الثورة نت:
2025-07-08@06:08:01 GMT

قراءة في تداعيات اللحظة..

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

 

هي أشبه بكابوس يسيطر على الوعي الجمعي، كابوس ليس لتداعياته أفق أو نهاية، خاصة أن كل أطرافه أو صناع هذا الكابوس يغلبون (الذاتي) على (الموضوعي) في صراع تراجيدي عبثي يفرض فيه (شايلوك) ثقافته وقانونه..!
بين قانون (شايلوك) المرابي اليهودي في مسرحية وليم شكسبير (تاجر البندقية) وبين خيارات (شمشون) الكنعاني الذي هدم المعبد عليه وعلى أعدائه، يتجلى المشهد الوطني والقومي ويتلحف برداء انتهازية المتصارعين الباحثين عن ذاتهم على أنقاض وطن وأمة وتطلعات وأحلام شعب عربي كل ذنبه أنه وقع أسيراً لنخب تجردت من كل صلة لها به ولم تعد ترى فيه أكثر من كونه (حصان طروادة) تستغله للوصول إلى أهدافها الذاتية.

.!
وفق قانون (نظام التفاهة) فإن ثمة نخباً تجاوزت بتفاهتها هذا القانون وشروطه، كما تجاوز هنا الانتهازيون بسلوكهم الانتهازي شروط (ميكافيللي) بانتهازيته ومبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة)..
ثمة ( فنتازيا) عبثية تكرس قانونها الاستثنائي الذي ترى فيه أطراف الصراع فرصة لفرض خياراتها والانتصار لأهدافها الذاتية على حساب كل ماهو موضوعي (والموضوعي) هنا هو الوطن الواقع بين حراب المتحاربين وسهام الآخر الخارجي الباحث بدوره عن مساحة للنفوذ تأمينا لمصالح خاصة به مرتبط تحقيقها بانتصار أي من الأطراف المحلية المتصارعة، لأن المنتصر المحلي سيكون هو الوكيل الأقوى والأفضل للآخر الخارجي، بمعنى أن الوطن باقٍ في ( بازار النخاسة) إلى أجل غير معلوم..!
ليس ثمة مشروع جامع، كما هو الحال بالنسبة للجغرافية الكلية التي تتنازعها محاور النفوذ فيما القائمون عليها _مجازا _ عاجزون عن امتلاك قرارهم، بمعنى أن تداعيات اللحظة _ وطنيا _ ليست إلا انعكاسا لتداعيات اللحظة _قوميا _ حالة تعبر أو بالأصح تؤكد حالة الفراغ الجيوسياسي والاستراتيجي على الصعيدين الوطني والقومي، وهي حالة تنم عن غياب المشاريع الوطنية والقومية وغياب التأثير والقرار الوطني والقومي، الأمر الذي جعل الجغرافية الجزئية والكلية خاضعة لصراع محاور النفوذ الإقليمية والدولية التي اختارت الجغرافية العربية مسرحا لمبارزتها وساحة لصراعها في تأكيد على أن القائمين على هذه الجغرافية المستباحة ليسوا إلا (بيادق) تحركهم أنامل خارجية وليس لهم رأي أو قرار فيما يعتمل على خارطتهم وحتى في مواقفهم التي يمارسونها حسب الطلب..
يمكن وصف ما يجري على الخرائط الوطنية والقومية بأنها ملهاة تمارس وفق أعلى درجات العبث والسخرية من الأمة وحقيقة وجودها وقدراتها وإمكانياتها وتراثها الحضاري والإنساني.. نعم مرت الأمة هذه بالكثير من الانتكاسات والهزائم لكنها لم تعش يوما حالة الاستلاب العبثي الذي تعيشه اليوم رغم مزاعم البعض عن إمكانيات وقدرات وحضور إعلامي منمق ساخر من هوية الأمة ودورها ورسالتها الحضارية..!
مشاهد مقززة تعكس حالة الانحدار التي بلغتها الأمة، بدءاً من الخليج المترف بعبث التسوق والرفاهية المصطنعة التي تشير كل مظاهرها إلى حالة انحطاط سلوكي وحضاري غير مسبوقين في التاريخ، إلى الشرق المثخن بحراب التنافس الجيوسياسي بين محاور النفوذ، فتبدو الأمة (كغانية حسناء) يتهافت عليها أمراء من غير أهلها وكل أمير يسعى بجعلها (محضية) خاصة له دون غيره..
بيد أن من سخرية الأقدار أن نجد (الفلسطيني) المحتل أرضه والمشرد من وطنه والواقع تحت سنابك خيول احتلال عالمي تقوده الصهيونية العالمية، هذا الفلسطيني المقاوم هو اليوم الرقم الصعب في الأمة والوحيد الذي يدافع عن وجودها الحضاري، فيما الآخرون الذين يتمتعون بقدر من استقرار مزيف يلهون بعيدا عن استحقاقات اللحظة تاركين هذا الفلسطيني وحيدا في المواجهة غير مدركين أن هذا الفلسطيني هو الذي يخوض المعركة دفاعا عن وجودهم وعن عبثهم ولولاه لما تمكنوا حتى من ممارسة عبثهم أو الحفاظ على مشاهد انحطاطهم الحضاري والتاريخي..!!
لقد تحولت الجغرافية العربية إلى مسرح لصراع دولي ليس لأي من أنظمته مكانة أو دور في هذا الصراع الذي تدفع ثمنه الأمة من وجودها السيادي والحضاري فيما أنظمتها غارقة في ( مخادع العبث)، أنظمة جعلت من أقطارها بمثابة (مواخير) و(بازارات) تباع فيها السيادة والكرامة والحرية والاستقلال مقابل أموال مدنسة، أموال يا ليت أنها ستكفي لجعل هذه الأنظمة مستقلة اقتصاديا، بل تضاعف من تبعيتها وارتهانها وتعمل على تطويق رقاب شعوبها بمزيد من سلاسل العبودية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تحذير أممي من تداعيات إنسانية كارثية في غزة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة جلسة ثانية من مفاوضات التهدئة في غزة من دون تقدم الأمم المتحدة توصي بتشكيل حكومة جديدة في ليبيا لتنظيم الانتخابات

