خصب- العُمانية

يسهم ميناء خصب بمحافظة مسندم -بوصفه أحد المنافذ الاقتصادية المهمة- في تعزيز الحركة السياحية والتجارية لا سيما من خلال استقطابه كبرى السفن السياحية؛ ما جعله منفذًا تجاريًّا نشطًا خصوصًا بعد التوسعات الجديدة التي شهدها الميناء خلال الفترة الماضية تمثلت في إضافة كاسر أمواج رئيسي وأرصفة تجارية وتعميق حوض الميناء لاستيعاب الحركة المتزايدة مع الأسواق واستقبال السفن السياحية القادمة إلى المحافظة.

وقالت مريم بنت محمد الشحية رئيسة قسم الترويج السياحي بإدارة وزارة التراث والسياحة بمسندم إنّ الميناء يشهد توافد العديد من السفن السياحية وعلى متنها العديد من السياح من مختلف دول العالم، موضحة أنّ السياح القادمين إلى المحافظة يتعرفون على أبرز المعالم الحضارية فيها مثل حصن خصب وقلعة الكمازير، والاستفادة من الأنشطة السياحية المتاحة، منها مشاهدة الدلافين والقيام برحلات بحرية أو برية بالتنسيق مع المكاتب السياحية. وأضافت- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أنّ فترة الذروة السياحية في محافظة مسندم تبدأ من شهر نوفمبر من كل عام، مشيرة إلى أنّ عدد السياح حتى شهر ديسمبر 2023، عبر السفن العملاقه وصل إلى 76156 سائحًا، كما بلغ عدد السفن خلال تلك الفترة ما يقارب 52 سفينة عملاقة. وتابعت القول إن الميناء خصص منافذ تسويقية للأسر المنتجة لعرض وبيع منتجاتها للسياح القادمين عبر السفن السياحية، مبينة أنَّ هناك العديد من الفعاليات والمناشط والمهرجانات التي تقام في المحافظة بالتعاون بين مكتب محافظ مسندم ومختلف الجهات المعنية، منها "شتاء مسندم" ومعرض تراثي حرفي بالإضافة إلى المهرجان البحري.

وتقول براندا- أحد السياح القادمين على سفينة إم إس سي (أوبرا) السياحية- إنَّ هذه هي الزيارة الأولى لها إلى سلطنة عُمان متطلعة إلى التعرف عليها واستكشافها عن قرب. وأضافت أنَّ ما يميّز سلطنة عُمان عن باقي الدول هي ثقافتها وأنهّا تتمتع بشواطئ جميلة. ويقول نيكل من مقدونيا إنَّ هذه هي زيارته الأولى إلى سلطنة عُمان، معربًا عن أمله في استكشاف المزيد وزيارة أهم المعالم الثقافية والسياحية فيها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدينة النهود.. بوابة الزراعة والتجارة في غرب السودان

مدينة تقع في ولاية غرب كردفان جنوب غربي السودان، وهي من المدن المحورية في الإقليم لما تتمتع به من موقع إستراتيجي عند تقاطع طرق رئيسية تربط كردفان ودارفور. وتشتهر المدينة بتنوعها الثقافي، وأهميتها الاقتصادية، وتاريخها العريق الذي تأثر بمحطات نضالية ونزاعات متعاقبة. وتأثرت النهود بشكل كبير بالحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023. 

الموقع الجغرافي

تقع مدينة النهود في ولاية غرب كردفان جنوب غرب السودان، عند تقاطع طرق حيوية تربط بين إقليمي كردفان ودارفور، وهو ما يجعلها نقطة إستراتيجية مهمة في حركة التجارة والنقل.

وتتموضع المدينة عند دائرة عرض 12.7 شمالا وخط طول 28.43 شرقا. وتتميز بمناخ صحراوي جاف وحار، إذ تتراوح درجات الحرارة فيها بين 20 و45 درجة مئوية مع تساقط الأمطار في فصل الصيف.

السكان

يُقدر عدد سكان مدينة النهود بنحو 108 آلاف نسمة، مما يجعلها واحدة من المدن المكتظة في غرب كردفان. ويتحدث سكانها اللغة العربية ويمتازون بتنوع ثقافي ملحوظ، وهي موطن قبيلة "الحَمَر" ذات التاريخ العريق في المنطقة.

مدينة النهود السودانية هي موطن قبيلة "الحَمَر" ذات التاريخ العريق في المنطقة (خرائط غوغل) التاريخ

تأسست مدينة النهود في القرن الـ19 تحت اسم "أبو بردي"، نسبة إلى شخص حفر بئرا في المنطقة جذبت السكان للاستقرار حولها.

