مدينة "وطفه" الأثرية قرية أولمبية من العصر الرومانى بالفيوم
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
على بعد عدة كيلومترات الى الشرق من معبد قصر قارون تقع مدينة " وطفة " وهى واحدة من المناطق الاثرية فى مركز يوسف الصديق وتبعد مسافة 55 كيلومتر جنوب غرب مدينة الفيوم وعلى مسافة 5 كيلو مترات الى الجنوب من بحيرة قارون وتضم مدينة من العصر اليونانى الرومانى وتبدأ من عصر بطلميوس الثاني واستمرت عامرة حتى القرن الرابع الميلادى.
يقول سيد عوض محمد شعيب كبير مفتشى الاثار بالفيوم ان هذه المدينة الاثرية تعمل بها بعثة المانية تابعة للمعهد الالمانى بالقاهرة برئاسة الدكتورة كورنيللا رومر واكتشفت فى المنطقة فى عام 2017 بقايا جمانيزيوم من العصر اليونانى الرومانى يحيط به "تراك" مخصص للجرى واداء التمارين بالاضافة الى مكان كان يستخدم كساقية او ربما حمام سباحة مما يشير الى انه ربما كانت هناك قرية اوليمبية فى هذا الموقع خاصة انه كان يقطن فيه 800 من المصريين و400 من اليونانيين وكانت البعثة قد كشفت فى سنوات سابقة عن بقايا ربما تكون لمعسكر رومانى ومجرى لقناه قديمة ومبنى لبرج مراقبة منسوب المياه فى القناه والاحواض , والقناة تتجه من الشرق إلى الغرب حتى قصر قارون. كما تمتد بها أيضاً بقايا القنوات القديمة التى كانت تقوم على ري الأراضي الزراعية حتى القرن الرابع الميلادي وإندثار المدينة بسبب عدم وصول مياة الري إليها .
شق الترع والقنوات..
ويضيف "شعيب" ان بقايا المدينة -الموقع الأثري الحالي- تقع على مساحة كبيرة غرب الطريق الموصل إلى محمية وادي الريان ووادي الحيتان وسميت "فيلوتيريس" نسبة لاسم فيلوتيرا اخت بطليموس الثانى, والتى توفت عام 272 قبل الميلاد . وترجع اثارها للعصرين البطلمي والرومانى. وان وطفه كانت ضمن سلسلة القري التى تم انشائها فى العصر البطلمي نتيجة زيادة مشروعات إستصلاح الأرضي وشق الترع والقنوات, وكانت إحدى قري القطاع الذي يضم قري الحامولي القديمة وقليون وقصر البناتوبطن هريت وقصر قارون, بالإضافة إلى بعض القري الصغيرة الأخرى والتى إندثرت ولا نعلم عن الكثير منها إلا أسمها فى البردي اليوناني. وذُكرت القرية كثيراً فى البردي اليوناني والذي يشير إلى أن كثيراً من العسكريين أو الفرسان اليونانيين كانوا يملكون مئات الأفدنة الزراعية بها.
أما بالنسبة لبداية إعمار القرية فكان عدد السكان فى النصف الثاني من القرن الثالث قبل الميلاد وذلك من خلال قوائم الضرائب 719 دافعي ضرائب في فيلوتيريس ، تقريبًا مثل ما هو موجود في ديونسياس (قصر قارون) المجاورة إذا ضاعفنا دافعي الضرائب البالغين بمقدار 1,5 ، فإن عدد السكان سيقف عند حوالي 1080, ومن المحتمل أن تكون النخبة اليونانية من الفرسان لم يتم تضمينهما في هذا الرقم.
ومثل معظم قرى الفيوم فإن وطفه كانت تعبد التمساح ويبدو أنه كان هناك بالفعل معبد للمعبود التمساح في القرية, ففي مبنى به أربعة جدران صلبة من الحجر الجيري في الركن الشمالي الغربي من الموقع تم العثور على عظام تمساح متناثرة. وكان هذا بلا شك مزارًا للمعبود التمساح سوخوس في أحد أشكاله المتعددة.
