الجديد برس:

كشفت قناة “الميادين” أن باخرتين تابعتين لكيان الاحتلال الإسرائيلي تحملان كمية ضخمة من النفط استُهدفتا في المحيط الهندي في الرابع من شهر يناير الحالي.

ونقلت القناة عن مصادر وصفتها بالخاصة، إن الباخرة الأولى الإسرائيلية استُهدفت شمالي غربي جزر المالديف، واسمها “CHEM CILICON”، وهي تابعة لشركة “ACE”، وكانت ترفع علم ليبيريا.

أما الباخرة الثانية،- وفق المصادر- فهي إسرائيلية واسمها “PACIFIC GOLD”، وهي تابعة لشركة استرن. وقد استُهدفت قرب مرفأ “كوتشي” في الهند.

ويأتي استهداف السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” في المحيط الهندي، في الوقت الذي تواصل فيه قوات صنعاء عملياتها في البحر الأحمر، التي تستهدف السفن الإسرائيلية وتلك التي تتجه نحو موانئ الاحتلال، رداً على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها استهداف سفن للاحتلال الإسرائيلي في المُحيط الهندي؛ ففي 23 ديسمبر 2023، تعرضت سفينة تجارية “مرتبطة بإسرائيل” ترفع علم ليبيريا لهجوم بطائرة مسيرة في المحيط الهندي، على بعد 200 ميل من فيرافال الهندية، ما أدى إلى اندلاع حريق على متنها.

لكن اللافت في استهداف السفينتين مطلع العام الجاري أنه جاء بعد نحو 48 ساعة من استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروي (2 يناير) باعتداء إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعد مرور أيام على اغتيال المستشار العسكري للحرس الثوري الإيراني العميد  رضي موسوي (25 ديسمبر) بقصف إسرائيلي على سوريا.

لذلك، فإن هذا الاستهداف، وعلى الرغم من عدم تبنيه من أي جهة، يحمل في خلفياته رسائل ودلالات عسكرية وسياسية في التوقيت والمكان. ما هي؟

رسائل عسكرية

بحسب محلل “الميادين” للشؤون الأمنية والعسكرية شارل أبي نادر، فإنّ هذا الاستهداف، من الناحية العسكرية، “قد يكون رسالة من محور المقاومة مفادها أن لديه القدرة والإمكانيات العسكرية لتنفيذ تهديداته ضد الاحتلال الإسرائيلي دعماً لقطاع غزة”.

ووفق أبي نادر، فإن “قوى محور المقاومة لديها قدرات عسكرية في الطائرات المسيرة والصواريخ البحرية، وأيضاً في الصواريخ بعيدة أو قصيرة المدى”، مشيراً إلى أن طبيعة هذا الاستهداف قابلة لأن تكون عبر هذه الخيارات في القدرات المطروحة، بانتظار بيان رسمي في الأمر.

وأكد لـ”الميادين نت”، في هذا السياق، أن “قوى محور المقاومة أثبتت هذه القدرات في العديد من العمليات التي شُنت ضد الاحتلال والقواعد الأمريكية، وأيضاً في البحر الأحمر والمحيط الهندي، ضمن معركة طوفان الأقصى”.

رسائل سياسية

لناحية الرسائل السياسية، فهذا الاستهداف “يدخل ضمن إطار التزام محور المقاومة بالقضية الفلسطينية ومسار دعم غزة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والدعم الغربي لها”، بحسب أبي نادر.

وأضاف للميادين نت أن “هذه المنطقة البحرية في المحيط الهندي لها دلالة مهمة وأساسية، لأن التأثير العسكري فيها بالتحديد سيكون داعماً لموقف محور المقاومة السياسي في هذه المواجهة”.

دلالات التوقيت

أما بشأن توقيت هذا الاستهداف عقب اغتيال القائدين موسوي والعاروري، فقد رأى أبي نادر أن هذا التوقيت هدفه “تثبيت ارتباط محور المقاومة في إطار مواجهة إسرائيل ودعم قطاع غزة، إذ إنه يأتي ضمن هذا المسار، وليس منعزلاً عنه”.

