هل عاد التصعيد بين الجزائر والمغرب؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
بقلم: نزار بولحية
من يذكر تصريح وزير الخارجية الجزائري الذي قال فيه، قبل شهر من الآن وفي حديث أجرته معه قناة «الجزيرة» على منصة أثير إنه «يمكن اعتبار الجزائر أكثر ميلا إلى البحث عن حل سريع»، مع المغرب؟ لا شك في أن كثيرين يستحضرون تلك الكلمات جيدا، لكن هل كانت تلقائية وعفوية إلى حد أنها بقيت عابرة ومحدودة الأثر؟ أم أنها قرئت في الأصل بشكل خاطئ ومغاير للواقع ومناف لسياقها ومضمونها الدبلوماسي الصرف والمغرق جدا في التفاؤل، في حين أنها عكست فقط تطلعا من جانب أحمد عطاف إلى تحقيق أمنية صعبة، لم يكن هناك من سبيل للعمل بقوة على تحقيقها؟
وإن كان الأمر فعلا على ذلك النحو فهل يمكن القول إذن وعلى ضوء ما حدث من تطورات جديدة، إن آخر الآمال الواهنة التي انتعشت بعد تلك الكلمات في أن يتوصل البلدان المغاربيان، ولو إلى الاتفاق على خطوات تهدئة قد تساعد على تهيئة الأرضية أمام التطبيع بينهما، قد تبددت تماما، وعاد الطرفان بالتالي مجددا إلى نقطة الصفر؟
لا شك في أن الأخبار التي تداولتها بعض المصادر الإعلامية قبل أيام حول ممارسة السلطات الجزائرية لضغوط على بعض شركات النقل البحري العالمية، من أجل تغيير مسار رحلاتها حتى لا تمر شحناتها وهي في طريقها إلى الجزائر بميناء طنجة المغربي، وترسو بدلا منه في موانئ إيطالية وإسبانية، تعطي انطباعا بذلك، وتطرح السؤال حول الغاية من وراء تلك الخطوة، وسبب اختيار الجزائريين لها، في وقت لم تظهر فيه في الأفق أي مستجدات، أو عوامل طارئة في ارتباط بعلاقتها بجارتها الغربية من شأنها أن تجعل من تلك الإمكانية مرجحة وواردة.
إن آخر ما حصل هناك قبل أيام هو إعلان سلطات مالي، الخميس الماضي عن «إنهاء العمل بأثر فوري» باتفاق الجزائر الذي وقع قبل تسع سنوات بين الحكومة المالية وجماعات مسلحة. وفي بيان تلي في التلفزيون الرسمي المالي قالت سلطات باماكو إنه «لم يعد ممكنا الاستمرار في الاتفاق بسبب عدم التزام الموقعين الآخرين بتعهداتهم و»الأعمال العدائية» التي تقوم بها الجزائر، وهي الوسيط الرئيسي في الاتفاق ووجهت لها الاتهام بـ»التدخل في الشؤون الداخلية لمالي» واصفة ذلك بأنه «يقوض الأمن الوطني وسيادة مالي» ومدعية أيضا أن جارتها الجزائرية ترغب في الإبقاء على نظام عقوبات الأمم المتحدة ضد الدولة المالية. وهذا ما دفع الخارجية الجزائرية لأن ترد الجمعة الماضي ببيان قوي قالت فيه، إن «الجزائر اطلعت بكثير من الأسف والقلق البالغ على إدانة السلطات المالية لاتفاق السلام والمصالحة في مالي»، وإنها إذ تحيط علما به فإنها تود الإشارة إلى خطورته الخاصة بالنسبة إلى مالي نفسها وإلى المنطقة برمتها، التي تتطلع إلى السلام والأمن وللمجتمع الدولي برمته الذي وضع كل ثقله ووسائله المتعددة لمساعدة مالي على العودة إلى الاستقرار من خلال المصالحة الوطنية». ومن الواضح أن ذلك يعني أن التوتر في العلاقات الجزائرية المالية قد دخل مرحلة جديدة، في الوقت الذي كان مرجحا أن يتم تطويق التصعيد الذي حصل بعد استدعاء البلدين لسفيريهما منتصف دجنبر الماضي، خصوصا مع عودة السفير الجزائري إلى باماكو إلى مقر عمله في الأسبوع الأول من الشهر الحالي. لكن ما علاقة المغرب بذلك؟ وهل إن الرباط هي من تقف وراء التدهور الخطير في علاقة الجزائر بمالي؟ من الواضح أن الجزائريين يمتنعون حتى الآن عن توجيه أي اتهام مباشر للسلطات المغربية بأنها المسؤولة عن ذلك لكن وسائل إعلامهم لا تتردد في النظر بكثير من الشك والريبة لتزايد النفوذ المغربي في منطقة الساحل. فالمبادرة التي أطلقها العاهل المغربي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لتسهيل استفادة دولها التي ليس لها أي منفذ على البحر من موانئ المحيط الأطلسي أربكت كثيرا من الحسابات. وفي الوقت الذي بدأ فيه البرود يسيطر على علاقة السلطات المالية بنظيرتها الجزائرية، حل وزير الخارجية المالية أواخر العام الماضي بمراكش وصرح بعد حضوره اجتماعا وزاريا نظم هناك حول تلك المبادرة أن «المغرب شكّل دوما شريكا موثوقا لمالي يمكن أن تنخرط معه في مشاريع طويلة الامد». لكن هل رأت الجزائر في ذلك نوعا من التهديد لمصالحها أو حتى الاستحواذ على ما كانت تعتبرها نوعا من الامتداد أو جزءا مما تعده المجال الحيوي لها؟ حتى إن بدا الأمر بالنسبة لها على ذلك النحو فإن ردة فعلها قد لا تبدو مناسبة لا في المكان ولا في التوقيت. وربما لم يكن من قبيل الصدفة أن عادت رئيسة العمال الجزائرية الاثنين الماضي إلى إطلاق تصريحات حول دور الإمارات في المنطقة، كان أبرز ما جاء فيها أن على الجزائر أن تتعامل «بطريقة ذكية»، كما قالت مع ما يجري في مالي قبل أن تصرح بأن تلك الدولة الخليجية «تحرض على حرب بين الجزائر والمغرب»، وأنه من الضروري الحذر من مثل تلك المخططات. لكن ما لم تقله هو إن كان استمرار القطيعة بين البلدين سيكون مفيدا في تلك الحالة أم لا، وهذا ما يتعين الان على الجزائريين الحسم فيه وبسرعة.
كاتب وصحافي من تونس
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
الكاتب العام لولاية جهة مراكش يزور معرض “جسور” ويؤكد أنه يمثل عمق العلاقات الأخوية بين المملكة والمغرب
المناطق-واس
زار الكاتب العام لولاية جهة مراكش آسفي أولعيد لمسفر معرض “جسور” الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، وذلك في مدينة مراكش.
وأكد أولعيد لمسفر أن المعرض يزخر بمحتوى متنوع يعكس البعد الثقافي والديني ويجسد الاهتمام الكبير بخدمة الإسلام والمسلمين، موضحًا أن إقامة نسخته الثانية بالمملكة المغربية والسابعة عالميًا يمثل عمق العلاقات الأخوية ومدى التعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين، ويعكس حرصهما المشترك على خدمة الشأن الإسلامي بمختلف جوانبه في مختلف أنحاء العالم.
أخبار قد تهمك حالة الطقس المتوقعة اليوم 17 مايو 2025 - 7:16 صباحًا تشلسي يفوز على مانشستر يونايتد في الجولة الـ (37) من الدوري الإنجليزي الممتاز 17 مايو 2025 - 2:58 صباحًاويعد معرض “جسور” أحد أبرز مشاريع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الهادفة إلى تبادل الخبرات والتجارب، وتعزيز القيم الإسلامية القائمة على الاعتدال والوسطية، وتأكيد عمق الروابط الأخوية بين البلدين، إلى جانب تسليط الضوء على الجهود السعودية في المجالات الدعوية والإنسانية والاجتماعية حول العالم.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 17 مايو 2025 - 7:24 صباحًا شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد17 مايو 2025 - 2:54 صباحًاالمملكة تحتل المركز الثاني عالميًا بعد الولايات المتحدة في جوائز “آيسف الكبرى” أبرز المواد17 مايو 2025 - 2:51 صباحًاالمنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 23 جائزة في مسابقة آيسف 2025 أبرز المواد17 مايو 2025 - 2:48 صباحًاصدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة لـ 200 مواطن ومواطنة لتبرعهم بأحد أعضائهم الرئيسة أبرز المواد16 مايو 2025 - 11:53 مساءًحرس الحدود بمنطقة جازان يقبض على (4) مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم (80) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر أبرز المواد16 مايو 2025 - 11:53 مساءًمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية توقع اتفاقية لتعزيز التعاون في علوم الأرض والفضاء17 مايو 2025 - 2:54 صباحًاالمملكة تحتل المركز الثاني عالميًا بعد الولايات المتحدة في جوائز “آيسف الكبرى”17 مايو 2025 - 2:51 صباحًاالمنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 23 جائزة في مسابقة آيسف 202517 مايو 2025 - 2:48 صباحًاصدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة لـ 200 مواطن ومواطنة لتبرعهم بأحد أعضائهم الرئيسة16 مايو 2025 - 11:53 مساءًحرس الحدود بمنطقة جازان يقبض على (4) مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم (80) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر16 مايو 2025 - 11:53 مساءًمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية توقع اتفاقية لتعزيز التعاون في علوم الأرض والفضاء حالة الطقس المتوقعة اليوم حالة الطقس المتوقعة اليوم تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن