مع اقتراب العام من نهايته، يشير العسكريون إلى الأهمية التي لا يمكن إنكارها لكلمة "طائرات بدون طيار" في المناقشات المحيطة بالتطورات الرئيسية في الحرب هذا العام. وهذا المصطلح، الذي يتضمن معاني مختلفة، جعل الكليات الحربية على مستوى العالم تفكر في آثاره، وخاصة في الصراعات في أوكرانيا وغزة.

وفقا لصنداي تايمز، شهد الصراع في أوكرانيا العودة إلى شكل من أشكال حرب العصر الصناعي الأوروبي لم نشهده منذ منتصف القرن العشرين.

وفي الوقت نفسه، تطور الصراع في غزة إلى عملية ضخمة وغير محددة. وعلى الرغم من طبيعتهما المتميزة، فإن كلا الصراعين يشتركان في قوة تحويلية مشتركة: تقنيات الطائرات بدون طيار.

على الرغم من أن الطائرات بدون طيار موجودة منذ عقود، إلا أن دورها المحوري أصبح واضحًا عام 2020 عندما استخدمت أذربيجان بشكل فعال طائرات بدون طيار تركية رخيصة الثمن من طراز Bayraktar TB-2 ضد الدبابات الروسية الحديثة في أرمينيا، مما يشكل تحديًا للهيمنة التقليدية للآلات العسكرية الثقيلة. على مدى السنوات الثلاث الماضية، وبسبب إلحاح الصراعات، شهد تسليح تكنولوجيات الطائرات بدون طيار تطورا ملحوظا، مما يمثل أحدث ثورة في القوة الجوية.

في أوكرانيا، تكيف الروس من خلال إعطاء الأولوية لإنتاج كميات كبيرة من الطائرات بدون طيار ذات التكنولوجيا الجديدة، متجاوزين أوكرانيا ومورديها الغربيين. ومع ذلك، أظهرت أوكرانيا براعة من خلال دمج حلول غير تقليدية. ومن الجدير بالذكر أن نشر طائرات كورفو الصغيرة بدون طيار من أستراليا، والمصنوعة من مواد غير مرئية بالرادار، أثبت فعاليتها في تعطيل الطائرات المقاتلة الروسية.

تستضيف الآن السماء فوق خط المواجهة الذي يبلغ طوله 600 ميل في أوكرانيا ما يقدر بنحو 10000 طائرة بدون طيار يوميًا، حيث أعرب الرئيس زيلينسكي عن طموحاته لإنتاج مليون طائرة بدون طيار بحلول عام 2024.

في حرب غزة، استخدمت حماس طائرات بدون طيار لتعطيل أنظمة المراقبة الإسرائيلية المتطورة على طول السياج الأمني. تتسابق إسرائيل لتطوير نظام دفاعي يعتمد على الليزر ضد الطائرات الصغيرة بدون طيار، لكن التحديات لا تزال قائمة.

تمتد ثورة الطائرات بدون طيار إلى نطاق واسع من القوة الجوية، بدءًا من تعديلات الهواة التي تقوم بإسقاط القنابل اليدوية وحتى المنصات بحجم الطائرات التي تطلق صواريخ قوية. أصبحت "الذخائر المتسكعة"، القادرة على التواجد الجوي لفترات طويلة حتى يتم تحديد هدف، أكثر انتشارًا

تمثل الطائرات بدون طيار، ذات النطاقات المختلفة، تحديات جديدة. نشر الحوثيون في اليمن طائرات بدون طيار على مسافة تزيد عن 1700 ميل لاستهداف جنوب إسرائيل، والتي اعترضتها السفن الحربية الأمريكية حتى الآن. ومع ذلك، فإن استخدام طائرات بدون طيار غير مكلفة يشكل معضلة، حيث يستنزف الذخيرة الباهظة الثمن المضادة للطائرات.

يتضمن الدفاع ضد الطائرات بدون طيار التشويش الإلكتروني والتلاعب بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مع حدوث اصطدامات عرضية في الهواء. مع ظهور ثورة الطائرات بدون طيار، يظهر مجال مكاني جديد للحرب الحديثة على مستوى 5000 قدم.

يمثل تكامل وظائف الطائرات بدون طيار واستقلاليتها المحتملة المرحلة التالية. تنذر التطورات الحالية بثورة الذكاء الاصطناعي على قمة مجال القوة الجوية، حيث تتصور القوة الجوية من الجيل السادس طائرات يتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي وأسراب الطائرات بدون طيار المصاحبة لها، مما يشكل مستقبل الحرب.

