في خطوة جديدة أعادت إشعال حماس جمهورها، أصدرت شركة نينتندو نسخة ثانية من الفيلم القصير الغامض الذي حيّر الملايين من عشاق ألعابها خلال الأيام الماضية. وبينما بدا الإصدار الأول مليئًا بالألغاز والتساؤلات، جاءت النسخة الجديدة لتُقدّم تلميحًا واضحًا — وربما مقصودًا — لما يحدث في المشهد الذي أثار الجدل على نطاق واسع.

النسخة الجديدة من الفيديو، التي ظهرت أولًا عبر تطبيق Nintendo Today، تبدو في ظاهرها مطابقة تمامًا للفيديو الذي فرضت الشركة مشاهدته على المستخدمين يوم الثلاثاء الماضي. لكن عند التمعّن في التفاصيل، يظهر الاختلاف الأهم: هذه المرة يمكن رؤية كائنات Pikmin الصغيرة وهي تتحرك بوضوح داخل غرفة طفل، تعبث بمكعبات البناء الصغيرة وتُمسك بلُهّايته المعلّقة.

في النسخة الأولى من الفيديو، كانت هذه الكائنات شبه غير مرئية — لم يظهر منها سوى ظلّ عابر يجري تحت سرير الطفل، مما دفع المعجبين إلى تكوين نظريات مختلفة حول طبيعة ما يجري. أما الآن، وبعد أن كشفت نينتندو عن المشهد المحجوب، فقد شعر الكثير من المتابعين بأن الشركة كانت تختبر قدرة الجمهور على التقاط التفاصيل الخفية التي تربط الفيديو بعالم Pikmin المعروف.

وتُظهر اللقطة الجديدة انسجامًا ذكيًا مع القصة التي نعرفها عن Pikmin، إذ تشير لعبة Pikmin Bloom — وهي اللعبة المحمولة التي أطلقتها نينتندو قبل أعوام — إلى أن هذه المخلوقات غير مرئية للبشر، ما يُفسّر سبب تجاهل والدة الطفل لوجودها في الغرفة. يبدو أنها منشغلة بخطوات صغيرها الأولى، بينما يتولّى البيكمن ترتيب عالمه المصغّر في الخلفية دون أن تلاحظه.

هذه اللمسات الدقيقة ليست جديدة على نينتندو، التي لطالما استخدمت الغموض والرمزية لبناء تفاعل جماهيري واسع حول ألعابها. لكن السؤال الحقيقي الذي يطرحه المتابعون اليوم: هل تمهّد الشركة لإطلاق لعبة Pikmin جديدة؟ أم أننا أمام مشروع سينمائي قادم؟

منذ أن بدأت نينتندو في توسيع نشاطها السينمائي مع فيلم The Super Mario Bros. Movie، ازداد اهتمامها بتحويل عوالم ألعابها الكلاسيكية إلى أعمال مرئية قصيرة أو أفلام طويلة. وقد يكون هذا الفيديو الجديد جزءًا من تلك الاستراتيجية، خاصة مع النجاح الكبير الذي حققته أفلام الرسوم المتحركة المستوحاة من ألعابها.

اللافت أيضًا أن الشركة اختارت مجددًا نشر الفيديو حصريًا عبر تطبيق Nintendo Today، في خطوة واضحة تهدف إلى دفع المستخدمين نحو استخدام التطبيق كمنصة رئيسية لاكتشاف أخبار الشركة وإعلاناتها الجديدة. ومن المتوقع أن تُتيح نينتندو النسخة المحدثة من الفيديو قريبًا عبر قنواتها الرسمية على يوتيوب وتويتر، لكن يبدو أنها تُريد أولًا مكافأة جمهورها الأكثر ولاءً على التطبيق الجديد.

ومع أن الفيديو الثاني أجاب عن بعض التساؤلات، فإنه فتح الباب لمزيد من الغموض. فبينما أصبح من المؤكد أن بيكمن هم محور القصة، لم تكشف نينتندو بعد عن الهدف الحقيقي من وراء هذا المشروع. البعض يرى أنه إعلان تسويقي تمهيدي للعبة Pikmin جديدة مخصصة لجهاز Nintendo Switch 2 المرتقب، بينما يعتقد آخرون أن الأمر يرتبط بفيلم رسوم متحركة طويل من إنتاج مشترك بين نينتندو واستوديو Illumination الذي تعاون معها في فيلم ماريو الأخير.

في كل الأحوال، نجحت نينتندو مرة أخرى في إثارة الجدل وإبقاء معجبيها في حالة ترقّب دائم، بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين الغموض والحنين. ومع كل إصدار جديد من هذه المقاطع القصيرة، يتضح أن الشركة لا تكتفي بإعادة إحياء شخصياتها المحبوبة فحسب، بل تبني أيضًا تجربة تفاعلية ذكية تُشعل فضول الجمهور وتعيد تعريف أسلوب التواصل بين صانع اللعبة ولاعبيه.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ذكرى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.. سفير القرآن الذي صدح صوته أفاق العالم

في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى رحيل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، أحد أبرز قراء القرآن الكريم في العصر الحديث، وصاحب الصوت الذي ارتبط في وجدان الأمة الإسلامية بخشوع وسكينة لا تنسى.

ولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في الأول من يناير عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا (قبل ضمها لاحقا إلى محافظة الأقصر)، ونشأ في أسرة عرفت بحفظ كتاب الله وأتقنت تجويده جيلا بعد جيل، فقد كان جده من كبار الحفاظ، ووالده الشيخ محمد عبد الصمد من المجودين المتقنين للقرآن الكريم.

