حذر إعلان عالمي وقّعت عليه شخصيات من أنحاء العالم من أن "الفظائع" الجارية في قطاع غزة تمثل تحديا أخلاقيا للعالم أجمع، رافضا في الوقت ذاته سياسة "غض النظر عن الجرائم الشنيعة ضد الإنسانية" بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

وضمت قائمة أول الموقعين على البيان أكثر من 100 شخصية من أنحاء العالم، من بينهم قادة دول وحكومات ووزراء سابقون وحائزون على جوائز دولية بارزة وعلماء مسلمون وقادة كنائس ومفكرون وكتاب وأدباء وفنانون من بلدان عدة.

وقال الإعلان "نواكب بأسى وغضب فظائع رهيبة تستهدف أكثر من مليوني إنسان من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، إن هذا يمثل تحديا أخلاقيا للعالم أجمع يستدعي يقظة إنسانية عاجلة ومراجعة مبدئية صارمة".

وأكدت الشخصيات العامة الموقعة على الإعلان الصادر بـ8 لغات رفضها "غض النظر عن الجرائم الشنيعة ضد الإنسانية الجارية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي تتخذ طابع الإبادة والتطهير العرقي".

واستنكرت بأقصى العبارات ما يحظى به ذلك من دعم عسكري وسياسي ودعائي متواصل من قوى دولية.

اختلالات جسيمة

وبيّن الإعلان أن هذه التطورات كشفت أن العالم يعاني اختلالات جسيمة وأزمة أخلاقية متفاقمة ومعضلة قيمية مستعصية وممارسات دعائية مضللة، محذرا من العواقب التي يجرها تغييب المواثيق والشرائع وإسقاط القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني على السلم العالمي ومصالح الشعوب.

وأكد أن "دعم الاحتلال العسكري وسياسات القهر والاضطهاد وحملات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب بسرديات تتذرع بالأخلاق والمبادئ والإنسانية هو تغليف مضلل يتخذ من الشعار الأخلاقي والمبدئي والإنساني أداة قتل وقهر واضطهاد".

وأشار الموقعون على الإعلان إلى أن "العدوان الرهيب الجاري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أفقد شعوبا وجماهير حول العالم ما تبقى لديها من ثقة بأخلاقيات النظام الدولي وبعمل العدالة الجنائية الدولية وبمفعول القيم والمبادئ والمواثيق والشعارات في الواقع".

وقالت الشخصيات إن "من بواعث الفزع أن تحتفي منصات دولية وسياسية وإعلامية بخطابات مكرسة لتبرير العدوان وتمجيد مقترفه ولوم ضحاياه وتحميلهم المسؤولية عن مصيرهم المرعب قتلا وسحقا وتعطيشا وتجويعا وتشريدا".

ورأى الموقعون أن "ما يجري في فلسطين يعيد إلى الأذهان فصولا مرعبة من ذاكرة العهد الاستعماري، إن هذا يؤكد أهمية فتح ملفات الاستعمار ومحاكمته أخلاقيا ومبدئيا واستلهام العظات اللازمة منه للحاضر والمستقبل".

احتكار الحقيقة

وحذرت الشخصيات الموقعة على الإعلان العالمي من نهج احتكار الحقيقة ومصادرة القيم والمبادئ وتشغيلها انتقائيا حسب مصالح القوى الدولية وفرض سردية أحادية على العالم تقوم على التحيز والغطرسة والتجاهل والتبرير.

وحذر الإعلان العالمي من أن "الرضوخ لخطابات تبرير الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب التي سمعت من منصات دولية وثقافية وإعلامية يمثل تهديدا للإنسانية جمعاء وليس للشعب الفلسطيني وحده".

ونبهت الشخصيات إلى أن "عالمنا يفتقد سلطة مساءلة أخلاقية تقف في وجه الغطرسة والسطوة وانتهاك المواثيق والشرائع وسياسات الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب والاضطهاد".

وحث الإعلان العالمي رواد الفلسفة والفكر والثقافة والأدب والفن وقادة المجتمعات الدينية والمدنية على النهوض بدورهم المبدئي والأخلاقي في إنصاف الحقوق والعدالة والحرية وكرامة الإنسان في فلسطين وفي كل مكان، وفي التصدي للظلم والقهر والاضطهاد والإبادة والتطهير العرقي والسياسات العنصرية.

وانتهى الإعلان العالمي إلى أن "عالما يحدد موقفه من الفظائع والانتهاكات طبقا لهوية الجاني وهوية الضحية هو عالم لا أمان فيه ولا حقوق ولا عدالة، ولن تتورع دوله وجيوشه عن الفتك ببعض البشر، لتمكين بعض السياسات التي تقدم مصالحها على التزاماتها المعلنة"، كما ورد فيه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الإبادة والتطهیر العرقی الشعب الفلسطینی فی الإعلان العالمی فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: أردوغان زعيم عالمي وأحد أقوى الرجال في العالم

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحول تدريجيا إلى زعيم عالمي وأصبح أحد أقوى الرجال في العالم، بخطواته القوية في الدبلوماسية الدولية والعالمية”.

