قتلة وصانع شوكولاتة ورجال عصابات.. أفضل 5 أفلام أميركية في 2023
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
شهد عام 2023 عرض العديد من الأفلام الأميركية المميزة، التي حققت نجاحا تجاريا ونقديا بصورة لم تحدث منذ عام 2019، إذ أثر وباء كورونا "كوفيد-19" على صناعة السينما في هوليود أكثر من باقي بلاد العالم، وتغيرت طبيعة السوق نتيجة لانتشار المنصات الإلكترونية وإحجام المشاهدين عن الذهاب إلى صالات العرض.
ففي 2023، شهدنا ظاهرة "باربينهايمر" -مصطلح فني أُطلق للجمع بين فيلمي "باربي" و"أوبنهايمر"- اللذين حصدا إيرادات بلغت 2.
فيما يلي نستعرض أفضل 5 أفلام أميركية طُرحت في 2023:
1- قتلة زهرة القمر (Killers of the Flower Moon)يعتبر عرض فيلم جديد لمارتن سكورسيزي مثل عيد للملايين من محبي السينما حول العالم، إذ يعد المخرج الأميركي ذو الأصول الإيطالية أحد أهم المخرجين من الجيل الذي أسس هوليود الجديدة في السبعينيات، وما زال يقدم سينما متجددة تجمع بين أصالة القديم وحداثة الحاضر.
قدم سكورسيزي في 2023 ملحمة "قتلة زهرة القمر"، وعبر 3 ساعات ونصف تقريبا اصطحب المخرج مشاهديه في رحلة إلى الماضي، ليتعرفوا على قبيلة "أوساج" الهندية التي يحاول الرجل الأميركي الأبيض سلب أموالهم وأرواحهم، لا لشيء سوى لاختلاف لون بشرتهم.
يعتبر الفيلم التعاون السادس بين سكورسيزي وليوناردو دي كابريو، والعاشر بين المخرج وروبرت دي نيرو، وهو مقتبس عن كتاب بالاسم نفسه، نقل وقائع المؤامرة التي حبكتها عائلة بيضاء لسلب عائلة غنية من هنود الأوساج أموالهم وتسميمهم وقتلهم بشكل ممنهج، وكيف أسهم الكشف عن الفاعل في تأسيس مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "إف بي آي".
تميز الفيلم بسيناريو محكم أوضح تصاعد المؤامرة، وبتصوير رائع للطبيعة الأميركية القديمة خاصة في الأراضي الخاصة بالسكان الأصليين، بالإضافة إلى تمثيل كل من ليوناردو دي كابريو وليلي لادستون وروبرت دي نيرو، الذي جعل ثلاثتهم يحصلون على ترشيحات للغولدن غلوب، ومن المتوقع منافستهم على جوائز الأوسكار أيضا.
ملحمة أخرى، ولكن هذه المرة تحت قيادة المخرج كريستوفر نولان، ومن بطولة كيليان ميرفي وروبرت داوني جونيور وإيميلي بلانت ومات ديمون وفلورانس بيو، قدموا فيها قصة الفيزيائي الأميركي "أوبنهايمر" بالتركيز على مشروع "مانهاتن"، الذي أنتج القنبلة الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة على اليابان، ومثلت خاتمة دموية للحرب العالمية الثانية، وهو فيلم مقتبس من كتاب "بروميثيوس الأميركي" وحوله نولان إلى سيناريو بنفسه.
مثل الفيلم -الذي بلغت مدته 3 ساعات تقريبا-، ذروة أسلوب كريستوفر نولان الفني، بدأ ذلك باستخدام الخطوط الزمنية المتعددة، والتي فصل بينها هنا عبر استخدام الأبيض والأسود للتحقيقات التي واجهها أوبنهايمر، واعتبرت ذروة الفيلم، بالإضافة إلى تصوير الفيلم بكاميرا آيماكس 65 مليمترا وفيلم خام للكادرات الواسعة 65 مليمترا، ولأول مرة التصوير بكاميرا الآيماكس بالأبيض والأسود، بالإضافة إلى الاستخدام المحدود للغاية للمؤثرات البصرية بالحاسوب.
وتمثلت إحدى أهم مزايا هذا الفيلم في التصوير المبهر لمشهد اختبار "ترنتي" للقنبلة الذرية، بالإضافة إلى التمثيل الممتاز من كل من كيليان مورفي وروبرت داوني جونيور، اللذين ترشحا لجائزة غولدن غلوب، ومن المتوقع ترشح الفيلم لعدة جوائز أوسكار هذا العام.
