عبد الوهاب المسيري والعلمانية.. نقد العلمنة الشاملة والتمسك بالخصوصية الحضارية (2)
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
في الزمن العربي الراهن، تتداخل معركتان في معركة واحدة: مقاومة الاحتلال ومجابهة الاستيلاب. فقد أثبتت التجربة أن التحرر من هيمنة الخارج لا يكتمل ما لم يُنجز الداخل تحرره من اغتراب الهوية وانقسام الرؤية. والحال أن حرب الإبادة المستمرة على غزة منذ قرابة عامين، تُظهر عجز الحاضنة العربية والإسلامية عن الوقوف صفًا واحدًا في وجه الاحتلال، ليس فقط بسبب موازين القوى، بل لأن شعوبها ونخبها لم تحسم بعد موقعها من سؤال الهوية، وموقفها من الديمقراطية.
من حداثة في مواجهة الاحتلال إلى هوية في مواجهة الاستلاب
إذا كان عزمي بشارة قد قدّم طرحه للعلمانية من داخل واقع معقد حيث الاحتلال يفرض نفسه كقيد على الدولة والمجتمع معًا، فإن عبد الوهاب المسيري يأتي من سياق مختلف لا يقل التباسًا، لكنه أعمق تماسًا مع سؤال الهوية الثقافية والحضارية في ظل تجربة الاحتلال من جهة، والعلمنة القسرية من جهة أخرى. في فلسطين، بدت العلمانية عند بشارة أفقًا للخروج من قبضة الدين المسلّح بالهوية الطائفية، وبوابة نحو ديمقراطية مدنية لا تقوم على الدين بل على المواطنة. أما في مصر، فقد شهدت حقبة ما بعد الاستعمار المباشر انتقالًا صاخبًا من التحرر الوطني إلى الاستبداد الداخلي، ومن أحلام العدالة الاجتماعية إلى انغلاق السوق المعولم، وكل ذلك تحت يافطة "الحداثة".
حاول المسيري، بعمق فلسفي ونقدي، أن يحرر النقاش حول العلمانية من ثنائية القبول والرفض، ليضعه في إطاره الحضاري الأوسع: هل يمكن بناء نموذج حداثي من داخل الثقافة العربية الإسلامية؟ وهل يمكن تصور علمانية لا تعني إقصاء الدين، بل إدارة حضوره بشكل عقلاني وإنساني؟ وهل الحداثة، كما عُرفت في الغرب، هي قدر الجميع، أم أن هناك حداثات متعددة، إحداها يمكن أن تكون إسلامية في جذورها، إنسانية في أفقها؟في هذا المناخ، تشكّل وعي المسيري في مواجهة مشروع علمنة لم يكن اختياريًا، بل مفروضًا من فوق، باسم التقدم والاندماج في "النظام العالمي الجديد"، بينما الهوية الإسلامية للمجتمع كانت تُدفع تدريجيًا إلى هامش الحياة العامة. ولذلك، فإن نقد المسيري للعلمانية لا ينطلق من الدفاع عن الدين فحسب، بل من الدفاع عن الإنسان، باعتباره كائنًا يحمل تاريخًا وقيمًا وجذورًا لا يمكن بترها باسم الحياد أو العقلانية المجردة.
لقد حاول المسيري، بعمق فلسفي ونقدي، أن يحرر النقاش حول العلمانية من ثنائية القبول والرفض، ليضعه في إطاره الحضاري الأوسع: هل يمكن بناء نموذج حداثي من داخل الثقافة العربية الإسلامية؟ وهل يمكن تصور علمانية لا تعني إقصاء الدين، بل إدارة حضوره بشكل عقلاني وإنساني؟ وهل الحداثة، كما عُرفت في الغرب، هي قدر الجميع، أم أن هناك حداثات متعددة، إحداها يمكن أن تكون إسلامية في جذورها، إنسانية في أفقها؟
هذه الأسئلة ستكون مدخلنا إلى قراءة أطروحة المسيري في هذا المقال، حيث نتوقف عند مفهومه المزدوج للعلمانية (الجزئية والشاملة)، ونفكك نقده للعلمنة كأداة تفريغ رمزي وثقافي، ونتأمل في البدائل التي يقترحها، ليس من أجل رفض العالم، بل من أجل العبور إليه دون خسارة الذات.
مفهوم العلمانية عند المسيري.. من العلمنة الشاملة إلى الخصوصية الحضارية
يشكّل التمييز الذي وضعه عبد الوهاب المسيري بين "العلمانية الجزئية" و"العلمانية الشاملة" أحد المفاتيح الأساسية لفهم موقفه من هذا المفهوم الجدلي. فبينما تنحصر العلمانية الجزئية ـ حسب تعريفه ـ في فصل الدين عن الدولة أو المؤسسات السياسية، وهو ما قد يُعدّ مقبولًا ضمن شروط تاريخية وسياقية معينة، فإن العلمنة الشاملة تعني، في نظره، نزع القداسة عن الكون والإنسان والحياة برمّتها، أي تحويل العالم إلى "مادة صمّاء"، تُدار وفق منطق النفعيّة والمادية الباردة.