وأخيراً فيبدو أن موقع آثار واطفة لا يزال يحتفظ بالكثير من المعلومات الأثرية الهامة التى سوف تسفر عنها الحفائر والدراسات العلمية والتى تتولاها الأن البعثة الألمانية.
22 44المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قصر قارون معبد المناطق الأثرية مركز يوسف الصديق بحيرة قارون
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس: منطقة أبو مينا الأثرية هي بقعة مقدسة يفتخر بها كل المصريين
تفقد، أمس، قداسة البابا تواضروس الثاني منطقة "أبو مينا" الأثرية بالإسكندرية التي يقع في داخلها دير الشهيد مار مينا العجائبي بمريوط، بمشاركة وزير السياحة والآثار السيد شريف فتحي، والفريق أحمد خالد حسن محافظ الإسكندرية، والسيدة نوريا سانز مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، والدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية.
ويأتي هذا في سياق الاهتمام الذي توليه الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي، بترميم وتطوير الآثار المصرية، ومن بينها الآثار القبطية حيث توجه اهتمامها إلى مناطق الفسطاط بالقاهرة وأبوفانا بالمنيا، وأبو مينا بالإسكندرية.
ومن جهة منطقة "أبو مينا" تركزت جهود الدولة في الآونة الأخيرة بالاشتراك مع الدير على خفض منسوب المياه الجوفية حفاظُا عليها من خطر الاندثار، الأمر الذي أثمر دعم هيئة اليونسكو لخطط ترميم المنطقة، التي تم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمية عام ١٩٧٩، بغية تجهيزها لتصبح أحد نقاط الحج المسيحي الهامة عالميًّا، بينما أدرجتها هيئة اليونسكو كأثر عالمي عام ٢٠٠١.
ويوجد بمنطقة "أبو مينا" مذبح الكنيسة الأثري وقبر الشهيد مار مينا، والمعمودية، بالإضافة إلى بقايا معالم المدينة القديمة.
ومن المقرر البدء في ترميمها بعد عام من الآن، عقب الانتهاء من أعمال خفض منسوب المياه الجوفية، العملية التي تشارك في إنجازها، إلى جانب وزارة السياحة والآثار، ودير "مار مينا"، وزارة الزارعة التي غيرت نظام الري في المنطقة من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط، وكذلك تم التخلص من الحشائش المنتشرة في المنطقة التي كانت تعيق الأعمال فيها، وتم أيضًا تزويد المنطقة بمصارف للمياه في كل الاتجاهات لصرف المياه وتجنب تراكمها في المنطقة.
وأثنى قداسة البابا على الجهود المبذولة من الدولة بكافة قطاعاتها، للحفاظ على هذا الأثر المصري الهام، لافتًا إلى أن هذه المنطقة هي بقعة مقدسة على أرض مصر يفتخر بها كل المصريين، وشهدت آلاف المعجزات، وفي القرن السادس سميت بالمنطقة المرمرية نظرًا لأنها كانت مكسوة بالرخام، وهي تعد مقصدًا سياحيًّا عالميًّا ووطنيًّا، حيث يأتيها سائحون من كل العالم، وأيضًا زوار من المصريين، مسلمين ومسيحيين، يأتون ليتباركوا من القديس مينا، لذا فهي منطقة تمثل صفحة مضيئة في التاريخ المصري، وتقدم لنا رسالة روحية ووطنية وثقافية.
ونوه قداسته إلى أن من بين رهبان منطقة أبو مينا خرج سبعة رهبان في القرن الرابع إلى أيرلندا حيث بشروا فيها، وحاليًّا توجد كنيسة تحمل اسمهم هناك.
وأوضح قداسة البابا أن الأديرة القبطية تعد طاقة مضافة للمجتمع والوطن، فالراهب بمعيشته في الدير لا ينعزل عن المجتمع، بل في نظام الرهبنة يجب على الراهب أن يوزع وقته بين العبادة والدراسة والعمل، ونتاج عمله وفكره ينتفع به المجتمع.