وأوضح أن تداعيات هذا الاستهداف الاقتصادي في ظل الحصار اليمني المفروض على السفن الإسرائيلي في البحر الأحمر “قد تكون مؤلمة، لأنها تضرب وتُخل باقتصاد الاحتلال وحركة تنقلاته وتأثيره في مجتمعه”.

لمحة عامة عن المحيط الهندي

يقع المحيط الهندي بين آسيا وأستراليا وأفريقيا، وكذلك المحيط الجنوبي، إذ تحده من الشمال آسيا، ومن الغرب أفريقيا. أما من الشرق فتحده أستراليا. ومن جهة الجنوب، يحده المحيط الجنوبي.

يغطي هذا المحيط نحو 20% من مساحة سطح الأرض، وهو من حيث الحجم يعادل تقريباً أكثر من 5 أضعاف حجم الولايات المتحدة الأمريكية بأكملها، فهو ثالث أكبر محيطات العالم الخمسة (بعد المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي).

تكمن أهمية هذا المحيط الجيوبوليتيكية في أنه يضم 4 ممرات من أهم المعابر المائية، هي قناة السويس (مصر)، وباب المندب (جيبوتي – اليمن)، ومضيق هرمز (إيران – عمان)، ومضيق ملقا (إندونيسيا-ماليزيا).

كما أن المحيط الهندي يعد ساحة رئيسية لحركة النفط والبضائع من جميع أنحاء العالم، بحيث يمر عبره نحو 80% من النفط البحري في العالم، و9.84 مليار طن من البضائع، بحسب أحدث الدراسات.

أبعد من البحر الأحمر

وبعد تكرار استهداف السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال، يمكن القول إن المحيط الهندي أصبح، مثل البحرين الأحمر والعربي، كابوساً لهذه السفن، لأنها ستكون عرضةً للاستهداف من جانب قوى محور المقاومة الذي يواصل دعمه وإسناده لقطاع غزة ومقاومته حتى النصر وفك الحصار عنه.

هذا الأمر دليل آخر، بعد تردد الدول الأوروبية في المشاركة الفعلية فيه، على فشل ما يسمى تحالف “حارس الازدهار” الذي قادته الولايات المتحدة لحماية ملاحة السفن الإسرائيلية، ظناً منها أن ذلك سيردع القوات اليمنية أو قوى محور المقاومة عن استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، إذ إن الرد على أنها لن تردع أحداً من هذا المحور جاء أبعد منه؛ جاء من المحيط الهندي.

*نقلاً عن (الميادين نت)

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: السفن الإسرائیلیة السفن الإسرائیلی فی المحیط الهندی فی البحر الأحمر هذا الاستهداف أبی نادر

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يعرضون مشاهد لاحتجاز 11 فردًا من طاقم سفينة أغرقوها في البحر الأحمر

كشفت جماعة "أنصار الله" الحوثيين عن تسجيل مصور يُظهر عملية إنقاذ واحتجاز 11 فردًا من طاقم السفينة "إيتيرنتي سي" التي أغرقتها في البحر الأحمر هذا الشهر. اعلان

عرضت جماعة "أنصار الله" الحوثيين مشاهد مصوّرة تظهر احتجاز 11 فردًا من طاقم السفينة التجارية "إيتيرنتي سي"، التي تم إغراقها في الثامن من تموز/يوليو الجاري في عرض البحر الأحمر. وأظهرت اللقطات، التي نشرها الإعلام الحربي التابع للجماعة، عملية الانتشال التي استمرت يومين وانتهت بإنقاذ الجرحى وانتشال جثة واحدة.

وأكد الحوثيون أنهم سيواصلون استهداف كل سفينة ترتبط بأي شكل بموانئ إسرائيل، في إطار ما وصفوه بتوسيع الحصار البحري على "الكيان الصهيوني".

بدء "المرحلة الرابعة" من الحصار البحري

جاء هذا التطور بالتزامن مع إعلان الجماعة بدء "المرحلة الرابعة من الحصار البحري"، في بيان حذر من أي تعامل مع إسرائيل على مستوى الشحن أو التشغيل أو التزود. وأكد البيان أن "الملاحة آمنة للجميع عدا السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بموانئها".

