أستاذ قانون: وسائل الإعلام وثقت جرائم الإبادة وقتل المدنيين والأطفال والنساء في غزة
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
قال د. أبوالعلا النمر، المحامى الدولى وأستاذ القانون الدولى ووكيل كلية الحقوق بجامعة عين شمس سابقاً، إن جرائم قادة إسرائيل تضعهم تحت «مقصلة» «الجنائية الدولية»، مشيراً إلى أن المقاومة المسلحة مشروعة للدفاع عن مكتسبات وحقوق الشعوب ضد المحتل.
وأكد «النمر»، فى حوار لـ«الوطن»، أن وسائل الإعلام وثَّقت جرائم الإبادة وقتل المدنيين والأطفال والنساء وانتهاك حقوق الأسرى، وأن إسرائيل استخدمت الأسلحة المحرمة مثل الفسفور الأبيض، موضحاً أن «حرب غزة نقطة فارقة فى تاريخ الإنسانية، وما قام به الكيان الصهيونى كان مخيفاً مرعباً ووثقته كاميرات وسائل الإعلام والمنظمات الدولية».
هل يمكن محاسبة قادة الاحتلال الصهيونى على جرائم الحرب؟
- المفارقة التى يعلمها رجال القانون الدولى أنه من عجائب الأقدار أن المحكمة الجنائية الدولية تم إنشاؤها بهدف أن تتم محاكمة كل من يعادى السامية، لإرهاب شعوب العالم والأحرار فى كل مكان، ووصمهم بأنهم أعداء اليهود، وهو ما جعل نتنياهو يتساءل إذا كان سيأتى الدور على قادة إسرائيل للوقوف أمام نفس المحكمة التى أُنشئت لحمايتهم كضحايا مجنى عليهم، وضحايا المحرقة وشعب مضطهد، لكن التاريخ أثبت أنهم شعب ظالم مجرم، وما قيل فيهم لا تجمعه كلمات.
حرب غزة نقطة فارقة فى تاريخ الإنسانية.. وما قام به الكيان الصهيونى كان مخيفاً ومرعباًكيف يمكن إثبات جرائم الحرب على قادة جيش الاحتلال؟
- من الثابت أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب بالمعنى الدقيق وبالصورة الموصوفة بالاتفاقيات الدولية، وهى جرائم تستوجب المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وسائل الإعلام وثَّقت جرائم الإبادة وقتل المدنيين والأطفال والنساء وانتهاك حقوق الأسرىوالجرائم التى لها دلائل واضحة هى جرائم الإبادة وقتل المدنيين والأطفال والنساء واستهداف الصحفيين وانتهاك حقوق الأسرى، حيث إن جميع هذه الجرائم وثّقتها عدسات وسائل الإعلام العربية والعالمية، وشاهدها العالم أجمع.
هل استخدمت قوات الاحتلال أسلحة يعاقب عليها القانون الدولى ضد المدنيين فى غزة؟
- الأسلحة المحرمة التى استخدمتها إسرائيل بحق الفلسطينيين بعضها تم التعرف عليه من إصابات الأطفال والمدنيين مثل الفسفور الأبيض وهو ما أعلنت عنه صراحة منظمة الصليب الأحمر، والبعض الآخر لا يمكن إثباته، كونها أسلحة غير معروفة ولم تُستخدم من قبل.
لماذا ينظر البعض إلى حرب غزة على أنها تختلف عن غيرها من الحروب السابقة؟
- حرب غزة نقطة فارقة فى تاريخ الإنسانية، ستثبت أن الحرب الدائرة الآن هى حرب بين الحق والباطل، وآن الأوان أن تكشف عن إرهاصاتها ونصرة الحق، والكلام الآن هو كلام الأبطال فى غزة، فالكثير من الكلام المستهلك جاء على ألسنة النخبة على مدار أعوام طويلة، لكن الآن المقاومة الفلسطينية تفرض واقعاً جديداً على العالم أجمع، وما قام به الكيان الصهيونى كان مخيفاً مرعباً ووثقته كاميرات وسائل الإعلام والمنظمات الدولية، وهو ما يعطى المجال لإقامة دعوى ضد الاحتلال بالمحكمة الجنائية الدولية.
