الخليج الجديد:
2025-07-03@09:27:45 GMT

مشروع وحدوي تضامني.. أو الجحيم الراهن

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

مشروع وحدوي تضامني.. أو الجحيم الراهن

مشروع وحدوي تضامني.. أو الجحيم الذي نعيشه

لا تستطيع هذه الأمة، بالذات شبابها، أن تسمح لإخفاقات حدثت في الماضي أن تتحكم في مستقبلها.

المشروع التوحيدي التضامني سيدق مسماراً في نعش التدخلات الأجنبية وقوى المصالح الداخلية التي لا تستطيع العيش إلا في أجواء التجزئة والصراعات.

إما مشروع تاريخي، وحدوي تضامني، وإما خروج هذه الأمة، من ساحات الحضارة، والعيش في ذل التهميش والتبعية للكيان الصهيوني، أو الاستعمار الأمريكي.

نشهد سقوط مذهل للقيم والالتزامات العروبية والإسلامية، ولتفشي جهل مميت في مؤسسات الحكم، وعدم فهم هذا العالم، وفهم التعامل مع منجزاته ومع سلبياته.

غياب مأساوي لقيادات تاريخية بأنظمة الحكم العربية، تثور على الذل والهوان والضياع، الذي تعيشه الأمة وتقترح مشروع إنقاذي تقدمه لشعوب وجماهير الأمة وأنظمة الحكم.

* * *

يعجب الإنسان من قدرة أنظمة الحكم العربية على رؤية أهوال ما يحدث في الكثير من الأقطار العربية، مثل ما يحدث من جرائم صهيونية في غزة المستباحة، أو الصراع الدموي المجنون بين الجيش الوطني السوداني ومعارضيه من المغامرين المسلحين، أو بقاء ليبيا دولة مستباحة ومجزأة وعاجزة، أو السماح لأمريكا في فرض حصار اقتصادي خانق على سوريا، وتجويع شعبها، أو الخلاف العبثي بين الجزائر والمغرب حول موضوع الصحراء، الذي أنهك القُطرين العربيين، وغيرها من الأمثلة التي تتراكم وتتعقد وتسمم الأجواء العربية..

أن ترى أنظمة الحكم العربية كل ذلك، من دون أن يتقدم أحدها بمقترح مشروع عربي تضامني وحدوي لإخراج الجميع من جحيم الدمار والذل والانتكاسات والاستباحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، التي يكتوي بنيرانها الجميع من دون استثناء.

لا يمكن أن نصدق ادعاء البعض بأن هذا السقم مفروض على أنظمة الحكم العربية، سواء من قبل دول غربية استعمارية، أو ضغوط صهيونية استخباراتية ابتزازية، أو دول إقليمية لا تريد الخير للعرب، بل نؤمن إيماناً قاطعاً بأن ذلك نتيجة لسقوط مذهل للقيم والالتزامات العروبية والإسلامية، ولتفشي جهل مميت في مؤسسات الحكم، وعدم فهم هذا العالم، وفهم التعامل مع منجزاته ومع سلبياته.

نحن أمام غياب مأساوي لوجود قيادات تاريخية في مؤسسات أنظمة الحكم، قادرة على أن تثور على مشاعر الذل والهوان والضياع، التي تعيشها الأمة وتتبعها باقتراح مشروع إنقاذي تقدمه لشعوب وجماهير الأمة أولاً، ولأنظمة الحكم العربية ثانياً.

لا تستطيع هذه الأمة، بالذات شاباتها وشبابها، أن تسمح لإخفاقات حدثت في الماضي أن تتحكم في مستقبلها، فتعثر الوحدة المصرية السورية الملهمة الواعدة، بسبب مؤامرات الخارج، وأخطاء الداخل، وفاجعة عدم قيام وحدة اندماجية بين العراق وسوريا، عندما كان يحكمهما حزب واحد، بسبب وجود مماحكات طفولية، وتعثر وحدة أقطار مجلس التعاون الخليجي، بسبب خروج هذا القطر، أو ذاك عن الإجماع، باسم سيادات وطنية وهمية، وتعثر اتحاد أقطار المغرب العربي بسبب شعارات مفتعلة مضحكة عن حقوق الأقليات في الانفصال باسم الحق في الحكم الذاتي، وقيام جامعة عربية منزوعة القدرة، على المبادرة الذاتية واقتراح المشاريع وفرض حلول لمشاكل الخلافات بين أعضائها، بسبب السيادة الوطنية الوهمية إياها والمرفوعة دوماً كقميص عثمان..

كل تلك التجارب التي أضاعت الفرص التاريخية لبناء أمة عربية واحدة، متناغمة المكونات والأهداف والوسائل والنضالات، ضد هذا العدو الخارجي أو ذاك، وأصبحت ذكريات مؤلمة في ذاكرة الأمة الجمعية، بل أصبحت سلاحاً في يد الأعداء لتدمير هوية وأحلام هذه الأمة، يجب أن لا يسمح لها بأن تمنع قيام محاولات جديدة، المرة تلو المرة، التي ما إن تسقط على الأرض حتى تقف على رجليها بشموخ وعزم.

وهذا ما نعنيه بالأهمية القصوى لوجود قيادات تاريخية، حينما تتوفر الظروف لقيامها، من أجل معاودة طرح مشاريع حلول إنقاذية تضامنية عروبية موحدة، كخطوة أولى في مسيرة الألف ميل، لكنها كقفزة نفسية وروحية وذهنية في جسم الملايين من شعوب هذه الأمة، الذين لم يقصروا قط في تقديم التضحيات وخوض النضالات والمعارك من أجل كرامة وحرية الإنسان العربي، ومن أجل القيم الأخلاقية والإنسانية الكبرى التي حملتها هذه الجماهير عبر القرون.

لا نبالغ إن كررنا القول بأنه إما قيام مشروع تاريخي جديد، وحدوي تضامني صادق، وإما خروج هذه الأمة، قطراً بعد آخر، من قلب ساحات حضارة العصر، والاكتفاء بالعيش في ذل التهميش والتبعية لمثل الكيان الصهيوني، أو الاستعمار الأمريكي، أو هذه الدولة الإقليمية، أو تلك.

كل خطوة نحو ذلك المشروع التوحيدي التضامني سيدق مسماراً في نعش التدخلات الأجنبية وفي نعش التكفيريين الإرهابيين، وفي نعش قوى المصالح الداخلية التي لا تستطيع العيش إلا في أجواء مماثلة للحاضر، أجواء التجزئة العفنة والصراعات البليدة والخلافات الشخصانية السخيفة وصمت القبور المفجع.

*د. علي محمد فخرو سياسي بحريني، كاتب قومي عربي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العرب فلسطين غزة جرائم صهيونية لا تستطیع هذه الأمة فی نعش

إقرأ أيضاً:

صدام جديد بين ترامب وماسك بسبب مشروع قانون الإنفاق

عاد الملياردير إيلون ماسك إلى قلب الجدل السياسي في الولايات المتحدة بعد فترة ابتعاد، موجها هجوما حادا ضد مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي يدعمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبينما كان مجلس الشيوخ يناقش مشروع القانون، الإثنين، كتب ماسك على منصته "إكس" (تويتر سابقا): "على كل عضو في الكونغرس خاض حملته على أساس خفض الإنفاق الحكومي ثم صوّت لصالح أكبر زيادة للدين في التاريخ، أن يخجل من نفسه! وسيخسرون الانتخابات التمهيدية العام المقبل إذا كان هذا آخر ما أفعله على هذه الأرض".

وبعد ساعات، صعّد ماسك لهجته، معلناً أنه إذا أُقر مشروع القانون، فإنه سيؤسس "حزب أمريكا" في اليوم التالي. وكتب: "بلدنا بحاجة إلى بديل للنظام الأحادي للحزبين الديمقراطي والجمهوري حتى يكون للشعب صوت بالفعل"، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن".