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أمس، أن الأوضاع في قطاع غزة تشهد انهياراً خطيراً في مستوى الأمن الغذائي، في ظل تفاقم المجاعة ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما يعرض حياة العديد من المدنيين لخطر الموت جوعاً.
وذكر المكتب في بيان له، أن الأسر في غزة تُجبر على المجازفة بحياتها للحصول على الطعام، موضحاً أن معدلات سوء التغذية الحاد تضاعفت بين الأطفال، بينما يوشك مخزون حليب الرضع على النفاد، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
وقال بيان «أوتشا» إن مخزون الوقود في غزة قارب على النفاد تقريباً، ما يهدد بانهيار الخدمات الأساسية، محذراً من «أنه إذا لم يُعالج هذا الوضع، فسنشهد خسائر فورية في الأرواح». وأضاف: «لقد نفد الوقود فعلياً في هذه المرحلة، كل ما كان لدينا داخل غزة تم تخصيصه وتوزيعه، ما لم يدخل المزيد من الوقود، فإن العمليات الإنسانية بأكملها ستتوقف تماماً».
وأضاف أن منشآت المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية في القطاع المدمر آخذة في التوقف تدريجياً، لافتاً إلى أن المستشفيات والنقاط الطبية القليلة التي لا تزال تعمل مهددة بالإغلاق في أي لحظة.
وتشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» إلى أن أكثر من 80 % من الأراضي الزراعية في غزة، تعرضت لأضرار مباشرة، بينما دمرت 71.2% من البيوت المحمية الزراعية، وتوقفت معظم آبار الري عن العمل، كما أن ما لا يقل عن 61.5%  من الأراضي الزراعية في خان يونس قد دمرت أو أصبحت غير قابلة للزراعة.
ويشهد الوضع الإنساني في غزة تدهوراً كارثياً منذ 2 مارس الماضي، عقب إغلاق إسرائيل كافة المعابر المؤدية إلى القطاع، ما حال من دون دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وفاقم معاناة المدنيين.
وفي السياق، قال برنامج الأغذية العالمي، أمس، إن جميع أنظمة الغذاء في قطاع غزة «على وشك الانهيار» ومعظم الأسر في القطاع بالكاد تتناول وجبة واحدة يومياً، جراء الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على القطاع منذ عدة أشهر.
وفي رسالة نشرها عبر حسابه على منصة «إكس»، أفاد البرنامج الأممي، أن «وقف إطلاق النار في غزة يهيئ الظروف اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وواسعة النطاق».
وأضاف: «معظم الأسر في قطاع غزة بالكاد يتناولون وجبة واحدة يومياً».
وتابع: «لا يزال الشعور بالخوف من المجاعة والحاجة الماسة للغذاء مرتفعاً في غزة».
وأشار البرنامج إلى أن الأمن الغذائي في غزة وجميع أنظمة الغذاء «على وشك الانهيار».
وذكر أن «إحدى أسر غزة أخبرتنا أن الحرارة الشديدة ونقص الغذاء تسببا في فقدان الوعي عند بعضهم».
ولفت إلى أن «الكثير من الناس يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على كيلو واحد من الطحين».
وحتى 29 يونيو الماضي، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على «المساعدات الأميركية الإسرائيلية» قرب مراكز التوزيع منذ 27 مايو الماضي، بلغ نحو 580 قتيلاً وأكثر من 4 آلاف و216 مصاباً، إضافة إلى 39 مفقوداً.

مقالات مشابهة

  • تحذير أممي من تداعيات إنسانية كارثية في غزة
  • أستاذ علاقات دولية: مصر رفضت مخطط تهجير الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى
  • أسامة السعيد: الاهتمام المصري بأمن واستقرار الصومال ليس وليد اللحظة
  • الكرملين: دول بريكس تتعاون فيما بينها بناء على مصالحها المشتركة
  • التقدم والاشتراكية يحذر من تداعيات الأوضاع الدولية التي باتت تتسم بالتوتر والاضطراب
  • قراءة في كتاب: “من أسرار الذِّئب”
  • انقذها في اللحظة الاخيرة
  • نقيب الصحفيين: ما نحتاجه اليوم هو واقع يليق بصمود الشعب الفلسطيني
  • شاهد.. قراءة في فوز ريال مدريد المرهق على دورتموند بكأس العالم للأندية
  • في الروحانية السياسية..كيف عايش فوكو الثورة الإيرانية ؟!