حسام عبدالنبي (أبوظبي)
دعت إيدا كاسا جوهانسن، رئيسة الاستثمارات للممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، في «ساكسو بنك»، أفراد المجتمع والمهتمين بالبيئة إلى اتخاذ موقف إيجابي والمساهمة في حل قضية التغير المناخي والتي تعد واحدة من أكثر القضايا تحدياً التي يواجهها العالم، وذلك عبر البدء في الاستثمار في الشركات أو الصناديق التي تقوم بتطوير وتوسيع نطاق الحلول لمعالجة تغير المناخ، مؤكدة أنه من خلال اتخاذ هذا الخيار، لايقتصر الأمر على دراسة المخاطر والفرص المرتبطة بتغير المناخ فحسب، بل يصبح الاستثمار جزءاً من الحل.


وأوضحت جوهانسن، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أنه يمكن للمستثمرين المشاركة في مواجهه تغير المناخ وتحقيق الاستفادة في الوقت ذاته من خلال الاستثمار في الشركات أو القطاعات التي تتخذ إجراءات إيجابية وتوفر حلولاً للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. وحددت تلك القطاعات في الطاقة النظيفة أو الطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحيوي) أو النقل منخفض الكربون (المركبات الكهربائية) أو الزراعة المستدامة أو أنظمة التبريد النظيفة. 
وأضافت، أن هناك العديد من المنتجات الاستثمارية المتاحة، بما في ذلك الأسهم الفردية والصناديق المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة المتوافقة مع معايير المناخ مثل اتفاقية باريس أو معايير التحول المناخي. وأشارت إلى أنه يمكن للمستثمرين الحصول على قائمة بالأموال والأسهم الفردية التي تركز على معالجة مشكلة تغير المناخ بعدة طرق، داعية المستثمرين إلى مراجعة المعلومات المتاحة حول المنتج على المنصة الخاصة بالاستثمار قبل القيام بأي استثمارات، والنظر في الأهداف الاستثمارية، وتحمل المخاطر والأفق الزمني.

أخبار ذات صلة 1.038 تريليون درهم صافي الاحتياطيات الدولية لمصارف الإمارات الإمارات تعقد اجتماعاً وزارياً مصغراً بشأن التجارة الإلكترونية

وقالت: إن إجراءات مواجهة التغير المناخي والتكيف معه تتطلب تكاليف عالية وتمويلاً مستداماً، ووفقاً لتقديرات «ماكينزي»، تبلغ التكلفة السنوية للوصول إلى صافي الصفر 9.2 تريليون دولار، ينفق العالم منها بالفعل حوالي 6 تريليونات دولار لخفض تأثير الوقود الأحفوري واستخدام البدائل، منبهه أن هناك حاجة إلى 3.2 تريليون دولار إضافية (نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي) من القطاعين العام والخاص.
وعن الأسباب الرئيسة لظاهرة التغير المناخي، أفادت جوهانسن، بأن حرق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) يعد المساهم الرئيسي في تغير المناخ ويمثل أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم. 
وتابعت:«كما تأتي انبعاثات غازات الدفيئة في المقام الأول من 6 من الأنشطة وهي، توليد الكهرباء وأنظمة التدفئة المستخدمة في المباني الصناعية والتجارية والسكنية، التصنيع، النقل (النقل البري، والجوي، والبحري) بجانب المنتجات الغذائية، الإفراط في السلوكيات الاستهلاكية، وأخيراً إزالة الثروة الحراجيَّة، لافتة إلى أنه وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، يمكن أن يكون لارتفاع درجات الحرارة عواقب وخيمة على البيئة. 
وأشارت إلى أن مؤتمر الأطراف هو مؤتمر أنشأته الأمم المتحدة للتعامل مع ظاهرة التغير المناخي وتجنب الممارسات الخطيرة التي تؤثر على النظام المناخي، وهو يُعقد كل عام وتقوم حكومات الدول المشاركة بتقييم التقدم المحرز ووضع أهداف جديدة للحد من الانبعاثات. وذكرت أن الدورة الأولى لمؤتمر الأطراف عُقدت في عام 1995 في برلين، أما الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر الأطراف، فتقام حالياً في دولة الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، منبهة بأن جميع مؤتمرات الأطراف لا تحظى بنفس القدر من الأهمية، فبعضها أكثر أهمية من غيره، ويعتبر بروتوكول كيوتو في عام 2005 واتفاق باريس في عام 2015 من أبرز هذه المؤتمرات، مع توقعات بأن يحقق مؤتمر الأطراف في دولة الإمارات نفس القدر من النجاح والأهمية.
وأفادت جوهانسن، بأن هناك عدداً من الأولويات للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (كوب 28) وأولها تقييم الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة التغير المناخي، حيث تتمحور المناقشات حول الحالة الراهنة للكوكب، وتقييم التقدم الذي تم إحرازه وجوانب الفشل، وذلك بهدف تجديد الالتزام وتحفيز البلدان للانتقال من مرحلة التخطيط ووضع الاستراتيجيات إلى مرحلة العمل والتنفيذ.
وقالت: إن الأولوية الثانية تتمثل في تسريع التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة كخطوة ضرورية لتحقيق أهداف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويمكن أن تسهم الابتكارات والتقنيات الحديثة مثل وقود الهيدروجين والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتقنية احتجاز الكربون في التقليل من الانبعاثات، فضلاً عن مناقشة مسألة الطاقة النووية ودورها المحتمل في عملية التحول. وأضافت أن «كوب 28» سيناقش أيضاً أولوية التحول العادل، فنظراً لاختلاف مستويات النمو الاقتصادي والتنمية في كل منطقة من مناطق العالم، ينبغي وضع نهج عادل يركز على السكان من أصحاب الدخل المنخفض، والقدرة على تحمل تكاليف الطاقة، وتوفير فرص العمل، وإعادة تأهيل الأشخاص المتضررين من التحول نحو الطاقة المتجددة، وتالياً لكي يكون الانتقال مستداماً وشاملاً، يجب أن تكون هناك مسارات متعددة، وليس مساراً واحداً فقط.
أهم الأولويات 
قالت إيدا كاسا جوهانسن إن تأثير التغير المناخي على صحة البشر، يعد من أهم الأولويات التي سيناقشها العالم خلال «كوب 28»،  حيث يمكن أن يكون للتغيرات المناخية تداعيات خطيرة على صحة الإنسان من خلال جودة الهواء والتلوث وموجات الحر والأمراض المرتبطة بالحرارة وحتى الوفيات، كما تسهم الكوارث الطبيعية والنزوح الناجم عنها في الإجهاد النفسي والأمراض العقلية الأخرى، مختتمة بالتحذير من أن ندرة المياه وما ينتج عنها من اضطراب في النظم الزراعية يمكن أن تؤثر على المحاصيل الزراعية وتؤدي إلى سوء التغذية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاستثمار التغير المناخي الإمارات ساكسو بنك التغیر المناخی تغیر المناخ یمکن أن

إقرأ أيضاً:

«قمة الاقتصاد الأخضر» تناقش دور التكنولوجيا في العمل المناخي


دبي (الاتحاد)
رسّخت القمة العالمية للاقتصاد الأخضر2025 التي تُعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مكانتها الرائدة محفّزا للعمل المناخي العالمي، ومنصة استراتيجية لتمكين المجتمعات الأقل استعداداً لمواجهة تحديات التغير المناخي، عبر مناقشة حلول واقعية قابلة للتنفيذ لتعزيز الأمن المناخي.
وتُعقد الدورة الحادية عشرة للقمة، التي ينظمها كلٌ من المجلس الأعلى للطاقة في دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، يومي 1 و2 أكتوبر 2025 في مركز دبي التجاري العالمي تحت شعار «الابتكار المؤثر: تسريع مستقبل الاقتصاد الأخضر».
تناقش القمة في دورتها هذا العام دور التقنيات الحديثة في دعم المجتمعات النامية، وتعزيز قدرتها على التكيف مع التحديات المناخية. وسيسلط محور «التكنولوجيا والابتكار» الضوء على توظيف التقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في تعزيز تكامل الطاقة المتجددة، وتحسين التحليلات التنبؤية، ورصد الانبعاثات الكربونية.
كما تناقش القمة حلول تخزين الطاقة، وأهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في تطوير ونشر التقنيات الخضراء، مع استعراض مشاريع ذكية تدعم أهداف الاستدامة طويلة الأجل.

أخبار ذات صلة «كهرباء دبي» تعزّز كفاءة العمليات باستخدام الذكاء الاصطناعي «مورو» و«دبي المالي العالمي» يعززان التعاون في الخدمات الرقمية

وأشار معالي سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ورئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، إلى أن تنظيم القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي يعكس الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في قيادة العمل المناخي العالمي، وذلك عبر توفير منصة لمناقشة الحلول المبتكرة التي تسهم في تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وقال معاليه: يمثل تغير المناخ تهديداً كبيراً للمجتمعات النامية، التي تفتقر غالباً إلى البنية التحتية والموارد اللازمة لمواجهة الظواهر المناخية الحادة. ويتطلب ضمان الأمن المناخي لهذه المجتمعات تكامل الجهود وتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بشكل عادل وشامل. ومن هذا المنطلق، تسلط القمة الضوء على أهمية تمكين هذه المجتمعات باستخدام التقنيات المناسبة، باعتباره السبيل الأمثل لضمان الأمن المناخي للمجتمعات الأكثر عرضة للمخاطر. كما تسعى القمة إلى تحفيز الابتكار المسؤول وتعزيز التعاون الدولي، وتوفير التمويل اللازم لنشر حلول عملية تسهم في التصدي لتداعيات التغير المناخي.
وستركّز القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2025 على تمكين المجتمعات النامية من خلال تسريع نقل التكنولوجيا والمعرفة، وتعزيز قدرتها على التكيف مع آثار التغير المناخي، إضافة إلى توفير بيئة تنظيمية وتشريعية مرنة تُعزز تبني التقنيات الناشئة وتوسيع نطاق تطبيقاتها، خاصة في الدول الأقل استعداداً.

 

 

مقالات مشابهة

  • نيابةً عن ولي العهد.. وزير الخارجية يشارك في جلسة “البيئة.. مؤتمر الأطراف لتغيّر المناخ COP30.. والصحة العالمية” خلال قمة بريكس 2025
  • قمة بريكس 2025.. المملكة تؤكد ضرورة منع اتساع رقعة النزاعات
  • نيابة عن ولي العهد.. وزير الخارجية أمام بريكس: المملكة ملتزمة بالاتفاقية الأممية بشأن تغيّر المناخ واتفاق باريس
  • وزير الخارجية يشارك في جلسة البيئة مؤتمر الأطراف لتغيّر المناخ COP30
  • «قمة الاقتصاد الأخضر» تناقش دور التكنولوجيا في العمل المناخي
  • بالصور.. فيضانات تكساس المدمرة تفضح فشل أميركا المناخي
  • مدبولي في قمة بريكس: تعزيز التعاون المالي وتمكين التسويات بالعملات المحلية ضرورة لمواجهة التحديات العالمية
  • مدبولي: مصر تؤمن بضرورة تعزيز النظام متعدد الأطراف لمواجهة التحديات
  • التقدم والاشتراكية يحذر من تداعيات الأوضاع الدولية التي باتت تتسم بالتوتر والاضطراب
  • تغير المناخ يضاعف موجات الحر.. كيف تتأثر أفريقيا؟