بعض المسئولين الغربيين ربطوا بين 7 أكتوبر وبين أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة لوصم المقاومة بالإرهاب، ما تعليقكم؟
- هناك فرق بين الإرهاب وبين المقاومة المسلحة المشروعة للدفاع عن المكتسبات والحقوق والمشروعة، وآن الأوان لوضع الأمور فى نصابها ومسمياتها القانونية الصحيحة، لأنه منذ سنوات طويلة دأبت وسائل الإعلام المناصرة للصهيونية العالمية على تشويه الحقائق ووصف حركات الدفاع عن الحقوق المشروعة بأنها حركات ومنظمات إرهابية. إن هذا الضغط الذى تمارسه وسائل الإعلام المغرضة المؤيدة للصهيونية سبب رئيسى لوصف الكثير من المنظمات التى تدافع عن استقلال بلادها ضد الاحتلال بأنها إرهابية مثل حزب الله اللبنانى وحركة حماس الفلسطينية وكتائب القسام وجميع المنظمات المناهضة للاحتلال الإسرائيلى والتى تهدف إلى تحرير الأرض المحتلة تحت مسمى أنها منظمات إرهابية بتأثير وضغط من الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المؤسف أن بعض وسائل الإعلام العربية تتأثر بهذه المصطلحات والمسميات والأطر التى تستخدمها وسائل الإعلام الغربية وتُلحق كلمة «الإرهابية» بأسماء بعض حركات المقاومة التى تناضل ضد الاحتلال الصهيونى.
والآن يجب أن يعرف العالم، وقد بدأ العالم يعرف بالفعل، أن ما تقوم به هذه المنظمات صحوة للدفاع عن الأراضى المحتلة واسترداد الحقوق المسلوبة للشعوب المقهورة.
هل يعترف القانون الدولى بحركات المقاومة المسلحة؟
- حركات المقاومة مشروعة ويعترف بها القانون الدولى، ويجب أن ننزع عنها المسميات غير القانونية التى تصفها بأنها حركات إرهابية على غير الحقيقة، وهى حركات تستند إلى أصول ثابتة فى القانون الدولى وما تقرره المنظمات الدولية بأن كل شعب له الحق فى أن يقرر مصيره، وكمبدأ مهم من المبادئ الأساسية لمنظمة الأمم المتحدة.
توثيق الجرائمعلى الجميع أن يقوم بدوره فى هذه اللحظات الحاسمة، فعلاً أساتذة القانون يوصفون جرائم الحرب وعلى المنظمات والجمعيات الدولية أن تقوم بمهمتها المهمة لحصر الأرقام والإحصائيات التى توثق جرائم الحرب الإسرائيلية، خاصة أن بعض المنظمات لديها إمكانيات كبيرة تستطيع من خلالها الوصول إلى الإحصائيات الدقيقة، والتى من المتوقع أن تكون بصورتها الصحيحة بعد انتهاء الحرب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جرائم الاحتلال الإسرائيلى الجنائیة الدولیة القانون الدولى وسائل الإعلام جرائم الحرب حرب غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام الإبادة
حرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل في غزة، والعالم كله يتفرج بينما ذلك المجرم يوغل في القتل والدمار والتجويع دون رادع رغم التحذيرات التي تطلق ليل نهار، وليس بآخرها ما طالبت به فرانشيسكا ألبانيزي مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الضفة الغربية وغزة التي أشارت في تقريرها إلى ارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين كمجموعة في غزة، ولاحقاً أوصت بإعادة النظر في عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وتعليقها حتى تتوقف عن انتهاك القوانين الدولية، وتنهي الاحتلال لتشن عليها حملة من قبل إسرائيل، وتفرض أمريكا عقوبات عليها.
