أعلنت شركة جوجل عن توسيع نطاق توفر وضع الذكاء الاصطناعي في محرك البحث ليشمل 40 منطقة جديدة حول العالم، مع دعم 35 لغة إضافية من بينها اللغة العربية. يأتي هذا التطور بعد أشهر من الاختبار المكثف الذي بدأ في مارس الماضي ضمن برنامج Google Labs، حيث تعمل الشركة على جعل تجربة البحث أكثر ذكاءً وتفاعلًا بفضل إمكانيات نموذجها المتطور جيميني (Gemini).

ذكاء اصطناعي يتحدث العربية

تشمل اللغات الجديدة المدعومة في وضع الذكاء الاصطناعي كلاً من العربية، والصينية، والفرنسية، والألمانية، والهولندية، والروسية، واليونانية، والتايلاندية، والماليزية، والفيتنامية وغيرها، مما يجعل الخدمة متاحة لمئات الملايين من المستخدمين بلغاتهم الأصلية.

وتوضح جوجل أن التحديث الجديد يعتمد على المنطق المتقدم والفهم متعدد الوسائط الذي يتمتع به نموذج Gemini المخصص للبحث، والذي يُمكّنه من فهم الفروق الدقيقة في اللغات المحلية، ما يحدّ من الأخطاء وسوء الفهم التي كانت تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي التقليدية.

بهذه الخطوة، لم يعد وضع الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة، بل أصبح متاحًا لمستخدمين من الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، ما يُعد تحولًا كبيرًا في استراتيجية الشركة لتعميم استخدام البحث الذكي عالميًا.

بدأت جوجل اختبار هذه الميزة في مارس الماضي مع عدد محدود من المستخدمين، قبل أن تطرحها رسميًا لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة في مايو. آنذاك، أشارت الشركة إلى أنها ستدمج تدريجيًا مزيدًا من القدرات في ميزة نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي (AI Overview) ضمن نتائج البحث الأساسية، استنادًا إلى ملاحظات المستخدمين.

وفي سبتمبر الماضي، وسّعت الشركة نطاق اللغات لتشمل الهندية والإندونيسية واليابانية والكورية والبرتغالية البرازيلية، في إشارة واضحة إلى نيتها جعل التجربة أكثر شمولًا وتنوعًا. ومع التوسع الجديد، تؤكد جوجل أن ملايين المستخدمين الجدد سيتمكنون من رؤية استجابات الذكاء الاصطناعي مباشرة في صفحة البحث بلغاتهم المفضلة خلال الأسابيع القادمة، مع إمكانية التفاعل معها بطريقة محادثة طبيعية.

لم تتوقف جوجل عند دعم اللغات الجديدة فقط، بل أعلنت أيضًا عن تحديث جوهري يعزز فهم النظام للإشارات البصرية. فبحسب الشركة، أصبح الوضع الجديد قادرًا على تحليل الصور والعناصر المرئية داخل نتائج البحث بطريقة أكثر دقة، ما يُساعد في تقديم إجابات أكثر تكاملًا وغنى بالمعلومات.

فعلى سبيل المثال، إذا التقط المستخدم صورة لمنتج أو معلم سياحي وطرح سؤالًا حوله، سيتمكن نظام Gemini من فهم السياق البصري للنص والصورة معًا لتوليد إجابة شاملة. هذا الدمج بين النص والصورة يمثل خطوة جديدة نحو ما تسميه جوجل البحث متعدد الوسائط، حيث يمكن للمستخدم التفاعل مع الذكاء الاصطناعي كما لو كان محاورًا حقيقيًا يفهم الكلمات والرموز والصور في آن واحد.

تحديات تواجه الناشرين

ورغم الحماس الكبير لهذه الميزة، تواجه جوجل انتقادات متزايدة من الناشرين ومواقع الأخبار، الذين لاحظوا تراجعًا في حركة الزيارات إلى مواقعهم منذ بدء اعتماد ميزة الملخصات الذكية. إذ أصبح المستخدمون أكثر ميلًا لاكتفاءهم بالإجابات المختصرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي أعلى صفحة النتائج، دون الحاجة إلى النقر على الروابط.

وأكدت دراسة حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث (Pew Research Center) أن المستخدمين الذين يرون ملخصات الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث يقلّ احتمال نقرهم على روابط المواقع بنسبة كبيرة، ويميلون لإنهاء جلسة التصفح مباشرة بعد قراءة الإجابة المقدمة من جوجل. هذا التوجه يُثير قلقًا واسعًا في أوساط الإعلام الرقمي، إذ يخشى الناشرون أن يؤدي ذلك إلى تآكل حركة المرور والإيرادات الإعلانية مع الوقت.

مستقبل البحث الذكي

رغم الجدل، يبدو أن جوجل ماضية بقوة في دمج الذكاء الاصطناعي في قلب تجربة البحث، معتبرةً أن مستقبل المعلومات يقوم على الفهم السياقي بدلاً من مجرد عرض النتائج. وتقول الشركة إن هذه الخطوة ستجعل البحث أكثر فاعلية وسرعة، خصوصًا للاستفسارات المعقدة التي تحتاج إلى تحليل متشابك بين اللغة والصورة والمحتوى السياقي.

وبينما يُبدي البعض تخوفاتهم من تأثير ذلك على الإنترنت المفتوح، يرى آخرون أن هذا التطور هو المرحلة الطبيعية التالية في رحلة البحث، حيث لم يعد المستخدم بحاجة إلى تصفح عشرات الصفحات للعثور على إجابة، بل يكفي أن يسأل جوجل — بلغته — لتحصل التقنية على الإجابة نيابة عنه.