التحق منذ صغره بكتاب الشيخ الأمير في أرمنت، حيث ظهر نبوغه المبكر وسرعة حفظه، وتميز بعذوبة صوته ودقة مخارج حروفه، حتى أتم حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره، وتتلمذ بعد ذلك على يد الشيخ محمد سليم حمادة، فدرس علم القراءات، وحفظ متن الشاطبية في القراءات السبع، وكان من أكثر تلاميذه نبوغا وإتقانا.

بدأت شهرة الشيخ عبد الباسط تتسع في محافظته، حتى توالت الدعوات إليه من قرى ومدن قنا والوجه القبلي، يشهد له الجميع بالأداء المتميز وصوته الذي يأسر القلوب، ومع نهاية عام 1951م شجعه الشيخ الضباع على التقدم لاختبارات الإذاعة المصرية، فقدم للجنة تسجيلا من تلاوته في المولد «الزينبي»، فانبهر الجميع بصوته وتم اعتماده قارئا رسميا بالإذاعة، وكانت أول تلاواته من سورة فاطر، ومنها انطلق صوته إلى كل بيت في مصر والعالم الإسلامي.

عين عبد الصمد قارئا لمسجد الإمام الشافعي عام 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين عام 1958 خلفا للشيخ محمود علي البنا، ليصبح أحد أعمدة الإذاعة المصرية، التي ازدادت شعبيتها بشكل غير مسبوق مع صوته المهيب، حتى صار اقتناء جهاز الراديو في القرى وسيلة للاستماع إلى تلاواته.

ومن القاهرة بدأت رحلته الدولية التي حمل خلالها صوت القرآن إلى بقاع الأرض، فقرأ في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، ولقب بـ «صوت مكة» بعد تسجيلاته الشهيرة في الحرمين الشريفين، وجاب بلاد العالم قارئا لكتاب الله، فكان بحق سفيرا للقرآن.

حظى الشيخ الراحل بتكريم واسع في العالم الإسلامي، حيث استقبله قادة الدول استقبالا رسميا، ونال عدة أوسمة، من أبرزها: وسام الاستحقاق من سوريا عام 1959، ووسام الأرز من لبنان، والوسام الذهبي من ماليزيا عام 1965، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 1984، ووسام الاستحقاق عام 1987 في الاحتفال بيوم الدعاة.

وعن مواقفه المؤثرة، تروي كتب سيرته أنه خلال زيارته للهند فوجئ بالحاضرين يخلعون أحذيتهم ويقفون خاشعين وأعينهم تفيض بالدموع أثناء تلاوته، كما قرأ في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي بفلسطين، وفي المسجد الأموي بدمشق، إضافة إلى مساجد كثيرة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، حيث كان حضوره يملأ القلوب إجلالا لصوت القرآن.

ظل الشيخ عبد الباسط وفيا لرسالته حتى أواخر أيامه، رغم إصابته بمرض السكري والتهاب كبدي أنهك جسده، سافر إلى لندن للعلاج، لكنه طلب العودة إلى مصر ليقضي أيامه الأخيرة في وطنه، وفي يوم الأربعاء 21 ربيع الآخر 1409 هـ الموافق 30 نوفمبر 1988، رحل عن دنيانا عن عمر يناهز 61 عاما، بعد مسيرة حافلة بتلاوة كتاب الله، تاركا إرثا خالدا من التسجيلات والمصاحف المرتلة والمجودة التي لا تزال تبث في الإذاعات العربية والعالمية حتى اليوم.

رحل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، لكن صوته ما زال يملأ الدنيا نورا وخشوعا، لقد كان سفيرا للقرآن بحق، جمع بين الإتقان والجمال والصدق، فصار اسمه رمزا للسكينة والروحانية، سيبقى صوته يرافق الأجيال، يشهد على أن تلاوة القرآن حين تخرج من قلب مؤمن، فإنها لا تموت أبدا.

اقرأ أيضاًعاجل.. محمد أحمد حسن يحصد أعلى الدرجات ويتأهل بقوة في دولة التلاوة

موسم ثاني وثالث ورابع من «دولة التلاوة».. وزير الأوقاف يفجر مفاجأة على الهواء

موعد إعادة برنامج دولة التلاوة الحلقة الخامسة

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يلتقي مسؤولي الشركة المُشغلة لمنجم السكري للذهب -تفاصيل
  • استعدادات رمضانية مبكرة.. تفاصيل اجتماع وزير التموين برئيس الشركة العامة للجملة
  • رسوم جديدة على السياح الأجانب لزيارة المتنزهات الوطنية الأمريكية تثير قلق قطاع السياحة
  • ذكرى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.. سفير القرآن الذي صدح صوته أفاق العالم
  • هاني رمزي يكشف تفاصيل تحضير «غبي منه فيه 2».. ويعد الجمهور بمفاجآت جديدة
  • هجوم غامض على ناقلتي نفط يُثير القلق في تركيا والبحر الأسود | تفاصيل
  • محافظ الجيزة يكشف تفاصيل جديدة بشأن إحلال سيارة كيوت الجديدة
  • تفاصيل زيارة رئيس الشركة القابضة لمحطات الصرف الصحي بكفر الشيخ| صور
  • المصري يكشف تفاصيل جديدة عن “مشروع عمرة” أول مدينة أردنية خضراء
  • المنطقة مقبلة على زلازل وبراكين.. خبير يكشف تفاصيل جديدة بشأن البركان الإثيوبي