أطنان المقالات عن إسرائيل.. ولكن؟!
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
هل نعرف إسرائيل حقا؟
بعد عقود من الكتابة عن الكيان الصهيوني، وبداية من "اعرف عدوك" إلى "اعرف جارك"، وبعد سنوات طويلة انتقلت فيها إسرائيل من "دولة العصابات" و"العدو الصهيوني"، إلى "دولة إسرائيل"، وبعد ملايين المقالات، وآلاف الكتب والدراسات، هل نعرف إسرائيل من الداخل؟ وهل لدينا خبراء يعرفون تفاصيلها فعلا؟ أم أنهم صاروا أقرب إلى مهنة الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، التي اتسعت لزيط ومعيط، ونطاط الحيط، فصرنا نشاهد خفة وخلطا بين دور المحلل الخبير، ودور المرشد الأمني البائس، فلا معلومة، ولا تحليل، ولا استنتاج، فيبدو الخبير من هؤلاء عصارا في محل عصير قصب، وقد ضرب كل الجماعات في الخلاط، لا فرق بين داعش والإخوان، أو بين القاعدة والجماعة الإسلامية، فيكون المنتج "كوكتيل"، كالمهل يشوي الوجوه؛ بئس الشراب!
المقال الكشكول:
منذ عملية "طوفان الأقصى" كُتبت أطنان المقالات، القاسم المشترك بين معظمهما هي أنها "المقال الكشكول"، الذي هو العمل الكامل حول الحدث، فتصبح المقالات مع تعددها ليست أكثر من إعادة صياغة، ليميز هذا المقال عن ذاك، فالعمق في زاوية واحدة قد لا يكفي لشغل المساحة المحددة للمقال، ونستمع إلى محللين تلفزيونيين لا يضيفون جديدا، حتى وهم يعلقون على حدث وقع في التو، ومعظم هؤلاء يمارسون ما يُعرف بسرقة المذيع، فيبدأ بالحدث ثم سرعان ما يخطف المشاهد والمذيع معا إلى الحدث من أوله، وإلى المواجهة منذ يومها الأول، وعنوانها المحدد "طوفان الأقصى"، وعندما ينتبه المذيع ومن يقف خلفه، يكون الخبير قد قطع شوطا طويلا، وتمدد في فترة زمنية لا بأس بها!
وقد صرنا أمام "موقف سياسي" أكثر منه رؤية محلل، أو تفسير من معلق، ولهذا فقدت الكتابة عن إسرائيل الاهتمام بها، إلا مع الأحداث، مع أن هناك من يفعلون هذا بدون مناسبة باعتبارهم خبراء في الموضوع!
الموقف مطلوب، لكن سيكون رائعا لو كان الاهتمام نتيجة الفهم والوعي بما يدور داخل الكيان، وأعتقد أن كثيرا من الأساطير التي نُسجت عن القوة الإسرائيلية ومعدل التحضر المرتفع، هو نتيجة جهل بالحاصل داخل هذا الكيان الهش، وجاءت عملية طوفان الأقصى لنستيقظ على تبدد الأسطورة، وسقوط ورقة التوت التي تستر العورات.
كثير من المحللين مرتبطون بالأنظمة التي يعملون في كنفها، وتحليلهم يدور حول تكريس ما تريد السلطة تكريسه، فإن كانت مع العداء، تبنوا رؤية التهوين منها ومن قدراتها. وقد يُفاجأ الناس إذا علموا أن العهد الناصري صادر بروتوكولات حكماء صهيون، في هذا الصدد، وعندما بدأ التلويح بضرورة الدخول في السلام ولو كان استسلاما تم نشرها من جديد، وهي خزعبلات تمثل جزءا من الدعاية لإسرائيل، حيث تصورها كما لو كانت تدير الكون، وتسيطر عليه، وتتحكم في تفاصيله!
من يقدر على إسرائيل؟!
للأسف يغلب علينا طابع الاستسهال، وحتى الدراسات العلمية هي كذلك، وهو أمر مكّن الدعاية الصهيونية لأن تعزز من قدراتها على أنها أسطورة في المنطقة، وعليه استسلمنا لسؤال: ومن يقدر على إسرائيل؟ ومن بني جلدتنا من ذهبوا الى تل أبيب محلقين ومقصرين، يبتغون منافع لهم، وبعض العرب اندفعوا يأخذون الصهاينة بالأحضان، في مشاهد غير مبررة، وكأنه سلام الشجعان، وكأنهم كانوا قبل العناق يقفون على خط النار في مواجهة إسرائيل، فلم يسيطروا على أعصابهم بعد الصلح!
وإسلاميون من السودان، استنكروا علينا أن نعارض الجنرال البرهان في منافسته لحميدتي في الذهاب للتطبيع، باعتبار تل أبيب مانحة للشرعية، والأسطوانة المشروخة هي: لماذا تأخذون علينا هذه الخطوة، وأنتم السابقون لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل؟!
وهو قول أبتر، لأن الغالبية العظمى من المصريين رفضت هذا السلام ولم تمنحه شرعيتها، ولا تزال القوى الحية للمجتمع من نقابات وغير ذلك تؤكد رفضها للتطبيع، وبسبب الرفض الشعبي لم يتمكن الجانبان من المضي قدما بالتطبيع بين المصريين وعدوهم!
وقبل هذا وبعده فمصر كانت في حرب مع إسرائيل، فلما أقدم الحاكم على توقيع اتفاقية السلام معها كان سلاما بين متحاربين، فهل السودان كان في حالة حرب؟ وهل الإمارات كانت في حالة عداء لهذا كانت البهجة الشعبية بالتطبيع؟!
ليس هذا موضوعنا، فموضوعنا الجوهري هو الوعي بما يحصل داخل إسرائيل، ولا نعرف منه إلا النذر اليسير مع كثرة المتخصصين في الشأن الإسرائيلي، ربما ساهم هذا الجهل في صناعة الأسطورة، وربما لو وعينا لما مثّل انتصار المقاومة الآن مفاجأة، وربما لم نضع أيدينا على قلوبنا وحماس تتحرش بالأسد، فإذا بها أنثاه بمدلولاته المصرية، لا المعنى الشائع في غيرها من الدول العربية!
بعد الأحداث، تمنيت لو أخذ مركز بحثي على عاتقه دراسة منظومة التعليم الإسرائيلي في مراحلها المختلفة، لا سيما المواد الدراسية المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي، مثل مادتي الدين، والتاريخ، مع التركيز على التعليم الديني على وجه التحديد، وعندما ترشح معلومة هذه الأيام عن دعوات لقتل العرب، تبدو لنا مفاجأة، ونحن الذين خضعنا منذ أحداث الحادي عشر لأيلول/ سبتمبر لطلبات واشنطن على أنها أوامر، وتحسسنا بطحات الرؤوس، وباعتبار أن من قاموا بهذه العملية هم نتاج التعليم العربي، الذي يغذي الأفكار المتطرفة المعادية للغرب ويعمق الصراع العربي الإسرائيلي، وما تبعه من دعم أمريكي لإسرائيل!
وكأن الجهاد الأفغاني كان اختراعا من جانب الإسلام السياسي، ولم يكن معركة للغرب وواشنطن تحديدا لمواجهة الروس، استخدم فيها الحكام العرب أدوات لإثبات حسن الولاء، وزُج بشباب غر من كل أنحاء الوطن العربي ليتصدى للإلحاد هناك وإسقاط حكومة نجيب الله العملية. والدعاية المخابراتية الغربية هي التي جعلت من جبال تورا بورا نقطة التقاء للمجاهدين، في حين أن هذا الشأن كان ينبغي أن يُترك لأهل مكة الذين هم أدرى بشعابها، ولم يكن الوجود الروسي أكثر شرا من الوجود الأمريكي بعد ذلك!
لقد تغيرت المناهج، وأُلغيت مادة التربية الدينية في مرحلة تالية، ولم يعد مسموحا بذكر كلمة الجهاد ولو من باب نقدي، يستهدف ما أحاط به من تشويه وضلال!
