الإمام عبدالحليم محمود وليٌ طاف حول طريق رأس الرجاء الصالح
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
رأى رسول الله فى المنام يعبر قناة السويس قبل حرب أكتوبر فبشر السادات بالنصر.
الإمام الأكبر عبدالحليم محمود، هو العارف الولى الصالح، شيخ الإسلام علمًا وعملًا ووَرَعًا وزُهْدًا وحالا مع الله كان عارفًا بالطريقةِ جامعًا بين الشريعةِ والحقيقةِ، ذا سمْت ووقار وتعبّد وأوراد مُجاب الدَّعوة مشكور السيرة سليم الجانب جوادًا متواضعًا محبًا للفقراءِ مُقْتَصِدًا فى مَلْبَسِه مُعَظَّمًا بين أهل زمانه لقوة جنانه وصلابته فى الدين ودفاعهِ عن شريعة رب العالمين، لا تأخُذُه فى اللهِ لَوْمة لائِمٍ، له يدٌ باسطةٌ فى الكثير من العلوم مستنبطًا للمعانى والإشارات، جاءته مشيخة الأزهر بلا طلب فكان مشيخته للأزهر المعمور مشيخة عزة وقوة، فى ذكرى وفاته التى تحل اليوم التقت «الوفد» الشيخ أحمد ربيع الأزهرى الباحث فى التاريخ والمنهج الأزهرى للحديث عن إمام العارفين الإمام عبدالحليم محمود فى ذكرى رحيله فقال:حكى لى فضيلة المحدث الدكتور سعد سعد جاويش -رحمه الله -، بالجامع الأزهر الشريف، فى يوم الثلاثاء الموافق 12 رجب 1437ه الموافق 19/4/ 2016م، فقال: «بأنه زار الشيخ عبدالحليم محمود -شيخ الجامع الأزهر- فى بيتِه بالقربِ من المطريةِ فوجدتُه بيتًا متواضعًا، حيث دخلنا إلى غرفةِ الاستقبالِ وهى أيضًا المكتبة، وبها أربعةُ كراسى متواضعةٍ جدًا.
يقول الشيخ الشعراوى فى رواية نادرة له: «ذهبت -وأنا وزير للأوقاف وشئون الأزهر- مع الشيخ عبدالحليم محمود رحمه الله -وكان شيخًا للأزهر آنذاك- لحضور مؤتمرٍ بلندن، وبعد يومين من المؤتمر قال لى الشيخ عبدالحليم محمود: «يا شيح شعراوى: نريد بعد أن ننتهى من هذا المأتم، نطلع نعمل عمرة علشان نجلى أنفسنا». فقلت له: «وما الذى يمنع أن نجلى أنفسنا ونحن هنا، أليس ربنا قال عندما أراد أن يوجهنا إلى الكعبة فى الصلاة: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ [البقرة: 115]»، فقال شيخ الأزهر -وهو يشير إلى حى قريب معروف فى لندن بأنه حى الاستهتار والمجون-: «إننا نريد أن نجلى أنفسنا بعيدًا عن هذه المنطقة ذات الرائحة النتنة، غير الطيبة».
فقلت: «بالعكس؛ الذى يعبدالله فى مثل هذه المنطقة غير الطيبة، النتنة، يشوف تجليات ربنا، ويأخذ كل فيوضات هذه المنطقة». فضحك الدكتور عبدالحليم محمود، وكانت ضحكته جميلة، وكلها وقار.
وليلتها -وعند الفجر- دق جرس تليفون غرفتى بالفندق الذى كنا قاطنين فيه، وكان المتحدث هو فضيلة الشيخ عبدالحليم محمود وقال لى فرِحًا: «يا شيخ شعراوي؛ أنا رأيت الليلة سيدَنا رسولَ الله ﷺ». فقلت له: «أنا مش قلت لفضيلتك إنه سيأتى لك هنا، وهذه فيوضات التعبدفى المنطقة غير الطيبة، صاحبة الاستهتار!!».
ويضيف الباحث فى التاريخ والمنهج الأزهرى الحديث: يذكر د. أحمد عمر هاشم رحمه الله أيضًا أن الشيخ عبدالحليم محمود، قبيل حرب رمضان المجيدة، رأى رسول الله ﷺ فى المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرًا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر. ثم لم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينًا أن حربنا مع إسرائيل هى حرب فى سبيل الله، وأن الذى يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلَّف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.
