تتسابق دول العالم اليوم لإيجاد حلول جذرية لمشكلة تغير المناخ وما قد يصاحبه من خلل في الحفاظ على الموارد الاساسية كالغذاء والماء والطاقة متبوعًا بخلل أو أزمة اقتصادية. تفرعت الحلول لتشمل جوانب عدة منها رفع كفاءة الطاقة لحفظ وفرة المخزون، ورفع مساهمة الطاقة المتجددة أو البديلة لسد الاحتياج، ورفع وعي الافراد لترشيد الاستهلاك وحلول أخرى كان المعيار للاختيار هو توفر الموارد والبنية الاساسية والوضع المالي المتاح.
غاز الهيدروجين ذو الطاقة الهائلة التي قد تفوق نظيرها من الوقود الاحفوري بزغ كأحد الحلول المعول عليها حيث ان منظمة الامم المتحدة اعتبرته وقود المستقبل، أما وكالة الطاقة الدولية فاعتبرت الهيدروجين المقوم الاساسي للوصول لخفض انبعاث الكربون في قطاع الطاقة، دول الخليج هي أيضا سارعت الى
الاستثمار في الهيدروجين لاسيما المسمى بالهيدروجين الاخضر المحضر من انقسام جزيئات الماء باستخدام الطاقة النظيفة ذات الانبعاث المنخفض أو المعدوم للكربون وتأتي مدينة نيوم في القمة حيث من المخطط أن يتم انتاج مالا يقل عن 1.2 مليون طن من الهيدروجين الاخضر بحلول عام 2026 وتأتي بعدها دولة الامارات التي انطلقت في مشروع اقتصاد الهيدروجين الدائري متبوعًا بتدشين مشروع المصانع الخضراء. إن الاستثمار المتسارع للهيدروجين في المنطقة يوضح دوره كبديل للوقود الحالي لاسيما وأن السوق الصيني والياباني والكوري في انتظار الإنتاج، كما أن التحول لوقود الهيدروجين يعد أحد الحلول المساهمة في استدامة موارد الطاقة الاساسية. ولكي ننظم لصفوف المستثمرين ونصبح قوى عظمى لابد من التحرك السريع فصناعة الهيدروجين ليست بالهينة والاستثمار في هذا المجال يتطلب النظر في التحديات الكامنة في مدى صلابة البنية التحتية الاساسية لتحضير الهيدروجين والدعم المالي في حقل البحث والتطوير، وقبل بضع سنين كان الحديث عن كيفية نقل الهيدروجين وتخزينه بطريقة آمنة ودون حوادث تذكر، أما اليوم فالحديث أصبح عن استخدام الامونيا الخضراء المنبثقة من غاز الهيدروجين لتكون هي الوسيط بعد عملية الانتاج حتى التخزين ليعاد تحويلها بعد ذلك لغاز الهيدروجين قبل الاستخدام. المضي قدمًا باتجاه استخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر نظيف للطاقة بحاجة الى الدعم من أجل الاستثمار مع الأخذ بالاعتبار ارتفاع تكلفة الانتاج، كما أنه بحاجة الى تحديد مصادر المياه المتاحة ومدى القدرة على الحصول على هذه المياه بالجودة المطلوبة، والتحديات بوجه عام كثيرة ولكن طالما تواجد الدعم والتمويل متبوع بسياسة واضحة، فإن جميع التحديات يمكن التغلب عليها.
دلال العليوات
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية:
فيروس كورونا
فيروس كورونا
فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
مشروع مصر النووي يقود ثورة صناعية تكنولوجية.. خبير يكشف التفاصيل
أكد الدكتور أحمد عبد الحفيظ، الخبير في الأمان النووي، أن مصر تسير بخطى ثابتة في تنفيذ برنامجها النووي السلمي الطموح، لافتا إلى أن مشروع الضبعة ليس مجرد مفاعل نووي، بل يمثل ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة في الدولة، ويعكس توجه القيادة السياسية نحو تنويع مصادر الطاقة.
فكرة البرنامج النووي
وأضاف، خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري، ببرنامج حقائق وأسرار، المذاع على قناة صدى البلد، أن فكرة البرنامج النووي المصري ليست وليدة اليوم، فقد بدأت منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكن الأحداث السياسية والحروب التي خاضتها مصر، بالإضافة إلى الضغط على الاقتصاد، أدت إلى تجميد هذا المشروع لعقود، مع الاكتفاء بأنشطة بحثية في معامل تجريبية مثل إنشاص.
وتابع قائلا: التوجه العالمي لاستخدام مصادر طاقة بديلة ونظيفة، دفع القيادة السياسية لاتخاذ قرار استراتيجي بتنفيذ برنامج نووي متكامل، يحقق طفرة تنموية واقتصادية، مشيرًا إلى أن المشروع استثماري سيادي لا يمكن لأي شركة خاصة أن تتحمله، بل هو من اختصاص الدولة فقط.

طباعة شارك النووي الأمان النووي التنمية المستدامة
الطاقة مصادر الطاقة