إن كشف منظومة التعليم الإسرائيلية كان سيرفع الحرج عن الناس، دعك من الحكام فهم ليسوا أكثر من أدوات ساهمت في عملية التضليل، ليمكنهم بعد ذلك أن يقدموا على واحدة من أعمال الخيانة، وحتى الذين لم يشاركوا التزموا بها، فضخامة الدعاية جعلت الجميع يخضعون بالقول!
الذي تسرب من الدعاية الإسرائيلية هو عناوين بعد طوفان الأقصى، وهو على أهميته لا يمثل رؤية مكتملة، وعنوان يفتقد للمتن، ولا بد أن يبذل جهدا بذلك، لمن يمتلكون أدوات البحث العميق، ليس فقط لأنهم يصنفون على التخصص في الشأن الإسرائيلي، ولكن بإجادتهم للغة العبرية أيضا.
قبل كتابة هذه السطور، وبعد الساعة الحادية عشرة والنصف ظهرا بتوقيت أم القرى، كنت أستمع عبر راديو السيارة لمحلل، على خلاف من الذين يرصون الكلام رصا، يقدم مضامين كأمثلة عن التربية الإسرائيلية على تبرير العنف ضد الغير، وانتظرت حتى ينتهي لأعرف اسمه، لكن بعض المذيعات يأكلن أسماء الضيوف في نهاية الحديث، بادعاء أنهن في عجلة من أمرهن، فلم أعرف اسمه وقد ابتلعت بعض حروف الاسم ولم تهضمه معدتها!
كثيرون من يحللون المشهد الإسرائيلي، وقليلون هم من يقولون كلاما مفيدا!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل إسرائيل الإعلام العالم العربي التحليل طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى أکثر من
إقرأ أيضاً:
بالصور.. ضبط 3 أطنان من الشحوم الحيوانية الفاسدة
ضبطت دورية تابعة لمفرزة جمارك بعلبك 3 أطنان من الشحوم الحيوانية الفاسدة المعدّة للتهريب بهدف استخدامها في صناعة معلبات غذائية، وجرى إتلافها بناءً على إشارة القضاء المختص، فيما فرضت إدارة الجمارك إلى الحدّ الأقصى من الغرامات بحقّ المخالفين. (الجديد) مواضيع ذات صلة بالفيديو... ضبط 3 أطنان من الشحوم الحيوانية الفاسدة Lebanon 24 بالفيديو... ضبط 3 أطنان من الشحوم الحيوانية الفاسدة 13/11/2025 16:59:40 13/11/2025 16:59:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بالأطنان.. مواد غذائية فاسدة ومهرّبة شاهدوا الصور Lebanon 24 بالأطنان.. مواد غذائية فاسدة ومهرّبة شاهدوا الصور 13/11/2025 16:59:40 13/11/2025 16:59:40 Lebanon 24 Lebanon 24 ترامب: اعترفت بسيادة إسرائيل على الجولان وخفضت تمويل منظمة الأونروا الفاسدة Lebanon 24 ترامب: اعترفت بسيادة إسرائيل على الجولان وخفضت تمويل منظمة الأونروا الفاسدة 13/11/2025 16:59:40 13/11/2025 16:59:40 Lebanon 24 Lebanon 24 في كسروان.. وزارة الزراعة تصادر 3 أطنان فحم وأربع آليات Lebanon 24 في كسروان.. وزارة الزراعة تصادر 3 أطنان فحم وأربع آليات 13/11/2025 16:59:40 13/11/2025 16:59:40 Lebanon 24 Lebanon 24 إدارة الجمارك القضاء ا الجمارك الأقصى القضاء راما دوري قد يعجبك أيضاً لسالكي الطريق البحريّ من بيروت إلى الضبية... إليكم هذا الخبر Lebanon 24 لسالكي الطريق البحريّ من بيروت إلى الضبية... إليكم هذا الخبر 16:44 | 2025-11-13 13/11/2025 04:44:34 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. ألم يحن الوقت لحماية الدفاع المدني؟ Lebanon 24 بالفيديو.. ألم يحن الوقت لحماية الدفاع المدني؟ 