وقد تطرق إلى تلك الواقعة د. محمود جامع أيضًا فى كتابه: (كيف عرفتُ السادات؟) إذ كتب قائلًا: «لا ننسى أنه -أى: الشيخ- بشرنا بالنصر فى أكتوبر 73 عندما رأى حبيبه رسول الله عليه الصلاة والسلام فى المنام، وهو يرفع راية (الله أكبر) للجنود ولقوات أكتوبر».
وقال الدكتور محمد رجب البيومى: «وإذا كان فضيلة الأستاذ محمد زكى إبراهيم قد انتُخب رائدًا للعشيرة المحمدية، فإن شيخنا الصوفى الكبير عبدالحليم محمود كان شريكه الوفى فى العشيرة، إذ كان وكيلا لها، وقد هَمَّ الأستاذ زكى بالتنازل له عن الرّيادة، وكان من المُكاشفات الرّوحية العجيبة أنَّ الشيخ عبدالحليم قد فَطن إلى ذلك قَبْل أن يهمّ الأستاذ بالتنفيذ، فصافحة فى حُبّ، وقال له، لن أبرح مكانى، وَدعْ ما جال بخاطرك».
وفى نهاية الحديث يقول الشيخ أحمد ربيع: أريد أن أتحدث عنه فى فترة لم يتطرق إليها الكثير من الباحثين حول شخصية الرجل وهو ذهابه للتعليم إلى فرنسا، وكيف كان محافظًا على دينه معظمًا لحرمات الله، فعندما سافر الشيخ عبدالحليم محمود إلى أوربا للدراسةِ فى فرنسا، توجَّه للجامعة، وهناك قيَّدَ اسمَه، ولم تطلب منه الجامعةُ أوراقًا ولا حتى شهادة ميلاد، طلبت فقط أن يذكر المواد التى يريد أن يدرسَها.. المهم أن يقدم ما يثبت حصولَه على شهادة الثانوية قبل أداءِ امتحان المادةِ الرابعة، ونجاحُه فى أربعِ مواد يؤهله للحصول على الليسانس سواء درسَها فى عامين أو عشرة حسب جدِّه وكَسَلِهِ.
وبدأ بدراسة مادة الاجتماع، ولكنه كان يجلس فى الدرس دون أن يفهم منه شيئًا لجهله باللغةِ الفرنسية، فَقَادَهُ أحدُ المسلمين الذين قابلهم فى المسجدِ، وكان من أصلٍ يوغوسلافى إلى معهدٍ تابع للجامعة يقوم بالتدريس فيها بعضُ المستشرقين ومنهم (ماسينون) و(موسيه) الذى اهتم به اهتمامًا كبيرًا حينما علم أنه من الأزهرِ، وكان يتحدثُ اللغة العربية فى طلاقةٍ ويعرف اللهجاتِ المختلفةَ فى كل الأقطارِ العربية.
وبعد الدراسةِ جلس يتحدث مع المستشرق (موسيه) الذى نادى فجأةً على فتاة وقال لها: «إن هذا الأزهريَّ لا يعرف الفرنسيةَ ويريد أن يتعلمها، وأنت لا تعرفين العربية وتريدين تعلمِها، فاذهبى إليه فى غرفتِه وبادليه درسًا بدرس، فالدروس هنا لن تُسْعِفَه».
وخَفَقَ قلبُ الشيخ عبدالحليم، أحسَّ بالخجل والارتباك، ومرت به لحظاتٌ عصيبة، فما كان يتأتى أن يسمحَ له ضميرُه الدينى بأن يخلوَ بفتاة فى غرفةٍ ويُغلَق عليه وعليها البابُ. وبارتباك وتعثر قال للأستاذ موسيه: «إننى لم أستقرْ بعد فى غرفة مناسبِة ومن الخير أن ننتظرَ قليلًا».
وعندما فرَغَ من ذِكرِ هذه العبارة كان العرقُ قد غَمَرَ وجهَه، واستأذن وخرج ولم يعد إلى المعهدِ قبل ستة أشهر، وكان قد التحق بمدرسةٍ ليلية أخرى عاونته على التقدمِ فى اللغةِ الفرنسية.