وفي عام 1924، شهدت المدينة نشاطا ثوريا ضد الاستعمار البريطاني للسودان، الذي قادها في إقليم كردفان علي عبد اللطيف، وهو أحد أبرز الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية السودانية.

وفي العقود التالية، تأثرت النهود بشكل كبير بالحروب والنزاعات التي شهدها السودان، إذ كانت مسرحا لصراعات محلية عدة، لا سيما إبان الحرب الأهلية الثانية (1983-2005)

كما أدت الصراعات بين الحكومة السودانية ومجموعات المعارضة المسلحة إلى تدهور كبير في أوضاع السكان، وانعكست سلبا على البنية التحتية والاقتصاد في المنطقة.

ما بعد حرب 2023

مثلها مثل عدد من المدن السودانية، تأثرت مدينة النهود بشكل كبير بالحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023.

وفي يوليو/تموز 2024، تحولت المدينة إلى عاصمة إدارية مؤقتة لولاية غرب كردفان بعد سقوط عاصمتها الأصلية الفولة في قبضة الدعم السريع. وشكلت النهود نقطة عبور إستراتيجية استخدمها الجيش السوداني لإرسال قواته إلى إقليم دارفور غرب السودان.

وبعد معارك عنيفة أودت بحياة ما لا يقل عن 300 شخص، أعلنت قوات الدعم السريع في مايو/أيار 2025 سيطرتها على المدينة، بما في ذلك مقر قيادة اللواء الـ18 مشاة التابع للجيش، وذلك عقب عدة محاولات سابقة لإحكام قبضتها عليها.

وبحسب تقارير إعلامية، تدهورت الأوضاع الإنسانية في المدينة بعد ذلك، إذ عانت من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية، كما واجهت المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات، وتعرضت العديد من المحال التجارية والمنازل لأضرار جسيمة.

إعلان  الاقتصاد

تعتبر مدينة النهود مركزا اقتصاديا بارزا في ولاية غرب كردفان، ويعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على الزراعة وتربية الماشية، وتشتهر بخصوبة أراضيها مما يتيح لزراعة محاصيل رئيسية من بينها الذرة الرفيعة والسمسم والفول السوداني والدُّخُن، وهو ما جعلها نموذجا إنتاجيا وزراعيا مميزا في البلاد.

وتمثل الأسواق التقليدية -وفي مقدمتها "السوق الكبير"- أحد أبرز معالم المدينة، وتُعرض فيها سلع متنوعة تشمل التوابل والملابس والصناعات اليدوية، وهو ما يعكس ثراء ثقافة المنطقة وتنوعها.

وإضافة إلى الزراعة، تساهم تربية الماشية في دعم الاقتصاد المحلي، إذ إن عددا من السكان يعتمدون على الأغنام والأبقار والماعز ويعتبرونها مصدر دخل وغذاء رئيسي.

وبفضل موقعها الجغرافي الإستراتيجي، أصبحت النهود مركزا تجاريا نشطا، إذ تربط بين مناطق دارفور ودولة تشاد عبر شبكة طرق حيوية كبرى.

كما تزخر المدينة ببنية تحتية جيدة تشمل مدارس ومؤسسات تعليمية عدة، إلى جانب المراكز الصحية والمستشفيات. وتنشط فيها أيضا مشاريع البناء وتجارة التجزئة بشكل متزايد، الأمر الذي عكس النمو السكاني المستمر فيها.

مقالات مشابهة

  • قناة السويس تُوسّع مساراتها الملاحية لتعزيز قدرتها على استيعاب السفن العملاقة
  • تنفيذ مشروع لتنمية ثروة المحار في مسندم
  • بـ3 ملايين ريال.. إسناد مشاريع تنموية في الداخلية لتعزيز كفاءة الخدمات
  • ورشة احترافية للتصوير تحت الماء بمحافظة مسندم
  • نقيب السياحيين حمدي عز: مؤتمر السياحة الصحية نمط جديد علي خريطة مصر السياحية
  • اقتصادية قناة السويس: نتطلع لتعزيز التعاون مع بنما في القطاعات الصناعية والخدمات البحرية
  • الحصار البحري اليمني يجبر العدو على تحويل ميناء إيلات إلى “كازينو حكومي”
  • طقس المنطقة الشرقية.. أمطار خفيفة على العديد وذعبلوتن
  • كيف تسهل موسكو جولات السياح العرب في أرجائها؟.. خدمات جديدة بانتظارهم
  • مدينة النهود.. بوابة الزراعة والتجارة في غرب السودان