حذر مرصد الأزهر، من تزايد الدعوات الصهيونية المتطرفة الداعية إلى احتلال غزة وسيناء مجددًا والاستيطان فيهما، منبها على أن الكيان الصهيوني يضع أرض سيناء كهدف لتصحيح ما اعتبره حاخاماته "خطأ ديني لا يغتفر" عقب الانسحاب منها بعد هزيمة أكتوبر ٧٣ ونفس الأمر مع غـ زة بعد فك الارتباط بها عام ٢٠٠٥.

 

وأضاف مرصد الأزهر في تصريح له: أنه تستمر التصريحات الصـ هيـ ونية العنصرية المتطرفة، التي تبرز الوجه القبيح لهذا الكيان الإرهابي الذي لا تتوقف مطامعه عند حد الاستيلاء على الأراضي الفلسـ.

.طينية، وإنما تتعدى ذلك إلى التطلع للتوسع على الأراضي العربية والإسلامية، وفي مقدمتها أرض سيناء الحبيبة.

 

وأوضح  أنه خلال مؤتمر عن الاستيطان في غـ زة، قال الحاخام الصـ هـ يوني المتطرف، "عوزي شارباف"، "خلال هذه الفترة العظيمة، التي تُسمى "فترة قرب قدوم المسيح"، نحن نعيش أيامًا فتحنا فيها فتحًا عظيمًا؛ واصفًا المجـ زرة الجارية في غـ زة بأنها "لمواصلة تحرير أرض إسر*ائيل -المزعومة- في غـ زة وما حولها... ولا ريب في أننا بحاجة إلى الدعاء وبذل كل شئ كي نستطيع تحرير منطقة سيناء كلها حتى نهر مصر [النيل]"؛ إذ هي حسب زعمه "جزء لا يتجزأ من أرض إسر*ائيل -المزعومة-، وقدسيتها من قدسية أرض إسرا*ئيل -المزعومة-".

 

وتعقيبًا على هذه التصريحات؛ كشف مرصد الأزهر عن أن هذا الحاخام المتطر*ف هو أحد ثلاثة من التنظيم السري اليهو*دي المحكوم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة نتيجة ارتكاب عمليات إرها*بية ضد الفلسطـ ينيين في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات، ومحاولات تفـ جير مصلى قبة الصخرة وتفـ جير حافلات فلسطـ ينية بالقدس المحتلة. لكن بعد ضغوط جماهيرية كبيرة ومن قبل بعض كبار المسؤولين اليـ هـ ود تم إطلاق سراح جميع سجناء التنظيم السري بعد بضع سنين.

 

وأكد المرصد أن هذا الكيان الصـ هـ يوني، منذ أول يوم خيّم شبحه على الأرض المباركة، وهو يُصرح بأن أرض اليـ هـ ود الموعودة –وفق زعمهم- تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، موظفين النصوص الدينية الواردة في التور*اة لإثبات أحقيتهم المزعومة في الأراضي الإسلامية والعربية، مطوعين تلك النصوص لخدمة أهدافهم الاستعمارية في المنطقة خلال الحروب المتعاقبة التي شنوها على الدول المحيطة بهم منذ أن لفظتهم كل بقاع الأرض لقبح طباعهم وسوء جوارهم.

 

وشدد المرصد على أن النصوص التوراتية التي يستدلون بها، لا تُثبت لهم حقًا في أرض فلسطين؛ إذ توراتهم نفسها تثبت تواجد أصحاب الأرض الأصليين بها وعدم تخليهم عنها في أي مرحلة زمنية، كما أن تلك النصوص التي يتشبثون بها نزلت في أجيال معينة من بني إسرائيل، ووفق شروط دينية محددة، لا تمتد عنهم إلى غيرهم، ولا تنسحب على زمن غير زمن نزولها.

 

وتابع: لهذا على هؤلاء اليـ هـ ود أن يحكموا العقل والمنطق وأن يسألوا أنفسهم لماذا لم يتحقق هذا الوعد الإلهي في حياة سيدنا موسى عليه السلام؟؟ فهذا الوعد الإلهي مشروطٌ في التور*اة بقيد الطاعة والاستقامة، وتذكر التور*اة نفسها أنهم لم يلتزموا بذلك وأخلوا بهذه الشروط؛ فكذبوا أنبياء الله وكفروا بهم وقتلوهم، وحادوا عن الطريق المستقيم، وعبدوا آلهة الشعوب الأخرى من الأوثان وغيرها، وبالتالي تحل عليهم اللعنات والشتات في بقاع الأرض، ويسقط الوعد الإلهي لهم، حيث ورد في سفر التثنية: " وَتَأْتِي عَلَيْكَ جَمِيعُ هذِهِ اللَّعَنَاتِ وَتَتَّبِعُكَ وَتُدْرِكُكَ حَتَّى تَهْلِكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا. فَتَكُونُ فِيكَ آيَةً وَأُعْجُوبَةً وَفِي نَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ.... وَكَمَا فَرِحَ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُحْسِنَ إِلَيْكُمْ وَيُكَثِّرَكُمْ، كَذلِكَ يَفْرَحُ الرَّبُّ لَكُمْ لِيُفْنِيَكُمْ وَيُهْلِكَكُمْ، فَتُسْتَأْصَلُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. وَيُبَدِّدُكَ الرَّبُّ فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا".

