«طريق الشرق» تحيي أمسية «رحلة في بلاد الشام» بمركز الشيخ إبراهيم
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
تحيي الفرقة الأردنية «طريق الشرق» أمسيتها الموسيقية بعنوان «رحلة في بلاد الشام»، في الثامنة من مساء غد الإثنين 8 يناير 2024 الجاري، في مقر مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، عند الساعة الثامنة مساءً. وتستعيد الفرقة الأردنية في هذه الأمسية - التي تعد رحلة لإحياء الموروث الفلكلوري الغنائي - أصالة الزمن الجميل، والمقطوعات الكلاسيكية الغنائية التي تتشكل في قالب مختلف ومتباين، تارة بإيقاع غربي وتارة أخرى، بعزف شرقي متمازج مع الشعر والكلمات، حيث يأتي ذلك، ضمن الموسم الثقافي «قدرنا أن نغرق في تفاؤلنا».
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
السنغال.. بلاد ليوبولد سنغور والإيقاع الذي لا ينام
يُعد التصوف الإسلامي الركيزة الدينية الأبرز في السنغال، حيث تبنّى المجتمع منذ قرون نسخة سلمية ومتجذّرة من الإسلام، دخلت البلاد في القرن الـ11 عبر المعلمين والتجار القادمين من المغرب العربي.
وبفضل هذا الانتشار السلمي، ترسّخت الطرق الصوفية في النسيج الاجتماعي، لتصبح أكثر الأنظمة الدينية تأثيرا في بلاد أكثر من 95% من السكان يعتنقون الإسلام.
دخل التصوف إلى "مملكة التكرور" عبر الجزائر وموريتانيا، وانتشرت الطريقة القادرية أولا، ثم التيجانية، فالمريدية واللايينية، وكان لها أثر كبير في الحياة السياسية والاجتماعية.
وبسبب الطبيعة القبلية والصوفية للمجتمع، لم تشهد السنغال مقاومة مسلحة واسعة ضد الاستعمار الفرنسي، باستثناء معركة لوغانديم عام 1859.
يقول أستاذ الفكر الإسلامي بجامعة دكار، محمد سعيد باه، إن التيار الصوفي السنغالي انخرط مبكرا في العمل السياسي، ولعبت بعض القيادات الصوفية دورا مهما في مقاومة الاحتلال، ثم شاركت لاحقا في الحياة السياسية بعد الاستقلال.
الشيخ أحمدو بمبا والمقاومة السلميةمن أبرز رموز المقاومة السلمية الشيخ أحمدو بمبا (1853–1927)، مؤسس الطريقة المريدية. واجه الاستعمار الفرنسي بأسلوب دعوي سلمي، مما أثار قلق السلطات التي نفته عدة مرات بتهم واهية. قضى أكثر من ثلاثين عاما تحت المراقبة، متنقلا بين السنغال والغابون وموريتانيا، وظل حتى وفاته يعيش تحت قيود فرضتها الإدارة الاستعمارية.
من الاستعمار إلى الاستقلالمنذ القرن الـ15، تنافست القوى الأوروبية على سواحل السنغال، بدءا بالبرتغاليين، ثم الفرنسيين والهولنديين والبريطانيين.
وفي عام 1677، سيطرت فرنسا على جزيرة غوريه، التي أصبحت مركزا لتجارة الرقيق.
قبل الاستعمار، كانت المنطقة تضم ممالك وإمبراطوريات سيطرت على طرق تجارة الذهب، وتبنى بعضها الإسلام لاحقا.
إعلانومع القرن الـ19، توسعت فرنسا في الداخل، وضمّت ممالك مثل الوالو وكايور وجولوف.
برزت حركات مقاومة وطنية قادها زعماء قبليون مثل لاتيور ديور، الذي خاض معركة لوغانديم دفاعا عن استقلال كايور، والشيخ عمر الفوتي الذي قاد مقاومة دينية مسلحة ضد الفرنسيين.
