بعد سقوط سودانيين في كمين.. حميدتي يتعهد بضبط الحدود مع تشاد
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
تعهَّد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الأحد، بضبط الحدود السودانية مع تشاد "بشكل كامل"، وذلك بعد سقوط سودانيين في كمين قرب الحدود بين البلدين بولاية غرب دارفور.
وأشار حميدتي خلال زيارته الولاية إلى ما وصفه بـ"تقصير الحكومة في حماية الحدود"، معتبراً أنَّ الخرطوم "فرطت في حدودها وتركتها مفتوحة من دون ضوابط".
وقال نائب رئيس مجلس السيادة، إنَّ هناك من يزرع الفتن بين الدولتين، ويعمل على "استغلال هذا الحادث لإرسال رسائل سلبية بهدف الوقيعة بين البلدين".
توتر حدودي
وشهدت الحدود بين السودان وتشاد توتراً جديداً، بعد سقوط 18 سودانياً وإصابة آخرين، الخميس، إثر تعرضهم لـ"كمين على يد مسلحين قرب الحدود مع تشاد" بولاية غرب دارفور.
وأشارت مصادر سودانية لـ"الشرق" حينها، إلى أنَّ مجموعة من رعاة الماشية قامت بتقفي أثر مسلحين، نهبوا ماشيتهم، حتى الحدود السودانية التشادية، قبل أن تطلب القوات المشتركة على الحدود من الرعاة العودة، وترك الأمر للقوات المشتركة لإعادة الماشية المنهوبة.
وأضافت المصادر أنه "عند تراجع الرعاة هجمت مجموعة مسلحة عليهم وأسقطت 18 منهم، وأصابت آخرين، في منطقة (بير سليبة) شمال مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور". واتهم أهالي الضحايا مسلحين تشاديين بتنفيذ الهجوم، في وقت أرسلت لجنة أمن الولاية تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
وعقب هذا الحادث، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني ولجنة أمن ولاية الجنينة بغرب دارفور، اجتماعاً طارئاً لمناقشة الأحداث.
"التعامل بالمثل"
وقال حميدتي في تصريحاته، الأحد، إنَّ "القرارات التي أصدرها مجلس الأمن والدفاع في اجتماعه الطارئ المشترك شددت على ضبط الحدود، والتعامل بالمثل مع كافة الدول وفي كل الإجراءات"، مضيفاً: "منذ اليوم حدودنا سنضبطها بشكل كامل، ولن يكون هناك أي إهمال". كما أكد أن بلاده "لا تريد أية مشاكل".
وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة، أنَّ حكومة تشاد اتخذت إجراءات لاسترداد الأموال المنهوبة والقبض على الجناة، متقدماً بالتعازي لأسر الضحايا.
كما أكد حميدتي سعيه لإحلال السلام بين الدولتين، قائلاً: "لجهة أنهما أشقاء تربطهما علاقات أزلية"، كاشفاً عن اجتماعات للقوات المشتركة السودانية التشادية في منطقة "برك".
وانتقد دقلو، البيان الذي أدلى به ممثل القوات المشتركة من الجانب التشادي، معتبراً أن البيان حوى معلومات مغلوطة.
وأجرى حميدتي، زيارة قصيرة إلى تشاد، الخميس، رافقه فيها مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أحمد إبراهيم مفضل، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء أحمد محمد علي صبير، حسبما أفادت "سونا"، الخميس.
وبحث حميدتي مع رئيس المجلس العسكري التشادي محمد إدريس ديبي، القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية إلى جانب ملف الحدود.
الخرطوم-الشرق
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ترامب يتعهد بحماية الناتو.. ويكشف عن تنسيق سريّ مع إيران قبل قصف قاعدة العديد
أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسلسلة من التصريحات اللافتة خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي انعقدت في لاهاي، تعهّد خلالها بمنع أي هجوم روسي على الحلف أثناء وجوده في السلطة، كاشفاً في الوقت ذاته عن تنسيق غير مسبوق مع إيران قبيل قصفها لقاعدة “العديد” الجوية الأمريكية في قطر.
وقال ترامب خلال الجلسة الرئيسية للقمة، وفق ما نقلته واشنطن بوست: “روسيا لن تهاجم حلف الناتو أبداً طالما أنا في الرئاسة”، مضيفاً دعمه الكامل للحلف ومهمته الدفاعية، في أقوى موقف إيجابي له تجاه الحلف منذ توليه المنصب.
جاء تصريح ترامب تزامناً مع إعلان أمين عام “الناتو” الجديد، الهولندي مارك روته، عن اتفاق الدول الأعضاء الـ32 على مضاعفة أهداف الإنفاق الدفاعي، استجابة لمطالبات أمريكية متكررة بـ”تقاسم عادل للأعباء”، بعد اتهامات سابقة من ترامب للحلفاء بـ”الاعتماد الزائد على واشنطن”.
وفي السياق ذاته، أثار ترامب عاصفة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بعدما كشف عن ما وصفه بـ”تحذير مسبق” من إيران قبل استهدافها لقاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، قائلاً: “كانوا لطيفين جداً، واتصلوا بنا وقالوا إنهم سيطلقون النار على القاعدة. سألونا: هل الساعة الواحدة مناسبة؟ قلت لا مشكلة. فأخلينا القاعدة، ولم يُصب أحد”.
وأوضح ترامب أن طهران أطلقت 14 صاروخاً عالي التقنية على القاعدة، “لكن تم إسقاطها جميعاً عبر أنظمتنا الدفاعية”، في إشارة إلى فعالية الدرع الصاروخي الأمريكي.
التصريح أثار ردود فعل متباينة، إذ اعتبره بعض المعلقين اعترافاً غير مسبوق بـ”تنسيق غير مباشر” بين واشنطن وطهران، في حين وصفه آخرون بأنه “غامض ولا يستند إلى أدلة واضحة”.
ويأتي هذا الكشف في ظل تصعيد إقليمي متسارع، بعد أن شنت الولايات المتحدة ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية، وردت عليها طهران بإطلاق صواريخ على قواعد أمريكية في قطر والعراق ضمن ما سمّته عملية “بشائر الفتح”.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية القطرية الهجوم الإيراني، واصفة إياه بـ”انتهاك صريح لسيادة الدولة ومجالها الجوي”، بينما شدد مجلس الأمن القومي الإيراني على أن الهجوم “لا يستهدف قطر ولا يشكل تهديداً لشعبها”، في محاولة لاحتواء التداعيات الدبلوماسية.
وتُعد هذه التطورات مؤشراً واضحاً على حجم التوترات المتداخلة في الشرق الأوسط، والتعقيدات المحيطة بالدور الأمريكي في المنطقة، سواء من بوابة “الناتو” أو عبر إدارة تفاعلاته مع خصومه التقليديين.
آخر تحديث: 26 يونيو 2025 - 10:59