"تهديدات واهية".. مسؤولون إسرائيليون يشككون في قدرة "الموساد" على اغتيال قادة حماس
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
ترجمة- محمد الهيملي
كشف مسؤولون إسرائيليون أن حملة الاغتيالات التي قالت دولة الاحتلال الإسرائيلي إنها تستهدف بها تصفية قادة حركة حماس، أسفرت عن "نتائج عكسية وغير عملية على الإطلاق"، وذلك حسب ما نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية في تقرير لها.
ونقل التقرير عن المسؤولين الإسرائيليين- الذين لم تفصح الصحيفة عن هويتهم ولا المناسبة التي تحدثوا فيها- قولهم إن عملية جديدة اعتمدتها دولة الاحتلال للقضاء على قادة حركة حماس أطلقت عليها اسم "نيلي"، وهي كلمة توراتية تعني "إسرائيل الأبدية صادقة".
وخلال نوفمبر الماضي صرح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه أصدر أوامره لجهاز الموساد ببدء تصفية كبار قادة حماس أينما كانوا، وفي مطلع ديسمبر الجاري نُشر تسجيل مسرب عن رونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي يقول فيه: "سنقتل قادة حماس داخل غزة وفي الضفة الغربية، وسنقتلهم في لبنان وقطر وتركيا وكل مكان". وأضاف "الأمر سيحتاج لبعض الوقت.. لكننا سنفعلها".
ويصف بار الحملة بأنها "ميونِخْنَا" في إشارة لأحداث أولمبياد ميونخ في ألمانيا 1972 عندما شنت إسرائيل حملة اغتيالات بسبب هجوم قام به فلسطينيون ما تسبب بمقتل 11 لاعبا إسرائيليا رياضيا، نتج عنها وقوع 10 عمليات اغتيال ما بين ديسمبر 1972 إلى 1979، وقد عرضت هذه العمليات في فيلم ميونخ لستيفن بيرج. ومنذ ذلك الحين قامت إسرائيل بعمليات اغتيال تنوعت بين شخصيات فلسطينية وعلماء الطاقة النووية الإيرانيين.
وقال المحللون أنه في الوقت الحالي تركز إسرائيل على تصفية قادة حماس في غزة. وأوضح البروفيسور كوبي مايكل -باحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب- "نحن نفهم أن علينا الوصول إلى كل فرد فيهم في القيادة لأجل شلّ حركة حماس، فهؤلاء القادة ذوو نفوذ وتأثير قوي، وهم من دبروا لعملية 7 أكتوبر وعليهم دفع الثمن".
وتشير "ذا جارديان" إلى أن الكثيرين غير مقتنعين بجدوى عمليات الاغتيال، إذ يقول الصحفي والمؤلف يوسي ميلمان وهو الذي غطى أخبار الموساد لعقود من الزمن: " استراتيجية الاغتيالات لا تجدي نفعا".
وأضاف "أن مجتمع المخابرات الإسرائيلي يعشق الاغتيالات، والآن يشعرون بالعار والذل ويريدون تخليص أنفسهم". وقال آخرون إن حملة الاغتيالات المعلن عنها ليست سوى لتهدئة الرأي العام في إسرائيل الذي فقد الثقة في قدرة حكومته على حمايته.
وأجرت صحيفة ذا جارديان مقابلات مع خمسة أشخاص استهدفهم الموساد بعمليات اغتيال على مدى 50 عاما، وقالوا إن عمليات الاغتيال لم تؤدي إلا لتقوية عزيمتهم وإصرارهم لإكمال ما بدأوه.
ففي مقابلة مع باسم أبو الشريف -قيادي سابق في منظمة التحرير الفلسطينية- قال إنه تلقى طردا من مكتب البريد اللبناني وكان الطرد موجهًا له وعندما فتحه انفجرت فيه القنبلة مما أدى لخسارته إصبعا وعينا و65% من بصره للعين الأخرى وتشوه وجهه نتيجة لذلك، ولكن تلك العملية لم تثن عزمه على المضي قدما حتى أصبح مستشارا فيما بعد لياسر عرفات.
ونقلت الجارديان عن عضو سابق في الموساد إنه في حالة هروب أي من قادة حماس من غزة إلى مصر، فلن تتمكن إسرائيل أيضًا من الوصول إليهم هناك. وقال إفرايم هاليفي -أحد كبار مسؤولي الموساد في السبعينيات ومديره من عام 1998 إلى عام 2002- لصحيفة الجارديان إن القوة لن تكون فعالة إلا إذا استخدمت في الظروف السياسية الصحيحة، مضيفا: "إذا خرجت حماس بخسارة كاملة في نهاية الحرب، فإن إسرائيل قد انتصرت في الحرب … لكن هذا لا يحل المشكلة الفلسطينية وسيظل الفلسطينيون موجودون".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أسوشيتد برس: قادة في جيش إسرائيل يأمرون باستخدام فلسطينيين دروعا بشرية
كشفت وكالة "أسوشيتد برس"، اليوم السبت 24 مايو 2025، عن شهادات لجنود إسرائيليين ولمنظمة "كسر الصمت" وأسرى فلسطينيين سابقين أن "قادة بالجيش أصدروا أوامر باستخدام فلسطينيين دروعا بشرية، في ممارسة خطيرة أصبحت شائعة خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ 20 شهرا".
ونقلت الوكالة عن جنود قولهم إن "القوات الإسرائيلية تُجبر الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية في غزة، وتُرسلهم إلى المباني والأنفاق بحثًا عن متفجرات أو مسلحين"، وفق وصفهم.
وأضافوا أن "هذه الممارسة الخطيرة أصبحت شائعة خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهرًا".
وقال جنديان إسرائيليان تحدثا إلى "أسوشيتد برس"، وثالث قدم شهادة لمنظمة "كسر الصمت"، إن "القادة كانوا على دراية باستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية وتسامحوا مع ذلك، بل وأصدر بعضهم أوامر بذلك".
وأشار البعض إلى أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية كان يُشار إليه باسم "بروتوكول البعوض"، وإن الفلسطينيين كانوا يُطلق عليهم أيضًا اسم "الدبابير" وغيرها من المصطلحات اللاإنسانية.
وبهذا الخصوص، قال ضابط إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام: "غالبًا ما كانت الأوامر تأتي من الأعلى، وفي بعض الأحيان كان كل فصيل عسكري تقريبًا يستخدم فلسطينيًا لتطهير المواقع".
بدوره، قال ناداف فايمان، المدير التنفيذي لمنظمة "كسر الصمت"، التي جمعت شهادات حول هذه الممارسة من داخل الجيش: "هذه ليست روايات معزولة، إنها تُشير إلى فشل منهجي وانهيار أخلاقي مُريع".
و"كسر الصمت" منظمة إسرائيلية غير حكومية تنشر شهادات جنود سابقين عن انتهاكات الجيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما تحدثت الوكالة الأمريكية مع 7 فلسطينيين تحدثوا عن استخدامهم كدروع بشرية في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وقال الشاب الفلسطيني أيمن أبو حمدان (36 عامًا) لوكالة أسوشيتد برس، إن القوات الإسرائيلية أجبرته، مرتديًا زيًا عسكريًا وكاميرا مثبتة على جبهته، على دخول منازل في قطاع غزة للتأكد من خلوها من القنابل والمسلحين، وعندما تنتهي إحدى الوحدات منه، ينقل إلى التالية.
وفي معرض وصفه لفترة احتجازه لمدة أسبوعين ونصف، الصيف الماضي، لدى الجيش الإسرائيلي في شمال غزة، قال أبو حمدان "ضربوني وقالوا لي: ليس لديك خيار آخر، افعل هذا وإلا قتلناك".
ولفت أبو حمدان إلى أنه احتُجز في أغسطس/آب الماضي بعد فصله عن عائلته، وأخبره الجنود أنه سيساعد في "مهمة خاصة".
وأوضح أنه "أُجبر، لمدة 17 يومًا، على تفتيش المنازل وتفتيش كل حفرة في الأرض بحثًا عن أنفاق، فيما يقف الجنود خلفه، وبمجرد اتضاح الأمور، يدخلون المباني لتدميرها أو تخريبها".
وسلط الضوء على أن "المرات الوحيدة التي كان فيها غير مقيد أو معصوب العينين كانت عندما استخدمه الجنود الإسرائيليون درعا بشريا".
وشدد أنه كان يقضي كل ليلة مقيدًا في غرفة مظلمة، ليستيقظ ويجبر على تكرار العملية.
أما الشاب الفلسطيني مسعود أبو سعيد (36 عامًا)، فقال إن القوات الإسرائيلية استخدمته درعا لمدة أسبوعين في مارس/آذار 2024 في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
ونقلا عما قاله لجندي إسرائيلي آنذاك، قال أبو سعيد: "هذا أمرٌ بالغ الخطورة، ولديّ أطفال وأريد العودة إليهم".
وأكد أنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى لحفر أنفاق مشتبه بها وتطهير المناطق.
وأضاف أنه كان يرتدي سترة الإسعافات الأولية لسهولة التعرف عليه، ويحمل هاتفًا ومطرقة وقواطع سلاسل.
وبشأن استخدامها درعا بشريا، قالت الفلسطينية هزار إستيتي إن الجنود الإسرائيليين أخذوها من مخيم جنين للاجئين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأجبروها على تصوير عدة شقق وتطهيرها قبل دخول القوات.
ولفتت إلى أنها توسلت للعودة إلى ابنها البالغ من العمر 21 شهرًا، لكن الجنود لم يستمعوا.
وتابعت: "كنتُ خائفةً جدًا من أن يقتلوني، وأن لا أرى ابني مرةً أخرى".
كما أفاد شهود فلسطينيون آخرون بأنهم استُخدموا كدروع في الضفة الغربية.
وردا على فحوى التصريحات التي نقلتها أسوشيتد برس، زعم الجيش الإسرائيلي أنه يحظر تمامًا استخدام المدنيين كدروع بشرية.
وتدق جماعات حقوق الإنسان ناقوس الخطر بالقول إن "هذه الممارسة المحظورة بموجب القانون الدولي أصبحت إجراءً اعتياديًا يُستخدم بشكل متزايد في الحرب".
كما تفيد جماعات حقوقية بأن تل أبيب استخدمت الفلسطينيين كدروع بشرية في غزة والضفة الغربية لعقود، ورغم أن المحكمة العليا الإسرائيلية حظرت صراحة هذه الممارسة عام 2005، إلا أن الجماعات واصلت توثيق الانتهاكات.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، وسط شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس العربي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين خمسة شهداء في قصف للاحتلال على غزة وخان يونس الصحة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة بيرو تفتح تحقيقا رسميا ضد جندي إسرائيلي شارك في حرب الإبادة على غزة الأكثر قراءة على هامش القمة العربية.. تفاصيل لقاء الرئيس عباس برئيس وزراء إسبانيا الرئيس المصري يطالب ترامب بـ "وساطة" تُوقف حرب غزة 3 إصابات إثر اعتداء للاحتلال ببلدة سبسطية شمال نابلس إيطاليا لإسرائيل: كفى لعمليات القصف في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025