رحلة إلى روسيا.. وحديث تاريخي عن الإسلام وإشكالياته في الواقع المعاصر
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أقيمت مساء أمس محاضرة ثقافية بعنوان "روسيا والإسلام.. التأريخ وإشكاليات الواقع المعاصر" قدمّها البروفيسور والمؤرخ الروسي كوكولين فلاديسلاف، في النادي الثقافي، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين لتتبُّع الخط التاريخي للإسلام في روسيا.
استعرض كوكولين خلال المحاضرة تاريخ انتشار الإسلام في روسيا في القرن السابع الميلادي، وارتباطه بتوسُّع الخلافة العربية وأنشطتها العسكرية، حيث أوضح أن الإسلام أولًا انتشر في داغستان ابتداء من مدينة ديربينت التي انتشرت فيها المساجد بشكل كبير، وتم بناء مسجد الجمعة في ديربينت في القرن الثامن الميلادي، ثم انتشر في "واحة ميرف وخراسان"، وكان للدعاة الصوفيين دور في نشر الإسلام في داغستان.
وانتقل المحاضر للحديث عن المدينة الثانية التي انتشرت فيها الإسلام وهي مدينة فولغا في بلغاريا، والتي كانت مرتبطة بالتجارة مع خوارزم ودولة روسيا، وكانت "فولغا البلغارية" مركز انتشار الإسلام في آسيا الوسطى، وتم بناء مسجد عام 1146م، واستعرض المحاضر عددا من المواقع والمساجد التي تعود لوجود الإسلام في هذه المنطقة، وأصبح الإسلام دين الدولة في فولغا بلغاريا.
وقال فلاديسلاف: "في القرنين الـ13 والـ14 انتشر الإسلام في القبيلة الذهبية، وكتب ابن بطوطة عن انتشار الإسلام في أراضي القبيلة الذهبية، وكان فيها 150 مدينة، وتحوي على عدد سكان يفوق المدن الأوروبية، ومن القبيلة الذهبية بدأ انتشار الإسلام بصورة أوسع، وبعد انهيار القبيلة الذهبية، ظهرت الخانات المستقلة، وكانت هذه خانات قازان وخانات أستراخان وخانات سيبيريا وغيرها".
ومن جانب آخر تناقش المحاضرة المشاكل المعاصرة للمسلمين في روسيا، وقد حدد المؤلف خمس مشاكل رئيسة، أولها تتعلق بحقيقة أن السلطات تدعم المسيحيين، فالكتب المدرسية يمكن أن تجد فيها ما يتعلق بالمسيحية وغيرها من الأديان، إلا الإسلام فلا يمكن أن تجده في الكتب المدرسية، والمشكلة الثانية أنه لا أحد يشارك في تعليم الإسلام، والمدارس الدينية القليلة لا تستطيع مساعدة الشباب على معرفة الإسلام الحقيقي، والمشكلة الأخرى لا يوجد مركز واحد للمسلمين في روسيا، والمشكلة الرابعة تتعلق بالمشكلة الاجتماعية والاقتصادية في روسيا الحديثة، والمشكلة الأخيرة متعلقة بدراسة الإسلام وتاريخه في روسيا الحديثة، بالرغم أنها ليست معزولة. وقال البروفيسور المحاضر: "أصبح المسلمون الروس أكثر اطّلاعا، وأتيحت لهم فرصة التواصل مع المسلمين من البلدان الأخرى، والذين يدرسون الإسلام وتاريخ الإسلام أصبح متاحا لتعريف الآخرين بتاريخ الإسلام في روسيا".
وأوضح البروفيسور المؤرخ أن اليوم في روسيا يتزايد دور الإسلام، وتتراوح أعداد المسلمين من 10 إلى 15 مليون شخص، كما استعرض المحاضر مجموعة من النصب التذكارية والمقتنيات والتحف التراثية تعود لوجود وانتشار الإسلام في روسيا.
ويعد البروفيسور والمؤرخ كوكولين فلاديسلاف هو استاذ في جامعة
حاصل على دكتوراة في العلوم التاريخية، وله باع طويل في عدد من الجامعات في عدد من الدول لتدريس الدين والتاريخ، وله عدة دراسات بحثية منشورة، وله اهتمامات لغوية بمجموعة من اللغات العالمية المختلفة منها الإنجليزية والصينية والألمانية والإيطالية والعربية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی روسیا
إقرأ أيضاً:
العراق يواجه جفافًا تاريخيًا غير مسبوق
26 مايو، 2025
بغداد/المسلة: يواجه العراق أزمة مائية غير مسبوقة، حيث انخفض مخزون المياه إلى أدنى مستوياته منذ 80 عامًا، نتيجة موسم أمطار ضعيف وتراجع تدفق نهري دجلة والفرات.
وأعلن خالد شمال، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، أن المخزون الاستراتيجي تقلص إلى حوالي 10 مليارات متر مكعب في 2025، مقارنة بـ18 مليارًا كانت متوقعة لبداية الصيف.
ويعزو المسؤولون هذا النقص إلى شح الأمطار، وقلة ذوبان الثلوج، وانخفاض التدفقات من تركيا وإيران، اللتين تسيطران على 70% من مياه النهرين عبر سدود ضخمة مثل سد إليسو التركي.
ويفاقم التغير المناخي الأزمة، إذ يُصنف العراق كخامس دولة عالميًا تأثرًا بالجفاف، مع تراجع تدفق المياه من 1350 مترًا مكعبًا في الثانية عام 1920 إلى أقل من 150 في 2021.
ويضطر العراق إلى تقليص المساحات الزراعية لضمان مياه الشرب لـ46 مليون نسمة، حيث اقتصرت الخطة الزراعية الصيفية لعام 2025 على 1.5 مليون دونم، مقارنة بـ2.5 مليون دونم في 2024.
وتشير بيانات وزارة الزراعة إلى خسارة 50% من الأراضي الزراعية خلال السنوات الأخيرة بسبب الجفاف. وتعاني الأهوار الجنوبية، رمز الحضارة العراقية، من تراجع حاد، مما يهدد التنوع البيولوجي وسبل عيش آلاف العائلات.
وتتكرر هذه الأزمة تاريخيًا، ففي 2008-2009، شهد العراق جفافًا قاسيًا أدى إلى نزوح 100 ألف شخص من شمال البلاد بسبب نقص المياه.
وتحاول الحكومة العراقية معالجة الأزمة عبر تشجيع تقنيات الري الحديثة، مثل الري بالرش، التي قللت استهلاك المياه بنسبة 50% في مناطق مثل كربلاء والنجف.
وأطلقت في 2025 مبادرة إقليمية خلال مؤتمر بغداد الدولي للمياه، بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لتعزيز التعاون مع تركيا وسوريا وإيران.
وتسعى المبادرة إلى حشد دعم دولي وضغط دبلوماسي لضمان حصة العراق المائية، رغم صعوبة المفاوضات مع إيران التي قطعت 28 رافدًا لنهر دجلة في 2008.
وتستمر بغداد في مواجهة تحديات داخلية، مثل التجاوزات على الأنهر والبنية التحتية المتقادمة، بينما تحذر الأمم المتحدة من جفاف النهرين بحلول 2040 إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts