لا بُد لهما أن يبتعدا عن بعضهما كل البعد.

كما إن هذه الممالك يمكنها أن تُشكِّل جيشًا غازيًا ضخمًا؛ فعلى سبيل المثال، في غابة الأمازون المطيرة، قد يتواجد نصف مليون نملة يشكلون كُتلة مُتماسِكة ويسيرون كجيشٍ زاحفٍ، له قدرة فائقة على التدمير، وهذا الجيش يهاجم، ويقتل، ويأكل كل فريسة في طريقه بكفاءة مُنقطعة النظير، وحين يحل الظلام، ينتظم هذا الجيش ليبني مأواه الليلي بصورة تحمي اليرقات الصغيرة والملكة الأم، وعندما يبزغ الفجر يبدأ الجيش حربه المُدمِّرة.

الغريب في الأمر أن هذا الجيش الذي يعمل بهذه الكفاءة، إذا أخذتَ بعض أفراده وفصلتَهم عن المجموع، فلن يعيشوا طويلًا وسيموتون من الإرهاق الناتج عن الحركة المستمرة لهم!

البروفيسورة جوردن من جامعة ستانفورد، خصَّصت حياتها لدراسة ممالك النمل، فلقد استمرت في دراسة هذه الممالك ما يقارب الثلاثين عامًا، وأحد الأسئلة المهمة التي كانت تحاول أن تُسلِّط الضوء عليه، هو كيف لكائنات حية تمتلك جهازًا إدراكيا غاية في البدائية كالنمل أن يُطوِّر نظامًا ذكيًا ومُعقدًا بصورة غير مسبوقة وناجحة سمح لها بالبقاء لـ130 مليون سنة؟

كشفت أبحاث هذه العالِمة وغيرها من علماء الطبيعة، أن الذكاء الجمعي المُلاحَظ في ممالك النمل، لا يمكن دراسته من خلال دراسة أفراده بصورة منفصلة، فلا يُمكننا تفسير عمل المملكة المُعقَّد من خلال متابعة سلوك أفرادها على حدةٍ، وهذا الأمر يبدو من الصعوبة فهمه، فنحن في المعتاد عندما نحاول أن نفهم نظامًا ما، نقوم بتفكيك أجزاء النظام، ومحاولة الكشف عن أجزائه وربط ذلك بالنظام ككُل. لكنَّ هذا الأمر لن يجدي نفعًا؛ فسلوك أفراد النمل- كل على حدة- لا يكشف لنا قوة المجموع؛ بل على العكس من ذلك، فلقد أوضح لنا أمرًا في غاية الغرابة، وهو أن هذه الممالك الضخمة تقوم بعملها دون وجود إدارة مركزية، إذ إن ملكة النمل لها وظيفة مخصصة وهي أن تضع بيض النمل فقط، ولا تقوم بأي إدارة عملية لمملكة النمل، ولا تصدر أوامرها لأي فرد من أفراد هذه المملكة؛ فهي بالمعنى السياسي ليست ممالك، فلا يوجد بها قائد يقود الجيش ولا ملك يدير المملكة؛ بل ولا يوجد في هذه الممالك حكومة تصدر الأوامر والتشريعات!

ومن هنا لا بُد من دراسة النظام بأكمله كوحدة واحدة، ومن زوايا مختلفة لاكتشاف أسرار عمله، وقد توصَّل العلماء إلى بعض النتائج المثيرة؛ منها أن سلوكيات النمل هي نتيجة لمعالجة المعلومات التي يتم تبادلها بين أفراد المملكة. لكن قد يتساءل البعض كيف يتم تبادل المعلومات بين هذه الكائنات البسيطة؟

إن تبادل المعلومات عبر اللغة أمر شديد التعقيد، ويحتاج الى مستوى عالٍ من الذكاء، وكما لاحظنا فإن النملة لا تمتلك كل هذا الذكاء، ولكنها تتبادل المعلومات عبر حاسة الشم!

فقد لاحظ العلماء أن عملية البحث عن الطعام مثلًا تتم بالصورة التالية: تنطلق النملة الباحثة عن الطعام في المُستعمَرة في اتجاهات عشوائية مختلفة، وعندما تُصادِف نملةٌ مصدرَ طعامٍ، تعود إلى المُستعمَرة تاركة أثرًا عبر إفراز مواد كيميائية معينة تسمى الفيرومونات، وهذه الفيرمونات لها روائح مميزة، وكل رائحة تدل على أمر معين، وعندما تواجه أخريات أثر الفيرومون، من المحتمل أن تتبعنه، وكلما زاد تركيز الفيرومون، زادت احتمالية أن تتبع النملة الأثر، وإذا وصلت النملة إلى مصدر الطعام، تعود إلى المُستعمَرة لتُعزِّز الأثر من خلال إفراز مزيد من الفيرمونات. أما إذا لم يتم تعزيز الأثر، يتبخر مع الوقت، وبهذه الطريقة، يشارك النمل معلومات حول مواقع وجودة مصادر الطعام المختلفة.

لكن إذا كانت ممالك النمل كلها تفتقر الى قيادة مركزية، تُوجِّه أفرادها للقيام بمهام مُوكَلة لها؛ فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف تُقرِّر كل نملة على حدةٍ المهمة التي تقوم بها؟

بعد دراسات مُضنية ومتابعة طويلة، لاحظ العلماء أن كل نملة في هذه الممالك تتفاعل مع عدد قليل من النمل المُحيط بها فقط، ويبدو أنها تُقرِّر تغيير المهام بناءً على ما تُصادفه في البيئة المحيطة بها، وبناءً على معدل لقائها بالأفراد الآخرين، فإذا لاحظت أن النمل المحيط بها يقوم بعمل معين، فإنها تبدأ بالقيام بعمل آخر؛ إذ تُشير البحوث إلى أن النملة قادرة على الاستشعار، من خلال التلامس المباشر لهوائياتها مع نملة أخرى، وكذلك طبيعة المهمة التي كان تقوم بها تلك النملة، وذلك عبر إدراك بقايا مواد كيمياوية خاصة مرتبطة بكل مهمة، وبهذه الطريقة تحدد كل نملة وظيفتها التي يجب القيام بها.

إنَّ النتيجة التي توصَّل اليها هؤلاء العلماء أن ممالك النمل وعملها إنما هو نتيجة لنظام معلوماتي مُحكم كُتِب في جيناتها، وهذا النظام المعلوماتي هو السر وراء نظام هذه الممالك المُحكَمَة.

في كل نملة نراها، دعوة للتأمل في روعة الخلق وعظمة الخالق، لا يفهمها إلّا من غاص في أعماق هذا الكون ودرس تفاصيله بعُمقٍ ورَوِّيَّة.

وللحديث بقية...

** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مياه أسيوط ترفع الاستعدادات القصوى لاستقبال عيد الأضحى
  • مياه مطروح تكثف حملات توعية بترشيد استخدام مياه الشرب والتخلص الآمن من مخلفات الأضاحي
  • الذكاء الجماعي للنمل
  • مياه القليوبية تُطلق حملات لترشيد استخدام المياه والتعامل مع شبكات الصرف
  • مياه القليوبية تطلق حملات توعية لترشيد استخدام المياه في المجازر
  • المستشار سامح عبد الحكم ينعى وفاة والدة عمرو الجنايني
  • مياه الجيزة تنفذ حملات للتوعية المائية بالأسواق ومحلات الجزارة قبل عيد الأضحى
  • "مياه المنوفية" تطلق حملات للتوعية الميدانية بمناسبة عيد الأضحى
  • محافظ سوهاج يتفقد محطة مياه "جزيرة شندويل" بمركز سوهاج
  • مياه الفيوم تُطلق حملات ترشيد توعوية بمناسبة عيد الأضحى