16:36 | 2025-11-13 13/11/2025 04:36:35 Lebanon 24 Lebanon 24 موسى يثمّن إقرار مشروع قانون الإعلام بعد ثلاثة عقود من الانتظار Lebanon 24 موسى يثمّن إقرار مشروع قانون الإعلام بعد ثلاثة عقود من الانتظار 16:32 | 2025-11-13 13/11/2025 04:32:29 Lebanon 24 Lebanon 24 عن الإنتخابات.. ماذا قالت "الوفاء للمقاومة"؟ Lebanon 24 عن الإنتخابات.. ماذا قالت "الوفاء للمقاومة"؟ 16:30 | 2025-11-13 13/11/2025 04:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 رسامني يضع خطة استراتيجية لخمس سنوات لتطوير مرفأ طرابلس Lebanon 24 رسامني يضع خطة استراتيجية لخمس سنوات لتطوير مرفأ طرابلس 16:26 | 2025-11-13 13/11/2025 04:26:12 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد ضجة بشأنه.. منشورٌ جديد من أفيخاي أدرعي Lebanon 24 بعد ضجة بشأنه.. منشورٌ جديد من أفيخاي أدرعي 19:52 | 2025-11-12 12/11/2025 07:52:32 Lebanon 24 Lebanon 24 "التعويضات العائلية الجديدة".. هل تحدّد تاريخ دفعها؟ Lebanon 24 "التعويضات العائلية الجديدة".. هل تحدّد تاريخ دفعها؟ 22:54 | 2025-11-12 12/11/2025 10:54:24 Lebanon 24 Lebanon 24 "عمليات كوماندوس داخل لبنان".. تقريرٌ يكشف "شكل الحرب المتوقعة"! Lebanon 24 "عمليات كوماندوس داخل لبنان".. تقريرٌ يكشف "شكل الحرب المتوقعة"! 20:00 | 2025-11-12 12/11/2025 08:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خبرٌ جديد عن "الهزة الأرضية".. خبيرٌ يتحدث Lebanon 24 خبرٌ جديد عن "الهزة الأرضية".. خبيرٌ يتحدث 20:43 | 2025-11-12 12/11/2025 08:43:17 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير لـ"Middle East Eye": لماذا يجب على ترامب التوقف عن دفع أجندة إسرائيل في لبنان؟ Lebanon 24 تقرير لـ"Middle East Eye": لماذا يجب على ترامب التوقف عن دفع أجندة إسرائيل في لبنان؟ 17:30 | 2025-11-12 12/11/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 16:44 | 2025-11-13 لسالكي الطريق البحريّ من بيروت إلى الضبية... إليكم هذا الخبر 16:36 | 2025-11-13 بالفيديو.. ألم يحن الوقت لحماية الدفاع المدني؟ 16:32 | 2025-11-13 موسى يثمّن إقرار مشروع قانون الإعلام بعد ثلاثة عقود من الانتظار 16:30 | 2025-11-13 عن الإنتخابات.. ماذا قالت "الوفاء للمقاومة"؟ 16:26 | 2025-11-13 رسامني يضع خطة استراتيجية لخمس سنوات لتطوير مرفأ طرابلس 16:25 | 2025-11-13 احتجاج أمام مدرسة حلتا الرسمية.. ما السبب؟ فيديو يشبه الانسان.. روبوت يرعب الصينيين! (فيديو) Lebanon 24 يشبه الانسان.. روبوت يرعب الصينيين! (فيديو) 11:00 | 2025-11-08 13/11/2025 16:59:40 Lebanon 24 Lebanon 24 انهار وفقد السيطرة على نفسه.. فنان يكشف خيانة حبيبته له مع مطرب شهير! (فيديو) Lebanon 24 انهار وفقد السيطرة على نفسه.. فنان يكشف خيانة حبيبته له مع مطرب شهير! (فيديو) 10:42 | 2025-11-05 13/11/2025 16:59:40 Lebanon 24 Lebanon 24 مباشرة على الهواء.. إعلامي شهير يُعلن اعتزاله المهنة قريباً (فيديو) Lebanon 24 مباشرة على الهواء.. إعلامي شهير يُعلن اعتزاله المهنة قريباً (فيديو) 10:58 | 2025-11-03 13/11/2025 16:59:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24