وجاء في المجلة، حسب ما ترجمت “وكالة أنباء تركيا”:

خلال الأسبوع الماضي فقط، أثبت أردوغان نفوذه اللافت من خلال دوره الحاسم في عدة جبهات جيوسياسية، ما عزز مكانته كلاعب مركزي في المنطقة وخارجها.

دور محوري في الأزمات الإقليمية والعالمية

أردوغان، الذي يقود تركيا منذ أكثر من عقدين، أظهر قدرة استثنائية على التأثير في الأحداث الدولية. فقد أشرف مؤخرًا على إنهاء تمرد استمر أربعة عقود شنه تنظيم PKK (الإرهابي) وهي خطوة عززت استقرار تركيا داخليًا.

وعلى الصعيد الخارجي، لعب دورًا حاسمًا في إقناع ترامب برفع العقوبات عن سوريا، بل وتسهيل لقاء ترامب مع الزعيم السوري أحمد الشرع خلال زيارة بارزة إلى السعودية، وهي الرحلة الأولى لترامب في ولايته الثانية.

ولم يكتفِ أردوغان بذلك، بل استضافت تركيا محادثات نووية حساسة بين أوروبا وإيران، بالإضافة إلى مفاوضات حربية بين روسيا وأوكرانيا.

هذه الخطوات جاءت في وقت يسعى فيه ترامب لقيادة جهود دبلوماسية في هذه القضايا، حيث يبدو أردوغان الزعيم الوحيد القادر على دعم رؤيته.

وصفة نجاح أردوغان

يُرجع جغري إرهان، كبير مستشاري أردوغان، نجاحه إلى أربعة عوامل رئيسية:

الخبرة الطويلة: قاد أردوغان تركيا لأكثر من 23 عامًا، مما جعله على دراية تامة بالديناميكيات الإقليمية والعالمية.

الموثوقية: يحظى أردوغان باحترام حتى من الدول المعادية لالتزامه بوعوده.

النفوذ الإقليمي: دوره في سوريا، ليبيا، والقوقاز يعكس قدرته على التأثير في الصراعات المعقدة.

الرؤية المستقبلية: يسعى لإصلاحات عالمية، مثل توسيع مقاعد مجلس الأمن وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

وبدأ أردوغان من بدايات متواضعة في ولاية إسطنبول، وصعد عبر صفوف أحزاب إسلامية قبل تأسيس حزب “العدالة والتنمية” في 2003، ثم تولى الرئاسة في 2014، حيث عزز صلاحيات المنصب.

تأثير إقليمي واسع

وامتد نفوذ أردوغان إلى دعم الحكومة الليبية في طرابلس، ومساندة أذربيجان في ناغورنو- قره باغ، ودعم الثوار السوريين ضد بشار الأسد.

كما توسط في تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مما عزز دوره كوسيط دولي.

علاقة وثيقة مع ترامب

وأشاد ترامب بأردوغان، واصفًا إياه بـ”الذكي والقوي”، وعرض التوسط في الخلافات بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي.

وعلى الرغم من توترات سابقة، مثل قضية القس برونسون وعقوبات أس-400، يبدو أن العلاقة تتحسن في ظل إدارة ترامب الثانية.

تركيا في قلب النظام العالمي

ويعزو المحللون صعود تركيا إلى موقعها الجيوسياسي، وقوتها العسكرية والاقتصادية، واستقرارها تحت قيادة أردوغان.

ومع إعلانه عن “قرن تُركيا”، يسعى أردوغان لإعادة تركيا إلى مكانة عالمية شبيهة بالإمبراطورية العثمانية، مع تحديات تتعلق بانتقادات داخلية وتوازن العلاقات مع الغرب وروسيا والصين، حسب المجلة ذاتها

 

مقالات مشابهة

  • صفقات الأهلي تتوافد علي القاهرة قبل الإعلان الرسمي عن إنضمامها
  • الإعلامي الحكومي: العدو الإسرائيلي سيطر على 77% من قطاع غزة بالتطهير العرقي
  • وزير خارجية ماليزيا: الصمت الدولي أمام الجرائم في غزة يعكس خللاً أخلاقيًا خطيرًا
  • جامعات دولية تحذّر: حظر الطلاب الأجانب في هارفارد يهدد مستقبل التعليم
  • مجلة أمريكية: أردوغان زعيم عالمي وأحد أقوى الرجال في العالم
  • عطل عالمي يضرب منصة "إكس"
  • عاجل || عطل عالمي يشل منصة “X”
  • إعلان تميمة كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً في تشيلي
  • عضو المجلس الوطني الفلسطيني: الدور المصري ركيزة أساسية لنصرة قضيتنا
  • الضفة الغربية تحت نيران الاقتحامات والتطهير العرقي