أكبر خلاف علنى بين الولايات المتحدة وإسرائيل..«أسوشيتد برس»: مع سحق الفلسطينيين فى منازلهم
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
أظهرت إسرائيل والولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضى أكبر خلاف علنى بينهما حتى الآن بشأن سلوك ومستقبل الحرب فى قطاع غزة، إذ أصبح الحليفان معزولين بشكل متزايد بسبب الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن هذا الخلاف ظهر بينما نفذت القوات الإسرائيلية غارات فى أنحاء غزة، مما أدى إلى سحق الفلسطينيين فى منازلهم؛ إذ خرج الرئيس الأمريكى جو بايدن وأبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تفقد الدعم الدولى بسبب “قصفها العشوائي” وأنه يتعين على نتنياهو تغيير حكومته التى تهيمن عليها الأحزاب اليمينية المتشددة.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن الولايات المتحدة قد حثت إسرائيل على بذل المزيد من الجهود للحد من الخسائر فى صفوف المدنيين منذ أن شنت غزوها لجنوب غزة فى بداية الشهر الجاري. لكن عدد الضحايا استمر فى التصاعد بنفس المعدل المذهل على ما يبدو.
أول رد فعل دولى على تصريحات بايدن
وفى أول رد فعل دولى على تصريحات بايدن، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، بأغلبية ١٥٣ صوتًا مقابل ١٠ أصوات وامتناع ٢٣ عن التصويت. ورغم أن هذا التصويت غير ملزم ورمزى إلى حد كبير، إلا أنه يخدم كمقياس مهم للرأى العام العالمي. ولم تنضم أى من القوى الكبرى إلى إسرائيل والولايات المتحدة فى معارضتهما لوقف إطلاق النار. ويأمل الفلسطينيون أن يظهر التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة دعما واسع النطاق لوقف إطلاق النار فى غزة؛ خاصة بعدما انهار نظام الرعاية الصحية وعمليات المساعدات الإنسانية فى أجزاء كبيرة من غزة، وسط الحصار الإسرائيلى للقطاع والغارات الجوية المكثفة والقتال. كما حذر عمال الإغاثة من المجاعة وانتشار الأمراض بين النازحين فى الملاجئ المكتظة ومخيمات الخيام.
الدمار فى الشمال
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى معاناة مدينة غزة ومعظم المناطق الشمالية المحيطة بها من دمار واسع النطاق نتيجة القصف المستمر منذ أكثر من شهرين، فى ظل استمرار القوات البرية الإسرائيلية وسط الأنقاض، فى خوض قتال عنيف مع المقاتلين الفلسطينيين.
وخارج مدينة غزة، فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلية باستخدام تفجير متحكم مدرسة تديرها الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، فى بلدة بيت حانون الشمالية. كما أظهرت اللقطات المنشورة على الإنترنت الجنود وهم يهتفون وهم يشاهدون المبنى ينهار فى انفجار ضخم وظلال من الدخان.
وأكد المدير العام للأونروا، فيليب لازاريني، عملية الهدم فى منشور يوم الثلاثاء، ووصفه بأنه “أمر شائن”. ولم يصدر تعليق فورى من الجيش الإسرائيلي. وقالت إن مسلحين فتحوا النار من داخل مدرسة تابعة للأونروا فى البلدة.
وذكرت "أسوشيتد برس" أن إسرائيل بدأت أيضًا بإغراق بعض أنفاق حماس، حسبما أكد مسئول أمريكى يوم الثلاثاء، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بمناقشة هذا الإجراء. وقال إسرائيليون إنهم يختبرون الغمر المستهدف للأنفاق على أساس محدود ويستكشفون الفكرة كواحدة من مجموعة من الخيارات لتدهور شبكة الأنفاق، وفقا لمسئول أمريكى آخر مطلع على الأمر.
انتقاد أمريكى مباشر
وقال الرئيس جو بايدن خلال مؤتمر صحفى مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن هناك تأكيدات بعدم وجود رهائن فى أنفاق غزة التى غمرها الإسرائيليون بمياه البحر، لكن "لا أعرف ذلك على وجه اليقين".
وكانت تعليقات بايدن بمثابة انتقاد مباشر بشكل مذهل لإسرائيل حتى مع استمرار إدارته فى تقديم دعم دبلوماسى وعسكرى ثابت للحملة العسكرية فى غزة فى مواجهة الغضب الدولى المتزايد.
من يحكم غزة بعد الحرب؟
وعن المرحلة الحالية فى غزة، أشار وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت فى إحاطة إعلامية مع وكالة "أسوشييتد برس"، إلى أن المرحلة الحالية من القتال البرى العنيف والغارات الجوية يمكن أن تستمر لأسابيع، وقد يستمر النشاط العسكرى الإضافى لعدة أشهر.
وقال نتنياهو: "إنه سيتعين على الجيش أن يحتفظ بسيطرة أمنية مفتوحة على غزة بعد انتهاء الحرب، لكن إدارة بايدن قالت إن إسرائيل يجب ألا تعود إلى الاحتلال العسكرى وإن السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا يجب أن تحكم غزة مع استئناف المحادثات بشأن إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وبدا أن نتنياهو يستبعد ذلك بشدة، معترفًا بأن "هناك خلافًا حول "اليوم التالى لحماس".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل الولايات المتحدة بايدن إطلاق النار أسوشیتد برس
إقرأ أيضاً:
فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب “سريعا” من كامل الأراضي اللبنانية
فرنسا – دعت وزارة الخارجية الفرنسية إسرائيل إلى الانسحاب “بأسرع وقت” من جميع الأراضي اللبنانية.
وأعربت الوزارة في بيان لها، أمس الجمعة، عن إدانتها الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وشدد البيان على أن “فرنسا تؤكد مجددا أن لجنة المراقبة بموجب الاتفاق (وقف إطلاق النار) قائمة لمساعدة الأطراف على مواجهة التهديدات ومنع أي تصعيد من شأنه أن يضر بأمن واستقرار لبنان وإسرائيل”.
ولجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر2024 هي لجنة خماسية تضم ممثلين عن الجيش اللبناني وإسرائيل وقوة حفظ السلام الأممية المؤقتة “يونيفيل”، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، وهما الدولتان الوسيطتان في اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” و إسرائيل.
ودعا البيان الفرنسي “جميع الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار”.
ومساء الخميس، شنّت مقاتلات إسرائيلية 8 غارات على الضاحية الجنوبية، في قصف هو الرابع والأعنف على الضاحية منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
كما شنت مقاتلات ومسيّرات إسرائيلية غارتين على بلدة عين قانا بمنطقة إقليم التفاح جنوب لبنان، بعد إنذار وجهه الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح قرابة مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت ما لا يقل عن 208 قتلى و501 جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.
الأناضول