محكمة العدل الدولية تختتم جلساتها بعد الاستماع لرد إسرائيل بشأن اتهامها بالإبادة الجماعية في غزة
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
اختتمت محكمة العدل الدولية بمقرها في لاهاي اليوم الثاني والأخير لجلسات الاستماع للمرافعات بشأن الشكوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام المحكمة ضد إسرائيل متهمة إياها بارتكاب إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين من خلال حربها على قطاع غزة.
وأكدت إسرائيل في ردها على هذه الشكوى أمام محكمة العدل الدولية الجمعة أنها لا تسعى لتدمير الشعب الفلسطيني في غزة، معتبرة أن اتهامها بارتكاب أعمال إبادة «يعد» أمر «خبيث» و «تشويه للحقائق».
وقال تال بيكر كبير المحامين المدافعين عن إسرائيل في المحكمة أن جنوب أفريقيا «قدمت إلى المحكمة للأسف حقائق وصورة سردية وقانونية مشوهة بشكل عميق».
وعرض بيكر مقاطع ڤيديو وصورا ورسم أمام القضاة صورة للفظائع التي ارتكبتها على حد قوله حركة حماس خلال هجومها على اسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
وزعم أن عناصر من حركة حماس «عذبوا أطفالا أمام ذويهم وأباء أمام أطفالهم واحرقوا أشخاصا» وارتكبوا «عمليات اغتصاب».
وشدد المحامي على أن الرد العسكري الإسرائيلي يندرج في إطار الدفاع عن النفس ولا يستهدف المدنيين، مؤكدا أن «إسرائيل منخرطة في حرب دفاعية ضد حماس وليس ضد الشعب الفلسطيني».
ومضى يقول إنه في ظل هذه الظروف «ما من اتهام أكثر نفاقا وأكثر خبثا من اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة». ورأى أن «كل حجج (جنوب أفريقيا) تستند إلى وصف يتعمد إخراج الأمور من سياقها والتلاعب بحقيقة الأعمال القتالية الحالية».
وبما أن جنوب أفريقيا تطالب بتدابير عاجلة، قد تتخذ المحكمة قرارا في غضون أسابيع قليلة. وقرارات المحكمة مبرمة وملزمة قانونا لكنها لا تملك سلطة تطبيقها.
في المقابل، لن تبت في جوهر القضية على الفور بل ستكتفي في درس ما إذا كانت حقوق سكان غزة الأساسية مهددة أم لا.
من جهتها، رفضت برلين تهمة ارتكاب «أعمال إبادة» التي وجهتها جنوب أفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، محذرة من «الاستغلال السياسي» لهذه التهمة.
وقالت الحكومة الألمانية في بيان إنها «ترفض بشدة وبصراحة اتهامات الإبادة الموجهة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وهذا الاتهام لا أساس له من الصحة».
وأضافت «نظرا لتاريخ ألمانيا وللمحرقة التي شكلت جريمة ضد الإنسانية (…) تشعر (الحكومة الألمانية) أنها مرتبطة بشكل خاص باتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها».
في هذه الأثناء، نددت الأمم المتحدة الجمعة بالصعوبة المتزايدة التي تعيق إيصال المساعدات إلى شمال قطاع غزة، متهمة الجيش الإسرائيلي بوضع عقبات أمام إدخال إمدادات الوقود وخصوصا إلى المستشفيات.
وصرح ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو للصحافيين في جنيڤ، أن «العمليات في الشمال تزداد تعقيدا. نصطدم برفض منتظم من الطرف الإسرائيلي».
وأوضح دي دومينيكو، متحدثا عبر الفيديو من القدس، أن إسرائيل وافقت «جزئيا» على ثلاث مهمات الخميس، غير أنها لم توافق في الأيام السابقة سوى على مهمة واحدة من أصل سبع.
من جهتها، طالبت ممثلة اليونيسيف في الأراضي الفلسطينية، لوسيا إلمي، عبر الڤيديو من القدس بالسماح لعدد أكبر من القوافل الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة.
وقالت إن «إجراءات التفتيش لا تزال بطيئة وغير متوقعة النتائج. وبعض المواد التي نحن بحاجة ماسة إليها تبقى خاضعة للقيود بدون تبريرات واضحة»، في حين أن أكثر من 1.1 مليون طفل مهددون بسوء التغذية والأمراض جراء النزاع.
إلى ذلك، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) المزودة للإنترنت والهاتف، الجمعة، انقطاع كافة خدمات الاتصال تماما بقطاع غزة في اليوم الثامن والتسعين للحرب.