وهذا التوصيف للعلمنة الشاملة ليس نظريًا مجردًا في تفكير المسيري، بل هو نقد جذري لمسار حضاري رأسمالي غربي، اختزل الإنسان إلى "كائن اقتصادي" أو "مستهلك"، وأقصى كل ما هو رمزي وقيمي وديني من المجال العام، بل حتى من المجال الخاص أحيانًا. في هذا السياق، تبدو العلمانية الشاملة ـ بحسب المسيري ـ أقرب إلى أيديولوجيا مادية كامنة، تسعى إلى "إعادة تشكيل" الإنسان وفق رؤية أحادية للعقل والعالم.
خلفيته الفكرية والسياسية.. من الأكاديمية الغربية إلى نقد المركزية الغربية
ليس عبد الوهاب المسيري مفكرًا تقليديًا تربّى على المناهج الكلاسيكية فقط، بل هو نتاج احتكاك عميق بالعالم الغربي، حيث درس ودرّس، وتشرّب فلسفاته، قبل أن يبدأ في مراجعة نقدية صارمة لما كان يراه سابقًا جزءًا من منظومة "التحرر الفكري". لقد ساعده هذا المسار الشخصي على فهم بنية العلمانية الغربية من الداخل، لا كـ"مستورد ثقافي"، بل كمثقف عاش صدمتها.
تجربته مع الماركسية أولًا، ثم تحوّله نحو مرجعية إسلامية نقدية، تكشف أن نقده للعلمانية لم يكن انعكاسًا لموقف هوياتي مغلق، بل هو ثمرة تطور فكري طويل، بلغ ذروته في موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية"، التي لا يمكن قراءتها خارج هذا الإطار: تفكيك بنية التفكير الغربي الحديث الذي أنتج الصهيونية، تمامًا كما أنتج العلمنة الشاملة.
العلمانية والهوية الحضارية.. الإسلام كمنظومة قيم لا مجرد دين طقوسي
يصرّ المسيري على أن الإسلام ليس مجرد ممارسات تعبدية أو منظومة لاهوتية، بل هو "نسق حضاري" متكامل يشمل الأخلاق، الاجتماع، السياسة، والرموز الثقافية. من هنا فإن أي علمنة شاملة تحاول طرد الدين من الفضاء العام، أو اختزاله في الضمير الفردي، تُعدّ في رأيه اغترابًا عن جوهر المجتمع العربي الإسلامي.
بل إن هذا النوع من العلمنة لا يُنتج الحرية كما تزعم، وإنما يؤدي إلى استبداد ناعم، يُفرغ الإنسان من قيمه المتعالية، ويحوّله إلى فرد مستهلك، ضعيف، فاقد للمعنى. ولهذا، فإن المسيري لا يرفض العلمانية بوصفها تنظيمًا للعلاقة بين الدين والدولة، بل يرفض أن تكون أداة لمحو الهوية باسم "العقلانية" أو "الكونية".
نقد المسيري للعلمانية الغربية.. نموذج غير قابل للاستنساخ
من أهم مرتكزات نقد المسيري للعلمانية الغربية، اعتقاده بأنها:
ـ نتاج سياق تاريخي خاص: أي صراع طويل بين الكنيسة والدولة في أوروبا، لا يشبه العلاقة بين الدين والدولة في المجتمعات الإسلامية، التي لم تعرف مؤسسة كنسية بالمفهوم الغربي.
ـ مركزية الإنسان المادي: حيث أصبحت مرجعية القيم نفعية فردانية، بدلًا من مرجعية أخلاقية أو متعالية.
إن ما يميز مشروع عبد الوهاب المسيري هو سعيه الدؤوب لتجاوز الثنائيات المغلقة: ديني/علماني، تراث/حداثة، شرق/غرب، عبر بناء رؤية ثالثة لا تنطلق من الدفاع عن الماضي، بل من مساءلته، ولا تنحاز للغرب، بل تُحاوره من موقع نقدي. في طرحه، العلمانية ليست نهاية التاريخ، بل جزء من سجال مستمر حول معنى الإنسان، وحدود السلطة، ووظيفة القيم.ـ تأليه الدولة أو السوق: حين يُقصى الدين، لا تُترك الفراغات دون بدائل، بل تُملأ غالبًا بأيديولوجيات استهلاكية أو استبدادية.