 

ونبه المرصد على أن بني إسرائيل لم تدم لهم عيشة هنية في أرض فلسـطين على مر العصور، بل كان تاريخهم أشبه بنكبات متلاحقة عليهم، وهذا يبطل امتلاكهم الأرض الموعودة بموجب الوعد الإلهي المشروط.

 

وحذر المرصد من استغلال الأوضاع الجارية، في ظل وجود واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا، للمطالبة بتمديد حدود هذا الكيان على حساب الأراضي الفلسطينية والعربية الإسلامية، خاصة وأن سلطات الاحتلال لا ترسم حدود واضحة لكيانهم، مستغلين في ذلك النصوص التوراتية المتباينة في مسألة تحديد الأرض الموعودة لهم –كذبًا وبهتانًا- لتبرير أي تمدد في حدودهم، وهو ما حدث كثيرًا في ظل حروب سابقة. والحديث مؤخرًا بات منصبًا على غـ زة الفلسطـ ينية وسيناء المصرية؛ في ظل مخطط التهجير الذي صرح به الاحتلال كثيرًا في الآونة الأخيرة.

 

وشدد المرصد على أن الكيان الصـ هيـ وني وأذرعه المتطر*فة يضعون أرض سيناء الحبيبة نصب أعينهم، كهدف للاستيلاء عليها في أي فرصة سانحة، وأن كثيرين من حاخاماتهم يرون الانسحاب من سيناء، عقب هزيمتهم في حرب أكتوبر 73، خطأ ديني لا يغتفر، والأمر ذاته مع الانسحاب من غزة عام 2005م؛ لذا يرون أن الفرصة قد واتتهم لتصحيح أخطاء الماضي، وإعادة احتلال غـ زة والضفة، ومن ثم تحول الأنظار إلى أرض الفيروز سيناء المصرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة فلسطين سيناء الكيان الصهيونى إسرائيل مرصد الأزهر على أن

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر يشيد بجهود الجيش الصومالي ضد حركة الشباب

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن السلطات الصومالية أعلنت مقتل 47 عنصرًا من مقاتلي حركة "الشباب" الإرهابية، بينهم قيادي بارز، في عملية عسكرية نوعية بمنطقة "عيل طير" وسط البلاد.

مرصد الأزهر ينشر تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهابية في غرب إفريقيا مرصد الأزهر: على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته وإيجاد حل عادل للروهينجا

وحول هذا، أكد بيان تناقلته وسائل الإعلام المحلية أن قتلى "الشباب" سقطوا في كمين نصبه الجيش الوطني مدعومًا بقوات مدنية وشركاء دوليين عقب تلقي معلومات استخباراتية تفيد بتخطيط الحركة الإرهابية لتنفيذ هجوم في منطقة "عيل طير" التابعة لإقليم "غلغدود".

وبين مرصد الأزهر، أنه وفق البيان الرسمي فإن خمسة أفراد من الجيش والقوات المحلية لقوا حتفهم خلال العملية العسكرية.

العملية تأتي بعد مضي أسبوعين على مقتل 20 عنصرًا من حركة “الشباب"

وتابع المرصد: هذا وتأتي هذه العملية بعد مضي أسبوعين على مقتل 20 عنصرًا من حركة "الشباب" في عملية عسكرية مشتركة نفذها جيش الصومال والحلفاء الدوليين في جبال "علمدو" بإقليم "بونتلاند" شمال شرقي البلاد.

وإذ يشيد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بجهود الجيش الصومالي ضد حركة الشباب، فإنه على أهمية ديمومة تلك الجهود وتنسيقها مع القوات المحلية والإقليمية والدولية، فضلًا عن مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، خشية انزلاقهم طوعًا أو كرهًا في فخاخ الحركة الإرهابية التي تعمل جاهدة على تجنيد المزيد منهم، من أجل الاستمرارية والسيطرة على مناطق جديدة.

مرصد الأزهر ينشر تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهابية في غرب إفريقيا 

وكان قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنه استمرارًا لمتابعة الأوضاع الأمنية في إفريقيا، وبالنظر لمنطقة غرب القارة، فقد تابع مرصد الأزهر العمليات الإرهابية التي استهدفت المنطقة ومنطقة الساحل والصحراء بشكل عام؛ حيث بلغت (10) عمليات، أسفرت عن مقتل (155)، وإصابة (23) آخرين.

أوضح مرصد الأزهر، أنه بهذا يكون شهر مايو 2024 قد سجّل تصاعدًا كبيرًا في عدد العمليات الإرهابية مقارنة بعددها خلال شهر إبريل من العام نفسه بمعدل (60 %)، ما أدى بدوره إلى ارتفاع عدد الضحايا؛ إذ بلغ عدد العمليات التي شنتها التنظيمات الإرهابية في غرب القارة خلال شهر أبريل (4) عمليات إرهابية، أسفرت عن سقوط (104) ضحية، وإصابة (35)، واختطاف (110) آخرين.

