تنافسية الأعمال التجارية في عُمان
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
◄ نحتاج إلى تأسيس المزيد من المشاريع التجارية والصناعية لتعزيز النمو الاقتصادي
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
تعمل الجهات المعنية على تسهيل ممارسة الأعمال التجارية في السلطنة لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية خلال المرحلة المقبلة. ومع حلول العام الجديد 2024، فإن الكل يأمل أن تُحلُ العقبات الناجمة عن التحديات والبيروقراطية الممارسة في العمل اليومي التي تؤرق الأعمال التجارية وأن تتضاعف الجهود الحكومية في محاربة الفساد المُمارس من قبل البعض، في الوقت الذي نرى فيه دخول بعض المستثمرين الأجانب الصغار في الأعمال التجارية برؤوس أموال تتراوح ما بين الفين إلى 3 آلاف ريال عماني، والذين من خلالها ينافسون التاجر العماني الصغير ورائد الأعمال العماني المبتدئ.
ومن هنا تعمل تلك الجهات المعنية على وضع أسس جديدة للأعمال التجارية في البلاد. وتأتي غرفة تجارة وصناعة عُمان للمساهمة في هذه الدراسات من خلال اتخاذ قرار بدعم جهود الحكومة وتمكينها للقيام بالأدوار المرسومة للتكامل مع منظومة الاقتصاد العُماني، وتعزيز التنمية الشاملة في البلاد، مع العمل على الإسراع في التنويع الاقتصادي. القرار الأخير للغرفة بالعمل على إعداد دراسة حول تنافسية الأعمال في السلطنة يهدف لأن تصبح هذه الدراسة مرجعًا لمختلف الجهات المعنية بالدولة لتحسين بيئة الأعمال وجاذبيتها، وبحيث تكون الأعمال التجارية الممارسة واضحة للجميع وبعيدة عن التحديات التي تواجه التجار في العمل اليومي. ويأتي ذلك في الوقت الذي تمارس فيه الغرفة أدوارًا أخرى تتضمن تنفيذ مشاريع ومناشط وفعاليات في المحافظات العمانية لتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي بالبلاد ودعم وتنمية وتنشيط اقتصاد المحافظات.
علينا معرفة أننا نحتاج إلى تأسيس المزيد من المشاريع التجارية والصناعية في البلاد للابتعاد عن التبعية في ظل الظروف التي يشهدها العالم والذي كان السبب في حرمان الكثير من الدول العربية من تأسيس تلك المشاريع بسبب جبروت تلك الدول الغربية وأمريكا بمنع الدول العربية من الحصول على المعرفة اللازمة. ولكن اليوم هناك عدة دول خارج القارة البيضاء مستعدة بالتعامل معنا في الكثير من القضايا التي تهم التنمية في دولنا.
وخلال العامين المُقبلين، سينضم حوالي مليار شخص إلى طبقة المستهلكين في العالم منهم حوالي 600 مليون في الأسواق الناشئة وهي على أعتاب حدود السلطنة؛ الأمر الذي يتطلب من الشركات تفهُّم هذه المتغيرات والاستجابة لها، من خلال تأسيس المشاريع داخل البلاد، خاصة وأن السلطنة تحتل موقعًا إستراتيجيًا يتميَّز بمقومات وموارد تساعد الجميع على إنجاز الأعمال بجانب تواجد الخبرات والقيادات والبنية التحيتة اللازمة للإنتاج، إضافة إلى ارتباطها العالمي لمساعدة الدول والشركات الأجنبية في تأسيس المشاريع المشتركة. وفي الوقت نفسه فمن المهم أن نصل إلى الأسواق العالمية من خلال مساعدة الشركات العُمانية للدخول في الأسواق المتقدمة والناشئة. ومثلًا قيمة الصادرات العُمانية غير النفطية يجب مضاعفتها خلال السنوات المقبلة؛ إذ بلغت في عام 2022 نحو 8.8 مليار ريال عماني، ووصلت إلى أكثر من 130 بلدًا.
ومن خلال عضوية عُمان في منظمة التجارة العالمية، والسوق المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي، واتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى (GAFTA) بجانب الاتفاقيات التجارية الحرة مع عدد من دول العالم نستطيع تصدير المزيد من المنتجات العمانية بجانب تأسيس المشاريع والمصانع المشتركة مع الأجانب. وكل ذلك يتوقف على مسألة التسهيلات في ممارسة الأعمال التجارية وفتح المجال للشركات المقبلة لاختيار وتشغيل العمالة الوطنية والأجنبية وفق احتياجاتها من الأعمال التي تتطلبها ظروف العمل، وعدم إلزامها بقوانين وبيروقراطية تؤدي إلى نفورها من البلاد.
وختامًا.. إنَّ الإعفاءات الجمركية التي تقدمها السلطنة على استيراد آلات للصناعة، وكذلك أعفائها من رسوم استيراد المواد الخام لمدة خمس سنوات من بدء الإنتاج، يجب الاستمرار في تقديمها، مع العمل على محاربة كل أنواع الفساد في المؤسسات ومواجهة البيروقراطية لكي يتمكن المستثمر الخارجي من العمل بكل حرية وتنافسية، وهذا سوف يساعد مجتمع الأعمال العُماني والشركات على الاستمرار في العملية الإنتاجية وتحقيق النتائج المرجوة من ممارسة الأعمال التجارية، والمنافسة في الدخول إلى الأسواق العالمية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جبران: قانون العمل نقلة نوعية في تحقيق التوازن بين أصحاب الأعمال والعمال
افتتح وزير العمل محمد جبران، والفريق أحمد خالد حسن سعيد،محافظ الإسكندرية، اليوم الثلاثاء ،ندوة تثقيفية بمواد قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025 ، والتي نظمتها "جمعية القوي البشرية – مصر" تحت عنوان "قانون العمل الجديد - نحو بيئة عمل عادلة و مستقرة"، وذلك بحضور أكثر من 200 مدير موارد بشرية من كبرى الشركات العالمية العاملة في السوق المصري.
البناء والأخشاب تعقد دورات تثقيفية عن قانون العمل الجديد
تشغيل بشروط.. قانون العمل الجديد يرسم خريطة توظيف حديثة
جبران: تطبيق قانون العمل الجديد لحماية عمال "الدليفري" في حملة "سلامتك تهمنا"
محمد جبران: قانون العمل الجديد هيطبق ومش هنركنه على الرف
شارك في الندوة إيهاب عبد العاطي، المستشار القانوني لوزير العمل حيث تم استعراض أبرز مواد "القانون"،فيما يتعلق بتوضيح التعديلات الجوهرية المتعلقة بعقود العمل، وتنظيم العمالة الأجنبية، وأحكام المنصات الرقمية ،وغيرها،كما حضر المهندس عماد نصر أيوب رئيس مجلس إدارة "الجمعية"،و محمد الدروي، عضو مجلس الإدارة، والذي أكد في كلمته أن الجمعية تضم في عضويتها نخبة من العاملين بمهنة الموارد البشرية في مصر، وتعمل على تعزيز الوعي القانوني والممارسات السليمة في إدارة الموارد البشرية.كما حضر الفعاليات محمد كمال مدير مديرية العمل بالإسكندرية .. وفي إفتتاح "الندوة" ثَمّن الوزير جبران ،دور المجتمع المدني في مناقشة مواد القانون ،وأكد على أن "الوزارة" مُنفتحة على كل المقترحات لضمان تطبيق فعال يحفظ الحقوق ويضمن بيئة عمل مستقرة وآمنة.
يدعم مسيرة الاستثمارقال الوزير :إن قانون العمل الجديد يُمثل نقلة نوعية في تحقيق التوازن بين مصالح أصحاب الأعمال والعمال، ويدعم مسيرة الاستثمار في مصر من خلال مناخ تشريعي عادل ومرن... وأشار إلى الإستعدادات الجارية للإنتهاء كافة القرارات الوزارية التنفيذية للقانون، وعددها حوالي 87 قرارا، من بينهم 68 من وزارة العمل ، والباقي عن رئيس مجلس الوزراء ، ووزارتي العدل والصحة..موضحًا أن من أبرز مكاسب القانون الجديد تسريع إجراءات التقاضي في المحاكم العمالية، إذ يتم الفصل في النزاعات في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، مقارنة بالمدد الطويلة التي كانت تستغرقها القضايا سابقًا..وأوضح إن تصديق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على القانون خلال احتفالية عيد العمال الماضي ،بعد موافقة مجلس النواب عليه ،واجراء تشاور اجتماعي جاد شاركت فيه كافة الأطراف المعنية، يُعد قرارًا تاريخيًا لصالح عمال مصر، مشيرًا أيضًا إلى أن القانون خرج بشكل متوازن يراعي حقوق وواجبات أصحاب العمل والعمال على حد سواء،ومعايير العمل الدولية وأنماط العمل الجديدة ،وغيرها من الامتيازات التي تشجع على الاستثمار وتحقق المزيد من الأمان الوظيفي للعمال.
استقرار كافة الأطفالمن جانبه، رحب محافظ الإسكندرية بعقد الندوة على أرض المحافظة، مؤكدًا أن تطبيق القانون الجديد يتطلب وعياً مؤسسياً ومهنيًا عاليًا، وأن هذه اللقاءات تمثل منصة ضرورية لفهم مضامين القانون وتطبيقه على نحو يحقق العدالة والاستقرار لكافة الأطراف. وأضاف أن المحافظة تفتح ذراعيها لأي جهد يسهم في تحسين بيئة العمل والارتقاء بكفاءة المؤسسات، لاسيما في ظل ما يشهده مناخ الاستثمار من تطور ملحوظ.وأشار المحافظ إلى أن المحافظة تولي اهتمامًا بالغًا بقضايا العمل والتشغيل، وتحرص على دعم كافة المبادرات التي تسهم في تمكين العنصر البشري وتأهيله لسوق العمل، مشددًا على أهمية تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص لنشر ثقافة قانونية حديثة تسهم في ترسيخ بيئة عمل قائمة على الحقوق والواجبات، بما يدعم استقرار سوق العمل ويعزز من قدرة المؤسسات على تحقيق النمو والتنافسية.