وزعمت الجماعة أن السفينة "إيتيرنتي سي"، التي ترفع علم ليبيريا، كانت متجهة فعليًا إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، واعتبرت ذلك انتهاكًا للحظر الذي تفرضه على الملاحة باتجاه إسرائيل. وقالت إنها استهدفت السفينة بعد تجاهلها تحذيرات أرسلت "عبر القناة الدولية 16".

تباين في الروايات حول عدد الطاقم

كانت بعثة الاتحاد الأوروبي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر (أسبيدس) قد أفادت بأن طاقم السفينة مكوّن من 25 شخصًا، وأكدت إنقاذ 10 منهم، مقابل مقتل 4 واعتبار 12 في عداد المفقودين. وأوضحت أن من بين القتلى كبير المهندسين، وأحد أفراد طاقم غرفة المحركات، ومتدرب، فيما أُصيب كهربائي روسي بجروح خطيرة أدت إلى بتر ساقه.

Related الثاني في 3 أيام.. هجوم حوثي ضد سفينة يونانية في البحر الأحمر وبدء عملية إجلاء الطاقمشحنات الأسلحة مستمرة إلى اليمن ولبنان.. إيران تعزز قوة الحوثيين وترمم ترسانة حزب الله؟إسرائيل تهاجم ميناء الحُديدة.. وكاتس يتوعّد الحوثيين: اليمن سيلقى مصير إيران سلسلة من الهجمات البحرية

نفذت جماعة أنصار الله الحوثيين أكثر من 150 هجومًا على السفن منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أسفرت عن غرق أربع سفن، من بينها "إيتيرنتي سي"، وتضرر العديد من السفن الأخرى، بالإضافة إلى مقتل 10 بحارة على الأقل. وشملت الهجمات سفن حاويات وناقلات شحن وسفن شحن سائبة، في مناطق امتدت من البحر الأحمر إلى بحر العرب والمحيط الهندي، ما تسبب في تغيير مسارات الملاحة وارتفاع كلفة الشحن عبر قناة السويس.

وجدد المتحدث العسكري باسم الجماعة العميد يحيى سريع تهديده بأن كل السفن المرتبطة بإسرائيل ستكون "أهدافًا مباشرة"، بغض النظر عن جنسيتها أو الشركة المالكة أو المشغلة، ما لم توقف تعاملها مع الموانئ الإسرائيلية.

تحالفات دولية وردود غير رادعة

رداً على التصعيد، أطلقت الولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن تحالف "حارس الازدهار" لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وشنّت مئات الضربات ضد الحوثيين. لاحقًا، توصلت سلطنة عمان إلى اتفاق مع الجماعة بدأ تطبيقه في 6 أيار/مايو، تعهدت فيه بوقف مهاجمة السفن الأميركية مقابل وقف الضربات، من دون أن يشمل الاتفاق السفن المرتبطة بإسرائيل.

ومع استمرار التهديدات، أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة "أسبيدس" مطلع عام 2024 لحماية السفن في البحر الأحمر، لكن من دون الدخول في مواجهات مباشرة، كما فعلت واشنطن ولندن، وهو ما لم يمنع الحوثيين من مواصلة هجماتهم البحرية حتى الآن.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • من المحيط الهندي إلى باريس وروما… فيروس «شيكونغونيا» يتجاوز الحدود ويهدد المليارات
  • عمليات نوعية للمقاومة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة
  • الحوثيون يعرضون مشاهد لاحتجاز 11 فردًا من طاقم سفينة أغرقوها في البحر الأحمر
  • تداول 9 آلاف طن بضائع في مواني البحر الأحمر
  • تصعيد حوثي جديد ضد إسرائيل: الجماعة تعلن استهداف كل السفن المتعاملة مع تل أبيب
  • الحوثيون يوسّعون دائرة التصعيد: وتهديد صريح باستهداف السفن في البحر الاحمر
  • “القسام” تعلن استهداف برج دبابة صهيونية شرقي جباليا
  • السيسي يتابع إنشاء محور لوجستي لربط البحرين الأحمر والمتوسط
  • الاحتلال يعترف بمقتل ضابط وجندي في عملية المقاومة بخان يونس أمس
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