وتابع المرصد: يمكن إرجاع ذلك إلى أن التنظيمات الإرهابية في غرب القارة الإفريقية ومنطقة الساحل تنتهز فرصة التحولات القائمة في دول المنطقة، والتي من بينها إنهاء مهمة بعثة التدريب العسكري التابعة للاتحاد الأوروبي في مالي في 18 مايو 2024. وسبق هذه الخطوة، إعلان واشنطن رسميًا الانسحاب الكامل لجميع القوات الأمريكية المقاتلة في النيجر والبالغ عددها 1000 جندي في العاشر من مايو هذا العام، على خلفية إعلان النيجر إلغاء اتفاقية التعاون العسكري مع الولايات المتحدة في مارس الماضي، الأمر الذي انعكس على جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.

وأردف المرصد: بحسب الإحصائية، فقد تصدرت النيجر المشهد باحتلالها المركز الأول من حيث عدد العمليات وعدد الضحايا؛ إذ شهدت (4) عمليات إرهابية، بنسبة (40 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية)، أدت إلى مقتل (47)، دون وقوع مصابين.

وعلى الرغم من أن "نيجيريا" و"بوركينا فاسو" و"مالي" قد جاءت في المركز الثاني من حيث عدد العمليات الإرهابية بوقوع هجومين في كل دولة منها بمعدل (20 %)؛ إلا أن نيجيريا جاءت في المركز الثاني من حيث عدد الضحايا بسقوط (40) ضحية، و(2) من المصابين. فيما جاءت بوركينا فاسو في المركز الثالث بوقوع (40) من الضحايا. أما مالي فقد جاءت في المركز الرابع بمقتل (28)، وإصابة (21) آخرين.

أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا، فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر مايو 2024 (27) قتيلًا، واعتقال آخر، فضلًا عن استسلام (47) طواعية لقوات الجيش.

حيث تمكنت القوات النيجرية من تحييد (18) إرهابيًا، فيما نجح جيش بنين من تصفية ( 8 ) عناصر إرهابية، بينما قُتل عنصر آخر في مالي. وفي نيجيريا تم اعتقال إرهابي، فيما استسلم (47) آخرون.

وبمقارنة عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهري أبريل ومايو هذا العام، نجد أن عدد القتلى قد انخفض في مايو عنه في أبريل بنسبة (85 %)، حيث بلغ عدد القتلى في شهر أبريل (180) إرهابيًا.

قدرة دول المنطقة على التصدي للإرهاب 

بدوره، فإن مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف يحدوه أمل كبير بشأن قدرة دول المنطقة على التصدي للإرهاب حالما تضافرت جهودها وسعت بجد للتخلّص من هذا الوباء اللعين، وفي هذا الصّدد يثمّن المرصد جهود الدول الخمس؛ مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وتوجو لتكوين جبهة موحدة لمجابهة خطر التنظيمات الإرهابية والقيام بعدد من العمليات المشتركة بهدف ضرب معاقل التنظيمات الإرهابية، ومن ذلك المناورات التي قامت بها الدول الخمس منذ يوم 20 مايو في إقليم "تاهوا" الواقع جنوب غربي النيجر، تحت شعار "حب الوطن"، وذلك من أجل تعزيز القدرات العملياتية في مواجهة أي تهديدات محتملة.

كما يشدد المرصد على ضرورة أن تتخذ إفريقيا نهجًا إقليميًا شاملًا لمكافحة الإرهاب بعيدًا عن التدخلات الخارجية، وليس فقط من خلال القوة العسكرية، ولكن من خلال مُعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، والتي تشمل الفقر، وعدم المساواة، والمظالم الاجتماعية، مطالبًا بضرورة تأكيد الحلول على "إفريقية القارة" دون ضغوط خارجية والالتزام بمصالح الشعوب.

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني والهزيمة الاستراتيجية
  • وليد العويمر: ضغوط كبيرة على الكيان الصهيوني من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب
  • بين مكامن الوجع وضِفاف النصر
  • مرصد الأزهر ينظم محاضرتين لوفد من شباب الدبلوماسيين اليابانيين
  • مرصد الأزهر يشيد بجهود الجيش الصومالي ضد حركة الشباب
  • مرصد منظمة التعاون الإسلامي الإعلامي يوثق جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
  • "وصمة عار".. الأزهر يعلق على مقتل عشرات الفلسطينيين خلال تحرير 4 رهائن إسرائيليين بغزة
  • الأزهر: مجزرة النصيرات جريمة وحشية ونطالب بمحاسبة الاحتلال لانتهاكه القوانين الدولية
  • وصمة عار.. الأزهر يعلق على مقتل عشرات الفلسطينيين خلال تحرير 4 رهائن إسرائيليين بغزة
  • الأزهر: مجزرة النصيرات جريمة وحشية.. والإرهابيون الصهاينة بغوا في الأرض فسادا