وفي عام 1958، صوتت السنغال لصالح الانضمام إلى المجتمع الفرنسي بقيادة شارل ديغول، مما منحها حكما ذاتيا محدودا.
ثم نالت استقلالها الكامل في 4 أبريل/ نيسان 1960، بفضل مفاوضات قادها ليوبولد سيدار سنغور ومامادو ديا.
الموسيقى السنغالية: تراث حي وهوية عالميةتُعد السنغال من أبرز الدول الأفريقية في مجال الموسيقى، حيث يستلهم الفنانون أعمالهم من الإيقاعات التقليدية. يقول الفنان بابا مال "أساس جميع الموسيقى في السنغال هو الموسيقى التقليدية".
ساهمت الموسيقى الشعبية السنغالية في تشكيل أنماط عالمية مثل البلوز، الريغي، والكاليبس. وتُعد "الييلا" من أبرز الإيقاعات التقليدية التي تغنيها النساء في المناسبات الكبرى، وتعكس تنوع المجموعات العرقية.
أما "المبالاكس"، فهو النمط الموسيقي والرقصة الوطنية، نشأ في الستينيات وبلغ ذروته بفضل يوسو ندور، الذي مزج بين طبول السابار والآلات الغربية ليخلق صوتا سنغاليا معاصرا.
وتُعد موسيقى "الغريوت" تراثا شفويا، حيث ينقل الرواة التاريخ والأساطير عبر آلة الكورا ذات الـ21 وترا، إلى جانب آلات مثل الريتي والهودو، التي تُثري المشهد الموسيقي المحلي.
بابا مال: صوت الفولاني الذي عبر القاراتولد بابا مال عام 1953 في مدينة بودور شمال السنغال، ونشأ في بيئة فولانية أثّرت بعمق في موسيقاه. كان من المفترض أن يصبح صيادا مثل والده، لكن صداقته مع عازف الغيتار الكفيف منصور سيك غيّرت مسار حياته. درس الموسيقى في داكار، وكرّس فنه للحفاظ على الهوية الفولانية، مغنيا بلغات محلية مثل البولار.
اختار بابا مال طريقا مختلفا عن نجوم المابلاكس، فمزج بين الإيقاعات الفولانية والعناصر الغربية ليبتكر أسلوب "أفرو فيشن". حملت أغانيه رسائل اجتماعية وإنسانية تناولت قضايا الهجرة والتعليم والبيئة، وشارك في مشاريع عالمية مثل موسيقى فيلم "بلاك بانثر"، وتعاون مع فنانين كبار مثل بيتر غابرييل وفرقة "يو تو".
داخل السنغال، يُنظر إليه كأب روحي للفنانين الشباب، وقد كرّس جهوده لدعم المبادرات الثقافية والتنموية، مؤمنا بأن الفن أداة للتغيير.
ليوبولد سنغور: الشاعر الرئيسيُعد ليوبولد سيدار سنغور أول رئيس للسنغال بعد الاستقلال، وأحد أبرز رموز النهضة الفكرية في إفريقيا. جمع بين السياسة والأدب، وقاد البلاد لعقدين قبل أن يتنحى طواعية ليتفرغ للفكر والشعر.
أسس حركة "الزنوجة" مع إيمي سيزار، التي دعت إلى الاعتزاز بالهوية السوداء والثقافة الأفريقية، واشتهر بعبارته "أنتِ سوداء، إذن أنتِ جميلة".
قاتل سنغور في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وانتُخب لاحقا نائبا في البرلمان الفرنسي. وفي عام 1960، تولى رئاسة الجمهورية، وكتب بنفسه نشيد "الأسد الأحمر" الوطني.
إعلانورغم علمانيته، وُصف بأنه "كافر بقلب مسلم"، في إشارة إلى احترامه العميق للإسلام الذي يعتنقه غالبية شعبه. رحل سنغور تاركا إرثا يجمع بين القيادة السياسية والرهافة الشعرية، وبين الحكمة الأفريقية والروح الإنسانية الكونية.