وفي هذا المعنى، يرى المسيري أن استيراد العلمانية الغربية إلى السياق العربي دون تعديل، ليس سوى نوع من "التمركز الغربي"، الذي يصادر على العرب حقهم في بناء نموذج حداثي خاص بهم.
نحو علمانية توافقية.. مقترحات بديلة من داخل السياق
عبد الوهاب المسيري لا يُنهي مشروعه برفض مطلق للعلمانية، بل يفتح الباب أمام تصور مختلف، يقوم على:
ـ التمييز لا الفصل: بمعنى أن العلاقة بين الدين والدولة يمكن تنظيمها عبر التمييز الوظيفي، دون فصل قيمي أو رمزي تام.
ـ الديمقراطية الأخلاقية: حيث لا تقتصر الديمقراطية على الإجراءات والمؤسسات، بل تتأسس على مرجعية قيمية أخلاقية تُغنيها.
ـ المواطنة المتعددة الهويات: أي احترام الانتماءات الدينية والعرقية داخل الدولة المدنية، بدل طمسها أو استغلالها.
ـ الحوار لا الإقصاء: فالمسيري يؤمن بإمكان قيام فضاء عمومي مشترك، لا يُقصي المتدينين ولا يُفرض عليهم شكلًا وحيدًا من الحياة العامة.
المسيري ومشروع إعادة تعريف العلمانية
إن ما يميز مشروع عبد الوهاب المسيري هو سعيه الدؤوب لتجاوز الثنائيات المغلقة: ديني/علماني، تراث/حداثة، شرق/غرب، عبر بناء رؤية ثالثة لا تنطلق من الدفاع عن الماضي، بل من مساءلته، ولا تنحاز للغرب، بل تُحاوره من موقع نقدي. في طرحه، العلمانية ليست نهاية التاريخ، بل جزء من سجال مستمر حول معنى الإنسان، وحدود السلطة، ووظيفة القيم.
ومن هنا فإن المسيري، على خلاف عزمي بشارة، لا يرى في العلمانية شرطًا للديمقراطية، بل يراها خيارًا لا يتحقق إلا إذا احترم السياق الثقافي والديني. فالعلمانية التي تُنتج ديمقراطية دون روح، لا تختلف كثيرًا عن استبداد بغطاء حداثي.
من نقد العلمنة إلى البحث عن توازن جديد في بيروت التعدد
إذا كان عبد الوهاب المسيري قد نحت مشروعه الفكري في مواجهة موجات العلمنة الشاملة، من موقع الدفاع عن الخصوصية الحضارية للإنسان العربي المسلم، فإن التفكير في العلمانية لا ينتهي عند حدود المساءلة أو الرفض، بل يستدعي أيضًا البحث عن صيغ أخرى للتعايش، لا تنكر الدين، ولا تنغلق عليه. وهذا ما سنجده لدى مفكرين آخرين سعوا إلى تقديم مقاربة وسطية، تتفهم دوافع العلمنة، دون أن تُسلّم لها بكامل مشروعها، وفي مقدمتهم رضوان السيد.
ولعلّ انتقال النقاش من القاهرة إلى بيروت، ليس مجرد عبور جغرافي، بل هو ارتحال في طبيعة الأسئلة وشروطها؛ فبيروت لم تكن فقط مسرحًا للحروب الأهلية والصراعات الطائفية، بل كانت ـ ولسنوات طويلة ـ عاصمة الطباعة والنشر العربي، ومنصةً لحوار مفتوح بين التيارات المختلفة، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ومن المتدينين إلى العلمانيين.
بيروت لم تكن فقط مسرحًا للحروب الأهلية والصراعات الطائفية، بل كانت ـ ولسنوات طويلة ـ عاصمة الطباعة والنشر العربي، ومنصةً لحوار مفتوح بين التيارات المختلفة، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ومن المتدينين إلى العلمانيين.لقد ساعدت الطبيعة التعددية لبيروت، بطوائفها ومشاربها الفكرية، في بروز عدد من الأسماء اللامعة في الفكر العربي، ممن لم يقفوا عند حدود الإيديولوجيا، بل خاضوا غمار التفكيك والبناء في آن معًا. وكان رضوان السيد من بين هؤلاء، إذ قدّم طرحًا يتسم بالهدوء المنهجي، وبالحرص على تحقيق توازن دقيق بين الدين والدولة، بين التراث والحداثة، وبين العروبة والإسلام، بعيدًا عن الصخب الأيديولوجي الذي صاحب النقاشات في أماكن أخرى.
وفي مقابل ما طرحه المسيري من مقاومة للعلمنة الشاملة باسم الذات الحضارية، يسعى رضوان السيد إلى تأسيس "علمانية عربية" تأخذ بعين الاعتبار الواقع الطائفي المتشعب، دون أن تنزلق إلى تسييل الدين أو تسليعه، وتُبقي الباب مفتوحًا أمام الحداثة، دون أن تقطع صلتها بالهوية.
