رأي اليوم:
2025-05-21@02:50:17 GMT
سيادة الرئيس بوتين المحترم.. لماذا تأخرتم؟
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
المحامي ناصر الماغوط إن دولة روسيا الاتحادية تحارب وحدها كل حلف الناتو على الأرض الأوكرانية بكل ما لديه من أسلحة ومعدات حربية منذ الرابع والعشرين من شهر شباط عام 2022 وحتى اليوم دون حدوث أي إشارة إلى أن الأمور سوف تحسم قريبا. يوم بدأت العملية العسكرية الخاصة كنا نظن بأن روسيا سوف تكتسح أوكرانيا بأيام، وحتى روسيا ذاتها، بدأت عمليتها بهجوم استهدف كامل التراب الأوكراني وكادت تدخل إلى كييف قبل تغير خطتها لأسباب – سيتم كشفها لاحقا – وتركز فقط على إقليم دونباس ذي الأغلبية الروسية والذي كان يتعرض لاعتداءات متكررة من قبل القوات النازية الأوكرانية الت واصلت قصفها للإقليم بعد انقلاب عام 2014.
وللتذكير فقط بهذا التاريخ، فقد قامت يومها ما تسمى الثورة الأوكرانية التي أطلق عليها أسماء هوليودية مثل ثورة “الكرامة الأوكرانية” أو ثورة الميدان الأوروبي عام 2014 حين انتهت سلسلة من الأحداث العنيفة التي شارك فيها متظاهرون وشرطة محاكفة الشغب ومسلحون مجهولون غير معروفة قرعة أبيهم من أين في العاصمة كييف، وتم طرد الرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش الذي لجأ حينها إلى روسيا. وبنظرة نقدية يمكننا أن نقول بأنه كان على روسيا أن تتحرك في اليوم التالي لذلك الانقلاب الذي أوصل نظاما مواليا للولايات المتحدة، ومنذ ذلك اليوم، بدأ تدريب القوات الأوكرانية وتزويدها بالأسلحة وتشجيع النازيين الجدد على الاعتداء على المواطنين الروس في إقليم دونباس وروسيا تتفرج كل هذه الفترة حتى طفح الكيل بها عام 2014 معقول أن الأمن الروسي لم يرصد كل ذلك؟ لقد تم جر روسيا إلى هذه الحرب، بعد أن تم استفزازها مرارا وتكرارا من خلال أوكرانيا وضمها للناتو ونشر أسلحة استراتيجية على حدود روسيا وتهديد الأمن الروسي من أجل ضرب روسيا وتقسيمها وإضعافها لأن الولايات المتحدة لا تريد دولة قوية أخرى غيرها في العالم. ومع ذلك، وحتى اليوم، فإن روسيا تخوض حربا نظيفة وأخلاقية، فهي لا تضرب المدنيين ولا المؤسسات أو المنشآت المدنية، ولم تعلن نيتها إسقاط النظام العميل الذي هو مجرد ألعوبة بيد الولايات المتحدة ويسعى لتهديد أمن روسيا. وأحرى بروسيا بعد أكثر من ستة عشر شهرا على بدء الحرب أن تغير استراتيجيتها العسكرية وتعلن أنها تخوض حربا لتغيير النظام الموالي للولايات المتحدة الذي يهدد أمن ووجود روسيا. وإن كان بالإمكان، فإنني أقترح أن تعمل أجهزة الأمن الروسية على اختراق القوات الأوكرانية والتواصل مع ضباط أوكرانيين لتشجيع حدوث ثورة أو انقلاب على الرئيس الألعوبة زولنسكي وإقامة نظام مستقل عن الولايات المتحدة يمكن الاتفاق معه على وقف الحرب وضمان احترام المصالح الأمنية والإقليمية المشروعة لروسيا ووقف انجرارها في مشاريع أمريكية هي السبب في الدمار والخراب والتهديد للأمن العالمي وللبيئة. على هذه الحالة، فإن الحرب ستطول، وكلما طالت فإنها لن تكون في مصلحة روسيا والعالم. روسيا تمتلك أكثر من خمسة آلاف رأس نووي، ولديها ترسانة من الصواريخ الفرط صوتية تتفوق فيها على الولايات المتحدة، حينها ستجد نفسها مضطرة لاستخدام السلاح النووي، وبهذه الحالة، فإن الولايات المتحدة سترد بالمثل، وفي هذه الحالة ستكون الحرب العالمية الثالثة والأخيرة. وهنا تحضرني مقولة لآينشتاين. فقد سئل عن تصوره عن حرب عالمية ثالثة، فقال بأن ليس لديه أي تصور عن حرب عالمية ثالثة، لكن لديه تصور عن حرب عالمية رابعة. كيف ستكون؟ فأجاب آينشتاين بأنها ستكون عبارة عن مبارزة بين شخصين بدائيين كل واحد منهما يمسك خشبة أو عصا. وهذا يعني بأن الحرب العالمية لن تبقي ولن تذر. أمريكا لا يهمها أي شيء، هي مستعدة أن تدمر العالم، وتدمر شعبها مقابل أن تبقى هي سيدة العالم، ولا تؤمن بأن الحياة عبارة عن دورات ولكل دولة وحضارة عمر ينتهي لتنشأ بعدها دولة أو حضارة أخرى وهكذا. ولأنها كذلك، يجب الضرب بيد من حديد على أذرعها وعملائها. وهذا ما يجب فعله في أوكرانيا. وبهذه المناسبة أنا أستغرب بأن الصين تراقب كل تلك الحشود وشحنات الأسلحة إلى تايوان ولا تعمل شيئا. يجب أن تغتنم هذه المناسبة وتضرب ضربتها في تايوان وتعيد تلك الجزيرة المارقة إلى وطنها الأم. أما أنها تنتظر فستتعقد الأمور أكثر وتزداد الترسانة العسكرية الغربية قوة في تايوان وكل هذا سيكون له عواقب وخيمة لأن الصين هي أيضا دولة نووية ولديها مئات الرؤوس النووية. وحري بها أن تدعم روسيا في هذه الحرب لأن الدنيا دين ووفا، غدا عندما تبدأ الحرب في تايوان، وهي لا بد أنها واقعة، فإنها ستكون بحاجة لمساعدة روسيا التي نأمل أن تكون قد انتهت من حرب أوكرانيا. بقي أن نقول، بأن العالم أحوج ما يكون اليوم لسلطة عليا “حكيمة” غير تلك العصبة من اللصوص وقطاع الطرق التي تسيطر عليه اليوم. يجب على روسيا أن تكثف مواجهتها وتضرب بأقوى ما لديها للقضاء على ذلك النظام الألعوبة، وإلا فإن الوقت يمر، والدول الغربية قد تكون قدرتها على التحمل أكثر لأنها دولة غنية، بينما روسيا دولة تواجه كل ذلك الحلف وحدها. ومع ذلك كلنا ثقة بأن روسيا ستنتصر، لماذا؟ لأن الباطل كان زهوقا.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
لماذا لم يزر ترامب دولة الاحتلال في جولته الأخيرة؟ محللون يجيبون
أثار عدم زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتل أبيب في جولته الأخيرة تساؤلات حول أسباب ذلك، وتعاظمت بعد أن قرر نائبه، جيه دي فانس، إلغاء زيارة له لتل أبيب.
وكان لافتا عدم حديث ترامب عن الحرب في غزة والقضية الفلسطينية، حيث ركز على عقد صفقات اقتصادية مع الدول الخليجية، وعلى العلاقة مع إيران والنظام السوري الجديد.
كما أن البيانات الرسمية التي صدرت من البيت الأبيض خلال الزيارة لم يرد فيها أي حديث عن القضية الفلسطينية أو حرب الإبادة على غزة.
علاقة قوية
الخارجية الأمريكية في ردها على استفسار "عربي21" عن عدم زيارة ترامب لتل أبيب، قالت على لسان المتحدث الإقليمي باسمها، سامويل وربيرغ، إن "زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات تركّزت في هذه المرحلة على ملفات اقتصادية واستثمارية كبرى، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة الأمنية مع دول الخليج، وفتح آفاق تعاون جديدة في مجالات التكنولوجيا، والطاقة، والدفاع".
وتابع وربيرغ في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "اختيار وجهات الجولة لا يعكس بالضرورة وجود تباعد سياسي مع أطراف أخرى، بل يعكس الأولويات الاستراتيجية لهذه المرحلة".
وأكد أن العلاقة مع "إسرائيل" تظل قوية، وأن هناك قنوات دائمة ومفتوحة للتنسيق بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" على مستويات سياسية وعسكرية وأمنية.
ولفت المتحدث الأمريكي إلى أن "الرئيس ترامب استضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في البيت الأبيض مؤخراً في شهر نيسان /إبريل، وكانت تلك الزيارة بمثابة تأكيد على عمق العلاقة الثنائية".
وأضاف: "أما تركيز الجولة الخليجية للرئيس ترامب جاء استجابة لتغيرات متسارعة في المنطقة، وللاستفادة من الزخم السياسي والاقتصادي في الرياض وأبوظبي والدوحة".
وأكد أن "الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بأمن إسرائيل، وباستمرار التعاون الوثيق في مواجهة التهديدات الإقليمية، بما في ذلك النشاط الإيراني في المنطقة، وبالتالي، لا توجد أي رسائل سياسية هنا، بل مجرد ترتيبات مرتبط بجدول الأعمال ومجريات الأحداث".
"براغماتية وليست خيانة"
الباحث جون ماك قال في مقال له على موقع "ذي هيل"، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعد حليفا لأمريكا، وقد اكتشف الرئيس دونالد ترامب هذا أخيرا".
وافتتح مقاله بالقول، "انتقاد نتنياهو، الرجل والسياسي والمتآمر ليس معاداة للسامية ولكن واقعية وقد طال انتظارها".