هذه النداءات التي ما انفكت تتصاعد دون اتخاذ أي إجراء تذكرني بما بات يعرف بـ«فاكس الإبادة» تلك الرسالة السرية التي وجهها في يناير عام 1994 الجنرال روميو داليا قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في رواندا إلى الأمين العام للأمم المتحدة يحذر فيها من وجود مؤشرات على قرب شروع مليشيا «إنتر هاموي» على تنفيذ إبادة جماعية ضد أقلية التوتسي. وبالفعل حصل ما حذر منه؛ إذ لم تمض ثلاثة أشهر حتى نفذت تلك الجريمة. تلك النداءات والاستغاثات والتحذيرات كلها تذهب أدراج الرياح كما ذهب فاكس الإبادة، وأصبح مثلا مقترنا بفشل الأمم المتحدة وأجهزتها في منع الجرائم التي ترتكب في تناغم عجز وبيروقراطية في اتخاذ القرارات، وحسابات الدول الكبرى.
إعلام الإبادة مصطلح ظهر ضمن الأشياء الكثيرة التي لفظتها طوفان الأقصى، وكشفتها غزة، وبات يعرف على نطاق واسع في الغرب، ويطلق على ذلك الإعلام الذي يتبنى ويشجع ويقف حاميا ومدافعا عن الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في غزة، ليس ذلك فحسب، بل راح يتمادى ويتبنى بشكل صارخ الرواية الصهيونية، ويعيد تدويرها. وقد يكون السكوت، وغض النظر جزء من التواطؤ والموافقة والتأييد، وأصبح ذلك واضحا لدرجة ربما لا نستطيع التفريق بينه وبين الإعلام الصهيوني، ليس إلا الانحياز والتضليل.
ولطالما كانت التغطية الإعلامية للقضايا العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية مثار جدل وانتقاد. شيء يبعث على الحيرة والاستغراب كيف لهذا الإعلام أن يناصر هذا الإجرام والإبادة الواضحة وضوح الشمس والتي لا تحتاج إلى تفسيرات أو تأويلات. يرجع الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي ذلك بقوله: تغطية إعلام الغرب لحرب غزة تعكس العنصرية ضد الفلسطيني والمسلم، مشيراً إلى ما أسماه «انحياز غربي إعلامي مطلق لإسرائيل يقوم على التعصب، والعنصرية، وتكرار الرواية الإسرائيلية دون أي بحث مهني».
بينما يفسر (آلان ديرشوفيتز) المحامي الإسرائيلي المكلف بالدفاع عن إسرائيل في القضية التي رفعتها ضدها جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، ذلك بالقوة والغنى والنفوذ اليهودي عندما قال: «اليهود أقوياء للغاية. نحن أغنياء جدا. نحن نسيطر على وسائل الإعلام. لن نعتذر أبدا عن استخدام قوتنا ونفوذنا، ولن يتحقق السلام للشعب اليهودي والأمة اليهودية إلا بالقوة».
ليس بغريب ذلك في زمن انقلبت فيه كل المفاهيم والقيم وتردى الوضع، زمن تمسك بنواصيه وتتحكم به الصهيونية العالمية، كل شيء في العرف الصهيوني غير قابل للنقاش من لم يكن معهم فهو ضدهم، كل شيء في الكون يمر عبر بوابة الصهيونية من تجيزه هي فلا راد له، ومن تغضب عليه فلا شفاعة له. دول ومؤسسات وهيئات إعلام وأشخاص كلهم يلهثون خلف الصهيونية طمعا في منصب أو دوام الحال أو جائزة ترمى لهم. مؤسسات إعلامية وتعتبر أهم صروح الغرب الإعلامية سقطت في وحل الانحياز غير الأخلاقي، وأصبحت مطية للنفوذ والسيطرة الصهيونية.
