أعلنت كل من فرنسا والمملكة المتحدة عن توقيع اتفاق شامل لتعزيز تعاونهما في مجال الردع النووي والتنسيق العسكري، في خطوة تعبّر عن قلق أوروبي متزايد من تقلب العلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل سياسات الرئيس دونالد ترامب التي تتجه نحو الانكفاء القومي تحت شعار "أمريكا أولاً".

الاتفاق، الذي يأتي في توقيت لافت يعكس تحولات عميقة في موازين القوى العالمية، وُقع خلال زيارة دولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بريطانيا، تضمن تنسيق الموارد النووية بين البلدين، مع تأكيد احتفاظ كل طرف بسيادته الكاملة على قرارات استخدام السلاح النووي.

إلا أن الإعلان حمل رسالة واضحة مفادها أن "أي تهديد للمصالح الحيوية للندن أو باريس قد يُقابل برد نووي مشترك"، في تحذير صريح موجه إلى موسكو وسط استمرار الحرب في أوكرانيا.

إغلاق مطار مارسيليا والقطارات بسبب حرائق الغابات في فرنساماذا يحدث في فرنسا؟.. البلد الأوروبي يسجل أعلى معدل فقر منذ 30 سنة

ويعكس التقارب أيضًا النقاش الدائر داخل أوروبا بشأن ضرورة تحقيق “استقلال استراتيجي” عن الولايات المتحدة، في وقت تتراجع فيه المظلة الأمنية الأمريكية التقليدية، وتتعاظم التهديدات على الجبهة الشرقية للقارة. 

ويُعد التعاون النووي الفرنسي-البريطاني أول نواة لبناء قدرة ردعية أوروبية مستقلة، لا ترتبط كليًا بالناتو أو بالإرادة السياسية في واشنطن.

كما أعلنت باريس ولندن عن تسريع تطوير صواريخ "سكالب/ستورم شادو"، إلى جانب أنظمة ملاحة متقدمة لحماية البنى التحتية الحيوية من التهديدات الإلكترونية والتشويش، استنادًا إلى دروس مستخلصة من الصراع الأوكراني. 

وتم الاتفاق على تشكيل قوة عسكرية مشتركة تضم نحو 40 ألف جندي، ضمن مبادرة "تحالف الراغبين" الأوروبية لدعم أوكرانيا وضمان وقف إطلاق النار عند التوصل إليه.

وفي موازاة هذا التنسيق العسكري، ناقش الجانبان قضايا الهجرة غير النظامية، وسط انتقادات بريطانية لباريس بعدم كفاية الجهود في كبح تدفق المهاجرين عبر المانش، رغم تلقيها تمويلاً بريطانياً تجاوز 750 مليون يورو منذ عام 2018.

ويضع التحرك الفرنسي-البريطاني أوروبا أمام مرحلة جديدة من إعادة التموضع، عنوانها: الأمن القاري بيد الأوروبيين أنفسهم.

طباعة شارك فرنسا المملكة المتحدة اتفاق شامل الردع النووي الولايات المتحدة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا المملكة المتحدة اتفاق شامل الردع النووي الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

شراكة نووية بين فرنسا وبريطانيا..وماكرون يدعو لإنهاء التبعية لأمريكا والصين

في أول زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى بريطانيا منذ عام 2008، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى شراكة أقوى بين باريس ولندن لمواجهة التحديات العالمية، محذرًا من الاعتماد المفرط على كل من الولايات المتحدة والصين، ومشدّدًا على ضرورة بناء استقلالية أوروبية استراتيجية.

وخلال خطاب نادر ألقاه بالإنجليزية أمام مجلسي البرلمان البريطاني، دعا ماكرون إلى تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والمناخ والهجرة والتجارة، مؤكدًا أن وحدة الصف بين بريطانيا وفرنسا يمكن أن تُحدث فرقًا عالميًا.

وقال ماكرون: "علينا أن نظهر للعالم مجددًا أن تحالفنا قادر على صنع الفارق"، مضيفًا أن الطريق الوحيد لمواجهة أزمات العصر هو "العمل المشترك والتعاون الوثيق". كما أشار إلى أن حماية أوروبا تستدعي تقليل التبعية الاقتصادية للولايات المتحدة والصين، محذرًا من "مخاطر هذه التبعية المزدوجة على المجتمعات الأوروبية".

وتأتي زيارة ماكرون في ظل سعي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التوتر عقب خروج بريطانيا من التكتل. ويُنظر إلى زيارة ماكرون بوصفها خطوة رمزية في اتجاه إعادة بناء جسور الثقة والتعاون مع الحلفاء الأوروبيين.

وفي الشأن الدولي، شدد ماكرون على استمرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا، متعهّدًا بالعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار تمهيدًا لبدء مفاوضات سلام دائمة. وقال: "لن نتخلى عن أوكرانيا، وسنواصل دعمها حتى اللحظة الأخيرة".

ويشارك ماكرون وستارمر، الخميس، في رئاسة اجتماع "تحالف الراغبين"، وهو تحالف يضم دولًا تعهّدت بدعم القدرات الدفاعية لأوكرانيا، بما في ذلك تشكيل قوة ردع تمنع روسيا من استئناف هجماتها بعد أي هدنة محتملة.

وفيما يتعلق بالحرب المستمرة في قطاع غزة، دعا الرئيس الفرنسي إلى وقف إطلاق نار "غير مشروط"، قائلاً: "نحن كأوروبيين لا نكيل بمكيالين. نريد وقفًا لإطلاق النار دون نقاش". وأكد أن حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية هما السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم.

اقتصاديًا، أعلن قصر الإليزيه أن شركة الطاقة الفرنسية الحكومية ستستحوذ على حصة 12.5% في محطة الطاقة النووية البريطانية المزمع إنشاؤها شرق إنجلترا، في خطوة ترمز إلى التعاون المتجدد بين البلدين في قطاع الطاقة.

ومن المرتقب أن تُعقد قمة ثنائية بين الجانبين يوم الخميس، تركز على ملفات الدفاع ومكافحة الهجرة غير النظامية، حيث وعد ماكرون بنتائج "ملموسة" على مستوى التنسيق الأمني والسياسي.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند شراكة نووية بين فرنسا وبريطانيا..وماكرون يدعو لإنهاء التبعية لأمريكا والصين أسعار العملات المشفرة مقابل الدولار عرضٌ لم يُقبل: صدام اقترح اغتيال الخميني والشاه رفض تذبذب أسعار الذهب تحت ضغط الدولار مأساة في مطار إيطالي: محرك طائرة يبتلع رجلاً أثناء الإقلاع Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • المؤتمر الفرنسي السعودي بشأن حل الدولتين ينعقد نهاية يوليو في نيويورك
  • لمواجهة غموض ترامب.. تحالف نووي مرتقب بين فرنسا وبريطانيا
  • ما بعد التبعية: تغير ميزان القوة بين واشنطن وأوروبا
  • فرنسا وبريطانيا: لا سلام دون الاعتراف بدولة فلسطين
  • بريطانيا وفرنسا توقعان اتفاقية بشأن تنسيق الردع النووي
  • ماكرون وستارمر يعززان تحالف الردع النووي.. وقناة بريطانية تقطع خطاب الرئيس الفرنسي!
  • منظمة بريطانية: هل حققت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل أهدفها العسكرية في اليمن ؟!
  • أوروبا تسعى لاتفاق تجاري مع واشنطن
  • شراكة نووية بين فرنسا وبريطانيا..وماكرون يدعو لإنهاء التبعية لأمريكا والصين