وتابع: "عندما تجاوز دونالد ترامب إسرائيل في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، واختار بدلا من ذلك مصافحة يد الرياض والدوحة متجاهلا تل أبيب تماما، فلم يكن هذا كراهية ولا خيانة. بل كانت ابتعادا وبراغماتية. وكان هذا تذكير بأن الولايات المتحدة هي القوة العظمى وليست دولة تابعة ولا مانحة، ولا خادمة. ولا تحتاج إلى التوقف في تل أبيب لإثبات هذه النقطة".
"زيارة لجمع الأموال"
الخبير في الشأن الأمريكي خالد صفوري، قال: "على الأغلب ترامب لم يريد ربط الزيارة بالصراع العربي الإسرائيلي وحرب غزة، وهو أصلا ليس لديه إيمان وقناعة معينة في أغلب الأمور ورأيه متقلب كثيرا".
وحول ما إذا كان هدف الزيارة اقتصادي بحت، قال صفوري لـ"عربي21": "بالتأكيد جاء لجمع الأموال والعقود".
ضغط أمريكي على نتنياهو
وكان ترامب قد قال بعد انتهاء زيارته إن "أحد القادة الثلاثة العظماء قال لي قبل ليلتين أرجوك ساعد الشعب الفلسطيني لأنهم يتضورون جوعا وأبلغته أننا بدأنا في العمل على مساعدة الناس في غزة".
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت في تقرير لها، إن "نتنياهو قال في فيديو نشره إنه على الرغم من أن إسرائيل تنشر "قوة هائلة للسيطرة على قطاع غزة بأكمله... لا يمكننا الوصول إلى حد المجاعة، لأسباب عملية ودبلوماسية".
ووفقا للتقرير الذي ترجمته "عربي21"، "قال نتنياهو إن "أقرب أصدقاء إسرائيل في العالم"، بمن فيهم سياسيون أمريكيون، أكدوا له دعمهم الثابت، لكنهم لا يستطيعون "تحمل صور المجاعة الجماعية".
وقالت الصحيفة: "في إسرائيل، جاء التحول الحاد لنتنياهو في أعقاب ضغوط جديدة علنية وأخرى خفية من إدارة ترامب. خلال جولة له في دول الخليج العربي الأسبوع الماضي".
ونقلت عن شخص مطلع على المناقشات، قوله "إن رجال ترامب يُبلغون إسرائيل: سنتخلى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب".
وأضاف: "نتنياهو روّج لفكرة استئناف المساعدات في اجتماع مجلس الوزراء مساء الأحد قائلاً إنها مجرد مسألة شكلية".
وأثار حديث الصحيفة الأمريكية عن احتمالية وجود ضغوط من إدارة ترامب على نتنياهو لوقف الحرب تساؤلات عن احتمالية حدوث ذلك فعلا.
المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرغ، قال إن "الولايات المتحدة تدعم بشكل ثابت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها في الوقت نفسه تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة بالتعاون مع شركائها العرب والدوليين للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل ومستدام في غزة، يتضمن الإفراج الكامل عن جميع الرهائن، وتوسيع دخول المساعدات الإنسانية، وتوفير ضمانات لعدم تكرار التصعيد".
وأوضح وربيرغ خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "الرئيس ترامب أكد مرارًا أن إنهاء الحرب وتحقيق التهدئة في غزة يمثلان أولوية مركزية في سياسته الإقليمية، أيضا هناك تواصل مباشر ومستمر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى تنسيق مع مصر وقطر ودول أخرى فاعلة في الملف".
وأكد أن "واشنطن لا تمارس "ضغطًا" بالمفهوم التقليدي، بل تعمل عبر أدواتها السياسية والدبلوماسية لتوجيه جميع الأطراف نحو خيارات واقعية تضع حدًا للمعاناة الإنسانية، وتمنع توسع رقعة النزاع".
وختم حديثه بالقول: "في نهاية المطاف إسرائيل دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بنفسها، الإدارة الأمريكية تضع ثقلها الكامل خلف جهود الوساطة، وتؤمن بأن الحل لا يمكن أن يكون عسكريًا فقط، بل يجب أن يُرافق بخطوات سياسية وإنسانية تضمن الأمن لإسرائيل، والكرامة والحقوق المشروعة للفلسطينيين، واستقرارًا إقليميًا أوسع".
الخبير بالشأن الأمريكي خالد صفوري قال لـ"عربي21": "من الممكن أن ترامب كان ينوى الضغط على إسرائيل، لكن في الزيارة الأخيرة بعض القادة الخليجيين طرحوا ضرورة القضاء على حماس كأهمية قصوى".
وتابع صفوري: "يمكن ملاحظة الازدواجية القادمة من أمريكا، حيث سيرسلون مخابز ومطاعم متنقلة تشرف عليها شركات مرتزقة أمريكية، وفي ذات الوقت وزير الخارجية الأمريكي قال لـ "سي بي إس نيوز" إن الرئيس ترمب يريد القضاء على حماس، ولم يذكر وقف إطلاق النار ابداً".