تعد الصراعات في أوكرانيا وغزة بمثابة نذير لمستقبل يتميز بطائرات بدون طيار متنوعة، بدءًا من المروحيات الرباعية الهواة إلى الأجنحة الجوية المستقلة للغاية، والتي تدعمها التطورات في تكامل الأنظمة والذكاء الاصطناعي. إن الطريق إلى الأمام، المليء بالفرص والتحديات، يبشر بعصر تحويلي في القدرات العسكرية، مما يعيد تشكيل مشهد الدفاع العالمي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: استخدام طائرات بدون طيار الطائرات بدون طیار طائرات بدون طیار القوة الجویة فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

تعاقدات تسليحية متقدمة.. العراق يعزز قدراته الجوية والبحرية والسيبرانية

مايو 31, 2025آخر تحديث: مايو 31, 2025

المستقلة/-  أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن أبرز التعاقدات التي أبرمتها خلال الفترة الأخيرة لتعزيز قدراتها العسكرية في مجالات القوة الجوية والدفاع الجوي والأمن السيبراني، في خطوة تؤكد توجه البلاد نحو تحديث منظوماتها الدفاعية بشكل متكامل.

طائرات الكراكال في الطريق

وقال مدير الإعلام والتوجيه المعنوي في الوزارة، اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح للوكالة الرسمية تابعته المستقلة، إن العراق سيستلم أول دفعة من طائرات “الكراكال” منتصف الشهر المقبل، بواقع 6 طائرات، على أن يكتمل استلام 14 طائرة أخرى خلال العام القادم. وتأتي هذه التعاقدات ضمن خطة طموحة لتعزيز أسطول القوة الجوية العراقية.

تطور ملحوظ في القدرات البحرية

وفي السياق ذاته، أشار الخفاجي إلى استلام العراق ثلاثة زوارق متطورة من تركيا خلال العام الحالي، ما يمثل نقلة نوعية في القدرات البحرية للقوات المسلحة، ويعكس التوسع في التعاون العسكري مع دول الجوار.

الأمن السيبراني يدخل مرحلة جديدة

وفيما يخص الأمن السيبراني، أكد اللواء الخفاجي أن العراق يعمل حالياً على تطوير منظومة متقدمة لمكافحة الطائرات المسيّرة (الأنتي درون) بالتعاون مع إسبانيا، موضحاً أن هذه المنظومة “ترصد الترددات الهرتزية للطائرات وتعمل على إسقاطها إلكترونياً”، ما يعزز قدرات العراق في مواجهة التهديدات غير التقليدية.

تغطية جوية واسعة برادارات فرنسية

أما على صعيد الدفاع الجوي، فكشف الخفاجي عن استلام العراق 4 رادارات فرنسية من نوع “تاليس”، غطّت مناطق شاسعة من البلاد، إضافة إلى ثلاث رادارات منخفضة الارتفاع ضمن دفعة أكبر قيد التسليم، ستسهم في تحقيق التكامل المطلوب في منظومة الرصد والدفاع الجوي.

تسليح متكامل وتنسيق بين الصنوف

وشدد الخفاجي على أن عملية التسليح تتم وفق رؤية استراتيجية وتنسيق متكامل بين مختلف تشكيلات القوات المسلحة، بما في ذلك القوة الجوية، والدفاع الجوي، وطيران الجيش، والقوات البرية، مشيراً إلى أن الهدف هو ضمان تكامل المنظومة التسليحية وتغطية كافة الاحتياجات العملياتية.

مقالات مشابهة

  • تعاقدات تسليحية متقدمة.. العراق يعزز قدراته الجوية والبحرية والسيبرانية
  • طيار إسرائيلي يرفض العودة للمشاركة في حرب غزة
  • الحوثيون: إسرائيل دمرت 8 طائرات مدنية منذ بدء عدوانها على اليمن
  • منصور بن محمد: شرطة دبي تتبنّى أحدث أنظمة التنبؤ الأمني
  • تركيا تعاقب المستعجلين في الطائرات.. تنظيم صارم يثير اهتمام الإعلام العالمي
  • كيف علّق يمنيون على تدمير الطائرة الوحيدة في صنعاء؟
  • رئيس إمبراير البرازيلية ثالث أكبر مصنع للطائرات في العالم يحل بالمغرب لعرض طائرات جديدة للبيع
  • إحذروا من هذه الممارسات.. تركيا تفرض غرامة على بعض ركاب الطائرات
  • بعد توقف كلي لكل خدماتها ..بيان جديد من الخطوط الجوية اليمنية
  • حرب غير مرئية: كيف تحارب التكنولوجيا تهديدات الطائرات المسيّرة؟