واشنطن بوست: أمريكا لا تتوقع لأوكرانيا تحقيق أي مكاسب في الحرب مع روسيا خلال العام الحالي
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
ذكر مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاستراتيجية التي تتبناها الولايات المتحدة فيما يخص حرب أوكرانيا خلال العام الحالي لا تتوقع تحقيق أي مكاسب من جانب القوات الأوكرانية على القوات الروسية.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته كارين ديونج وإيميلي راوهالا، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعمل في الوقت الراهن على وضع استراتيجية طويلة المدى من أجل تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية خلال الحرب التي ما زالت مستعرة بين الطرفين منذ ما يقرب من عامين.
ويلفت المقال إلى أن الإدارة الأمريكية تعكف على وضع تلك الاستراتيجية على الرغم من التعثر الذي تواجهه داخل الكونجرس من أجل الموافقة على تقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى ما يربو على 60 مليار دولار.
ويوضح المقال أنه على ضوء الفشل الذي لحق بالقوات الأوكرانية خلال الهجوم المضاد الذي شنته العام الماضي على القوات الروسية، تقوم إدارة الرئيس بايدن في الوقت الحالي بوضع استراتيجية جديدة لا تشمل استعادة القوات الأوكرانية لأي من الأراضي التي فقدتها خلال المواجهات مع القوات الروسية منذ فبراير عام 2022.
ويضيف المقال أن تلك الاستراتيجية تسعى فقط لتمكين القوات الأوكرانية من عرقلة تقدم القوات الروسية والعمل في نفس الوقت على تعزيز القدرات القتالية للقوات الأوكرانية وتقوية الاقتصاد الأوكراني.
وينوه المقال إلى أن تلك الاستراتيجية تختلف تماما عن النهج الذي تبنته الولايات المتحدة والعديد من الدول الحليفة خلال العام الماضي والذي تضمن تدريب القوات الأوكرانية على الأسلحة المتطورة على أمل تحقيق تقدم ملموس في ساحة القتال وصد التقدم الروسي في جنوب وشرق أوكرانيا.
وأوضح المقال أن أحد أهم أسباب فشل الهجوم الأوكراني المضاد هو قوة تحصينات القوات الروسية على طول خط المواجهة.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات أحد كبار مسؤلي الإدارة الأمريكية التي يقول فيها أنه بات من الصعوبة بمكان قيام القوات الأوكرانية بهجوم مضاد مماثل خلال العام الحالي بعد فشل هجوم العام الماضي، مشيرا إلى أن المتاح حاليا هو تمكين القوات الأوكرانية من الحفاظ على المواقع التي تسيطر عليها والعمل على ضمان استمرارها في ساحة القتال ضد القوات الروسية.
ويضيف المقال أن الجهود الأمريكية في هذا الصدد تأتي في إطار مساعي عشرات الدول المساندة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا والتي تعهدت بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية لكييف على المدى البعيد.
ويعيد المقال إلى الأذهان في هذا السياق الاتفاق الذي توصلت إليه أوكرانيا وبريطانيا الأسبوع الماضي بشأن توفير المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا على مدار العشر سنوات القادمة، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تحذو فرنسا حذو بريطانيا خلال زيارة سوف يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأوكرانيا في وقت لاحق.
ويشير المقال في الختام إلى أن نجاح تلك الاستراتيجية من أجل دعم أوكرانيا والتي تشارك فيها عشرات الدول يعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة التي تشكل واحدة من أهم الدول الداعمة لكييف في حربها مع روسيا، موضحا أن الأمل مازال يحدو الإدارة الأمريكية على الوفاء بالتزامها لتوفير الدعم اللازم لأوكرانيا خلال العشر سنوات القادمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ماكرون روسيا أوكرانيا القوات الأوکرانیة تلک الاستراتیجیة القوات الروسیة خلال العام المقال أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
انتبهوا أيها السادة.. التاريخ يعيد نفسه!
في خضم معركة الوطن المستمرة، وفي ظل حرب وجود لا هوادة فيها، تتسلل إلينا مجددًا ظاهرة “البوستات الملغومة” – منشورات مدسوسة تُنشر بعناية فائقة، تُصاغ بأساليب احترافية، تنتجها غرف إعلامية تابعة لأجهزة متخصصة في الحرب النفسية والإعلامية، تدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية.
هذه الظاهرة ليست جديدة، بل هي تكرار مريب لسيناريو قديم صنع بدقة ومهّد الطريق لانقضاض تلك المليشيا على الدولة والشعب، صباح يوم 15 أبريل 2023 بعدما أُنهك الرأي العام وشُوّه الوعي الجمعي بشحنات متتالية من الأكاذيب والشائعات الممنهجة. واليوم، نشهد إعادة إنتاج ذلك المشهد المأساوي، في محاولة بائسة لإضعاف الجبهة الداخلية وكسر الثقة بين الجيش والشعب، وبين القوات المسلحة والقوات المشتركة.
لكن أخطر ما في هذه المنشورات ليس فقط كذبها الصريح، بل خطورتها تكمن في خلطها الماكر بين الحقائق والأكاذيب. تأخذ القليل من الوقائع، وتغمرها في سيل من التضليل والتشويه. فتصبح أقرب للصدق في أعين غير المدققين، وتزرع الشك في النفوس، وتبث الريبة في صفوف الشعب.
وقد امتدت هذه الحملات الممنهجة حتى طالت الشرطة السودانية، تحديداً في لحظة عودتها إلى الشارع لاستعادة دورها في ضبط الأمن وخدمة المواطنين في ظل الحرب المعقدة. جاءت الهجمات الإعلامية عليها بنفس الوصفة المسمومة: جرام من الحقائق وقنطار من الأكاذيب. محاولات لتشويه صورة الشرطة وتلطيخ جهودها، بينما هي تخوض معركة مزدوجة بين حماية المجتمع من الجريمة، ومساندة جهود الدولة في حفظ النظام العام وسط تحديات أمنية واقتصادية غير مسبوقة.
لقد سعت هذه المنشورات، خلال الأيام الأخيرة، إلى استهداف القوات المشتركة – وهي نموذج لتكامل المؤسسات الأمنية – بمحاولات لتأليب الرأي العام ضدها، أو لدق إسفين الفُرقة بينها وبين القوات المسلحة. ولم يكن خطاب الهالك حميدتي، زعيم المليشيا الإرهابية، بمنأى عن هذه الحملات؛ فقد تضمن سمومًا إعلامية حاولت التشكيك في وحدة الصف العسكري، وتصوير الصراع وكأنه صراع داخلي لا مع مليشيا تمارس الإبادة والنهب والتجنيد القسري وترويع المواطنين.
ما يجب أن نعيه تمامًا هو أن هذه “البوستات” ليست مجرد منشورات عشوائية أو آراء شخصية، بل هي جزء من مخطط إعلامي كامل، يستهدف الحرب المعنوية والنفسية، ويعمل على ضرب وحدة الصف الوطني من الداخل.
فانتبهوا أيها السادة!
العدو يحاربنا عبر الشاشات كما عبر السلاح. ومعركتنا اليوم تتطلب وعيًا يقظًا، ورفضًا قاطعًا لأي محاولة لزرع الفتنة بين الجيش والشعب، أو بين مكونات المنظومة الأمنية.
ليكن شعارنا: منشورك قد يكون رصاصة في خاصرة الوطن، أو درعًا يحميه.. فاختر بعناية. والتاريخ لا يرحم من يُعيد أخطاءه.
✍️ عمر محمد عثمان
14 يونيو 2025م
إنضم لقناة النيلين على واتساب