عربي21:
2025-12-12@17:51:55 GMT

قدوتي.. أو مثلي الأعلى هو السادات

تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT

هذا ما قاله السيسي ذات يوم، ولأنه قدوته العليا فهو يقر منهجه -ولا مؤاخذة- الخياني من تحويل النصر العسكري (ويجب أن نلاحظ فرق التواريخ والتوقيت معا) إلى هزيمه سياسية؛ لا أعتقد أن أحدا في بر مصر، أو في غير مصر لم يعد على دراية كافية بما حدث بشأنها، وقد أكد كل ذلك الراحل سعد الدين الشاذلي في مذكراته عن حرب أكتوبر، وقد اعتقله مبارك لكشف خذلان عسكري وسياسي معا تزامنا مع مراحل حرب أكتوبر.



إذن فلم يكن من المستغرب إسقاط كل ذلك على المسألة الفلسطينية، عندما طلب السيسي أن يكون له دور -وحتى يذكر التاريخ دوره!- ومن ثم يبني شرعية لنفسه لحكم مصر إلى لأبد، وربما يورث حكمها لأولاده من بعده، مستندا على شرعية التوسط بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال الصهيوني، تماما كما حكم السادات مصر مستندا على ما أدعى به من "شرعية أكتوبر"، وذلك لحوالي 10 سنوات، ومن بعده مبارك لحوالي 30 عاما حسوما، وبدون انتخابات حقيقية؛ إلا في أواخر عهده ونتيجة لضغوط غربية غالبا، وكما حدث مع غيره الآن.

إذن فعندما توسطت مصر السيسي بين المقاومة ودولة الكيان، كان من الطبيعي، والحال هذه، تحويل النصر العسكري للمقاومة إلى هزيمة سياسية في حال قبول الأخيرة لهذا الاتفاق الظالم غير المنصف، والذي لا يختلف في كثير أو قليل عن اتفاقات أوسلو، التي أعطت دولة الكيان كل شيء، ولم تعط الفلسطينيين أي شيء، حتى مجرد اعتراف بدولة لهم مقابل اعتراف ياسر عرفات، أو منظمة التحرير، بدولة الكيان.

الاتفاق الذي رعته مصر الرسمية لم يقدم حتى في أحد بنوده ولو وقف إطلاق ناري فوريا وغير مشروط، كشرط أساس حتى لبدأ حوار أو مفاوضات جادة بين المقاومة ودولة الاحتلال، يسبق حتى إطلاق سراح أي أسرى.

وأعيد وأكرر ما ذكرته في مقال سابق، وحرصا على قضايانا القومية، وفي ضوء التأكد من صحة افتراضات سابقة، فمصر الآن ليست هي المكان المناسب للوساطة بين حتى أي طرف عربي وطرف عربي آخر في حالة صراع، وكان صراع السودان بالمناسبة، وما تعرض له جنودنا على يد جبهة حمدتي، أو ما تسمى بالدعم السريع، خير مثال على ذلك، وحيث انحياز مصر للبرهان عاد بالكوارث حتى على أفراد الجيش المصري، وبعض معداتهم العسكرية هناك.

ثم كيف لمن قال يوما من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: "أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي من أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي"، أن يُضمن حياده عندما يتوسط في التفاوض بين المقاومة الفلسطينية ودولة الكيان الصهيوني، من خلال مبادرة يقدمها هو لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل؟!

أعتقد أن خير من أجاب عن هذا السؤال هي بنود تلك المبادرة ذاتها، والتي لم تتحدث صراحة -أو حتى مواربة- عن وقف شامل ونهائي عن وقف إطلاق النار من ناحية، ولم تذكر، "تماما كأوسلو"، أي حديث آخر عن الدولة الفلسطينية المستقلة المستقبلية وعاصمتها القدس الشرقية، في أي من المراحل الثلاث التي ذكرتها تلك المبادرة، من ناحية أخرى.

إذن فهناك فرق شاسع بين 6 أكتوبر 1973، و7 أكتوبر 2023، يصل إلى عنان السماء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي مصر الفلسطينية مصر السيسي فلسطين غزة وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

“الديمقراطية” تدين بشدة تراجع بوليفيا عن مقاطعة الكيان الإسرائيلي

الثورة نت /..

أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الجمعة، بأشد العبارات قرار الحكومة البوليفية استعادة علاقاتها الدبلوماسية مع دولة الكيان الإسرائيلي.

واعتبرت الجبهة الديمقراطية، في بيان ، ذلك انتكاسة خطيرة عن الموقف الشجاع والمبدئي الذي اتخذته الحكومة السابقة بقطع العلاقات ردًا على الإبادة الجماعية والجرائم المروعة التي ارتكبها الكيان ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأكدت أن هذا القرار يمثّل مكافأة مجانية للعدو الإسرائيلي، ويسهم في تبييض جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الكيان بقيادة مجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية بنيامين نتنياهو، في خرقٍ واضح للقانون الدولي وتناقضٍ مع الإرث الأخلاقي والتاريخي لبوليفيا في دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع من أجل الحرية والعدالة والاستقلال.

وطالبت الجبهة الديمقراطية، الحكومة البوليفية بـالتراجع الفوري عن هذا القرار المؤسف، وبالعودة إلى الانسجام مع الإرادة الشعبية البوليفية والموقف الدولي المتصاعد الداعي إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها ومنع إفلاتها من العقاب.

ودعت، جميع الحكومات والمؤسسات والمنظمات الدولية إلى مواصلة وتعزيز عزل إسرائيل سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا، وتكثيف الجهود القانونية والدولية لضمان محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكاته الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

مقالات مشابهة

  • عاجل| وزراء خارجية دول عربية وإسلامية يؤكدون أهمية دور “الأونروا” في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • رئيس جامعة مدينة السادات يشارك في فعاليات IRC EXPO 2025
  • “الديمقراطية” تدين بشدة تراجع بوليفيا عن مقاطعة الكيان الإسرائيلي
  • من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
  • مشاجرة في مدرسة السادات.. والتعليم يفصل الطالبات 15 يومًا
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • من أنور السادات إلى ناديا مراد وعمر ياغي.. من هم العرب الذين فازوا بجائزة نوبل؟
  • رئيس حدائق أكتوبر يعلن إطلاق تيار الكهرباء بـ“ڤاليرا جاردنز” لـ متوسطي الدخل
  • دونغ-وون كيم: أبوظبي نموذج عالمي للجيل القادم من التمويل