وقالت الشركة في بيان مقتضب «نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكل خدمات الهاتف الخلوي والثابت والإنترنت مع قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر».
هذا، وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة إلى 23708 أشخاص.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، في بيان صحافي «نعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 23708 شهداء و60005 إصابات منذ السابع من أكتوبر الماضي».
وأشار البيان إلى مقتل 151 شخصا وإصابة 248 خلال الـ 24 ساعة الماضية، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة.
وأوضح أن عددا كبيرا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقال شهود عيان ومصادر محلية إن الطيران الإسرائيلي استهدف منزلا سكنيا قرب مستشفى شهداء الأقصى غرب مدينة دير البلح، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا وإصابة آخرين بجروح بالغة.
وأضاف الشهود أن الطيران عاد في وقت لاحق واستهدف مجموعة من الفلسطينيين في شارع صلاح الدين جنوب مدخل دير البلح ومنزلا في حي البشارة وسط دير البلح، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرة فلسطينيين على الأقل.
في هذه الأثناء، استمرت الاشتباكات المسلحة في خان يونس جنوب قطاع غزة ومخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 15 جنديا، بينهم 3 بحالة خطرة خلال 24 ساعة.
من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق بوساطة قطر لإيصال أدوية «في الأيام المقبلة» إلى الرهائن الذين مازالوا محتجزين في غزة.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة جنوب أفریقیا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
طقس العالم هذا الأسبوع.. حرائق صيف أوروبا وثلوج جنوب أفريقيا
تتهيأ القارة الأوروبية هذا الأسبوع لاستقبال موجة حارة استثنائية، بعد أيام من العواصف الرعدية العنيفة التي اجتاحت أجزاءً واسعة منها. ووفقًا لتقارير الأرصاد الجوية، من المتوقع أن تسجل درجات الحرارة ارتفاعًا يصل إلى 10 درجات مئوية فوق المعدلات الموسمية، لا سيما في إيطاليا، التي تستعد لمواجهة ذروة الحرارة خلال الأيام المقبلة.
ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة في مدينة فلورنسا بمنطقة توسكانا إلى 39 درجة مئوية يوم الخميس، وتستمر على هذا النحو حتى نهاية الأسبوع. وتشمل موجة الحر ألمانيا وفرنسا وبلجيكا، حيث يُتوقع أن تسجل درجات الحرارة ارتفاعًا بمعدل 9 درجات مئوية فوق المتوسط لشهر يونيو، فيما ستتأثر مناطق أوروبية أخرى بارتفاعات تتراوح بين 5 و7 درجات مئوية.
وتُعزى هذه الظاهرة إلى تكون "قبة حرارية" ناجمة عن نظام ضغط جوي مرتفع، يؤدي إلى هبوط الهواء وضغطه وارتفاع درجة حرارته، ما يتسبب في احتباس الحرارة بالقرب من سطح الأرض.
وعلى النقيض من الأجواء الحارة في أوروبا، تواجه جنوب إفريقيا عاصفة قوية اجتاحت أجزاءً من البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع، خصوصًا في منطقتي كيب الغربية والشمالية. وتشير التوقعات إلى أن العاصفة ستشتد هذا الأسبوع وتتجه شرقًا لتؤثر على المناطق الوسطى والشرقية، مسببةً أحوالًا جوية قاسية.
وتسببت هذه الظروف الجوية في انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، حيث وصلت بعض المناطق إلى مستويات أدنى بأكثر من 7 درجات مئوية من المعدلات المعتادة، وزادت الرياح العاتية من الإحساس بالبرودة.
وشهد إقليم كيب الشرقية هطول أمطار غزيرة تجاوزت 100 ملم في بعض المناطق الساحلية يوم الإثنين، مع تحذيرات من فيضانات محتملة. كما يُتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 100 كيلومتر في الساعة، ما قد يزيد من حدة تأثيرات العاصفة.
وتشير التوقعات أيضًا إلى تساقط الثلوج بكثافة، ما قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في حركة النقل وتحديات للبنية التحتية.
وترجع هذه الظواهر الجوية إلى نظام منخفض جوي قوي يُعرف بـ"المنخفض المنعزل"، حيث ينفصل عن التيار النفاث الرئيسي، ما يسمح بتدفق الهواء البارد والجاف من المرتفعات، ويتفاعل مع الرطوبة السطحية لينتج مزيجًا متقلبًا من الأمطار والرياح والثلوج.
وقد دعت السلطات الجنوب إفريقية المواطنين إلى توخي الحذر، وتقييد التنقلات، ومتابعة التحديثات الرسمية للأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة.