مسندم.. لؤلؤة الشمال النابضة بالحياة والوجهة السياحية الأفضل للباحثين عن سحر الطبيعة والمغامرات
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
الرؤية- فيصل السعدي
تعتبر محافظة مسندم واحدة من أجمل الوجهات السياحية في سلطنة عمان والمنطقة، حيث تتميز بتنوع تضاريسها وطبيعتها الخلابة وتاريخها العريق، بالإضافة لموقعها الاستثنائي حيث تمتد على مسطحي بحر عمان والخليج العربي لتكون ممرا مائيا مهما يصل بين حضارات الشرق القديمة سابقاً وبين مراكز التجارة والمال ومواقع إنتاج وتصدير البترول حديثاً.
وتعد السياحة في مسندم تجربة فريدة من نوعها لأنها تناسب جميع الفئات العمرية وتتنوع مع اختلاف توجهات الزائرين، إذ تجمع المحافظة العديد من الوجهات السياحية بدءًا من الشواطئ الرملية الجميلة وصولا إلى الجبال الشاهقة والوديان الخلابة، كما توفر المحافظة فرصًا لممارسة الأنشطة الرياضية المثيرة مثل ركوب الأمواج والغوص وركوب الدراجات الجبلية.
وأصبحت محافظة مسندم بمضيقها وجزرها وموقعها الجغرافي المتفرد قبلة سياحية في الخارطة العالمية للسياحة، واعتبرت لؤلؤة العالم والوجهة السياحية المفضلة لدى الكثير من السياح من شتى دول العالم، وقديماً قال البريطانيون في أوج ازدهار إمبراطوريتهم "لو كان العالم خاتما فإنَّ هرمز لؤلؤته".
وفي ظل التوجيهات السامية لتطوير المحافظات وتكثيف الجهود لتنمية القطاع السياحي والاقتصاد المحلي، أشارت الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة في أعداد زوار محافظة مسندم، فقد سجل المركز الوطني للإحصاء والمعلومات 3.846 مليون نزيل في المنشآت الفندقية لمحافظة مسندم لعام 2023 بنسبة تشغيل 35.8%. ومع الجهود المتواصلة لإنشاء مشاريع سياحية ترفيهية تلبي مطالب السياح، فقد استقبلت محافظة مسندم 52 سفينة سياحية عملاقة على مدار عام 2023 تحمل 76156 ألف سائح.
وتتمتع مسندم بالعديد من المزارات التراثية والتاريخية التي تحكي عراقة المحافظة، فهناك ما يزيد عن 46 معلمًا أثريًا مسجلًا لدى وزارة التراث والسياحة لتشمل أبراج ومساجد وحصون وقلاع بالإضافة إلى 4 مقابر أثرية و 115 حارة، وقد تم تسجيل 25009 آلاف زائر لحصن حصب وحصن الكمازرة وحصن بخا وحصن دبا بحسب آخر إحصائيات للوزارة.
وتعمل وزارة التراث والسياحة على استمرارية دعم وتطوير المتاحف ووضع استراتيجيات للاستثمار في هذه المزارات ورفدها بالقطع الأثرية التي يتم العثور عليها نتيجة عمل فرق التنقيبات الأثرية بالتنسيق مع البعثات الخارجية، وعلى سبيل المثال فقد تم العثور على أكثر من 7000 قطعة أثرية يتم عرضها في موقع دبا الأثري.
ولم تقتصر جهود الوزارة على الترويج لمحافظة مسندم عبر الطرق التسويقية المختلفة والتي من بينها طباعة كتيبات وخرائط وإرشادات خاصة للسائحين وفقط، بل أنجزت الوزارة العديد من المشاريع السياحية التي تساهم في تنمية القطاع السياحي وتجعل من المحافظة وجهة سياحية عالمية، مثل مشروع السلك الانزلاقي الذي يعد خطوة ناجحة في سياحة المغامرات، والذيث يتيح للسائحين خوض تجارب ومغامرات مميزة.
ويبلغ طول السلك الانزلاقي 1.850 كيلومتر بارتفاع 220 مترا، ويمتد من منطقة فت ويمر فوق خور قدى ومنطقة موخي وصولا إلى فندق أتانا خصب".
وفي تصريحات صحفية، ذكر معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، أن عدد المشاريع التنموية والسياحية في المحافظة بلغ 56 مشروعًا بإشراف من مكتب المحافظ، مضيفا: "يأتي في مقدمة هذه المشاريع تطوير الواجهات البحرية والحدائق العامة وملاعب الأطفال، بالإضافة إلى خدمات الطرق والإنارة والتطوير الحضري بالمدن والقرى البحرية، تليها المشروعات السياحية، حيث تتنوع بين المنتجعات والفنادق من فئة خمس نجوم، وكذلك تطوير الأنشطة السياحية اليومية التي تكون مقصدًا للسياح، إلى جانب أنشطة المغامرات، حيث تم تدشين مركز مغامرات عُمان الذي ضم عددًا من المغامرات، بالإضافة إلى أنشطة المغامرات المائية والأنشطة الرياضية الجبلية كالمشي وتسلق الجبال وغيرها".
ولقد جاء المرسوم السُّلطاني رقم (54/ 2022م) بإنشاء محمية المنتزه الوطني الطبيعي بمحافظة مسندم، تأكيدًا على الاهتمام السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- على التنويع الاقتصادي في المحافظات وإبراز التنوع الجغرافي والطبيعي للمحافظة.
وتبلغ مساحة المحمية 1149.40 كم2، لتشمل تسع جزر بحرية والسواحل والمياه الضحلة البعيدة عن الشاطئ والخيران والخلجان، إذ تعد الجزر من أهم المواقع التي لم تتأثر بالتدخلات البشرية، وهي ذات أهمية وطنية وإقليمية، فضلًا عن كونها مناطق آمنة لتعشيش عدة أنواع من الطيور البحرية والبرية، كما أنها تحتوي على مناظر طبيعية خلابة.
ومع وجود العديد من الأخوار البحرية الفاتنة ذات التعرجات والأطوال المختلفة بين تضاريس وجبال شاهقة، يمكن للسائحين مشاهدة الثدييات البحرية مثل الدولفين ذي الأنف القنيني والأنواع المحلية من الدولفين العادي، وكذلك الدولفين سبنر والحوت الأحدب وغيرها من الكائنات البحرية.
وتتضمن ولايات المحافظة الأربع خصب وبخاء ودبا ومدحا، أعدادا كبيرة من الجزر الصخرية مثل جزيرة أم الغنم وجزيرة أم الطير وجزيرة سلامة وبناتها وغيرها من الجزر، وقد تعد جزيرة مقلب "التلغراف"من أشهر الجزر وهي جزيرة واقعة في مياه خور شم بولاية خصب، وتعد محطة وقوف الجولات السياحية.
ويتميز "شتاء مسندم" بنشاطات متنوعة للتعرف على عدد من الوجهات التي تستقطب السائحين مثل تجربة التخييم مشاهدة الدلافين والاستمتاع بمشاهدة الشعاب المرجانية وزيارة الدرج الجبلي وغيرها من اهتمامات محبي السياحة الشتوية.
وتحرص وزارة التراث والسياحة على الترويج لموسم الشتاء في مسندم، وتنظيم عدد من الفعاليات المتنوعة، والتي تشمل أنشطة المغامرات والترفيه والفن والثقافة والرياضة، بالإضافة إلى تنظيم رحلات لاستكشاف الكهوف الجبلية وركوب الطيران الشراعي ورحلات السفاري والغوص وتسلق الجبال.
كما استضافت المحافظة العام الماضي فعاليات بطولة إكستيرا مسندم 2023، والتي تعد حدثًا عالميًّا يجمع بين الترويج السياحي ورياضة المغامرات، ومن أكبر العلامات الرياضية في سباقات التراثلون الجبلي، ما يرسخ مكانة المحافظة على الخريطة العالمية وتصنيفها وجهة أساسية للرياضات الجبلية في المنطقة والعالم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: محافظة مسندم بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
الجزيرة ببركة الموز.. وجهة سياحية ورياضية واعدة بين أحضان الطبيعة
تشهد "قرية الجزيرة" في بركة الموز بمحافظة الداخلية نهضة تنموية بارزة جعلتها من أبرز مناطق الجذب السياحي والرياضي في المحافظة، ويعود هذا التميز إلى ما تزخر به من مقومات طبيعية ساحرة، تتنوع بين مزارع النخيل والموز، والمناظر الجبلية الخلابة، بالإضافة إلى توفر عدد من المقاهي الحديثة التي تضيف طابعا حضريًا راقيا يعزز جاذبية المكان.
وفي إطار دعم البنية الأساسية وتعزيز الجاذبية السياحية، نفذت الشركة العمانية لنقل الكهرباء مؤخرًا مشروعا مميزا لتركيب 80 عمود إنارة تعمل بالطاقة الشمسية على امتداد 1.2 كيلومتر داخل المنطقة، ويُعد هذا المشروع من المبادرات الرائدة التي تخدم الزوار والمواطنين على حد سواء، حيث وفر بيئة آمنة وجاذبة لممارسة الرياضة والتنزه في الفترة المسائية، كما يعكس التزام الشركة بمسؤوليتها المجتمعية وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة.
كما تواصل لجنة معسكر بركة الموز الأهلي جهودها المجتمعية الداعمة للسياحة والرياضة، من خلال تنفيذها لمشروع جديد يربط شارع الخدمات الداخلي بالشارع المؤدي إلى منطقة الجزيرة. ويتعلق المشروع بإنشاء ممشى تراثي بطول 150 مترًا مزود بـ12 كشافًا يعمل بالطاقة الشمسية.
وقال هاشل بن سعود الناعبي، رئيس لجنة معسكر بركة الموز الأهلي: "في إطار تفعيل المبادرات الخيرية ضمن روزنامة أعمال اللجنة، شرعنا في تنفيذ مشروع تمهيد طريق مشاة بالقرب من منطقة الجزيرة بلمسة تراثية، مع تركيب كشافات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، لتمكين أفراد المجتمع من استغلال الموقع خلال الفترة الليلية. ويهدف المشروع إلى تسهيل الحركة الداخلية، وتشجيع رياضة المشي، كما يشكل شريانًا أساسيًا يختصر المسافة بين الطرق الحيوية".
وأضاف الناعبي أن المشروع يأتي في تماشٍ مع التوجهات نحو تعزيز الخدمات المجتمعية المستدامة، وقد بلغت تكلفته نحو 1200 ريال عماني بتمويل تطوعي، ما يعكس روح التكاتف المجتمعي وحرص أبناء المنطقة على تطوير بيئتهم بما يخدم مختلف فئات المجتمع والسياح.
وتأتي هذه المشاريع ضمن حراك تنموي متكامل يهدف إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على الطابع التراثي المحلي وتوفير الخدمات الحديثة، بما يعزز من مكانة بركة الموز كوجهة سياحية ورياضية واعدة على خارطة السياحة العمانية.