3- باربي (Barbie)يعد فيلم "باربي" (Barbie) صاحب أرقام قياسية متعددة، هو الفيلم الأعلى إيرادا في 2023، وقد حقق مليارا ونصف مليار دولار تقريبا في شباك التذاكر العالمي، وعُرض "باربي" بالتزامن مع "أوبنهايمر" ليحققا معا ظاهرة سينمائية تم تسميتها "باربينهايمر" وقد شاهد كثير من المتفرجين الفيلمين معا في ذات اليوم.
"باربي" من إخراج غريتا غيروغ التي شاركت كذلك في تأليفه مع نواه بومباك، وبطولة مارغوت روبي ورايان غوسلينغ، وتبدأ أحداثه في "باربي لاند" حيث تعيش دمى باربي بأشكالها وأنواعها المتعددة في ما يشبه النعيم، ولكن البطلة تعاني من أزمة وجودية تضطرها إلى البحث عن ذاتها في العالم الاعتيادي، إذ تصطدم بحياة النساء الواقعية لأول مرة.
تميز الفيلم باعتماده على الديكور الحقيقي، وليس المصنوع بواسطة الحاسوب، الأمر الذي أعطاه أصالة نادرة في الأفلام الحالية، بالإضافة إلى موسيقاه التصويرية والأغاني الخاصة به، وتمثيل أبطاله، ومزجه الأفكار الوجودية والنسوية بالكوميديا المرحة، وحصل على عدد كبير من ترشيحات غولدن غلوب، ومن المتوقع حصوله على عدة جوائز أوسكار كذلك.
4- جون ويك: الفصل الرابع (John Wick: Chapter 4)أحدث أفلام سلسلة "جون ويك" التي حققت نجاحا كبيرا على مر السنوات السابقة، ومثل هذا الفصل ذروتها من ناحية الأحداث والصنعة السينمائية كذلك.
يعود كل من كيانو ريفز والمخرج تشاد ستاهيلسكي إلى "جون ويك" للمرة الرابعة، والتي أعلنوا قبل عرض الفيلم إنها الأخيرة، ولكن بعد نجاحه الواسع تم الإعلان عن جزء خامس لم يتم تحديد موعد عرضه بعد.
يستمر جون ويك في هذا الجزء في حربه الضروس ضد "المجلس الأعلى" -وهو الاتحاد الذي ينظم العالم السفلي للمجرمين حول العالم- وقد اكتسب ويك عداءهم بعد قتل أحد أفرادها في فندق "كونتننتال" والذي يمثل منطقة محرم.
في هذا الفيلم وصل تصميم المعارك إلى أفضل ما يكون فنيا ليقترب من الرقص في الأفلام الموسيقية، خاصة وقد أبدع المصور السينمائي الدانماركي دان لاستسين في نقل هذه المشاهد العنيفة على الشاشة بشكل شديد الحيوية والمتعة البصرية.
فيلم "ونكا" (Wonka) من إخراج بول كينغ وبطولة تيموثي شالاميت وهيو غرانت وأوليفيا كولمان الحائزة على الأوسكار، ويدور حول ماضي الشخصية الخيالية ويلي ونكا صانع الحلوى الشهير من رواية "تشارلي ومصنع الشوكولاتة" لروالد دال.
ينتمي الفيلم لفئة الأفلام الموسيقية، وهو نوع سينمائي انتشر في منتصف القرن الـ20 بالسينما الأميركية، ويمزج بين الحوار والأغاني، ويخلط التمثيل بالرقص، ويعتبر الفيلم اختبارا حقيقيا للممثلين اللذين يجب أن يمتلكوا بجوار مواهبهم التمثيلية القدرات الحركية والغنائية، وقد كان اختيار تيموثي تشالاميت أحد أكثر أبناء جيله موهبة مثاليا لهذا الدور.
قُدّمَت قصة "ونكا" مرتين من قبل، وقد اعتمد هذا الفيلم على نسخة عام 1971، وذلك من حيث تصميم شخصية كائنات "أومبا لومبا" الخيالية، وإعادة توزيع وتقديم الأغاني والموسيقى التصويرية واستخدام الأخيرة كثيمة متكررة في موسيقى الفيلم، وبهذا الفيلم تقدم استديوهات "وارنر براذرز" اثنين من أكثر أفلام العام خفة وكوميدية بعد نجاحها الكبير مع "باربي" في موسم الصيف.