واستقامَ أمرُه فى باريس من الناحيةِ المادية وكذلك من الناحيةِ الدراسية، وركَّزَ اهتماماتِه فى دراسةِ تاريخِ الأديان والفلسفة وعلمِ الاجتماع وعلمِ النفس. وفى نهايةِ عام 1937م أُلحِق بالبعثة الأزهرية فلم تعدْ لديه مشاكلُ على الإطلاق وأخذ يستعِدُّ للدكتوراه، وقد اختار الشيخ عبدالحليم محمود موضوع (التصوف الاسلامي) موضوعًا لرسالة الدكتوراه فى فرنسا، وأن يكون محور الدراسة الإمام الجليل الحارث المحاسبيّ.
وأثناء دراسة الشيخ فى فرنسا أعلنت الحرب العالمية الثانية فى سبتمبر عام 1939م، ولم يكن الشيخ عبدالحليم قد حصل بعد على الدكتوراه أو حتى فرغ من إعداد موضوعها، وآثر بعض زملائه العودة إلى بلادهم ولكنه أصرّ على البقاء مرددًا قوله تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصيبَنا إلَّا ما كَتَبَ الله لنا﴾. وتحدّد له يوم مناقشة الدكتوراه يوم 8 يونيو 1940م، ورغم توتر الأعصاب وتطور الأحداث فقد نجح بمرتبة الشرف، وقد طبعت رسالته فى باريس بالفرنسية.
وقرّر السفر إلى مرسليا مساء يوم 9 يونيو ليلحق بالباخرة يوم 10 يونيو، وسارت الأمور كما رسم وخطّط، ولكن إيطاليا أعلنت الحرب على الحلفاء فى هذا اليوم بالذات، وأصبح السفر عبر البحر الأبيض المتوسط مستحيلًا. وهنا بدأت مرحلةٌ غريبةٌ فى حياة الدكتور عبدالحليم محمود، فقد ظلّ حائرًا بين فرنسا وأسبانيا عامًا ونصف، لا يجد سبيلًا إلى السفر إلى مصر.. إلى الأزهر.. وإلى «عزبة أبو أحمد» مسقط رأسه. وأخيرًا قرّر أن يسافر عن طريق رأس الرجاء الصالح، وهكذا عاش أربعة أشهرٍ أخرى فى مغامرةٍ مثيرةٍ حتى وصل إلى مصر وقد صهرته تجربة الحياة تمامًا.
رحم الله الإمام عبدالحليم محمود والذى فاضت روحه صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 15 ذو القعدة 1397 هـ الموافق 17 أكتوبر 1977م.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشیخ عبدالحلیم محمود فى المنام
إقرأ أيضاً:
برنامج دولة التلاوة يحتفي بـ"الصوت الملائكى".. قصة حياة الشيخ محمود علي البنا
احتفى برنامج دولة التلاوة، فى تقرير صوتي مميز بصوت الفنانة والإعلامية الكبيرة إسعاد يونس، بالشيخ محمود على البنا صاحب صوت يمثل نبض دولة التلاوة وروحها.
ويُعد برنامج دولة التلاوة يذاع على قنوات الحياة وCBC والناس بجانب منصة watch it، يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، منصة مهمة لاكتشاف أصوات جديدة، إذ يتيح للمتسابقين فرصة الظهور أمام لجان متخصصة من كبار القرّاء والدعاة، ما يعزز فرص نشر القراءات الصحيحة وإحياء فنون المقامات والتجويد بأسلوب يجمع بين المعرفة والأداء الروحاني.
قصة حياة الشيخ محمودعلي البنا
ولد الشيخ محمود علي البنا، عام 1926 فى قرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
تميز الشيخ البنا بأسلوبه الفريد في التلاوة والتجويد، الذي جمع بين الدقة في الأداء وعذوبة الصوت الصوت الملائكى وخشوع القلب، فاستطاع أن يجسد معاني الآيات بأسلوب يلامس قلوب المستمعين وتجعل العيون تفيض دموعًا، فقد كانت تلاواته تصدح في أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي من خلال الإذاعات والشرائط الصوتية، وما زال صوته العذب الصوت الملائكي يتردد في قلوب محبيه حتى اليوم .