بهذا، ننتقل من رؤية ترى في العلمانية خطرًا على الإنسان، إلى رؤية تحاول تطويعها لخدمة الإنسان في مجاله العربي ـ الإسلامي، لا عبر الاستسلام لها، بل بإعادة تعريفها ضمن شروطنا التاريخية والثقافية الخاصة.
في المقال التالي، سنحطّ الرحال في بيروت، المدينة التي لم تكتفِ بأن تكون مسرحًا للجدل حول العلمانية، بل أصبحت مختبرًا حيًّا للتجربة، حيث يكتب رضوان السيد فكره من قلب التعدد، لا من خارجه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير العربي العلمانية علمانية عرب نهضة أطروحات أفكار أفكار أفكار سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد الوهاب المسیری بین الدین والدولة من الدفاع عن رضوان السید فی مواجهة أن تکون من داخل فی هذا
إقرأ أيضاً:
هل يمكن فتح أبواب الطائرة أثناء التحليق؟
#سواليف
لطالما شكلت فكرة #فتح_باب_الطوارئ أثناء #الطيران مصدر قلق للعديد من #المسافرين، لكن الحقيقة العلمية تقدم لنا صورة مطمئنة تعتمد على قوانين الفيزياء والهندسة الدقيقة.
فعندما تبلغ الطائرة مرحلة العبور (مرحلة من مراحل تحليق الطائرة. وهي مستوى ارتفاع الطائرة بعد الإقلاع)، تتحول أبواب الطوارئ إلى ما يشبه القلعة الحصينة بفضل نظام الضغط الجوي المحكم.
وبحسب الخبراء، فإن التصميم الفريد لأبواب الطائرات يجعلها تعمل بنظام “المقبس” (plug-type)، حيث يصبح الباب أكثر إحكاما كلما زاد فرق الضغط بين داخل المقصورة وخارجها. ويوضح #الطيارون أن الضغط داخل المقصورة أثناء الطيران يصل إلى 9 أرطال لكل بوصة مربعة، ما يعني أن الباب الذي تبلغ مساحته 20 قدما مربعا يتحمل قوة هائلة تعادل عشرات الأطنان. وهذه القوة الهائلة تجعل من المستحيل عمليا على أي شخص فتح الباب أثناء الطيران، حتى لو حاول بكل قوته.
مقالات ذات صلة اليابان تسجل شهر حزيران الأكثر حرا على الإطلاق 2025/07/02أما على الأرض، فإن أنظمة القفل الذكية في الطائرات الحديثة تمنع فتح الأبواب عندما تتجاوز الطائرة سرعة 80 عقدة (148 كم/ساعة) على المدرج. وهذه الآليات التلقائية تضمن #سلامة_الطائرة في جميع مراحل الرحلة، من الإقلاع حتى الهبوط.
ورغم هذه الضمانات الهندسية، فإن التاريخ الطويل للطيران سجل بعض الحوادث النادرة، أشهرها قصة “دي بي كوبر” (D.B. Cooper) الذي اختطف طائرة عام 1972 ثم قفز بالمظلة من الباب الخلفي حاملا فدية مالية كبيرة. أما في العصر الحديث، فمعظم الحوادث تقتصر على محاولات فاشلة، مثل حالة الراكبة التي حاولت فتح الباب على ارتفاع 30 ألف قدم عام 2023.
ومن الناحية القانونية، تعد محاولة فتح أبواب الطوارئ جريمة جوية خطيرة تترتب عليها عقوبات صارمة. في أستراليا مثلا، قد تصل العقوبة إلى 10 سنوات سجن لكل محاولة، كما حدث مع أحد الركاب عام 2023. ولا يستثنى من ذلك حتى طاقم الطائرة، حيث اضطر مضيف طيران سابق لدفع 10 آلاف دولار كتعويض بعد أن استخدم زلاجة الطوارئ لمغادرة الطائرة بشكل غير نظامي.
وقد جعل التطور التكنولوجي في صناعة الطائرات من هذه الحوادث أكثر ندرة، حيث أصبحت أنظمة المراقبة الحديثة قادرة على كشف أي محاولة عبث بالأبواب في لحظتها. كما أن التوعية الأمنية في المطارات ساهمت في تقليل الحوادث المتعمدة، رغم أنها لم تمنع تماما بعض المحاولات الناتجة عن نوبات ذهانية أو دوافع انتحارية.
ويؤكد خبراء الطيران أن مخاوف الركاب من فتح الأبواب أثناء الطيران لا أساس لها من الناحية العلمية والعملية. فالقوانين الفيزيائية والهندسية التي تحكم صناعة الطائرات، بالإضافة إلى أنظمة الأمان المتطورة، تجعل من هذا السيناريو ضربا من المستحيل في الظروف العادية.