أمثلة كثيرة تظهر الانحياز الغربي لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد غزة. وهناك الكثير من الحكايات التي تظهر لنا مدى الانحياز للرواية الإسرائيلية؛ فمنذ السابع من أكتوبر كلنا لاحظنا ذلك الانحياز، وكان الإعلام الغربي بمختلف وسائله هو سنام هذا الانحياز، وهو الواجهة والرافعة الأولى لحرب الإبادة والقتل والدمار التي تمارسها قوات الاحتلال في غزة؛ إذ لم يكن هذا الإعلام بتلك الدرجة من المهنية، وما كان صادما أن هذا الإعلام الذي تغنى بحرية الرأي والاستقلالية، ولم يرتقِ إلى الشعارات التي يتبناها حول الإجرام والإبادة والتجويع وتدمير المستشفيات واصطياد الغزاويين الذاهبين لتلقي المساعدات، كل ذلك لم يحرك ضمائر الإعلام الغربي وإن كنا لا نضعه كله في سلة واحدة، فهناك بالطبع أصوات حرة ومستقلة ما يعكس تواطؤا كاملا بين الحكومات الغربية وبين هذه الوسائل المضللة التي تعكس المعلومات وتحورها فقط لصالح إسرائيل متجاهلة معاناة الفلسطينيين.
وكلنا سمعنا ورأينا التغطية الإعلامية لحرب الإبادة؛ إذ غالباً ما تفسر هذه الوسائل السابع من أكتوبر على أنه حق دفاع للإسرائيليين متجاهلة معاناة الفلسطينيين واحتلال أراضيها منذ سبعين سنة والدمار والقتل والحصار وآلاف المعتقلين، وكذلك التركيز على عدد الوفيات الإسرائيليين دون النظر إلى الضحايا الفلسطينيين، وتحاول جاهدة أن تنتزع من ضيوفها على القنوات اعترافاً بذلك.
دخلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على خط المواجهة، وفضلت أن تصطف مع الكيان الصهيوني في حرب الإبادة التي يشنها ضد غزة. لم تكتفِ بتبني الرواية الإسرائيلية والدفاع عنها فقط، بل عملت على إسكات أي صوت معارض لتلك الرواية، ولم ينجُ من ذلك حتى الأعمال الفنية.
في واحدة من السقطات الكبرى لمراسلة بي بي سي التي رافقت قوات الاحتلال أثناء اقتحامها مستشفى الشفاء شمالي غزة، وأخذت تستعرض معهم ما يزعمون أنها مضبوطات عثروا عليها، وهي رواية أشبعها العالم نقدا وسخرية من تهافتها وتناقضها وعدم تناسبها مع السيناريوهات التي سوّقها الاحتلال لما كان يزعم أنها مقرات لقيادات حماس تحت المستشفى. وكذلك تبني الإعلام الغربي الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن هناك أنفاقا ومخازن للأسلحة تحت مستشفى الشفاء وغيره من المستشفيات الفلسطينية في غزة.
فيلم (مسعفون تحت النار) أو (أطباء تحت الهجوم) الذي أنتجته شركة (بيسمنت فيلمز) بتكليف وتمويل من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الذي يصور معاناة الأطباء والمسعفون في غزة والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أثار جدلا واسعاً في بريطانيا، ويتمحور هذا الجدل حول إلغاء عرض الفيلم من قبل الهيئة، وهي التي أعلنت في البداية أن الفيلم يعتبر جريئا وضروريا للصالح العام، وقد أعلنت مراراً عن موعد عرضه، وحددت 6 مواعيد لذلك على مدار شهري يناير وفبراير إلى أن أعلنت في 20 من يونيو في بيان لها عن إلغاء العرض لدواعٍ وأعذار مختلفة كالقلق من منتجي الانحياز للرواية الفلسطينية ما دعا أكثر من 400 نجم وشخصية إعلامية بريطانية توقيع رسالة وجهت لإدارة بي بي سي طالبوا فيها بإقالة عضو مجلس الإدارة روبي غيب على خلفية ما وصفوه بتضارب المصالح فيما يتعلق بتغطية أحداث الشرق الأوسط، وهو أحد قادة مجموعة اشترت صحيفة اليهود المركزية في بريطانيا «جويش كرونيكل» عمل في إدارة الشركة المالكة حتى وقت قريب.
وقد سبق للهيئة أن بثت من قبل عرض الفيلم الوثائقي (غزة كيف تنجو من منطقة الحرب؟) الذي يدور حول معاناة أطفال غزة جراء الحرب. إلا أنها اضطرت لاحقا إلى سحبه بعد شكاوى من أن الطفل الفلسطيني عبدالله البالغ من العمر 13 عاما والذي كان يروي الأحداث هو ابن القيادي في حماس الدكتور أيمن اليازوري الذي يعمل في حكومة غزة بوظيفة نائب وزير الزراعة. رغم أن الكثير من التقارير الإعلامية أكدت أن الدكتور اليازوري أكاديمي عمل في عدة مهن منها في دبي ضاربة عرض الحائط بالمهنية الإعلامية، وحرية الصحافة، والحياد في تغطية الأحداث الإنسانية بمهنية وجراءة.
استطاعت الهيئة أن تقدم خدمات لإسرائيل في دعمها لحرب الإبادة التي تشنها، وحولت صحفييها وموظفيها إلى مجرد موظفي علاقات عامة لإسرائيل، بل أجبروا على ذلك مما حدا بالصحفي البريطاني أوين جونز إلى وصف السياسة التي تنتهجها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بالمروعة، وبأنها أكبر فضيحة للصحافة الغربية في عصرنا ما اضطر مجموعة من موظفي الإذاعة وعددهم (100) موظف إلى التوقيع على رسالة يعلنون فيها أنهم أجبروا على العمل لصالح إسرائيل.
كذلك اعتذرت القناة، وانضمت إلى حملة شنها الكثير من النواب وساسة ومنهم إعلاميون على فرقة «بوب فيلان» الموسيقية بعد ترديد المغني الرئيسي في الفرقة شعار «الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي» خلال حفل في مهرجان غلاستنبري الموسيقي. توالت بعدها الاعتذارات من إدارة المهرجان عن «الأفعال المعادية للسامية»، ومن وزيرة الثقافة (والإعلام) ليزا ناندي التي ألقت بيانا غاضبا في البرلمان، وقامت الشرطة بالتحقيق مع أعضاء الفرقة، واعتذرت كذلك الهيئة عن الواقعة، وأعلنت اتخاذ إجراءات خاصة تتعلّق ببث الحفلات الموسيقية على الهواء لمنع تكرار ما حصل، والتقى مديرها بالموظفين اليهود فيها للاعتذار.
على نفس المنوال حظر البرلمان البريطاني حركة «العمل من أجل فلسطين»، بل أدرجها ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية تحت قانون الإرهاب، جاء ذلك على خلفية قيام نشطاء من الحركة برش طائرات حربية بالطلاء الأحمر، الفعل الذي اعتبرته وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر «نوعا من الأفعال يشكل تهديدا للأمن القومي البريطاني»، ودخلت المحكمة العليا في بريطانيا على نفس المنوال أيضاً عندما رفضت دعوى رفعها نشطاء يسعون إلى وقف نقل جميع قطع الغيار البريطانية الصنع لطائرات إف 35 المقاتلة الأمريكية الصنع إلى إسرائيل.
موقع ذا إنترسبت كشف هو الآخر في مذكرة داخلية أن صحيفة نيويورك تايمز وجّهت صحفييها الذين يغطون حرب إسرائيل على غزة لتقييد استخدام بعض المصطلحات المحرجة مثل الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، وتجنب استخدام عبارة الأراضي المحتلة عند وصف الأراضي الفلسطينية.
إن سكوت الإعلام الغربي وتجاهله لحرب الإبادة والتجويع ليس إلا مشاركة وتواطؤا وسقطة ونفاقا تضاف إلى ممارسات الساسة الغربيين التي أصبحت معتادة ومهنية وربما ضرورة وجودية. يتجاهل الإعلام الغربي بشكل عام الإبادة الجماعية تماماً وما تبثه التلفزيونات ومنصات التواصل الاجتماعي.