تميز "ونكا" بالأداء التمثيلي والغنائي لكل المشتركين فيه، والموسيقى التصويرية والأغاني والديكورات الغنية بالألوان والخيال، وحيوية السيناريو الذي أضفى على شخصية صانع الشوكولاتة جوانب إنسانية لم تتضح بما فيه الكفاية في نسخة عام 1971.
بالإضافة إلى القائمة السابقة قدمت السينما الأميركية عدة أفلام لم تُعرض بعد عالميا وأخرى لم تتسع لها المساحة، وإن استحقت الوجود بين أفضل الأفلام الأميركية في 2023 مثل "أشياء مسكينة" (Poor Things)، و"ماي ديسمبر" (May December).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بالإضافة إلى هذا الفیلم جون ویک
إقرأ أيضاً:
خطط إسرائيلية لاغتيال قياديي حماس قبل هجمات 7 أكتوبر: فرص ضائعة وخلافات سياسية وعسكرية
صراحة نيوز-تكشف شهادات ضباط كبار في جيش الاحتلال أمام لجنة تورجمان، المكلفة بمراجعة جودة التحقيقات بشأن إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن وجود خطط إسرائيلية سابقة لاغتيال قائدي حركة حماس في غزة، يحيى السنوار ومحمد الضيف، وشن عدوان على القطاع قبل عملية “طوفان الأقصى”، لكن هذه الخطط لم تُنفذ.
تشير الشهادات التي نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية بلورت خططاً عملياتية محددة لاغتيال السنوار والضيف، لكنها لم تُنفذ بسبب تركيز الجيش على الجبهة الشمالية، وإصرار المستوى السياسي على عدم القيام بأي عملية في غزة خلال فترات التهدئة.
وأظهرت مواد استخباراتية ضبطت في حواسيب حماس خلال الحرب أن الحركة كانت تخطط لهجوم بين عيد الفصح العبري لعام 2023 و”يوم الاستقلال” الإسرائيلي، في ظل شرخ داخلي متصاعد بسبب خطة الحكومة لتقويض القضاء والاحتجاجات المناهضة لها.
ووفقاً لإحدى الشهادات، فقد كانت هناك خطة أوسع أُعدت مطلع العقد الأخير، تشمل أربع مراحل: اغتيال السنوار والضيف مع عدد من كبار قادة الحركة، قصف مواقع التعاظم العسكري لحماس، تنفيذ طلعات جوية تدريجية، وأخيراً دخول ثلاث فرق نظامية في مناورة برية محدودة ضد منصات إطلاق الصواريخ.
وأشار التقرير إلى أن المستوى السياسي برئاسة نتنياهو طالب بالإبقاء على حكم حماس في القطاع، لذلك لم تكن الخطة تهدف إلى إسقاط الحركة، بل لإلحاق ضرر شديد بها وردعها لسنوات. هيئة الأركان العامة رفضت المبادرتين، المحدودة والواسعة، رغم توصيات أقسام العمليات والاستخبارات.
وفي شهادة متناقضة، أفاد ضابط آخر بأن قيادة الجنوب أوصت بتنفيذ النسخة المصغرة للاغتيال، بعد فرصة متاحة إثر “هجوم الفؤوس” في إلعاد 2022، ودعم الشاباك الفكرة، بينما كان تحفظ رئيس الأركان هليفي مبدئياً، استناداً إلى السياسة الحكومية القائمة على إبقاء حماس ضعيفة ومرتدعة.
وأضاف التقرير أن قائد المنطقة الجنوبية آنذاك، أليعازر توليدانو، التقى هليفي وطلب الموافقة على التخطيط للعملية، وحصل على الضوء الأخضر، لكن التنفيذ كان مرتبطاً بتصعيد مبرر سياسياً، لأن نتنياهو لن يوافق إلا خلال توترات تتيح تبرير الاغتيال.
وأوضحت الشهادات أن الاستعدادات في عام 2023 كانت موجّهة أساساً للجبهتين اللبنانية والإيرانية، بينما كرر المستوى السياسي التأكيد على إبقاء غزة جبهة ثانوية وهادئة، مع التمسك بسياسة التهدئة والتقدم نحو تسوية مع حماس لفترات طويلة.
ويخلص التقرير إلى أن الجزء المؤسف ليس الخلافات بين الجنرالات أو تبادل الاتهامات، بل غياب أي جهة تحسم ما حدث خلف الأبواب المغلقة، ولماذا أصر المستوى السياسي على إبقاء حماس في الحكم بغزة رغم الفرص المتاحة لاغتيال قيادييها.