تصعيدٌ خطير... لماذا قصفت إسرائيل لأوّل مرّة هذه المنطقة في جنوب لبنان؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
ذكر موقع "الجزيرة"، أنّ استهداف إسرائيل منزلا مدنيا في بنت جبيل، ليلة الثلاثاء الماضي، شكّل رسالة خطيرة وبليغة تلقاها حزب الله وأبناء الجنوب، ليس لأن الغارة أسفرت عن استشهاد 3 لبنانيين فحسب؛ بل لأن القصف في عمق هذه المدينة للمرة الأولى منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، أحيا في أذهان كثيرين رمزية بنت جبيل التاريخية في الصراع اللبناني - الإسرائيلي.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي إن "إسرائيل منذ نحو أسبوع، اعتمدت قواعد اشتباك وتعاطيا جديدا بميدان ما يسمى "قرى الواجهة". لكن التطور الكبير، سجلته بالضرب الأول من نوعه لبنت جبيل، بعدما كانت هذه المدينة بمنأى عن العمليات؛ لأنها ضمن معادلة الحرب تعني مؤشرا تصعيديا، حيث يقابلها صفد في الجليل".
ويشير بزي إلى أنه "في حرب تموز، سمّتها إسرائيل بـ"المدينة الملعونة"، نظرا لحجم الكمائن والضربات التي تعرضوا لها على تلالها، وأشهرها معركة كرم الزيتون في مثلث التحرير، والكمين في تلة مسعود، وكمين آخر قرب مهنية بنت جبيل، وكان لها نتيجة حاسمة بهزيمة إسرائيل، فشكلت لها عقدة نفسية وعسكرية".
ويجد أن "استهداف بنت جبيل أخذ منحى تصعيديا خطيرا، خاصة بعدما كان يحيدها عن الضربات على قاعدة أنها تقطع ما بعد الحافة الحدودية، وأمامها قريتا يارون وعيترون".
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة، أن "استهداف المدنيين يعني أن إسرائيل وبتوقيت يخصها هي، دخلت مرحلة السعي لاستدراج حزب الله إلى المبادرة بإشعال الحرب في لبنان".
ويقول إن "ما يعلنه المسؤولون الإسرائيليون لجهة تطبيق القرار الأممي 1701، عبر الضغط لانسحاب حزب الله من جنوب الليطاني سلما أو حربا، يعني أنهم جاهزون لإشعال الحرب في حال استحالة تحقيق ذلك راهنا".
ويضيف أنّ "استهداف المدنيين يعكس نيات الاستدراج لحرب كبرى، علما أن التوقيت الآن غير ملائم لإسرائيل". (الجزيرة)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بنت جبیل
إقرأ أيضاً:
شهيد جراء قصف جيش الاحتلال لسيارة في جنوب لبنان
استشهد لبناني، اليوم الأربعاء، جراء غارة إسرائيلية شنتها طائرة مسيرة استهدفت سيارة ببلدة قعقعية الجسر بقضاء النبطية جنوبي لبنان، ادعت تل أبيب أنه "مسؤول كبير بحزب الله".
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن شخصا استشهد في الغارة، فيما لم تحدد هويته رسميا حتى اللحظة، ولم يصدر أي تعليق من حزب الله أو من الجيش الإسرائيلي بشأن الهجوم.
ونقلت القناة "12" الإسرائيلية عن مصدر أمني لم تسمه أن إسرائيل "قتلت ناشطا من حزب الله في لبنان"، حسب ادعائها.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن السيارة المستهدفة كانت تبعد نحو 25 كيلومترا عن الحدود الفلسطينية المحتلة.
وفيما يتعلق بالحادثة، أفادت الأنباء اللبنانية الرسمية بأن الطائرة المسيرة استهدفت مركبة قرب قعقعية الجسر.
وبالتزامن، سقطت طائرة مسيرة إسرائيلية نتيجة عطل فني في بلدة شبعا الحدودية، ما أدى إلى انفجارها داخل أحد المنازل، دون وقوع إصابات بشرية، وفق ما أكده المصدر الرسمي.
وفي 8 أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، ارتكب الاحتلال ما لا يقل عن 2777 خرقا له، ما خلّف 200 شهيد و491 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
وفيما يواصل الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب تنفيذا للاتفاق، تنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.