وتوالت الردود سريعاً، إذ هاجمه ترامب في منشور ليلي على "تروث سوشيال"، ملمحاً إلى فتح تحقيق حول دعمه المالي الفيدرالي. وكتب: "قد يكون إيلون ماسك حصل على دعم مالي أكبر بكثير من أي إنسان في التاريخ، وبدون هذا الدعم، لكان من المرجح أن يُغلق مصنعه ويعود إلى جنوب أفريقيا. ربما علينا أن نطلب من وزارة الكفاءة الحكومية أن تلقي نظرة فاحصة على هذا الأمر؟ أموال طائلة يمكن توفيرها!!!".

وكانت العلاقة بين الطرفين قد توترت منذ أسابيع، بعدما وصف ماسك مشروع القانون بأنه "عبودية الديون"، واعتبره دليلاً على أن "أميركا تعيش في بلد الحزب الواحد – حزب بوركي بيغ". وأضاف الإثنين: "حان الوقت لتأسيس حزب سياسي جديد يهتم فعلاً بالشعب".

ويُعد إعلان ماسك نيته دعم المرشحين الذين سيخوضون انتخابات تمهيدية ضد مؤيدي مشروع القانون في الكونغرس من أكثر تهديداته السياسية وضوحاً منذ تركه منصبه كمستشار للبيت الأبيض.

وبحسب سجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية، أنفقت لجنة العمل السياسي التابعة له، America PAC، أكثر من 275 مليون دولار لدعم ترامب ومرشحين جمهوريين في انتخابات 2024، قبل أن يعلن في مايو/أيار أنه يعتزم خفض إنفاقه السياسي.


ويحمل مشروع القانون الذي يناقشه مجلس الشيوخ تبعات مالية ضخمة، إذ يُتوقع أن يضيف نحو 3.3 تريليون دولار إلى العجز خلال العقد المقبل، وفق تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس، أي بفارق كبير عن مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب (2.4 تريليون دولار). وتضم الحزمة تخفيضات ضريبية كبيرة وتخفيضات أقل في الإنفاق، في حين ترى إدارة ترامب أنها ستطلق "النمو الاقتصادي" رغم الانتقادات.

ولطالما دعم ماسك تشريعات ترامب حول الهجرة وتشديد الحدود، لكنه رفض اتهامه بأن معارضته لمشروع القانون مرتبطة بإلغاء دعم السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية. وأكد أن القانون "يمنح امتيازات لصناعات الماضي بينما يلحق ضرراً هائلاً بصناعات المستقبل".

وفي منشوره على "تروث سوشيال"، دافع ترامب عن موقفه، قائلاً: "كان إيلون ماسك يعلم، قبل وقت طويل من تأييده القوي لي، أنني أعارض بشدة فرض السيارات الكهربائية. إنه أمر سخيف، وكان دائمًا جزءًا رئيسيًا من حملتي. السيارات الكهربائية جيدة، ولكن لا ينبغي إجبار الجميع على امتلاكها".

مقالات مشابهة

  • عرض مشروع قانون التعبئة العامة بمجلس الأمة
  • بتوجيه من أمير الرياض.. نائب أمير المنطقة يرعى افتتاح ورشة عمل تحليل الوضع الراهن بإمارة المنطقة
  • ما قصة السحابة المتوهجة التي ظهرت في السماء الليلة وكيف تشكلت؟
  • صدام جديد بين ترامب وماسك بسبب مشروع قانون الإنفاق
  • عبد اللطيف: مشروع تعديل قانون التعليم لا يمس مجانية التعليم التي تعد حقا أصيلا ودستوريا
  • السفارة تدشن مشروعًا لدعم مرضى الفشل الكلوي من السودانيين المقيمين بجمهورية مصر العربية بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة
  • الكرملين: لا محادثات هاتفية مخطط لها بين بوتين ونظيره الأذري في الوقت الراهن
  • تركيا.. إجلاء 50 ألف شخص من الجحيم الأخضر
  • الكونغو الديمقراطية.. عمل تضامني لفائدة ضحايا الفيضانات بمبادرة من سفارة المغرب في كينشاسا
  • عرقاب يعرض مشروع قانون المناجم الجديد أمام أعضاء مجلس الأمة