بهذا التوسع، تؤكد جوجل أنها لا تكتفي بكونها محرك بحث، بل تمضي نحو أن تصبح مساعدًا ذكيًا عالميًا يفهم كل لغة وكل ثقافة، ويعيد تعريف مفهوم البحث في عصر الذكاء الاصطناعي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی

إقرأ أيضاً:

إنستجرام يولد عناوين تلقائية للبحث دون علم المستخدمين

بدأت منصة إنستجرام، المملوكة لشركة Meta، باستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء عناوين وأوصاف تلقائية للمنشورات بهدف تحسين ظهورها في نتائج محركات البحث، دون إعلام المستخدمين أو طلب موافقتهم الصريحة.

 وكشف تقرير حديث لموقع 404 Media، تأكيدًا لاحقه محررو Engadget، أن هذه العناوين والأوصاف تظهر فقط في شفرة الصفحات ولا يراها المستخدم عند تصفح التطبيق، بل تظهر في نتائج البحث على جوجل ومحركات أخرى.

تعتمد الفكرة على زيادة قابلية اكتشاف المنشورات، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتوليد نصوص مختصرة وجاذبة تصف محتوى المنشور بدقة، أو تحاول أن تكون جذابة لتحسين ترتيب المنشور في نتائج البحث. لكن النتائج أحيانًا لا تعكس المحتوى الحقيقي، ما يسبب ارتباكًا بين المستخدمين.

على سبيل المثال، تلقى منشور للمبدع سام تشابمان على إنستجرام وصفًا مولّدًا غير دقيق حول لعبته اللوحية، حيث ذكر الوصف اسم لعبة مختلفة تمامًا (Floramino بدلًا من Bloomhunter)، ما جعل الوصف مضللًا. وفي حالة أخرى، حصل فيديو غير معنَّون للمؤلف جيف فانديرمير عن أرنب يأكل موزة على عنوان عام مهيأ لتحسين نتائج البحث، يقول: "تعرّف على الأرنب الذي يعشق أكل الموز، وجبة خفيفة مغذية لحيوانك الأليف"، رغم أن المحتوى لا علاقة له بالترويج الغذائي.

كما لاحظ مجتمع الكوسبلاي ظهور عناوين غريبة في منشوراتهم، تعكس محتوى غير دقيق أو مبالغ فيه. وقال برايان دانج، أحد مستخدمي إنستجرام، إن هذه العناوين "تبدو مولّدة آليًا على نطاق واسع بواسطة برامج تسويق رقمي، وقد تُروّج لشخص أو محتوى بطريقة لا تعكس شخصيته الحقيقية".

تظهر هذه العناوين في وسوم الخاصة بالمنشور ضمن شفرة الصفحة، بينما الأوصاف تظهر في قسم النص في الشفرة، ما يتيح لمحركات البحث الوصول إليها وفهرستها. وتختلف هذه العناوين عن النصوص البديلة التي تولّدها إنستجرام للمستخدمين ذوي الإعاقة البصرية، إذ تهدف الأخيرة إلى تحسين إمكانية الوصول للمحتوى وليس تحسين ظهوره في محركات البحث.

وردًا على الاستفسارات، صرحت Meta أن هذه الميزة "بدأت مؤخرًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء عناوين للمنشورات في نتائج محركات البحث، بهدف مساعدة المستخدمين على فهم المحتوى المشارك بشكل أفضل". وأضافت الشركة أن المستخدمين يمكنهم تعطيل ميزة الفهرسة، لكن ذلك يؤدي إلى إزالة المنشور من نتائج البحث تمامًا، ما يقلل من احتمال اكتشافه. وأكدت Meta أن "العناوين المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي قد لا تكون دقيقة دائمًا بنسبة 100%".

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه تحسين محركات البحث والتسويق الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي اهتمامًا متزايدًا من الشركات التقنية الكبرى. وبينما توفر التقنية فرصة لتعزيز اكتشاف المحتوى، فإنها تثير تساؤلات حول الشفافية والموافقة الصريحة للمستخدمين.

يُنصح مستخدمو إنستجرام بمراجعة منشوراتهم الأخيرة والاطلاع على الشفرة الخاصة بها لمعرفة ما إذا كانت هذه العناوين والأوصاف قد أضيفت تلقائيًا. كما يجب أن يوازن المستخدمون بين فوائد زيادة ظهور المحتوى واحتمالات سوء التفسير الناتج عن هذه العناوين المولدة آليًا.

توضح هذه الممارسات كيف تحاول المنصات الكبرى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز ترتيب المحتوى، لكنها أيضًا تبرز الحاجة إلى سياسات واضحة وشفافة تحمي حقوق المستخدمين وتضمن دقة المعلومات.

مقالات مشابهة

  • تايلاند تعلن حظر تجول مع توسع نطاق القتال على الحدود مع كمبوديا
  • من الرسم إلى الرسوم المتحركة.. جوجل توسع أداة Remix بـ 13دولة جديدة
  • مقارنة بين نماذج الذكاء الاصطناعي والبرامج الإحصائية التقليدية.. ورشة عمل بجامعة العاصمة
  • جوجل تُطلق Gemini للآيفون والآيباد.. الذكاء الاصطناعي يصل متصفحك
  • قراصنة يستغلون الذكاء الاصطناعي.. هجمات خفية عبر جوجل وبرمجيات الدردشة
  • الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
  • نماذج الذكاء الاصطناعي وإعادة صياغة الظهور الرقمي
  • جوجل تدمج الذكاء الاصطناعي في كروم على آيفون وآيباد
  • إنستجرام يولد عناوين تلقائية للبحث دون علم المستخدمين
  • مفاجأة جديدة من جوجل .. الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طريقة قراءة الأخبار