أتم حفظ القرآن فى سن الحادية عشرة، ووصف بصاحب الصوت الذي يمثل نبض دولة التلاوة وروحها، وعرف كواحد من أشهر قارئى القرآن الكريم فى مصر، والعالم الإسلامي، الشيخ محمود علي البنا، الذي احتفى به برنامج دولة التلاوة.
القابه
لُقب البنا بـ “ الصوت الملائكى" و"كروان القران" من فرط جمال صوتة وبـ"الطفل المعجزة"؛ إذ كان لديه ملكة تقليد كبار المشايخ خاصة الشيخ محمد رفعت، مما أكسب صوته حلاوة وعذوبة مميزة، كما كان متميزا في تقليد أصحاب القراءات المختلفة مثل الشيخ الشعشاعي ومحمد سلامة والسعودي.
مولده ونشأته
ولد فضيلة القارئ الشيخ محمود علي البنا في السابع عشر من ديسمبر عام 1926، ويعد من أعلام هذا المجال البارزين، وولد البنا في قرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
توجه الشيخ إلى القاهرة عام 1945 وسريعا ما اشتهر وذاع صيته وأصبح معروفا في وسط المقرئين والمشايخ، ثم تعلم سريعا علم المقامات والتجويد، ثم التحق الشيخ بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له بالإذاعة في شهر ديسمبر من نفس العام.
اختير قارئًا لمسجد عين الحياة بحدائق القبة بشارع مصر والسودان وكان اسمه مسجد الملك ثم عرف بمسجد الشيخ كشك في ختام الأربعينيات ثم لمسجد الإمام الرفاعى في الخمسينيات، وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدى في طنطا عام 1959، وظل به حتى عام 1980 حيث تولى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته، وترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.
وظل به حتى عام 1980، حيث تولى القراءة بمسجد الحسين حتى وفاته و ترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967 والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.
وصل الشيخ البنا إلى القاهرة عام 1945، وبدأ صيته يذيع فيها، ودرس فيها علوم المقامات على يد الشيخ الحجة في ذلك المجال درويش الحريري، اختير قارئًا لجمعية الشبان المسلمين عام 1947، وكان يفتتح كل الاحتفالات التي تقيمها الجمعية.
وفي عام 1948م استمع إليه علي ماهر باشا، والأمير عبد الكريم الخطابي وعدد من كبار الأعيان الحاضرين في حفل الجمعية، وطلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية.
التحاقة بالأزهر الشريف
لم يكمل الشيخ البنا دراسته في الأزهر الشريف وذلك لانشغاله بالقرآن الكريم، يذكر أنه كان يقول عن نفسه: أنا فشلت في الأزهر ونجحت الإذاعة، وتعلم القراءات العشر على يد الشيخ إبراهيم سلام المالكى بالمسجد الأحمدى بطنطا، وأتم حفظها في عام 1945، وهو العام الذي شهد نقلة في حياة.
الالتحاق بالإذاعة المصرية
كان الشيخ محمود البنا أصغر القراء في السن، عندما التحق بإذاعة القرآن الكريم وكان عمره لم يتعد الـ22 عاما،حيث التحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة هود، وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء في مصر.
سفير للقران الكريم في دول العالم
زار الشيخ البنا العديد من دول العالم، وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي ومعظم الدول العربية وزار العديد من دول أوروبا، وكان الشيخ البنا من المناضلين من أجل إنشاء نقابة القراء، واختير نائبًا للنقيب عند إنشاء النقابة عام 1984.
فى عام 1967 سجل المصحف المرتل للإذاعة بناء على طلب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
التكريمات
حصل الشيخ البنا على العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها، وتسلم من الرئيس عبدالناصر هدية تذكارية عام 1967، كما حصل على ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 1982، وحصل على درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبى عام 1984 و منحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1990 في الاحتفال بليلية القدر وتسلمه نجله الأكبر اللواء مهندس شفيق محمود علي البنا وكرمته محافظة الغربية بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي بجوار المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، و كذلك كرمته محافظة سوهاج بإطلاق اسمه على احد شوارعها و احد مدنها بسوهاج الجديدة، كذلك أطلقت محافظة القاهرة اسمه على أحد شوارع حي مصر الجديدة.